الصلاة في واقعها الروحي واللاهوتي من جهة الخبرة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
الصلاة في واقعها الروحي حسب تعليم ربنا يسوع المسيح نفسه - الذي علَّم الصلاَة ومارسها - هي تحول دائم في الطبيعة الإنسانية، تغيير جذري في الشخصية، لأنها تجعلنا مُشابهين الابن الوحيد، لأنها تُغيَّر ملامحنا الداخلية، إذ تحفر فينا ملامح الابن الوحيد الذي دعانا حسب التدبير قائلاً: فكونوا أنتم كاملين كما إنَّ أباكم الذي في السماوات هو كامل (متى ٥: 48)
فغاية الصلاة هي أن نكون واحدًا مع السيد، كما يقول ربنا يسوع المسيح في صلاته في الإنجيل: "ليكونوا واحدًا فينا"، وغايُة الصلاة بهذا الشكل يعمله ويحققه فينا الروح القدس، لأنه لا يُمكننا أن نكون مثل الله مشابهين صورة ابنه، بقدراتنا وأعمالنا الشخصية، بل بقوة وعطية الروح القدس الذي يسكن فينا بغرض أن يحولنا إلى صورة الله.
لذلك فأن كل من يُصلي بإخلاص في مخدعه، أو في شركة إخوته، فأنه ينتقل من الطبيعة الآدمية القديمة الساقطة التي خلَقت من تراب الأرض، إلى الطبيعة الإنسانية الجديدة التي كونها ربنا يسوع المسيح عندما تجسد من العذراء حسب التدبير، لأنه صار آدم الأخير، رأس الخليقة الجديدة التي نُقَلت من العدم إلى الحياة عديمة الموت باتحاد لاهوته بالناسوت الذي أخذه من العذراء، وبذلك نقل جنسنا المائت إلى الحياة، حتى أن كل من يقترب به إلى الآب كل حين، بالإيمان، يتنسم الحياة الأبدية ويسري فيه تيار النعمة الإلهية، فيشع فيه نور وجه يسوع، ليكون ذلك الوجه المعبر عن عمل الله في الشخصية المجددة بالنعمة، فيُمجد الجميع الله العامل فينا حسب تدبيره الفائق.
فهذه هي الصلاة وعملها فينا يا إخوتي، فنحن لا نصلي صلواتنا من أجل أن نتكلم كلمات جميلة يسمعها الناس ليفرحوا بنا ويقول كل واحد الله، الله، كلمات رائعة، بل نحن نصلي لأبينا في المسيح للنال قوة تجديد وتغيير في الشخصية حسب قصده، لكي تظهر فينا ملامح شخص الابن الوحيد، لأن صلاتنا ستصير بلا معنى حين يسمعها الناس، لأن ما يهمنا أن يسمعنا الله، بغرض أن يُغيرنا ويجددنا ويثبت ملكوته فينا آمين
 

انت مهم

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
22 يناير 2015
المشاركات
766
مستوى التفاعل
151
النقاط
0
صلوا كل حين
ربنا يباركك اخي الفاضل ايمن
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ويبارك حياتك ويفرح قلبك بغنى النعمة المشبع للنفس

 
أعلى