- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
اقبل أخاك الضعيف في الإيمان لا من أجل محاكمة أفكاره لإدانته، بل من أجل أن تربحه عضواً حياً في شركة القديسين في النور، عالماً أنه ليس لأحد سلطاناً أن يُدين عبد غيره، بل هو لمولاه، يثبت أو يسقط، لكن المحب القادر على كل شيء قادر أن يثبته، لأن الله محب الجميع ويريد أن الجميع يخلص ولمعرفة الحق يقبل، فلا تضع نفسك نداً لله الحي وبجسارة تقف تحاكم أخيك محبوب الله الذي خلقه ويرعاه.
بل هو واجب موضوع عليك أن تحتمل ضعف الضعفاء، وبروح الوداعة ومخافة الله، بلطف الروح الساكن فيك، عليك أن تتقدم وتحاول أن تصلح أفكار أخيك بهدوء المحبين رجال الله الأتقياء دون أن تقتحمها، أو تكسر قلبه باتهامات صارخة، لأن ويلٌ لمن يعثر هؤلاء الأصغار أطفال الله ويجرح قلبهم ويكسر نفسهم، فاحذر لأنك بذلك تتعدى على من يعتني بهم، فليس هناك إنساناً ولد عالماً بل الكل سيظل إلى القبر يتعلم من الله ويتقوم ويتأدب بكلمته.
فأن كنت أنت عالم عظيم وعارف الكثير ومتعمق في الدراسات الروحية واللاهوتية، فهذا يدفعك دفعاً - بروح الحق والمحبة - لتتضع أكثر وتترفق بالخطاة وتشفق وتتحنن على الضالين، وخف لأنك لست افضل منهم، لأنك لو سخرت منهم واستهزءت بهم قد تسقط فيما هو أشر وتفارقك نعمة الله، لأن الرب لم يستحي أن يجالس العشارين والخطاة لكي يشفي قلبهم المعتل، لأنه مات من أجل الفجار؛ لأنك أن رفضتهم وعيرتهم فأنت تُهين المسيح الرب وتُعير محبته الشديدة للخطاة والضالين، ولا تنسى أنك أنت الخاطي الذي أحبك الله وقدم ابنه كفارة لأجلك، فلا تتعاظم وتنسى ذاتك، بل حب كما أحب الله العالم وبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.