اصغوا وتعلموا أين الحكمة والمشورة والفهم

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0



اسمعوا وصايا الحياة، اصغوا وتعلموا أين الحكمة والمشورة والفهم والقوة، حتى تعرفوا أين الحياة وأين النور لعيونكم، وأين السلام لنفوسكم، لتقتنوا الراحة الإلهية وتميزوا الأمور المتخالفة وتتذوقوا قوة التعزيات السماوية وقت التجارب والمحن والمشقات وشدة الآلام، فتنتصروا وتغلبوا كل شيء بنعمة الله وبصبر الإيمان العامل بالمحبة، وبذلك تعرفوا قوة قيامة المسيح الرب وتدخلوا في شركة آلامه متشبهين بموته.
كلمة الله الموضوعة بوحي وإلهام الروح، سلطت نورها على حياة شعب مختار فقد اختياره وتمايزه بكونه تغرَّب عن الله وانعزل عنه وشابه الأمم من حوله، فبعد أن كان مثالاً وقدوة تُحتذى، صار منقاداً وراء شهوات الجسد متمثلاً ببطل أعمال الأمم الغبية والسخيفة، حتى انه انخرط معهم في أشكال عبادات سخيفة لا تنتهي، حتى اختلط عنده النور بالظلمة فلم يستطع أن يميز الأمور ويفصل بين الخير والشرّ، وبين الحرية والانفلات، حتى فقد رجاحة عقله وهبط لمستوى شهوات الحيوان الجامح، فانكسروا وسيقوا بالسبي ليحيوا في أرض غريبة، شاخوا فيها تحت مذلة العبودية، وهذا كله كُتب من أجلنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور لكي يعطينا الوحي مثالاً لننتبه ونستفيق من غفوتنا، لأن كل من يترك ينبوع الحكمة مصيره السبي في أرض الأعداء، أرض الخطية، أرض الشيطان.
الحكمة هي كتاب وصايا الله وشريعته الخالدة، كل من تمسك بها فله الحياة، والذي يهملها ولا يتعلَّم منها يموت في خطيئته ويتغرَّب في أرض العبودية، ويحيا في الظلام، فارجعوا إلى شريعة الحياة التي لنا في المسيح يسوع، احتفظوا بوصيته في قلوبكم وسطروها في أذهانكم، بغرض أن تسيروا في ضوئها لتُنير طريقكم، لأنكم فيها تجدون مجدكم.
لا تدعوا العدو يسلبكم النور الذي فيكم، أو ينهب الكنز الموضوع داخلكم، ويخطف الكلمة من عقولكم وأفكاركم لكيلا تنزل قلوبكم وتنغرس فيكم لتأتي بثمر، لأنها وحدها الحافظة لكم أن أحببتموها وصارت هي حياتكم، لأنها نبع خيرات أبدية لا تزول، وطعام سماوي دسم مُشبع للقلب جداً، مملوء من كل بهجة وفرح، بل ودواء للنفس المعتلة، وشفاء للأمراض الروحية المستعصية، ومضاد قوي للإثم، وترياق فعال يُحيي من مات في خطيئته.
أيها الأحباء اعلموا ان كلام الله يُنير العينين، يُحيي الميت، يجعل الأعمى بصيراً، يفك الأسير، يُقيم الساقطين، يُعزي الحزين، فطوبى لمن يلتصق بالرب إلهه ويسمع لهُ ويطيع كلامه، فهذا هو منهج الحياة لمن يُريد أن يحيا حياة شريفة مستقيمة كلها راحة، فأن انتبهتم وسلكتم طريق الله لعشتم حياتكم في سلام مدى الأيام.
 
أعلى