الصليب كما قصده الرب، الطريق المسيحي الحقيقي تبعية وحمل الصليب - الجزء الأول

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]سبب كتابة هذا الموضوع أن هناك فهماً مغلوطاً كُلياً عن تعبية المسيح الرب، وبالتالي هناك فهم خاطئ للصليب الذي ينبغي أن نحمله ونتبع المسيح إلهنا، فالبعض يظن أنه المرض وأتعاب الحياة الحاضرة، أو الخسارة العادية بسبب ما نواجهة في الحياة الطبيعية وسط العالم، وجل ما يعرفوه أن كل من يتبع المسيح الرب فأنه لا يجوع ولا يعطش، لأن الرب سيعتني به من جهة الجسد، ويُنجيه من الغلاء والوباء وغيرها من الأمراض، ويعطيه أطفالاً وحظاً أوفر من غيره وكل من لا يؤمن بالمسيح، وأنه حينما يُعطي عشوره أن ربنا سوف يعوضه خيرات، وهكذا كلام كثير منتشر في التعليم وهو بعيد كلياً عن الإنجيل وفهم الطريق الذي ينبغي أن نسير فيه باستقامة حسب التدبير، لأن كثيرين صُدموا حينما عاشوا الواقع ووجدوا أن كل هذا لا يتم في حياتهم العملية، لذلك البعض تراجع عن الإيمان، والآخر عاش في الخيال، والبعض مرض نفسياً وتحطم، والبعض عاش في يأس، والآخر استسلم لخطاياه ولذات الجسد الحسية ليهرب من الواقع.. الخ، وهكذا تخبط الكثيرين بسبب عدم إدراكهم للطريق ومعرفة كيف يسلكون، لذلك وضعت هذا الموضوع نوراً ليهدي الكل لطريق المسيح الرب ويرد الجميع إليه، لكي نعيش كلنا بخطوات ثابتة ونكمل الطريق بكل وعي الاستنارة، لأن طوبى لكل من يعرف طريقه لأنه سيسير باستقامة ولن يعثر أبداً.
[FONT=&quot](1) الطريق المسيحي الحقيقي تبعية وحمل الصليب

[FONT=&quot]في واقع معرفتنا بشخص الرب فأننا نجده يدعونا دعوة خاصة، لا على مستوى الجسد ولا على مستوى هذا العالم الحاضر، بل دعوته دعوة نور وحياة أبدية، وهذه الدعوة قُدمت بشكل تبعية في طريق الحق الذي هو بذاته وشخصه، لأنه بنطق فمه الطاهر عرَّف ذاته نوراً وطريقاً حياً إلى الآب: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي؛ أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 14: 6؛ 8: 12)


[FONT=&quot]فالدعوة دعوة تبعية مسيرة باستنارة، لأن من يتبع شخص المسيح الرب النور الحقيقي فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة، فيرى ويبصر ويُعاين النور ويسلك فيه، والتبعية على هذا المستوى قد حدد شكلها الكامل الرب بنفسه، وذلك لكي نصل لهذه النتيجة كواقع في حياتنا العملية إذ قال: وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي (متى 10: 38)


[FONT=&quot]وعلينا أن نُلاحظ كلام الرب بكل تدقيق، لأن تبعيته تعني أن نلتزم بالطريق الذي سار فيه بنفسه وبشخصه، لأننا لا نسير في طريقنا الخاص وفق ما يتفق مع آراءنا الشخصية وأهوائنا وما نرتاح إليه نفسياً، بل نسير في طريق الرب الذي اجتاز فيه بنفسه، لذلك قبل أن يقول للجميع أن أراد أحد أن يأتي ورائي، قد سبق هذا الكلام بما هو موضوع عليه ان يفعله، ثم بعد ما قال ماذا سيفعل على وجه التحديد تكلم عن تبعيته في نفس ذات الطريق:

[FONT=&quot]«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ (يخسر ويبذل) نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟»
[FONT=&quot][FONT=&quot] (لوقا 9: 22 – 25)
[/FONT]
[FONT=&quot]فالطريق هنا هو طريق مُحدد من قِبَل الله، فهو بذل الذات، بذل النفس وتقديمها للموت من أجله، أو بمعنى أدق "معه"، لأننا نسير معهُ في نفس ذات الطريق عينه، لكي يحيا هو بنفسه في كل واحد على المستوى الشخصي، وعلينا أن نُلاحظ كلام الرسول الذي ربط فيه صلبه مع المسيح الرب بالحب وبالبذل الذي بذله الرب أولاً من أجلنا: [/FONT][FONT=&quot]مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ[FONT=&quot]، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ، فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. (غلاطية 2: 20)[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]فأنا بكامل حريتي ارتضيت أن أسير معه في طريق المشقة وبذل النفس، أي طريق الموت عينه الذي سار فيه حسب التدبير الخلاصي، بكونه أظهر حب الآب فيه من نحونا نحن البشر، إذ أنه سلَّم نفسه للموت من أجلي أنا، لذلك استحق التبعية عن جدارة، لأن ليس لنا حياة ولا خلاص إلا فيه هو بشخصه بكونه وسيط وحيد لنا: لأَنَّهُ يُوجَدُ إلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ؛ [FONT=&quot]فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ،[/FONT][FONT=&quot]وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ – إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ – يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. (1تيموثاوس 2: 5؛ عبرانيين 9: 15)
[/FONT][/FONT]

_________________

+ في الجزء الثاني سوف نتحدث عن:
شرط التبعية حسب الإنجيل على ضوء مفهوم الصليب الحقيقي
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]

[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:
أعلى