أخ مسلم يريد أن يدخل المسيحيه

إنضم
8 مارس 2007
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
على رايك يا سنو
نصف مصر اتنصرت صحيح
بس مش انتى بس اللى باقيه
انا كمان ما تنسيش لما يجوا ليكى تبقى تقوليلى علشان نروح مع بعض
اصحاب العقول فى العباسيه
ههههههههههههههه
الرب يبارك حياتك
مشاركتك بجد ممتازه
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
قد أسمعت إن ناديت حيياً ولكن لا حياء لمن تنادى

إن لم تستح يا peace86 فافعل ما شئت

الكذب أصبح هو السمة الأساسية للمسيحيين

اثبت لنا أنك كنت مسلم يا كابتن وإلا ..................
ههههههههههههههههه

ولا بلاش لاحسن تتحجب عضويتى

انت كداب ....فى كل كلمه بتقولها.

مبروك عليك جهنم.

عامل لنا فيها مسلم سيادتك.


على رايك يا سنو

نصف مصر اتنصرت صحيح
بس مش انتى بس اللى باقيه
انا كمان ما تنسيش لما يجوا ليكى تبقى تقوليلى علشان نروح مع بعض
اصحاب العقول فى العباسيه
ههههههههههههههه
الرب يبارك حياتك
مشاركتك بجد ممتازه



أخي الحبيب peace
طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا لأن أجركم عظيم في السموات

صدقني هذه اثار غضب الشرير, اما في السماء فهناك فرح و تهلل بخلاصك
سلام و نعمة
 

snow_white7

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
937
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
على رايك يا سنو
نصف مصر اتنصرت صحيح
بس مش انتى بس اللى باقيه
انا كمان ما تنسيش لما يجوا ليكى تبقى تقوليلى علشان نروح مع بعض
اصحاب العقول فى العباسيه
ههههههههههههههه
الرب يبارك حياتك
مشاركتك بجد ممتازه

بس كده انت تؤمر....:dance:
 

snow_white7

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
937
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أخي الحبيب peace
[SIZE=[QUOTE]4]
طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا لأن أجركم عظيم في السموات[/SIZ
E]
ياريت تقولوا الكلام ده لنفسكوا.
[
SIZE=4]صدقني هذه اثار غضب الشرير,

ياريت تنصح اخوك فى دين المحبه والتسامح peace_86

ولا سيادتك شفت اللى احنا كاتبينه وماشفتش الكلام و الالفاظ اللى كاتبها.

والشرير يا استاذ ماى روك اللى يدلس على الحق لصالح الباطل.اظنك انت فاهمنى

كويس......وياريت تخليك شجاع كده وماتحذفش الكلام ده.
 

نبيل عزمى

New member
إنضم
12 مارس 2007
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
المسيح هو كل شىء الالف و الياء اطلب الرب من كل قلبك فهو ينقذك
 

islamprtjrs

New member
عضو
إنضم
18 مارس 2007
المشاركات
52
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
:yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: :yaka: شبيك لبيك islamprtjrs بين اديك مين بدو يطلب يرجع مسيحي يللا غمضو عيونكن وقولو "اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله" . مبروك انت اتنصرت عقبالكن الجنة
 

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
أشكر ماي روك على كلامه الجميل..
لقد كلف نفسه عنه فيما لا أقدر ...
أشكرك مرة أخرى ..

عزيزي : لقد كلمت الناس علانية
أنا اضفتك.. اسمك "عمر" ربما
أتمنى أن تكون حاضراً ..
 

anwerq8

New member
إنضم
26 مارس 2007
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لا حول ولا قوة الا بالله

اقسم بالله ان الموضوع كذب على شان يقولوا ان مسلم دخل الديانه المسيحيه

ياخي انا اقدر اعمل موضوع واكتب فيه ان مسيحي اتقن الديانه المسلمة

كذب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اعوذ بالله من الخبث والخبائث

اللي يثبتلي ان دين المسيح صحيح يجاوب على اسألتي

الله يحميكم من الديانه اللي انتوا فيه

http://anwerq8.goo-boys.com/asi-EIai-aYOs-EONUa-aONaNi-h4.html << تفضلوا يامسيحيين وجابوا على الاسئله اذا انتم تأمنون بالمسيحيه ؟؟. وناطركم
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
لا حول ولا قوة الا بالله

اقسم بالله ان الموضوع كذب على شان يقولوا ان مسلم دخل الديانه المسيحيه

ياخي انا اقدر اعمل موضوع واكتب فيه ان مسيحي اتقن الديانه المسلمة

كذب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اعوذ بالله من الخبث والخبائث

اللي يثبتلي ان دين المسيح صحيح يجاوب على اسألتي

الله يحميكم من الديانه اللي انتوا فيه

http://anwerq8.goo-boys.com/asi-EIai-aYOs-EONUa-aONaNi-h4.html << تفضلوا يامسيحيين وجابوا على الاسئله اذا انتم تأمنون بالمسيحيه ؟؟. وناطركم

اخى الحبيب
اشكرك على مرورك ومشاركتك اما عن الاسئلة فاليك الاجابة وانا فى انتظار ردودك
والاسئلة المطروحة هى كالتالى
* أين قال المسيح أنا الله ؟ *
* أين طلب العبادة ؟ *
* أين قال أنا الله الظاهر في الجسد ؟ *
* أين تكلم عن الخطية الأصلية ؟ *
* أين قال أنا الله الابن؟ *
* أين قال أنا الله الكلمة؟ *
*أين قال أنا الله الأقنوم الثاني؟*
* إذا كنت من الأرثوذوكس أين قال لي طبيعة واحدة و مشيئة واحدة؟ *
* إذا كنت من الكاثوليك أين قال لي طبيعتين و مشيئتين؟*
* إذا كنت من الموارنة أين قال لي طبيعتين و مشيئة واحدة ؟
وسوف ارد على سؤال سؤال وانا فى انتظار ردودك
السؤال الاول
اين قال المسيح انا اللة ؟


الجواب: لا توجد أية آيات مدونة في الكتاب المقدس استخدم فيها يسوع المسيح التعبير "أنا هو الله" . ولكن هذا لا يعني بأنه لم يعلن أنه الله. علي سبيل المثال، تأمل كلماته في سفر يوحنا 30:10 فهو يقول "أنا والآب واحد". دعونا نلقي نظرة عامة علي كلمات يسوع الموجودة في يوحنا 30:10 "أنا والآب واحد". فان دققنا النظر، فربما لن ندرك ادعاء المسيح بأنه الله، ولكن من المهم أيضا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وانت انسان تجعل نفسك الها" يوحنا 33:10. فنري أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها ادعاء بأنه الله وأيضا نري أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم بالقول أنا لم أدعي أنني الله. مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآب واحد" يوحنا 30:10. مثال آخر يوجد في يوحنا 58:8 وفي هذه الآية يعلن يسوع: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم، أنا كائن". وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع (يوحنا 59:8). لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة ان لم يؤمنوا بأن كلمات المسيح هي ادعاء واضح بأنه الله؟



يوحنا 1:1 يقول "كان الكلمة الله". ويوحنا 14:1 يقول "الكلمة صار جسدا". وتبين لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد. أعمال الرسل 28:20 يقول لنا "...فاسهروا اذا علي أنفسكم وعلي جميع القطيع الذي عينكم بينه الروح القدس نظارا، لترعوا كنيسة الله التي اشتراها بدمه " من هو الذي أشتري الكنيسة بدمه؟ يسوع المسيح. أعمال الرسل 28:20 يعلن لنا أن الله أشتري الكنيسة بدمه. اذا، يسوع المسيح هو الله!



قال التلميذ توماس للمسيح "ربي والهي" في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يشجعنا علي انتظار مجيء الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في (تيطس 13:2). أيضا انظر (بطرس الثانية 1:1). وفي سفر العبرانيين 8:1، الله الآب يعلن عن الابن يسوع المسيح ويخاطب الابن قائلا " ان عرشك يا الله الي ثابت الي أبد الأبدين، وصولجان حكمك عادل ومستقيم ".



وفي رؤيا يوحنا، أوصي الملاك يوحنا الرسول بأن يعبد الله وحده (رؤيا 10:19). ونري انه من خلال الأحداث المدونة في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تلقي العبادة (متي 11:2، 33:14، 28: 9 و 17، لوقا 52:24، يوحنا 38:9). ومع هذا نجد أن المسيح لم ينتهر الناس أو اتباعه لعبادتهم أو مجاهرتهم بأنه الله. ان لم يكن يسوع المسيح هو الله لفعل مثل الملاك في سفر الرؤية وانتهر من يعبد غير الله. وهناك أيضا كثيرا من الآيات الأخري الموجودة في الكتاب المقدس التي تثبت الوهية يسوع المسيح .



السبب الرئيسي الذي لأجله كان لابد ليسوع المسيح أن يكون هو الله، هو: ان لم يكن المسيح هو الله المتجسد فاذا موته لم يكن كافيا لرفع خطيئة العالم وتحمل العقاب الواجب علي البشرية كلها (يوحنا الأولي 2:2). الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الدين العظيم (كورنثوس الثانية 21:5). الله وحده هو القادر أن يمات وان يقام معلنا انتصاره وغلبته علي الخطيئة والموت .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
عزيزى انا فى انتظار ردك على اجابة السؤال الاول
والرب قريب لمن يدعوة :yaka:
 

الهلالي

New member
إنضم
15 أكتوبر 2006
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
"أنا والآب واحد".

ما شا الله انا والاب واحد ههههههههههه
طيب لو اقول لكم انا وليد وابي هو صالح ثم اقول انا وليد وصالح فكيف يعقل ان يكون 2=1

والشئ الثاني اذا كان عيسى الله فكيف يقتل الرب واذا قلتم هو ابن الله فكيف الله لم يحمي ابنه من القتل

لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

....
...
..
.
 

RAGHDA

New member
إنضم
24 مارس 2007
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الهلالى فعلان قول بصوت عالى لا اله الا الله وان سيدنا محمد رسول الله
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
ما شا الله انا والاب واحد ههههههههههه
طيب لو اقول لكم انا وليد وابي هو صالح ثم اقول انا وليد وصالح فكيف يعقل ان يكون 2=1

والشئ الثاني اذا كان عيسى الله فكيف يقتل الرب واذا قلتم هو ابن الله فكيف الله لم يحمي ابنه من القتل

لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

....
...
..
.

صدقونى إنى أنا فى الآب و الآب فى، وإلا فصدقونى لسبب الأعمال نفسها". (يوحنا 14 : 10-11)

لقد إنتظر يسوع من تلاميذه والمحيطين به أن يعرفوا حقيقته ويتعرفوا على ماهيته من خلال أعماله وكلماته التى يمكن أن تصدر فقط من الله. يسوع يعطى البراهين ويتركك لتصل إلى إستنتاجاتك بنفسك. إن أى إنسان يستطيع أن يدعى أنه الله، و كثيرين عبر العصور إدعوا ذلك. و لكن وحده الله يستطيع أن يعطى البرهان الحقيقى وبالتالى لا يحتاج إلى جانب هذا البرهان أن يعطي أمراً مباشراً بعبادته. عبارة "أنا الله" لا تضيف شيئاً جديداً فيما يخص التساؤل عن ماهيته. هؤلاء الذين يفتحون قلوبهم للحقيقة سوف يتعرفون على البرهان أما
الذين يتجاهلون البرهان فلن يقنعهم بهذه الكلمات التى تطلبونها منه. و إذا تعرفتم على ماهيته فإن عبادته ستكون هى الرد الأمثل والحتمى.

أنا أدرك أن هذه كلها أفكار صعبة التصديق و غير معقولة، لهذا السبب أيضا إستغرق التلاميذ كل هذا الوقت ليفهموها. لقد بدأوا فقط يفهمون مغزى كل ذلك بعد موت المسيح وقيامته عندما تقابلوا مع الرب القائم من بين الأموات.

نقرأ فى إنجيل يوحنا نهاية الإصحاح عشرين وفى إنجيل متى فى نهاية الإصحاح الثامن والعشرين أن يسوع تقبل أن يعبدوه وأكد على ذلك. و بالرغم من أنه لم يطلب أبدا أن نعبده إلا أنه قبل وأكد أنه الصواب.
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
اولا عزيزى عليك ان تعرف من هو المسيح ؟ وهل المسيح هو اللة ؟

تعجز الألسنة عن التعبير والأخيلة عن التصوير والعقول عن الفهم والتنظير في ماهية ووجود الله وقدرته. لأن الإنسان عندما يتوصل إلى معرفة أسرار الله السماوية العظيمة سيصبح هو الله نفسه، صورة وروحاً ومضموناً، وهذا مستحيل لأن عقولنا محدودة والله غير محدود... ويخبرنا تاريخ الحضارة أن الملك كريسبس اليوناني كان قد طلب من أحد الفلاسفة الكبار أن يحدد له من هو الله. ووقع الفيلسوف الكبير في قلق و حيرة، ثم طلب من الملك أن يمهله عدة أيام لعله يقف على شاطئ الحقيقة والمعرفة، لكنه خاب وأخفق في تفكيره وتأمله، وعاد إلى الملك ليقول له: المعذرة يا سيدي...! لأنني كلما فكرت وتعمقت في بحثي عن سر وجود الله وجدت نفسي عاجزاً وقاصراً.

الحقيقة الأولى: بعض الأسباب التي تبرهن ضعف الإنسان وعجزه:

1- كيف يقدر المحدود أن يدرك الغير محدود؟ (وعاء ماء يسع 5 لتر مثلاً هو محدود ضمن الـ 5 لتر، ولكن نهراً جارياً من المياه هو غير محدود بالنسبة لوعاء الـ 5 لتر).

هل من المنطقي أن يقول الوعاء أنا لا أؤمن بوجود النهر لأنني لا أستوعبه،مع أن معنى وجود الوعاء يعود إلى النهر الذي يملأه بالمياه،ولولا وجود النهر والمياه لما كان هناك أي حاجة لوجود وعاء للمياه، احكم بنفسك.

2- كيف يقدر المخلوق أن يفهم قدرة خالقه الأعظم؟ وكيف يستطيع الخاطئ الساقط أن يعرف سموه القدوس....؟

الحقيقة الثانية أن إيماني بالله مبني على أساس كلمته المقدسة الصادقة:

إن كلمة الله هي الله نفسه، وإيماني راسخ وطيد لأنه يعتمد على صخرة سماوية جبارة متينة.

وإليك بعض الأسباب التي تؤكد إيماني و تدعم يقيني به وبكلمته السامية الجليلة.

فالعهد القديم موجود منذ أكثر من ستة آلاف سنة، والعهد الجديد منذ حوالي ألفي سنة لم يتغيرا، وقد تُرجما إلى معظم لغات العالم في جميع الأقطار والأزمنة والعصور.

فلقد قال سبحانه وتعالى "السماء والأرض تزولان و لكن كلامي لا يزول". (الإنجيل بحسب متى 24: 35) كما قال أيضاً: "إن كان أحد يزيد على هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة". (رؤيا يوحنا 22: 18و19).

ومع تصديقي لكلمة الله الأزلية الأبدية، أؤمن بالبراهين المنطقية التالية على أن المسيح هو كلمة الله المترجم لحقيقته والكاشف عن صورته، ومن دونه لا نستطع أن نرى الله.

(حاول أن تنظر إلى الشمس بالعين المجردة فلن تستطع، ضع نظارات خاصة لمراقبة الشمس فتراها جيداً، لأن عينيك محدودتان في قدرتهما على الرؤية وهما بحاجة إلى وسيط بينهما وبين الشمس وإلا احترقتا).

ويساعدنا التشبيه السابق في فهم العلاقة مع الله والمسيح، فالمسيح هو الوسيط الذي من خلاله نستطيع أن نرى ونعرف الله.

أولاً:

إن البرهان الأول على أن المسيح هو كلمة الله ومن خلاله يمكن أن أرى الله، لأنه "ولد من روح الله"(الإنجيل بحسب متى 1: 20). وكلمة "ولد" بمعنى انبثق أو خرج.

وروح الله هو الله ذاته. لقد كانت ولادة السيد المسيح عجيبة خارقة وبترتيب أزلي قديم من الله. ولقد تمت كل النبوات في أسفار العهد القديم وتوثقت حَرْفياً في العهد الجديد عن ولادة المسيح كما توضح الأدلة التالية:

- سفر ميخا 2: 5 (735 سنة قبل الميلاد) عن مكان ولادة المسيح والتي تمت حَرْفياً في (الإنجيل حسب متى2: 1و4، ولوقا 2: 4 و 15).

- النبي إشعياء (7: 14 قبل الميلاد) تنبأ عن ولادته من فتاة عذراء والتي تمت حَرْفياً (الإنجيل حسب لوقا 1: 34- 45).

- النبي دانيال 9: 25 (قبل الميلاد) تنبأ عن وقت ولادته وقد تمت حَرْفياً في (لوقا 2: 1 و 2).

- النبي إشعياء 9: 6 (قبل الميلاد) تنبأ عن اسم المسيح المخلص. وورد هذا أيضاً في (متى 1: 20 و 21) - والنبي داود في المزمور الثاني: 7 (قبل الميلاد)، تحدث عن اسمه ابن الله. وقد تمت هذه النبوة القديمة في (متى 3: 17) و (لوقا1: 35). وقد ورد في سفر النبي إشعياء (7: 14) اسم المولود من عذراء الذي يدعى عمانوئيل وتفسيره "الله معنا" وتمت هذه الآية في (متى 1: 23).

- النبي ميخا 5: 2 (قبل الميلاد)، تحدث عن وجوده الأزلي. وقد تم حَرْفياً في (يوحنا 1: 1 و 2).

والخلاصة، هي أن ولادة السيد المسيح العجيبة قد حدثت بإرادة إلهية وبترتيب أزلي سابق من قبل الله تعالى. وبما أن المسيح مولود من روح الله القدوس فهو إذا الله نفسه لأن روح الله لا ينقسم ولا يتوزع أجزاء عديدة.

ثانياً:

البرهان الثاني، لأنه الفريد الوحيد الذي دُعي كلمة الله وإن كلمة الله هي ذات الله. إن معنى "كلمة الله" تعني باللغة اليونانية (لوغوس) وكانت تطلق فقط على صفات الله ولاهوته وإعلانه عن نفسه. وهنا يجدر بنا أن نستشهد بآيات من الإنجيل المقدس تؤكد صحة برهاني وإيماني: قال في (الإنجيل حسب يوحنا 1: 1 و 14): "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله …، الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً". وفي (سفر الرؤيا 19: 13): "ويدعى اسمه كلمة الله".

لاحظْ جيداً أن ولادة المسيح لم تكن إلا بدء حياته البشرية (أي طبيعة الإنسان) وأما طبيعته الإلهية فهي قديمة منذ الأزل وقبل تكوين الخليقة. وإن روح الله القدوس مرََّ مروراً في بطن العذراء مريم فأخذ يسوع جسد الإنسان مثلنا ولكنه بلا دنس وبلا خطية "وحل بيننا" وذلك لكي يقدم الفداء عن خطايا الجنس البشري. وقد قال المسيح نفسه مؤكداً وجوده قبل الخليقة كلها (الإنجيل بحسب يوحنا 8: 58) "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". وكما قال أيضاً عن نفسه في (سفر الرؤيا 1: 8) "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء". فالمسيح إذاً كلمة الله المتجسد بشراً، وقد حمل في شخصه طبيعتين مترابطتين (طبيعة اللاهوت الأزلية، وطبيعة الناسوت) أي الإنسانية المقدسة.

ثالثاً:

البرهان الثالث، لأن حياته العظيمة المثالية تفوق حياة البشر.وفيما يلي الأدلة على ذلك:

1- حياته العجيبة: فلقد ولد المسيح بأعجوبة ومات بأعجوبة وقام من بين الأموات بأعجوبة وصعد بأعجوبة أيضاً إلى السماء كما ورد في العهد الجديد.

2- أعماله العجيبة: فمن يخالف النواميس الطبيعة إلا الذي خلقها؟ سار يسوع على وجه الماء كما ورد ذلك في (الإنجيل حسب متى 14: 25). وقد أسكت البحر الصاخب الغاضب كما ذكر في (متى 8: 23-27). وأقام الموتى من القبور كما في (الإنجيل حسب يوحنا 11: 38-47). وسيطرته وقوته على الأرواح الشريرة وعلى الشيطان الرجيم كما ورد في (الإنجيل حسب مرقس 1: 26) و (متى 4: 1-11).

3- أقواله العجيبة: وقد عبر عن أقوال السيد المسيح أحد الكتاب قائلاً: "إنها فريدة في سموها، وعجيبة في قوتها، جريئة في سلطانها، عميقة في تأثيرها، فائقة في محبتها". وهذه نماذج من كلماته الرائعة السامية: "الكلام الذي أكلمكم به هو حياة". وموعظته العميقة الدقيقة على الجبل كما وردت في (الإنجيل بحسب متى، الإصحاح الخامس كله) تلك الموعظة التي غيرت مفاهيم الحياة وقلبت المقاييس الفلسفية البشرية. كقوله: "أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم..." وهناك أمثاله الفريدة عن المحبة والعطاء والإيمان في قصة السامري الصالح، والابن الضال، ومثل الزارع والحنطة... الخ.

4- شهادة الملايين عبر التاريخ منذ القديم وحتى عصرنا الحاضر، وأولئك الذين تغيرت حياتهم بعد أن سمعوا صوت المسيح السماوي وآمنوا به مخلصاً فادياً وراعياً أميناً صالحاً.

والخلاصة: إن حياته المجيدة المباركة في ولادته وسلوكه وموته وقيامته وصعوده، هذه كلها لا تنطبق على حياة إنسان آدمي عادي، لأنها من طبيعة الله وحده. فالمسيح إذا هو صورة الله في هيئة إنسان.

رابعاً:

البرهان الرابع على أن المسيح هو الله لأنه بعيد ومنـزه عن الخطأ البشري. إن السيد المسيح هو الشخص الفريد بين البشر من حيث قداسته وتواضعه وكمال سيرته وأخلاقه ومحبته... ومن هو المنـزه عن الخطأ غير الله سبحانه وتعالى؟.. وإليك ما قاله السيد المسيح عن نفسه متحدياً الناس في (الإنجيل بحسب يوحنا 8: 46) "من منكم يبكتني على خطية؟" وفي آية أخرى في الإصحاح الثامن نفسه (8: 23) يقول: "أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم". ثم ما قاله الأعداء أنفسهم عنه علناً كما ورد عن الحاكم الروماني بيلاطس حينما قال أثناء محاكمة المسيح "أنا لست أجد فيه علة واحدة" (الإنجيل بحسب يوحنا 18: 38) وكذلك ما قاله يهوذا الإسخريوطي أحد تلاميذ المسيح بعد أن خدعه وباعه بثلاثين قطعة من الفضة وأسلمه لليهود حتى قتلوه وقد ورد هذا في (الإنجيل بحسب متى 27: 4) "قد أخطأت إذ سلمت دما بريئاً …" وما قاله تلاميذه المرسلون ومنهم بطرس في رسالته الأولى (2: 22) "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر". وما قاله تلميذه يوحنا في رسالته الأولى 2: 1و29 "يسوع المسيح البار". وكذلك قال الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين (7: 26) "قدوس بلا شر ولا دنس، وصار أعلى من السموات". وما ذكر في (الإنجيل بحسب لوقا 4: 41) عن الشيطان – مصدر الشر – "وكانت الشياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله". وقد قال الروح النجس الشرير الموجود في إنسان "أنا أعرف من أنت قدوس الله" (الإنجيل بحسب مرقس 1: 24).

والخلاصة: بما أن جميع البشر خطاة، والرسل والأنبياء جميعا أخطأوا وإن الله وحده هو المعصوم عن السقوط والخطيئة والمنـزه عن الإثم، والمسيح هو الذي لم يخطئ أبداً، لذا فإننا نقول: أن المسيح هو ذات الله نفسه في شكل إنسان.

خامساً:

البرهان الخامس على أن المسيح هو مِن ذات الله لأنه هو الوحيد الذي كان يغفر الخطايا والذنوب للخطاة. ترى من يغفر الخطايا إلا الله؟ لماذا إلا الله؟

إليك بعض الأسباب:

1- لأن المغفرة تأتي من طبيعة قداسة الله المطلقة كما في (الإنجيل بحسب يوحنا 3: 16) وفي (رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 12).

2- لأن المغفرة تأتي من طبيعة محبة الله المطلقة. كما ورد في العهد الجديد "الله محبة".

3- لأن المحبة تأتي من نعمة الله المجانية الغنية: وهذا ما قاله بولس في رسالته إلى الكنيسة.

4-لأن المغفرة تأتي من قوة الله وسلطانه، كما ذكر ذلك لوقا في بشارته: "فلما رأى إيمانهم قال يسوع: أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك".

5-لأن المغفرة تأتي من الله لمصالحة الإنسان مع الله القدوس نفسه. كما ذكر الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 19 "إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم".

6- شهادة المسيح عن نفسه. كما ورد في الحوار الجاري بين المسيح ورجال الدين اليهود الفريسيين في الإنجيل بحسب لوقا (5: 20-26): "فلما رأى إيمانهم قال أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك. فابتدأ الفريسيون والكتبة يفكرون قائلين: من هذا الذي يتكلم بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب قائلاً: لكي تعلموا أن لابن الإنسان (أي المسيح ذاته) سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا".

7- شهادة العديد من الرسل ومنها شهادة التلميذ الرسول يوحنا في رسالته الأولى (1: 9) حيث يقول: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل (أي المسيح) حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم".

والخلاصة: بما أن الله وحده الذي له القدرة والسلطان أن يغفر الخطايا، والمسيح كان له هذا السلطان، إذاً فلا شك أن المسيح هو ذات الله في صورة إنسان.

سادساً:

البرهان السادس لأنه الشخص الوحيد الذي دعي بألقاب إلهية مجيدة. هذه الألقاب قد انطلقت من أفواه جميع طبقات البشر واعترافاتهم. وهي تعطينا دليلاً ساطعاً واضحاً عما كان وجرى في تلك العصور السالفة وإليك شيئاً منها:

1- شهادة النبي إشعياء في العهد القديم (قبل 750 سنة) حيث يقول "لأنه يولد لنا ولد و نعطى ابنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبا أبدياً رئيس السلام".

2- شهادة المسيح عن نفسه وذلك بأنه:

- كلي القدرة والسلطان، كما ورد في إنجيل متى 28: 18 "فتقدم يسوع وكلمهم قائلاًً: دفع لي كل سلطان في السماء وعلى الأرض".

- كلي المعرفة، فلقد عرف المسيح تلاميذه قبل أن اختارهم كما جاء في الإنجيل بحسب يوحنا 1: 48.

وفي الإصحاح الحادي عشر عرف أن لعازر شقيق مريم قد مات. وقد تنبأ المسيح وعرف ماذا سيحدث له وما سيلاقيه من اضطهاد وعذاب بين الناس ومن ابتعاد تلاميذه عنه، كما تحدث عن موته وقيامته وصعوده إلى السماء ومن ثم عن مجيئه الثاني إلى العالم.

لقد كان عالِماً دقيقاً في تحليل النفوس البشرية و فهمها ودراستها ونقدها. وقد قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية 8: 29و30 "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم والذين سبق فعينهم فهؤلاء بررهم ومجدهم أيضاً". واعترف بولس مرة أخرى بعلم السيد المسيح وعمق معرفته فقال في رسالته إلى كولوسي 2: 3 "المدخر لنا فيه جميع كنوز المعرفة والعلم".

- كلي الوجود، فقد قال المسيح عن نفسه في (الإنجيل بحسب متى 18: 20) "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم". ويذكر الإنجيل قصة نزول المسيح من السماء على تلاميذه الخائفين وهم قلقون في العلية حيث كانت الأبواب مغلقة، جاء يسوع ووقف في الوسط.

- أزلي الوجود وقد قال المسيح عن نفسه في الإنجيل بحسب يوحنا: 8: 58 "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". وفي الإصحاح الأول، الآية الأولى يقول:"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله". كما قال بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (9: 14) "المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب".

- شهادة التلميذ توما المتشكك أمام التلاميذ كما وردت في الإنجيل بحسب يوحنا (20: 28) "ربي وإلهي".

وهناك أكثر من مائة لقب أعطيت فقط للسيد المسيح كما وردت في العهدين القديم و الجديد مثل: "الله معنا -المخلص - الرب- كلمة الحياة - الفادي - البار - الخالق الأزلي - الكائن والذي كان والذي يكون - الديان للأحياء والأموات - البداية والنهاية – الله" - وغيرها.

الخلاصة: بما أن هذه الألقاب العظيمة الفائقة لا تعطى إلا للرب وحده فقط وقد أعطيت للسيد المسيح فيجب أن نسلم بديهيا أن المسيح هو الله نفسه في هيئة إنسان.

سابعاً:

بأن المسيح هو ذات الله لأنه كان يسجد له ولم يرفض هو هذا السجود من الناس له. وإليك ما يذكره الكتاب المقدس عن سر السجود للمسيح منذ ولادته وحتى صعوده:

1- سجد له حكماء المجوس القآدمين من الشرق في مكان ولادته المتواضع. كما ورد ذلك في الإنجيل بحسب متى (2: 11) حيث يقول: "فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً".

2- سجد له المرضى والبرص كما جاء في (الإنجيل حسب متى 8: 2) "وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني". كما سجد له الأعمى قائلاً: "أؤمن يا سيد وسجد له".

3- وسجد له التلاميذ بعد صعوده إلى السماء وظهوره لهم. كما ورد ذلك (في الإنجيل بحسب متى 28: 17) "ولما رأوه سجدوا له".

4- سجدت له النساء كما جاء في (الإنجيل بحسب متى 15: 25) "فأتت امرأة وسجدت له قائلة يا سيد أَعِنِّي".

5- سجد له الشيطان والأرواح الشريرة كما حدث ذلك في (الإنجيل بحسب مرقس 5: 1-7): "… إنسان به روح نجس. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له".

6- ستجثو له كل ركبة في السماء وعلى الأرض كما يصرح بهذا الرسول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (2: 9) "لذلك رفعه الله و أعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل إنسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب".

الخلاصة: نستنتج من هذه البراهين والأدلة الكتابية الصادقة أن المسيح كان يُسجَد له كالإله العظيم. وبما أن السجود وأسرار العبادة هي كلها لله وحده، لذا فإننا نؤمن جازمين واثقين بأن المسيح المسجود له هو ذات الله نفسه في صورة إنسان.

ثامناً:

البرهان الثامن بأن المسيح هو ذات الله، لأنه الوحيد الجبار الذي غلب الشيطان وانتصر على الموت، وذلك واضح في العهد الجديد عندما انتهر المسيح ذلك الشيطان الذي جرّبه، وحينما صعد المسيح من بين القبور منتصراً على شوكة الموت غالباً ظافراً.

وإليك ما ورد في الكتاب المقدس عن انتصاره الرائع العجيب:

1- شهادة المسيح للشيطان المجرب له. كما جاء في الإنجيل بحسب متى (4: 1-11) "قال له يسوع مكتوب أيضاً لا تجرّب إلهك... ومكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد".

2- شهادة الشيطان نفسه وذلك حسبما جاء في الإنجيل بحسب يوحنا (16: 33) "نعلم من أنت … أنت ابن الله الحي أتيت لتهلكنا، ثم تركه إبليس".

3- قول يسوع لتلاميذه متحدياً الشر في العالم وذلك في (سفر الرؤيا 20: 10) "وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين".

4- الوعد للمؤمنين بالمسيح، كما قال الرسول يوحنا في رسالته الأولى 5: 5 "من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله".

والخلاصة: بما أن المسيح هو الذي غلب الشيطان، ولا يقدر أن يقهره ويغلبه إلا سلطان الله وحده، لذا فإن المسيح هو الله نفسه في هيئة إنسان.

تاسعاً:

البرهان التاسع بأن المسيح هو ذات الله، لأنه جاء من السماء بروح الله وصعد عائداً إلى السماء بجسد إنسان. كما ورد ذلك في شهادة المسيح عن نفسه في (الإنجيل حسب يوحنا 3: 13) "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان (أحد ألقاب المسيح) الذي هو في السماء". ثم قال في مكان آخر من الإنجيل حسب يوحنا 7: 33 "أنا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم أمضي إلى الذي أرسلني". وقال أيضاً "حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يوحنا 14: 1-4) وفي يوحنا 16: 5 "أنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟" وفي يوحنا 16: 7 "لكني أقول لكم أنه خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي (الروح القدس)".

ونذكر هنا شهادة الناس الآخرين عنه كما وردت في أعمال الرسل 1: 9-11 "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: …. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء".

وفي الحقيقة نقول أن من يتأمل ملياً ويطالع بدقة قصة صعود المسيح إلى السماء بعد قيامته من بين الأموات، ثم ظهوره عدة مرات لتلاميذه ونزوله عليهم فجأة، يشعر بالدهشة والاستغراب لهذه الأحداث الخارقة العجيبة، لأنها ليست من صنع إنسان بشري، بل هي من إبداع الله الخالق وعظمته وقدرته ودقة أسراره السماوية. وهنا تكمن ألوهية السيد المسيح الذي نزل من السماء وكانت الملائكة تخدمه كإله عظيم. كما كانت الشياطين ترهبه وتخشاه. وهو نفسه الذي صعد من الأرض إلى السماء، وهو ذاته الذي سيعود في اليوم الأخير ليدين الأحياء والأموات.

فمن هذا إذا؟ إنه المسيح الذي تحدث عنه الرسول بولس في رسالته الأولى لتلميذه تيموثاوس 3: 16 "الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد". إنه حتما الله نفسه. الله هو المسيح، والمسيح هو الله.
والرب قريب لمن يدعوة
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
والكتاب المقدس يعلّمنا في أماكن كثيرة أن المسيح جاء من السماء وصار إنساناً من أجلنا لكي يحتمل عقاب خطايانا. ومتى اعترفنا بخطايانا وآمنا به، وقبلناه في قلوبنا، ننال غفران الخطايا والحياة الأبدية. لذلك يقول الكتاب المقدس: "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية". وليس هناك مؤمن يقول أن الله اتخذ زوجة وولد ولداً، لأن مثل هذا الكلام هو نوع من الكفر والتجديف ضد الله. فالمسيح هو ابنه بنوة روحية، نؤمن بها، لأن الله أعلنها لنا، ولو أنها تفوق العقل البشري.
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
شخصية المسيح في القرآن

المسيح في الإسلام

ورد ذكر المسيح في 93 آية من القرآن. وإلى هذه الآيات يرجع التفكير الإسلاميّ، كلّما تناول شخص المسيح بالبحث. وفي معظم الأحيان كان فقهاء المسلمين يلجأون إلى النصوص المسيحيّة لتفسير هذه الآيات. ومَن يتأمّل في كتاباتهم يرى أنّهم تقبّلوا من تلك النصوص كلّ ما اعتبروه موافقاً للفكر الإسلاميّ، ولكنّهم رفضوا دوماً محاولة التوفيق بين الإنجيل والقرآن، بسبب التباين بين مجمل العقائد والأخبار الواردة في الكتابَين. وفي حرصهم على الاعتقاد بصحّة القرآن قالوا بتحريف الإنجيل، كلّما ناقض نصُّه القرآن.
وفي هذا البحث أحاول أن أظهر فكرة القرآن في تدريجها حين تعرض للعقائد المسيحيّة. والباحث في نصوص القرآن يلاحظ أنّ الآيات المكّيّة الأولى كثيرة التعاطف مع المسيحيّة، إذ تفيض بالنعومة على المسيح وحواريّيه والقسّيسين والرهبان. ولكنّها في آخر عهد محمّد في المدينة أصبحت قاسية. تتنكّر للمسيحيّين، وترفض ألوهيّة المسيح رفضاً قاطعاً.
1 ولا ريب في أنّ السبب عقائديّ محض. لأنّ محمّداً رأى في عقيدة الثالوث ما يخالف الوحدانيّة التي نادى بها الإسلام وقامت دعوته عليها. ودفعاً لأيّ احتمال في هذا الموضوع جاءت عدّة نصوص قرآنيّة، تشجب عقيدة الثالوث وتتّهم النصارى بالشرك في الله والغلّو في دينهم.
ولعلّ محمّداً أخذ بثالوث أهل البدع من النصارى الذين كانوا منتشرين في شبه جزيرة العرب، والذين كان ثالوثهم مؤلَّفاً من الله والصاحبة مريم وابنها عيسى. ومع أنّ أحداً من المسيحيّين لم يقل بهذا إطاقاً، فإنّ المسلمين جعلوا منها مشكلة لا يتنازلون عنها بالرغم من كلّ الإيضاحات التي قدّمها المسيحيّون في كلّ مناسبة.
2 وثمّة مشكلة أخرى مزمنة سببها نصّ قرآنيّ يقول : ·وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي ا سْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ سورة الصف 61 :6.
في حديث أخرجه أبو جعفر الطبريّ عن معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن الأعلى بن هلال السلميّ، عن عرباض بن سارية، قال: سمعت رسول الله يقول : إنّي عند اللمكتوب لخاتم النبيّين. وأنّ آدم لمنجدل في طينته. وسأخبركم بأوّل ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، والرؤيا التي رأت أمّي. وكذلك أمّهات النبيّين يرينَ أنّها رأت حين وضعتني أنّه خرج منها نور، أضاءت منه قصور الشام.
ويتمسّك المسلمون بحرفيّة هذه النصوص. فلمّا كان الإنجيل خلواً من أيّة إشارة إلى نبوّة محمّد، ومن أيّ قول بأنّ المسيح بشّر به، قالوا إنّ الإنجيل محرّف.
3 وهناك مشكلة ثالثة، سببها إيمان المسيحيّين بما جاء في الإنجيل عن آلام المسيح وصلبه كحقيقة أساسيّة لدينهم، بينما القرآن ينفي الصلب، إذ يقول عن اليهود : ·وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا ا تِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً سورة النساء 4 :157-158. ومشكلة رابعة سببها إعتقاد المسيحيّين بأنّ المسيح هو ابن الله، وقد شجب القرآن هذا الاعتقاد بسلسلة من الآيات، سأوردها في مكانها من هذه النبذة مع شروح الفقهاء وتعليقاتهم.

2 ميّزات المسيح في القرآن

بالرغم من اعتراض الإسلام على العقائد المسيحيّة الأساسيّة فإنّ القرآن يضفي على المسيح صفات وكرامات، تجعله فوق مستوى البشر. وهذه الميّزات تنبع من سيرته، ومن رسالته ومن شخصيّته. وحين نقارن بين هذه الميزات والميزات التي ذكرها القرآن للأنبياء والرسل، نرى أنّه لا يعطي أحداً منهم حتّى محمّداً شيئاً من ميّزات المسيح :
1 الحَبَل العجيب. كما نقرأ في سورة التحريم : ·وَمَرْيَمَ ابنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ التحريم 66 :12، الأنبياء 21 :91.
قال الفخر الرازيّ : نفخنا فيه من روحنا، أي في عيسى.. لأنّ عيسى كان في بطنها. واختلفوا في النافخ. قال بعضهم : كان النفخ من الله، لقوله فنفخنا فيه من روحنا. وظاهره أنّ النافخ هو الله تعالى. وقال آخرون النافخ هو جبريل. لأنّ الظاهر من قول جبريل ·لأهب لكِ.
ثمّ اختلفوا في كيفيّة النفخ : 1 قول وهب إنّ جبريل نفخ في جيبها حتّى وصل الرحم. 2 في ذيلها فوصلت إلى الفرج. 3 قول السديّ : أخذ بكمّها فنفخ في جنب درعها، فدخلت النفخة صدرها، فحملت. فجاءتها أختها امرأة زكريّا، فالتزمتها. فلمّا التزمتها علمت أنّها حبلى، وذكرت مريم حالها. فقالت امرأة زكريّا، إنّي وجدتُ ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله ·مصدّقاً بكلمة من الله , 4 إنّ النفخة كانت في فمها، ووصلت إلى بطنها فحملت في الحال.
وعن ابن عبّاس أنّه قال : نفخ جبريل في جوف الدرع ومدّه بإصبعه ونفخ فيه، وكلّ ما في الدرع من خرق ونحوه، فإنّه يقع عليه اسم الفرج.
وقيل ·أحصنتْ تكلّفت في عفّتها والمحصّنة العفيفة ·ونفخنا فيه مِن روحنا أي فرج ثوبها. وقيل خلقنا فيه ما يظهر به الحياة في الأبدان. وقال مقاتل في شرح ·وصدّقت بكلمات ربّها يعني بعيسى. ويدلّ عليه قراءة الحسن بكلمة ربّها. وسُمّي عيسى كلمة الله في عدّة مواضع من القرآن.
2 الولادة العجيبة. يذكر لنا القرآن هذا الحوار بين مريم العذراء وملاك الربّ حين جاء ليبشّرها، قال : ·إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً مريم 19 :19-21. وقد علّق البيضاويّ على ولادة يسوع المعجزيّة بقوله : تلك ميّزة تفرّد بها المسيح على العالمين والمرسَلين. لأنّه وُلِد دون أن تضمّه الأصلاب والأرحام الطوامس. أمّا الفخر الرازيّ، فعلّق على الموضوع هكذا :
1 العبارة ·لأهب لك غلاماً زكيّاً قال : الزكيّ يفيد أموراً ثلاثة : الأّول أنّه الطاهر من الذنوب. الثاني أنّه ينمو على التزكية، لأنّه يُقال في مَن لا ذنب له زكيّ، وفي الزرع النامي زكيّ، الثالث النزاهة والطهارة.
2 العبارة ·ولنجعله آية للناس ورحمة أي لنجعل خلقه آية للناس إذ وُلِد من غير ذكر. ورحمة منّا أي يرحم عبادنا بإظهار هذه الآيات، حتّى تكون دلائل صدقه أبهر، فيكون قبول قوله أقرب.
وقال الإمام أبو جعفر الطبريّ في تفسير ·غلاماً زكيّاً وذلك بالاستناد إلى قول أبي عمرو : ·الغلام الزكيّ هو الطاهر من الذنوب. وكذلك تقول العرب : غلام زاكٍ وزكيّ، وعالٍ وعليّ.
3 كونه مباركاً نقرأ في سورة مريم هذه العبارات عن لسان المسيح : ·وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ مريم 19 :31.
قال الطبريّ عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان، إن تفسير ·جعلني مباركاً هو جعلني معلّماً للخير.وعن سليمان بن عبد الجبّار، عن محمد بن يزيد بن خنيس المخزوميّ، قال : سمعت ابن الورديّ مولى بني مخزوم، قال : لقي عالم لما هو فوقه من العلم. فقال له : يرحمك الله، ما الذي أُعلِن من علمي؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّه دين الله الذي بعث بهأنبياءه إلى عباده. وقد أجمع الفقهاء على قول الله : ·وجعلني مباركاً أينما كنتُ.
4 كونه مؤيَّداً بالروح القدس ·وَآتَيْنَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ سورة البقرة 2 :253.
قال أبن عبّاس : إنّ روح القدس، هو الاسم الذي كان يُحيي به عيسى الموتى. وقال أبو مسلم : إنّ روح القدس الذي يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه، وأبانه بها عن غيره ممّن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى.
·ا لْمَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَامِنُوا باللَّهِ وَرُسُلِهِ سورة النساء 4 :171.
وخلاصة هذه الآيات، أنّ الله أعطى عيسى في ذاته روحاً، وأنّ هذا الروح يؤيّده في شخصيّته. ومع ذلك فقد اختلف علماء الإسلام في تفسير الروح القدس الذي تأيّد المسيح به :
قال ابن أنس : ·هو الروح الذي نفخ في المسيح، أضافه الله إلى نفسه تكريماً وتخصيصاً, والقدس هو الله، يدلّ عليه قوله فنفخنا فيه من روحنا.
وقال السديّ وكعب : ·روح القدس هو جبريل. وتأييد عيسى بجبريل هو أنّه كان قرينه ورفيقه، يعينه ويسير معه حيثما سار، إلى أن صعد به إلى السماء. وقال ابن جبير : ·روح القدس هو سم الله الأعظم، وبه كان عيسى يحيي الموتى.
وقال القاشانيّ : ·الله خاصة طهّر جسم عيسى عن الأقذار الطبيعيّة، فهو روح متجسّد في بدن مثاليّ روحانيّ. وذلك من صفاء جوهر طينته ولطافتها وصفاء طينة أمّه وطهارتها. ونزَّه روحه وقدّسه من التأثّر بالهيئات الطبيعيّة والصفات المدنيّة، لتأييده بروح القدس الذي هو على صورته.
وقال ابن عطا : ·إنّ أحسن النبات ما كان ثمرته مثل عيسى روح الله, وقال ابن عبّاس : إنّه الروح الذي نفخ فيه، والقدس هو الله فهو إذاً روح الله.
5 رفعته عند وفاته إذ نقرأ في سورة آل عمران : ·وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ ا تَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا.. آل عمران 3 :55.
قال الفخر الرازيّ : لتفسير هذه الآية عدّة وجوه منها :
الوجه الأّول : المراد بالرفعة إنّي رافعك إلى محلّ كرامتي. وجعل ذلك رفعاً إليه للتفخيم والتعظيم. ومثلها قوله : إنّي ذاهب إلى ربّي هذه العبارة مستعارة من الإنجيل.
الوجه الثاني : في التأويل أن يكون قوله ·ورافعك إليّ معناه أنّه يرفعه إلى مكان لا يملك أحد الحكم عليه فيه. لأنّ في الأرض قد يتولّى الخلق أنواع الأحكام، أمّا في السموات فلا حاكم في الحقيقة وفي الظاهر إلاّ الله.
6 عصمته في رسالته كما في سيرته يتوهّم البعض أنّ العصمة في الرسالة تقترن حتماً بالعصمة في السيرة ولكنّ نصوص القرآن تنقض هذا الوهم. إذ نقرأ في سوره الكثير من النصوص التي تفيد أنّ حياة الأنبياء لم تكن بلا لوم، لا قبل الرسالة ولا بعدها. أمّا المسيح في القرآن فسيرته معصومة كرسالته. فقد شهد الملاك بذلك إذ قال لأمّه : ·أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً. وقد قال البيضاويّ في تفسيركلمة زكيّ إنّ عيسى كان مترقّياً من سنّ إلى سنّ.
7 تَفرُّد رسالته بالمعجزات فكما انفردت رسالته على الرسالات جميعاً بتأييد الروح القدس، انفردت أيضاً بالمعجزات وباستجماعها، كما لم تجتمع لغيره. إذ نقرأ في سورة البقرة 2 :253 : ·وَآتَيْنَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ والبينات هي العجائب. قال البيضاويّ : لقد خصّه الله بالتعيين وجعل معجزاته سبب تفضيله على الرسل. لأنّها آيات واضحة، ومعجزات عظيمة، لم يستجمعها غيره.
8 علمه بالغيب جاء في سورة الزخرف 43 :57 و61 : ·وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ,,, وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ. قال الجلالان في تفسير ·لعلم للساعة إنّه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أنّ المعروف عند الناس أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة، ندرك الميزة التي أفردها القرآن للمسيح.
9 إنّه الشفيع المقرَّب جاء في سورة الزمر 39 :44 نرى أنّ القرآن يحصر الشفاعة لله وحده، إذ يقول : ·لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً , ومع ذلك، فأحد نصوص القرآن يلمّح إلى كون الشفاعة أيضاً من امتيازات المسيح إذ يقول : ·إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ا
سْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ سورة آل عمران 3 :45.
قال الجلالان في تفسير هذه الآية : وجيهاً في الدنيا بالنبوّة، وفي الآخرة بالشفاعة والدرجات العُلى، ومن المقرّبين عند الله. وأخرج الطبريّ عن ابن حميد، عن سلمة عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر، قال : ·وجيهاً في الدنيا أي ذو وجه ومنزلة عند الله، وفي الآخرة ومن المقرَّبين يعني أنّه ممَّن يقرّبه الله يوم القيامة فيسكنه في جواره ويدنيه منه.
وقال الرازيّ : ·وجيهاً في الدنيا بسبب أنّه يُستجاب دعاؤه، ويحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ووجيه في الآخرة أنّه يجعله شفيع أمّته. أمّا قوله ·ومن المقرَّبين ففيه وجوه :
الأّول أنّه تعالى جعل ذلك بالمدح العظيم للملائكة فألحقه بمثل منزلتهم ودرجتهم في هذه الصفة.
الثاني، إنّ هذا الوصف كالتنبيه على أنّه سيرفع إلى السماء وتصاحبه الملائكة.
الثالث، إنّه ليس كلّ وجيه في الآخرة يكون مقرّباً. لأنّ أهل الجنّة على مراتب ودرجات.

3 معجزات المسيح في القرآن

1 الخَلْق جاء في القرآن : ·إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ ا ذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ,,, إِذْ عَلَّمْتُكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي سورة المائدة 5 :110. قال ابن العربيّ في تفسير هذه الآية : لقد خصّ الله عيسى بكونه روحاً. وأضاف النفخ في خلقه من الطين. ولم يضف نفخاً في إعطاء الحياة لغير عيسى، بل لنفسه تعالى.
2 النطق عند الولادة حين ولدت مريم ابنها، تناولها أبناء قومها بالتأنيب، ظنّاً بأنّها حملت بابنها سفاحاً. ·فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً سورة مريم 19 :29 ، 30. قال ثقات العلماء إنّ قوم مريم لمّا بالغوا في توبيخها سكتت وأشارت إلى وليدها، كأنّها تقول لهم : هو الذي يجيبكم. وقال السديّ : لمّا أشارت إليه غضبوا غضباً شديداً. وقالوا : إنّ لسخريتها بنا أشدّ من زناها. وفي رواية أخرى أنّ عيسى كان يرضع، فلمّا سمع ذلك ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه، واتّكأ على يساره وأشار بسبابته وكلّمهم. هناك رواية أخرى نقلها الرازي : إنّ زكريّا أتاها عند مناظرة اليهود إيّاها، فال لعيسى انطق بحجّتك إن كنت أُمرت بها، فقال عيسى :
·إنّي عبد الله آتاني الحكمة وجعلني نبيّاً.
3 إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص يقول القرآن بلسان المسيح : ·أُبْرِئُ الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ سورة آل عمران 3 :49.
من المعروف أنّ الأكمه هو من وُلِد أعمى. والبرص هو المرض الخطير المعروف، والمرضان من الأدواء التي يتعذّر شفاؤهما على البشر. وقد ذكر المثنّى عن ابن إسحاق عن حفص بن عمر، عن عكرمة، قال : إنّما أخبر الله عزّ وجلّ عن عيسى أنّه يقول ذلك لبني إسرائيل احتجاجاً منه بهذه العبر والآيات عليهم في نبوّته. وذلك أنّ الكَمَهَ والبرص لا علاج لهما، فكان ذلك من أدلّته على صدق قلبه. ·وأحيي الموتى. قال وهب بن منبّه، بينما كان عيسى يلعب مع الصبيان، إذ وثب غلام على صبيّ فوكزه برجله فقتله، فألقاه بين يدي عيسى وهو ملطّخ بالدم. فأطلع الناس عليه، فاتّهموه به. فأخذوه وانطلقوا به إلى قاضي مصر، فقالوا : هذا قتل. فسأله القاضي، فقال عيسى : لا أدري مَن قتله، وما أنا بصاحبه. فأرادوا أن يبطشوا بعيسى، فقال لهم : أئتوني بالغلام. فقالوا : ماذا تريد؟ قال : أسأله من قتله؟ فقالوا: كيف يكلّمك وهو ميت؟ فأخذوه، وأتوا به إلى الغلام القتيل. فأقبل عيسى على الدعاء، فأحياه الله. عن وهب أيضاً قوله : إنّه ربّما اجتمع على عيسى من المرضى، في الساعة الواحدة خمسون ألفاً. مَن أطاق منهم أن يبلُغه بَلَغه، ومَن لم يطق منهم ذلك أتاه عيسى يمشي إليه، وإنّما كان يداويهم بالدعاء.
وعن الكلبيّ، أنّه قال : كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى بيا حيّ يا قيوم. وأحيا عاذر يقصد لعازر وكان صديقاً له. ودعا سام بن نوح من قبره فخرج حيّاً. ومرّ على ابن ميت لعجوز فدعا الله فنزل عن سريره، ورجع إلى أهله ووُلد له.
4 العلم بالغيب. قال القرآن بلسان المسيح : ·وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ سورة آل عمران 3 :49. هنا يجد العلماء مسألتين :
المسألة الأولى : أنّه كان منذ أوّل أمره يخبر بالغيوب. فقد روى السديّ : إنّه كان يلعب مع الصبيان، ثمّ يخبرهم بأفعال آبائهم وأمّهاتهم. وكان يخبر الصبيّ : إنّ أمّك قد خبّأت لك كذا. فيرجع الصبيّ إلى أهله ويبكي، إلى أن يأخذ ذلك الشيء. ثمّ قالوا لصبيانهم : لا تلعبوا مع هذا الساحر. وجمعوهم في بيت. فجاء عيسى يطلبهم، فقالوا له : ليسوا في البيت. فقال : فمَن في هذا البيت؟ قالوا : خنازير. قال عيسى: كذلك يكونون، فإذا هم خنازير.
المسألة الثانية : الإخبار عن الغيوب على هذا الوجه معجزة. فالمنجّمون الذين يدّعون استخراج الخبر لا يمكنهم ذلك إلاّ عن سؤال. ثمّ يعترفون بأنّهم يغلطون كثيراً. أمّا الإخبار عن الغيب، من غير استعانته بآلته، ولا تقدّم فيه مسألة، لا يكون إلاّ بالوحي.
5 إنزال المائدة من السماء, يقول القرآن : ·إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ ا تَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَاِئدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَا رْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ سورة المائدة 5 :112-114.
اختلف الأئمّة في صفة نزول المائدة وكيفيّتها وما كان عليها. فروى قتادة عن جابر، عن ياسر بن عمّار عن محمّد أنّه قال : أُنزلت المائدة عليها خبز ولحم. وذلك أنّهم سألوا عيسى طعاماً يأكلون منه، ولا ينفد. فقال لهم : إنّي فاعل ذلك، وإنّها مقيمة لكم، ما لم تخبّئوا أو تخونوا. فإن فعلتم ذلك عُذِّبتُم. فما مضى يومهم حتّى خانوا وخبّأوا، فرُفعت ومُسِخوا قردة وخنازير. وقال ابن عبّاس : قال عيسى لبني إسرائيل : صوموا ثلاثين يوماً، ثمّ سلوا الله ما شئتم يعطيكموه. فصاموا ثلاثين يوماً، فلمّا فرغوا، قالوا: يا عيسى إنّا صمنا فجعنا، فادعُ الله أن ينزل مائدة من السماء. فلبس عيسى المسوح، وافترش الرماد. ثمّ دعا الله، فأقبلت الملائكة بمائدة يحملون عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات، ووضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس، كما أكل أوّلهم.

4 بُنوّة المسيح في القرآن

يرى المتأمِّل في شخص المسيح، من خلال القرآن، أنّ موضوع بُنوّته يثير جدليّة القرآن وفيه خمس نظريّات :
1 الكفر : كقول القرآن : ·مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ سورة مريم 19 :35. ·وَقَالُوا ا تَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَداً وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَانِ عَبْداً سورة مريم 19 :88-93. جاء في كتاب التفسير الكبير للفخر الرازيّ : اعلم أنّه تعالى لمّا ردّ على عبدة الأوثان عاد إلى الردّ على من أثبت له ولد. وقالت اليهود
عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت العرب الملائكة بنات الله. والكلّ داخلون في هذه الآية.والكلمة جئتم ·شيئاً إدّاً تعني المُنكَر العظيم. لذلك عنى بانفطار السماء وانشقاق الأرض وخرور الجبال غضبه على مَن تفوّه بهذا القول·اتّخذ الرحمَن ولداً.
2 ضمّ جزء من المخلوق إلى الخالق كقوله : ·وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ أَمِ ا تَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بالبَنِينَ سورة الزخرف 43 : 15 و16.
ومن هنا انطلق السؤال : أيّة نسبة بين الخالق والمخلوق حتّى يضمّ جزءاً من المخلوق إلى خالقه؟ يستحيل ذلك فطرة وعقلاً. وأيضاً انطلقوا من القول ·إنْ كلّ ما في السموات والأرض إلاّ آتي الرحمن عبداً ليقولوا : لا يمكن للعبد أن يكون ربّاً. ومن القول ·بديع السموات والأرض قالوا : لا يمكن أن يكون المخلوق خالقاً. ونحن كمسيحيّين نقرّ هذا أنّه لا يجوز أن يُضمّ جزء إلى الله من خلائقه ولكن في عقيدتنا لا ينطبق هذا على العلاقة القائمة بين الآب والابن. لأنّ الابن ذو جوهر واحد مع الآب, والقرآن يقول إنّ المسيح هو كلمة الله وروح منه. فضمُّ جزءٍ إلى الله من مخلوقاته ليس وارداً في شأن المسيح.
3 الابن لا يكون إلاّ بالولادة من ذكر وأنثى, هنا تكمن المشكلة، في مفهوم الإسلام للبنوّة إذ يقول القرآن : ·أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ؟ سورة الأنعام 6 :101. وقد علّق البيضاوي على الآية بقوله إنّ المعقول من الولد هو ما يتولّد من ذكر وأنثى متجانسَين، والله تعالى منّزه عن التجانس. هذه هي نظريّة الإسلام في استحالة الولد إلى الله، فإنّه لا صاحبة له. ولا يمكن أن تكون له صاحبة. وهذا هو سرّ استنكار أُبوّة الله للمسيح. لأنّه لا بُنوّة في الفكر القرآنيّ إلا البنوّة التناسليّة الجسديّة. وممّا يؤيّد ذلك ما جاء في كتاب جامع البيان للطبري، عن ابن وهب عن أبي زيد أنّه قال : الولد إنّما يكون من الذكر والأنثى، ولا ينبغي أن يكون لله سبحانه صاحبة، فيكون له ولد. وذلك أنّه هو الذي خلق كلّ شيء. فإذا كان لا شيء إلاّ الله خلقه، فأنّى يكون له ولد؟ ويرجّح ثقات الباحثين أنّ الآية نزلت في حقّ بعض أهل البدع من أصل وثنيّ، الذين التصقوا بالكنيسة، وكانت لهم محاولة ليُدخلوا فيها بدعة مفادها أنّ مريم العذراء إلهة. ولعلّهم استعاضوا بها عن الزهرة، التي كانوا يعبدونها قبلاً. وقد أشار إليهم العلاّمة الكبير أحمد المقريزي في كتابه ·القول الإبريزي صفحة 26. وذكرهم ابن حزم في كتابه ·الملل والأهواء والنحل صفحة 48. وبما أنّ بدعتهم تفترض اتّخاذ الله صاحبة وإنجاب ولد منها، فبديهيّ أن يشجبها القرآن.
لكنّ هذه الفكرة بعيدة كلّ البعد عن المسيحيّة، وليس ثمّة مسيحيّ واحد يؤمن بها. لأنّها إهانة موجَّهة إلى جلال الله القدّوس، المنزَّه عن كلّ خصائص الجسد. والحقيقة أنّ الباحث في عقيدة المسيحيّين المبنيّة على الإنجيل، يرى أنّهم لا يقولون إطلاقاً بأنّ المسيح ابن الله على طريقة الاستيلاد من صاحبة، بل يؤمنون بأنّه ابن الله على طريقة الصدور منه في الوجود الإلهيّ، بصفة كونه ·الكلمة الذي كان في البدء عند الله وقد حُبِل به من الروح القُدُس.
وقد أشار الرسول العظيم بولس إلى هذه الحقيقة بقوله : ·بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لِإِنْجِيلِ اللّهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللّهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ رومية 1 :1-4.
4 كان يأكل الطعام كقوله : ·مَا الْمَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ سورة المائدة 5 :75. ففكر الإسلام هنا يقول إنّ استحالة الألوهة على المسيح ظاهرة من بشريّته. فمَن يأكل الطعام كيف يكون إلهاً؟
ويقول الرازيّ في تفسير الآية :

أ إنّ كلّ مَن كان له أمّ فقد حدث، بعد أن لم يكن. وكلّ مَن كان كذلك كان مخلوقاً لا إلهاً.
ب إنّهما كانا محتاجَين إلى الطعام أشدّ الحاجة، والإله هو الذي يكون غنيّاً عن جميع الأشياء. فكيف إذاً يكون المسيح إلهاً.
ج قوله ·كانا يأكلان الطعام كناية عن الحدث. لأنّ مَن أكل الطعام لا بدّ وأن يحدث وهذا عندي ضعيف.
5 عجز المخلوق عن النفع والضرّ كقوله : ·قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ سورة المائدة5 :76. يتّخذ المفسّرون هذه الآية دليلاً على فساد قول النصارى وقد قالوا إنّه يحتمل أنواعاً من الحجّة :
أ إنّ اليهود كانوا يعادونه ويقصدونه بالسوء، فما قدر على الإضرار بهم. وكان أنصاره وصحابته يحبّونه، فما قدر على إيصال نفع من منافع الدنيا إليهم. والعاجز عن الإضرار والنفع، كيف يُعقَل أن يكون إلهاً.
وتغطية لهذا التفسير، قال البيضاويّ : إنّ عيسى وإن ملك هذا الامتياز بتمليك الله إيّاه، لا يملكه من ذاته. ونحن نقول : لو كان يسوع مجرّد عيسى القرآن، عيسى العبد لسلّمنا بأنّه لا يملك من ذاته ضرّاً ولا نفعاً. ولكنّ يسوع كما قال إشعياء النبيّ ·إلهاً قديراً. ونحن نشكره لأنّ رسالته لم تكن للضرر ولا للنفع المادّي. بل كانت رسالة خلاص، والقرآن نفسه قال إنّه جاء رحمةً للعالمين.
ب إنّ مذهب النصارى يقول إنّ اليهود صلبوه ومزّقوا أضلاعه. ولمّا عطش، وطلب الماء منهم، صبّوا الخلّ في منخريه. ومَن كان في الضعف هكذا، كيف يُعقَل أن يكون إلهاً؟
ج إنّ إله العالم يجب أن يكون غنيّاً عن كلّ ما سواه. ويكون كلّ ما سواه محتاجاً إليه، فلو كان عيسى كذلك لامتنع كونه مشغولاً بعبادة الله تعالى. لأنّ الإله لا يعبد شيئاً، إنّما العبد هو الذي يعبد الإله. ولمّا عُرف بالتواتر كونه كان مواظباً على الطاعات والعبادات، علمنا أنّه إنّما كان يفعلها لكونه محتاجاً في تحصيل المنافع، ودفع المضارّ إلى غيره. ومَن كان كذلك، كيف يقدر على إيصال المنافع إلى العباد، ودفع
المضارّ عنهم؟ وإذ كان كذلك كان عبداً كسائر العبيد.

5 لاهوت المسيح في الإسلام

لعلّ الخلاف الأكبر في الحوار بين المسيحيّة والإسلام، هو القائم على اعتقاد المسيحيّين بألوهيّة المسيح، الأمر الذي يحسبه القرآن كفراً. وقد اعترض عليه بعدّة آيات أبرزها أربع وردت في سورة المائدة، وآية خامسة في سورة النساء :
1 ·لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً سورة المائدة 5 :17. يقول الرازيّ في شرح هذه الآية إنّ فيها سؤالاً، وهو أنّ أحداً من النصارى لا يقول إنّ الله هو المسيح ابن مريم. فكيف حكى الله عنهم ذلك، مع أنّهم لا يقولون؟ وجوابه : إنّ كثيرين من الحلوليّة يقولون إنّ الله تعالى قد يحلّ ببدن إنسان معيّن أو في روحه. وإذا كان كذلك فلا يبعد أن يُقال : إن قوماً من النصارى ذهبوا إلى هذا القول. بل هذا أقرب ما يذهب إليه النصارى. وذلك لأنّهم يقولون : إنّ أقنوم الكلمة اتّحد بعيسى.
فأقنوم الكلمة، إمّا أن يكون ذاتاً أو صفة. فإن كان ذاتاً، فذات الله تعالى قد حلّت في عيسى، واتّحدت بعيسى. فيكون عيسى الإله، على هذا القول. وإن قلنا الأقنوم عبارة عن الصفة، فانتقال الصفة من ذات إلى ذات أخرى غير معقول. ثمّ بتقدير انتقال أقنوم العلم عن ذات الله تعالى إلى عيسى، يلزم خلّو ذات الله من العلم. ومَن لم يكن عالِماً لم يكن إلهاً. وحينئذٍ يكون الإله عيسى على قولهم. فثبت أنّ النصارى، وإن كانوا لا يصرّحون بهذا القول، إلاّ أنّ حاصل مذهبهم ليس إلاّ ذلك. ثمّ أنّ الله سبحانه، احتجّ على فساد هذا المذهب بقوله : ·مَن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمّه فهذه الكلمة بحسب رأي المفسّرين تعني أنّ عيسى مُشاكِلٌ لِمَن في الأرض، في الصورة والخلقة والجسميّة والتركيب، وتغيير الصفات والأحوال.
2 ·لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ا عْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ باللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ سورة المائدة 5 :72. قال الإمام الرازي في شرح هذه الآية : إنّ الله لمّا استقصى الكلام مع اليهود، شرع ههنا في الكلام مع النصارى، فحكى عن فريق منهم أنّهم قالوا : إنّ الله تعالى حلّ في ذات عيسى، واتّحد بذات عيسى.
3 ·لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة المائدة 5 :73. ينطلق الإسلام من هذه الآية فيتّهم المسيحيّين بأنّهم يعبدون ثلاثة آلهة : الله ومريم وعيسى. ويستعرض الرازي عقيدة النصارى على الوجه التالي : حكوا عن النصارى أنّهم يقولون جوهر واحد، ثلاثة أقانيم، آب وابن وروح القدس. وهذه الثلاثة إله واحد، كما أنّ اسم الشمس يتناول القرص والشعاع والحرارة. وعنوا بالآب الذات، وبالابن الكلمة، وبالروح الحياة. وأثبتوا الذات والكلمة والحياة. وقالوا : إنّ الكلمة التي هي كلام الله اختلطت بجسد عيسى، اختلاط الماء بالخمر، واختلاط الماء باللبن. وزعموا أنّ الآب إله، والابن إله والروح إله. ويختم الرازي شرحه بهذا التعليق : واعلم أنّ هذا معلوم البطلان ببديهيّة العقل. فإنّ الثلاثة لا تكون واحداً والواحد لا يكون ثلاثة.
4 ·وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ سورة المائدة 5 :116. يجد الرازي في هذا القول مسائل :
المسألة الأولى. أنّه معطوف على قول الله : يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك، فهو يذكّره هنا بوجاهته يوم القيامة.
المسألة الثانية. أنّ الله وهو علاّم الغيوب كان عالماً بأنّ عيسى لم يقل ذلك. فليس لائقاً بعلاّم الغيوب أن يسأله. فلماذا يخاطبه؟ إن قلتم إنّ الغرض منه توبيخ النصارى وتقريعهم، فنقول إنّ أحداً من النصارى لم يذهب إلى القول بإلهيّة عيسى ومريم من دون الله. فكيف يجوز أن يُنسَب هذا القول لهم، مع أنّ أحداً لم يقل به؟ والجواب عن السؤال الأول، أنّه استفهام على سبيل الإنكار. والجواب على السؤال الثاني : أنّ الإله هو الخالق. والنصارى يعتقدون أنّ خالق المعجزات التي ظهرت على يد عيسى ومريم هو عيسى، والله ما خلقها البتّة. وإذا كان كذلك فالنصارى قد قالوا إنّ خالق تلك المعجزات هو عيسى ومريم، والله تعالى ليس خالقها. فصحّ أنّهم أثبتوا في حقّ بعض الأشياء كون عيسى ومريم إلهَين له. مع أنّ الله تعالى ليس إلهاً. فصحّ بهذا التأويل هذه الحكاية والرواية. وعلى أيّ حال، فقد اختلف مفسّرو القرآن في تحديد الوقت الذي فيه طرح الله هذا السؤال على عيسى. فالسديّ مثلاً يقول إنّ الله لمّا رفع عيسى ابن مريم إليه سأله : أأنت قلتَ للناس اتّخذوني وأمّي إلهَين؟ أمّا قتادة فيقول : إنّ السؤال لم يُطرَح بعد، وإنّما سيُطرَح في القيامة. ويوافقه في رأيه ابن جريج وميسرة.
5 ·يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا باللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سورة النساء 4 :171. قال أبو جعفر الطبريّ في تفسير هذه الآية : يا أهل الإنجيل من النصارى لا تجاوزوا الحقّ في دينكم فتفرّطوا فيه، ولا تقولوا في عيسى غير الحقّ... انتهوا أيّها القائلون : الله ثالث ثلاثة، عمّا تقولون من الزور والشرك بالله. فإنّ الانتهاء عن ذلك خير لكم من قيله، لما لكم عند الله من العقاب العاجل لكم على قيلكم ذلك، إن أقمتم عليه ولم تنيبوا إلى الحقّ الذي أمرتكم بالإنابة إليه، والأجل في معادكم. فالمشكلة المعقّدة في الإسلام هو الاعتقاد بأنّ التثليث يعني ثلاثة آلهة : الله والمسيح ومريم. والمسيحيّة مدى أجيالها نادت، سواء كان قبل الإسلام أم بعده، أنّ كلمة تثليث ليست واردة. إنّها أوهام أهل البدع الذين نبذتهم الكنيسة وشجبت البدع التي اخترعوها، فالتصقوا بعرب الجاهليّة، ومنهم أخذ الإسلام الفكر المشوّه عن المسيحيّة.
والرب قريب لمن يدعوة
اعرف الحق ... اتبع الحق ... انشر الحق ... والحق يحررك
 
إنضم
8 مارس 2007
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: أخ مسلم يريد أن يدخل المسيحيه

عزيزى انا فى انتظار ردك على اجابة السؤال الاول
والرب قريب لمن يدعوة :yaka:

شكرا ليك الاستاذ اثناسيوس الرب يبارك حياتك بجد بتعجبنى لما تدخل كده بشكل اكاديمى وعلمى بس للاسف لما حد بيرد برضه للاسف الادراه بتحذف الرد مش عارف ليه
اتمنى ان الردود لا تحذف علشان نقول ان المنتدى ده قوى
وان الحق يظهر ويكون ظاهر لان الحذ للاسف جبن
والمسيح قال لكم فتشوا فى الكتب
وانا سعيد انك بتقول الكلام ده
تعالى صديقى نتكلم عن اجابتك وبكل حب وود
انت الحمد لله اعترفت بان المسيح لم يقل انا الله اعبدونى ؟؟؟؟؟
كده اتفقنا وده دليل على انه الله لانه قال كل شىء
قال انا عبد اصلى
قال انا ابن الانسان
قال انا رسول ونبى
قال انا لى اله ورب وهو الهاكم وربكم
انى ذاهب الى ابى وابيكم والهى والهاكم
وهذه الحياه الابديه ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى ارسلته
وكلامه عن ان الانبياء يهلكون فى مدينة اورشليم
وغيرها من النصوص
المهم تعالى نتكلم فى اجابتك ونشوف دليلك

المشكلة الحقيقية هنا ... إن مادام مافيش نص واحد عن فم المسيح بيقول أنا ربكم الخالق الأعلى فاعبدوني .. أو أنا إلهكم المتجسد ... فكل واحد من الطوائف المسيحية بيفسر أقوال المسيح على ما يطابق اعتقاده اللي إتعلمه منذ الصغر ... يعنى تفسير النص بيتبع العقيدة .. وليس العكس ... وبكده يصبح الدين مقلوب ...

وممكن ببساطه يلوى أعناق النص عشان يخليه يطاوع مراده ... يعنى أنت بتاخد النص على إنه بيعنى إن المسيح هو الله المتجسد... والكاثوليك بياخدوه على معنى انه الأبن الوحيد لله ... وشهود يهوه بيقولوا لا ده ولا ده ... يبقى أنا كمسلم ... أخرج نفسي من الخلافات الطائفية عندكم وأحكم على النصوص من واقع الكلام ... لأني لو عطلت لغة الكلام يبقى الحياة تقف ... ونشوف برضه مع بعض لو الكلام فيه كنايات ... وإذا كانت الكنايات دي مشروحة في أقوال تانيه للمسيح ولا لأ ...

وقبل ما نبتدى .. أنا بقولك أن المفهوم تماما من العبارة بعد ما نحللها .. إن الوحدة مجازية ... بمعنى وحدته مع الله هى وحدة هدف ووحدة التوجه

واستشهادك بيها على الألوهية هو بالضبط زى ما تقول الزحف عند الحرب جبن ... والجبن منتج من منتجات الألبان ... يعنى استشهاد في غير محله أطلاقا

طيب نمسك معنى البنوة ... إما يكون البنوة دي بنوه حقيقية أو بنوه مجازية .. وأنت بترفض البنوة المجازية ... كويس .. يبقى نبحث فى البنوة الحقيقية ...

سؤال مهم جدا هنا ... طيب لو كانوا متحدين بالمعنى اللي أنت فاهمه ... فهل ممكن أقول أنا والآب واحد في الأقنوم

... أنا متأكد انك حتقولى لأ .... ولكن المهم هنا .. إيه أصل كلمة أقنوم ... يعنى هي كلمة عربيه ولا يونانية ... ولا ولا .. ومعنى الأقنوم إيه ؟

معنى كلمة أقنوم ؟

كلمة أقنوم كلمة سريانية معناها " الذات المتميزة غير المنفصلة" وهي باليونانية " هيبوستاسيس “ وهي تحمل المعنى الحقيقي للتمايز بين أقانيم اللاهوت، وهي الاصطلاح الذي يطلق على كل من الآب والإبن و الروح القدس.

ويخطئ من يظن أن الأقانيم الثلاثة مجرد صفات أو ألقاب عادية لأننا نرى الأقنوم الواحد يكلم الآخر ويتحدث عن نفسه، ويرسل الواحد منها الآخر، وهكذا ... وبديهي أن الصفات أو الألقاب العادية لا يمكن أن يخاطب بعضها أو أن يتكلم أحدهـا عن الآخر. وكل أقنوم كمان له أفعال خاصة بيه ... يعنى مش ممكن تقول أن أقنوم الآب هو اللي أتولد من فرج امرأه .....يعنى الأله أتجزأ ... لأنك مش ممكن تاخد أي أقنوم منهم وتقول أنه اله كامل ... لازم يكونوا مجتمعين عشان يكونوا الأله الخالق العظيم ..

لأن الأقنوم ليس صفة ... الأقنوم ذات... وهل الصفة ترسل وتتكلم ...

ومدام الأقنوم ذات ... يبقى مش ممكن يكون الإتحاد اتحاد في الذات ... بالعقل كده
 
إنضم
8 مارس 2007
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: أخ مسلم يريد أن يدخل المسيحيه

نكمل صديقى
قول المسيح : (( أنا و الأب واحد )) أتقال فى محاورة بين المسيح واليهود .. هذه المحاورة من شأنها تسقط تماما ادعائهم بألوهية المسيح :

أولاً : الحوار بدأ من الفقرة 23 وحتى الفقرة 39 ... لما قال المسيح لليهود في العدد 30 من الاصحاح العاشر من إنجيل يوحنا : أَنَا وَالآبُ واحد ... أنكر عليه اليهود المقولة دى... وكان رد فعلهم انهم رجموه بالحجارة ، فالمسيح بدأ يعرفهم وجه الغلط في فهمهم بأن العبارة دى لا تقتضي ألوهيته ... وبين لهم أن استعمال اللفظ ده هو على سبيل المجاز، ومش على ظاهر المعنى ... وإلا عليه فلازم يكونوا كلهم آلهه ..!

تعالوا نشوف نص المحاورة بين المسيح واليهود بعد ما قال لهم .. أنا والآب واحد ...

29أبي الذي اعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 أنا والآب واحد .. فتناول الْيَهُودُ، أيضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَرَيْتُكُمْ أَعْمَالاً صَالِحَةً كَثِيرَةً مِنْ عِنْدِ أَبِي، فَبِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» فأجابه اليهود قائلين : ليس من أجل الأعمال الحسنة نرجمك ولكن لأجل التجديف ، وإذ أنت إنسان تجعل نفسك إلهاً فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي شَرِيعَتِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ ؟ فَإِذَا كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تَدْعُو أُولئِكَ الَّذِينَ نَزَلَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ آلِهَةً وَالْكِتَابُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ فَهَلْ تَقُولُونَ لِمَنْ قَدَّسَهُ الآبُ وَبَعَثَهُ إِلَى الْعَالَمِ: أَنْتَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: أَنَا ابْنُ اللهِ ؟



هل عندك شك بعد الكلام ده أن اليهود فهموا قول المسيح أنا والآب واحد غلط .. ؟؟ ...اللى فهموه أنه أدعي الألوهية ... وعشان كده كانوا عايزين ينتقموا منه ، ويرجموه ، فرد عليهم المسيح خطأهم وسوء فهمهم بأن العبارة دى لا تستدعي ألوهيته ...

ولو رجعنا للعهد القديم حنلاقى أن ( آساف ) سمى القضاة آلهة ، ولو حبيت أرجع للمزمور 82 الفقرة 6 : ) أنا قلت : إنكم آلهه ، وبنو العلي كلكم ( .

وماحدش فهم من العبارة دى تأليه القضاة دول ، ولكن المعنى المقبول لإطلاق لفظ آلهه عليهم أنهم كان عندهم سلطان يأمروا ويتحكموا ويقضوا باسم الله .

وبموجب المنطق السهل ده اللي شرحه المسيح لليهود ، معناه انه ساغ للمسيح أنه يعبر عن نفسه زى ما عبر بيه آساف عن القضاة الذين صارت إليهم كلمة الله .

ولايقتضي كل من التعبرين أن في المسيح ، أو أن في القضاة لاهوت زى ما فهمه اليهود خطأ .

ولو ما كانش المثل اللى ضربه المسيح لهم من التمثيل جواب قاطع على اللى تخيلوه من ظاهر اللفظ ، والا يكون ده مغالطة منه ... وغش في المعتقدات اللى الجهل بها حيؤدى إلي سخط الله ، وده طبعا لا يليق بالانبياء المرسلين اللى بيهدوا الناس للحق .

طيب نتيجة ده أيه ... أنه لو كان المسيح هو رب العالمين اللي الناس المفروض تعبده ، ولكنه صرفهم عن الأعتقاد ده لما ضرب لهم المثل ، فحيكون بكده أمرهم بعبادة غيره ، وصرفهم عن عبادته ، ومعرفة أنه هو الاله اللي لازم يعبدوه ، ويكون ده كمان غش وضلالة من المسيح لهم ... وطبعا ده لا يليق بالانبياء والمرسلين فضلاً ممن يدعى فيه الالوهية .

وحنلاقى ان الكتاب المقدس أطلق لفظ الله على ناس كتير ... ولكن ما حدش قال أبدا أن أى واحد منهم فيه طبيعة لاهوتية ... وأيه دليلك يا عم تروث على الكلام ده ... نشوف :

1 - سفر القضاة عدد 13 عدد 21 ، 22 عدد ... حنلاقى لفظ الله أطلق على الملك : والنص بيقول (( وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِه نموت موتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ. )) وواضح أن الذي تراءى لمنوح وامراته كان الملك .

2- سفر الخروج 22 عدد 8وهنا نلاقى أن لفظ الله أطلق على القاضي :

والنص بيقول: (( وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم ، هل يمد يده إلى ملك صاحبه )) فقوله هنا : إلى الله ، بيعنى : إلى القاضي

3- كمان جه في سفر الخروج عدد 22 عدد 9 عدد اطلاق لفظ الله على القاضي .. (( في كل دعوى جنائية من جهة ثور أو حمار أو شاة أو ثوب أو مفقود ما ، يقال : إن هذا هو ، تقدم إلى الله دعواها ، فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه باثنين)) )) فقوله إلى الله ، أي : إلى القاضي نائب الله .

4 _ وأطلق الكتاب المقدس لفظ إله على القاضي برصه زى ما جه في المزمور عدد 82 عدد 1 عدد : (( الله قائم في مجمع الله ، في وسط الآلهه يقضي ))

5- وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الأشراف فقد ورد في المزمور 138 عدد 1 عدد قول داود عليه السلام : (( أحمدك من كل قبلبي ، قدام الآلهه أعزف لك ((

6_ وأطلقه كمان على الانبياء .. زى سيدنا موسى في سفر الخروج 7 عدد 1 : يقول النص : (( قال الرب لموسى : انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ))

وعشان نطلع بالمفهوم العام من اللى اتقال :

لو كان إطلاق كلمة الله أو إله على المخلوق يقتضي أن اللاهوت حل فيه .. يبقى لازم بناء على النصوص اللى قولناها كلها دلوقتى إن الملك والقاضي والإشراف كلهم يكونوا آلهة ، وده اللي ما حدش قاله إطلاقا .

ولكن بالنظر لكون الملائكة والقضاة نواب عن الله .. أطلق عليهم كلمة الله . نفس الحكاية بالنسبة للأشراف اللى فيهم صفة المجد والقوة اللى بيوصف بهم الله ، ومن هذا المنطلق أطلق عليهم لفظ الله ... مجازاً .

يبقى اللى المفروض نفهمه من قول المسيح : (( أنا و الآب واحد )) .. أنه عايز يقولهم قبولكم لأمري هو قبولكم لأمر الله ، ومن المثل البلدى لما واحد يبعت واحد تانى يقضى له مصلحة على انه رسوله فييجى رسول الرجل ده يقول أيه : أنا واللى بعتنى واحد ، والوكيل : اللى بيقول أنا واللى وكلني واحد ، لأنه يقوم فيما يؤديه بمقام اللى أرسله أو وكله ، وبيؤدي ويتكلم بحجته ، ويطالب له بحقوقه .

ثالثاً : التعبير ده بعينه اللى أطلقه المسيح على نفسه ، بأنه و الآب واحد، أطلقه بعينه تماما على الحواريين لما قال في نفس إنجيل يوحنا : (( و لست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذي يؤمنون بي بكلامهم ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فـيَّ و أنا فيك ، ليؤمن العالم أنك أرسلتني ، و أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد . أنا فيهم و أنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد )) إنجيل يوحنا 17 عدد 20 ـ 23.

إذن فالوحدة هنا مش المقصود منها معناها الحرفي بالانطباق الذاتي الحقيقي ، و إنما هي وحدة مجازية , بمعنى الاتحاد فى الهدف و الغرض و الإرادة، و ده ظاهر جدا من قوله ( ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ) و قوله : ( ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد، أنا فيهم و أنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد ) ، حيث أن المسيح دعى الله تعالى أن تكون وحدة المؤمنين الخلَّص مع بعضهم البعض مثل وحدة المسيح مع الله ، و لا شك أن وحدة المؤمنين مع بعضهم البعض و صيروتهم واحداً ليست بأن ينصهروا مع بعض ليصبحوا إنساناً واحداً جسماً و روحاً !! بل المقصود أن يتحدوا مع بعضهم بتوحد إرادتهم و مشيئتهم و محبتهم و عملهم و غرضهم و هدفهم و إيمانهم…الخ أي هي وحدة معنوية ، فكذلك كانت الوحدة المعنوية بين الله تعالى و المسيح .

و يؤكد ده أن المسيح دعا الله تعالى لوحدة الحواريين المؤمنين ليس مع بعضهم البعض فحسب بل مع المسيح و مع الله تعالى أيضاً ، بحيث يكون الجميع واحداً ، فلو كانت وحدة المسيح مع الله هنا تجعل منه إلـهاً، لكانت وحدة الحواريين مع المسيح و مع الله تجعل منهم آلهة أيضا!! و للزم من ده أن المسيح يدعو الله تعالى أن يجعل تلاميذه آلهة، و خطورة ده ـ كما يقول الإمام أبي حامد الغزالي ـ ببال من خلع ربقة العقل، قبيح، فضلا عمن يكون له أدنى خيار صحيح، بل هذا محمول على المجاز المذكور، و هو أنه سأل الله تعالى أن يفيض عليهم من آلائه و عنايته و توفيقه إلى ما يرشدهم إلى مراده اللائق بجلاله بحيث لا يريدون إلا ما يريده و لا يحبون إلا ما يحبه و لا يبغضون إلا ما يبغضه، و لا يكرهون إلا ما يكرهه، و لا يأتون من الأقوال و الأعمال إلا ما هو راض به، مؤثر لوقوعه، فإذا حصلت لهم هذه الحالة حسن التجوز .

و يدل على صحة ده أن إنسانا لو كان له صديق موافق لغرضه و مراده بحيث يكون محباً لما يحبه و مبغضاً لما يبغضه كارهاً لمايكرهه، جاز أن يقال : أنا و صديقي واحد. و يتأكد هذا المعنى المجازي لعبارة المسيح إذا لا حظنا الكلام الذي جاء قبلها و أن المسيح كان يقول أن الذي يأتي إلي و يتبعني أعطيه حياة أبدية و لا يخطفه أحد مني، لأن أبي الذي هو أعظم من الكل هو الذي أعطاني أتباعي هؤلاء و لا أحد يستطيع أن يخطف شيئا من أبي، أنا و أبي واحد، يعني من يتبعني يتبع في الحقيقة أبي لأنني أنا رسوله و ممثل له و أعمل مشيئته فكلانا شيء واحد. و هذا مثل قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن سيدنا محمد ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ، و أعتقد أن قصد الوحدة المجازية واضح جداً .

و قد جاء نحو هذا التعبير بالوحدة المجازية مع الله ، عن بولس أيضا في إحدى رسائله و هي رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( 6 عدد 16 ـ17 ) حيث قال : ( أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد لأنه يقول : يكون الاثنان جسدا واحدا ؟ و أما من التصق بالرب فهو روح واحد ) ، و عبارة الترجمة العربية الكاثوليكية الجديدة : ( و لكن من اتحد بالرب صار و إياه روحا واحدا )

فكل هذا يثبت أن الوحدة هنا لا تفيد أن صاحبها هو الله تعالى عينه ـ تعالى الله عن ده ـ و إنما هي وحدة مجازية كما بينا .

و يشبه هذا عندنا في الإسلام ما جاء في الحديث القدسي الشريف الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال : إن الله تعالى يقول

(... و ما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها... الحديث )

و لا شك أنه ليس المقصود من الحديث أن الله تعالى يحل بكل جارحة من هذه الجوارح، أو أنه يكون هذه الجوارح بعينها !! لأن هذا من المحال، بل المقصود أنه لما بذل العبد أقصى جهده في عبادة الله و طاعته، صار له من الله قدرة و معونة خاصتين، بهما يقدر على النطق باللسان، و البطش باليد.. وفق مراد الله عز و جل و طبق ما يشاؤه الله تعالى و يحبه . ( من كتاب الاستاذ سعد رستم )

رابعاً : جاء في إنجيل يوحنا 17 : 11 ان المسيح طلب من الآب ان يحفظ تلامذته فقال ....(( يا أبت القدوس احفظهم باسمك الذي وهبته لي ليكونوا واحداً كما نحن واحد ))

فهنا ذكر المسيح وجه شبه بينه وبين تلاميذه ، ولما كان المسلم به أن وجه الشبه بين المشبهين لا بد أن يكون متحققاً في طرفي التشبيه ، كان من غير الجائز أن يكون وجه الشبه بين وحدة المسيح بالآب ، ووحدة التلاميذ بعضهم ببعض ، هو الجوهر والمجد والمقام .

لأن هذا المعنى لو كان موجوداً في المشبه به ، وهو وحدة المسيح بالآب على الفرض والتقدير ، فهو قطعاً غير موجود في المشبه وهو وحدة التلاميذ بعضهم ببعض .

لذلك اقتضى القول بأن وجه الشبه هو الغاية والطريق وإرادة الخير والمحبة دون أن تكون هناك خصومة أو مخالفة أو عداوة .

فالتشبيه في قول المسيح : (( ليكونوا واحداً كما نحن )) يفسر لنا معنى الوحدة في قوله : (( أنا والآب واحد )) .
 
أعلى