هاتعبك معايا لان الأفكار عندي كلها ملخبطة في موضوع الغضب والتاديب والعقاب
الله لا يغضب والتعبير بشري لوصف احساس الله علي أفعالنا
إله لا يعاقب بل يتركه لشرة والعقاب نتيجة الشر وليس من الله نفسه
إلله يؤدب الإنسان لرجوعه وليس لعقابه
ما رائك صح ولا غلط
شوف يا غالي باختصار علشان بس مش يبقى فيه لخبطة:
غضب الله غضب إيجابي وليس سلبي، غرضه خلاص الإنسان، لذلك يعلن غضبه في قلب الإنسان بشكل خاص، وكمان قدام العالم كله كما هو ظاهر في مسألة سدوم وعمورة، وكمان لما الرب نفسه طرد الباعة من الهيكل وقلب موائد الصيارفة، وكمان في أعمال الرسل في موضوع حننيا وسفيرة، وكمان إعلان الغضب في سفر الرؤيا وتوبخية لأساقفة الكنائس، وكل ده علشان الإنسان يُدرك أن الخطية خطيرة جداً = موت، وليس مجرد موت عادي بل موت أبدي.
يعلن دينونة الشرّ قدام الكل، والشر في ذاته بيتآكل، يعني يأكل نفسه بنفسه، وكما هو مكتوب لا سلام قال الرب للأشرار، فالشر نفسه يحجب السلام لأن السلام مصدره البرّ، والبار بالإيمان يحيا.
الغضب يظهر بسبب حالة الدخول في الشرّ،
لأن في حياة الشر موت ليس من الله، لأن الله مصدر الحياة، والشيطان هو مصدر الموت، ولذلك يُشبه بالحية السامة القاتلة، لأنه يلدغ الإنسان حينما يقترب منه ولا شفاء إلا بالتوبة والإيمان بمسيح القيامة والحياة، فخارج المسيح الرب لا سلام وإعلان غضب، لأن الخطية في ذاتها حاملة الغضب الشديد، والله من رأفته جعلها محملة بالغضب في هذا العالم لكي يرفضها الإنسان، لكن لو تركها الله بلا غضب مُعلن وظاهر فيها، لن يستطيع أحد أن يفلت منها أبداً ويستيقظ من غفوته، إلا لما يحس بمرارتها أو يفهم يعني ايه خطية، لئلا تصير عنده كأنها شيء عادي طبيعي، فمن الضروري يحملها الله بالغضب ليشعرها الإنسان فيهرب منها لله فينجو.
مشكلتنا بقى إننا سلبيين،
علشان كده لما بنشوف الغضب الإلهي بننظر بطريقة سلبية فلا نتحرك إيجابياً بل نستسلم ونتكلم عن قسوة الله وعدم رأفته، لأن معظم المفسرين والشراح غير مختبرين للحياة الروحية الواقعية السليمة من جهة ابوة الله ومحبته المتسعة للغاية، فبيشرحوا الموضوع بشكل سلبي وأحساناً عاطفي مريض بعيد عن قصد الله، فيتحدثوا عن رد فعله القاسي مع الخطاة وعقاب الأشرار، أو يتحدثوا انه لا يوجد غضب ولا عقاب بشكل نهائي، غير مدركين الناحية الإيجابية للبنيان، علشان كده بيبقى هناك لخبطة بتحصل في المفاهيم بتقذف بالإنسان بعيداً عن الحضن الأبوي الذي لله الحي.
فهناك فعلياً عقوبة معلنة وظاهرة في العالم
لإظهار طبيعة الشر ونتائجه المدمرة، وهناك تأديب للبنين للتهذيب والتقويم، ممكن يكون توبيخ او خسارة أو آلام.. الخ، فالغضب بالنسبة للأشرار غضب ظاهر في عقوبة نتيجة الشرّ ومعظمها ظاهر قدام الجميع ونتيجتها هي الموت، ولو راجعت العهد القديم هاتبقى ملحوظة جداً، وهناك تأديب أبوي ظاهر في غضب المحبة الإلهية عند المؤمن بالمسيح الرب في التوبيخ والشعور بالتخلي، وهذا من جهة الخبرة الواقعية وليس النظرية الفكرية.
عموماً يا غالي لازم ننظر دائماً لأفعال الله وأعماله كلها
من الناحية الإيجابية، لكن الشيطان والشر والفساد كلها نواحي سلبية وليس فيها أية إيجابيات إطلاقاً، وده هو الفرق بين أعمال الله وافعاله وبين أعمال الإنسان وأفعاله، فانظر للموضوع من الناحية الإيجابية من جهة أعمال الله معنا كأب للبشرية وهذا ظاهر في التاريخ الإنساني كله.