العيش في سلام وأمان

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63

قال السيد المسيح :
25 «لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟
26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
27 وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
28 وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
29 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
32 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ( متى 6 )

ان الامان والسلام الحقيقي لا يأتي من الوهم، ولا هو مشاعر جميلة نستطيع ان نتقلدها كل يوم... كما انه من الوهم ايضًا ان نضن ان السلام والامان يأتيان من اللأشياء. فالممتلكات جماد، لا يمكنها ان تعطي شيء، بل على العكس - يمكنها ان تزيد من قلقنا واتعابنا. ان السلام والامان الحقيقيين يأتيان فقط من حالة واحدة: الضمان الأبدي - إذ يشعر الانسان انه لو مهما حدث، فان حياته مضمونة في يد قدير اكبر من كل الظروف هذا الكون. وحتى لو مات! فهو ذاهب إلى مكان أفضل من هذه الحياة، فالموت عنده ربح وليس خسارة - وهذا فارق كبير مقارنة بطريقة تفكيرنا الاعتيادية. فكلام السيد المسيح في هذا النص لا يمكن حتى استيعابه، ناهيك عن تحقيقه في الحياة، ما لم نكن قد سلّمنا كل شيء بيد الله. ومعنى ذلك، اننا نعترف اننا حتى انفسنا لسنا ملك انفسنا، بل نحن ملك الله وسنفعل كل شيء بحسب كلمته - فسنسخر اموالنا، قدراتنا، افكارنا بصورة كاملة من اجل عيش حياة ترضي الله. إن فعلنا ذلك، فما عدنا نعيش لأنفسنا، وما عادت املاكنا، وقتنا، جهودنا، او اموالنا ملكًا لنا. في هذه الحالة فقط، سنستطيع ان نحصل على هذا اليقين الثابت العظيم: انه لو مهما حصل، فان حياتنا مضمونة. ان هذا الضمان هو الذي يدفعنا للمغامرة، وللتطوير والتغيير والبناء - بدونه نبقى خائفين نركض حياتنا كلها من اجل توفير شيء (مستقبل) مطمئن، إلا انه مجرد كذبة صدّقها الناس وقضوا حياتهم كلها خوفًا منها.
فهل تترك كل شيء، وتحصل على الضمان؟ ام ستتمسك بكل شيء؟


30698626_1909628985778052_2501438079026331648_n.jpg
 
أعلى