'ألحان برحيق الفراعنة' تكشف هوية الترانيم القبطية القديمة

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
'ألحان برحيق الفراعنة' تكشف هوية الترانيم القبطية القديمة


articles_image120171113092641R2wb.jpg


كان للفراعنة موسيقاهم المؤثرة

عشتارتيفي كوم- العرب/

تناقلنا عن الأوائل الكثير من العلوم، كما تناقلنا الألسن واللغة، تماشيا مع مسار التطور الإنساني الذي لا يتوقف عبر الأزمان والأمكنة، فمثلا قد نجد كلمات تعود إلى عهود قديمة جدا، ما نزال نستعملها اليوم سواء باختلاف فيها أو بحفاظها على المعنى الأول. الموسيقى كذلك لا تشذ عن هذا التناقل من حضارة إلى أخرى عابرة للزمن متطورة مع تطور الإنسان. ولكن يظل تحديد الموسيقات الأولى غاية في الصعوبة لغياب التدوين الموسيقي قديما.

العرب - حازم خالد، نُشر في 2017/11/13، العدد: 10811، ص(14)

القاهرة- تأخذنا الباحثة نبيلة عريان رائدة الغناء الأوبرالى في كتابها “ألحان برحيق الفراعنة” للإبحار في رحلة فنية للبحث في أصول الألحان القبطية المرنمة داخل الكنائس، لكشف جمالياتها بين دروب اللغة والخط والتقويم ودراسة الأنثروبولوجيا، لنكتشف انتماءها لفنونها الفرعونية العريقة وكيفية انتقال ذلك التراث وصولا إلينا، وكيف تم الحفاظ عليه إلى يومنا هذا على وصف للشخصية المصرية، بجانب تناولها للفن القبطي موضحة المزيج القوي لفنون قدماء المصريين وأيضاً الإغريق والرومان.
الكتاب ينقسم إلى قسمين الأول “ألحان برحيق الفراعنة” أما القسم الثاني فعنوانه “البحث عن هوية الموسيقى القبطية”. كما خصصت المؤلفة ملحقا للصور في نهاية الكتاب.

محاولات للتدوين


لقد بدأ الفن القبطي في الازدهار في القرنين الخامس والسادس وبدايات القرن السابع، وتميّز في عصور ازدهاره بالأصالة التي مازالت تصبغ الفن المصري إلى اليوم وتميزه عن باقي الشعوب العربية، وتتساءل الكاتبة: ماذا عن الموسيقى الفرعونية القديمة؟ وتجيب: لا وجود لها. لأن الموسيقى فن مسموع وليس ملموسا، فلا يستطيع أحد أن يتكهن كيف كانت الموسيقى آنذاك في ظل عدم وجود الجرامفون أو الراديو أو أي آلة تسجيل أخرى.
تقول الكاتبة “شدني هذا الرحيق الساحر لأنقّب في أصول ألحان قدماء المصريين أو على الأقل أستدل على كيفية ممارستهم لموسيقاهم، فقررت أن أنزل إلى المقابر ذات التاريخ السحيق لأتعرّف على بعض عاداتهم الموسيقية. وهناك- داخل المقابر- تعرّفت على كيفية انتقال هذا التراث العريق إلى يومنا هذا”.
وبما أن الكنيسة القبطية في مصر لم يكن لديها نظام خاص بها للتدوين الموسيقي، لذا لا يوجد أي مخطوط قديم معهم يحمل تدوينا لموسيقاهم، ولكن عريان وجدت أخيرا البعض من المخطوطات التي بها ما يشابه محاولات للتدوين، حتى لو كانت بدائية وغير كاملة ومنها: بردية أوكز يرنيخوس والتي اكتشفت في البهنسة بجوار أخميم التي كان بها أقدم الأديرة سنة 1922. وتذكر الباحثة أيضا البرديات التي وجدها الأب كوميداس الأرمني في القوقاز سنة 1911 والتي كانت بها أيضا محاولات للتدوين.
كما توجد مجموعة أخرى من المخطوطات القبطية الموجودة في المكتبة الشهيرة جون رايلانوز بلندن وتوجد مجموعة أخرى من المخطوطات بها نفس العلامات في متحف العصور القديمة في لايدن بألمانيا.

هوية الموسيقى القبطية

خصّصت المؤلفة القسم الثاني من الكتاب، للبحث عن هوية الموسيقى القبطية، فقسمته إلى مرحلتين: الأولى المادة التوتالية، وتشمل هذه الدراسة المرحلة الأولى، وفيها نشأت الخطوات الأوى للتدوين، حيث يتم إعطاء لون محدّد (أحمر- أخضر- أصفر- أزرق- إلخ) لكل جزء من اللحن الواحد به درجة ركوز مختلفة، ثم يغيّر اللون عند تغيير المركوز في اللحن الواحد.
أما المرحلة الثانية، فتشمل خطوات ترتيب كلفة لكل درجة ركوز، بحيث تحضر جميع السلالم ذات الركوز الواحد بعضها تحت بعض، وهكذا لكل درجة ركوز على حدة، وكانت درجات الركوز هي “دي الوسطى”.
وتتحدث الكاتبة عن الصفات المكملة للمادة التوتالية لمفهوم المقام في الموسيقى القبطية، ومنها: خصائص مقامية، والخصائص اللحنية، من أكثر خصائص الموسيقى القبطية، وهي الطقس السنوي، وكما يدل عليه اسمه يستعمل على مدار السنة في القداسات والعبادات العادية. وهناك الطقس الكهيكي وتستعمل ألحانه خلال شهر كيهك.
أيضا يوجد الطقس الصيامي: وهو خاص بالصيام الكبير فقط، والطقس الحزايني: وقد لا يعتبره الكثير من الأقباط طقساً في حدّ ذاته، لأنه ليس له لحن معيّن دال عليه سوى لحن “كي إيبرتسو”.
وتؤكد المؤلفة على أن هذه الدراسة ليست سوى محاولة للتعرّف على هوية الموسيقى القبطية عن قرب، أي من واقع ما يؤدى اليوم في الكنيسة القبطية. كما أن الدراسة لم تتطرّق إلى أشكال الألحان وأنواعها وتصنيفاتها أو طقوس العبادة التي تؤدى فيها.
ولكن هناك مجالات أخرى وهي تحتاج لجهد ووقت طويلين، ومن هذه الأبحاث على سبيل المثال: مصادر الألحان وتطورها، بحث آخر شيق جداً ومهم للغاية هو تتبع هجرة الألحان القبطية في القرون الأولى للمسيحية، وبحث غاية في الأهمية هو التوصل إلى معرفة ما أضافته الموسيقى القبطية للموسيقى العربية الإسلامية، حيث أن الأخيرة تكوّنت من حضارات كثيرة أهمها المصرية، وقت الفتح الإسلامي.
وأخيراً، تقول عريان “هذه فقط بعض الأفكار، ولكن الدراسة العلمية ليست لها حدود، وهذه الدراسة مجرد بداية”. الجدير بالذكر أن كتاب “ألحان برحيق الفراعنة” للدكتورة نبيلة عريان ، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة ، ويقع في نحو 144 صفحة من القطع الكبير.

articles_image320171113092641R2wb.jpg


كتاب يرصد رحلة الموسيقى الفرعونية حتى وصولها إلى الكنائس
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,040
مستوى التفاعل
5,411
النقاط
113
موضوع جميل وشيق
شكراااا لك
 
أعلى