- إنضم
- 7 فبراير 2006
- المشاركات
- 354
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 0
موعظه فى جهنم
******
******
أقف وحدى فى طريق لا نهايه له.....أمشى ببطىء وحذر ...لا أعرف غير طريقى هذا !
ولا أرى غير خيوط من الدخان الابيض....تتشابك أمام عينى ثم تنسحب كلما تقدمت
وأخيراً أجد أمامى باب
باب رهيب الهيئه...شنيع المشهد...نعم ....أنه باب جهنم
تلك الكلمه الهلاميه الرهيبه...تلك الحروف التى تتجمع لتنتفض كالطائر الاسطورى...وتثور كالامواج العاتيه
أنها أبشع وأرهب ما يخاف منه البشر....أنها
جهنم
أنفتح الباب مصدراً أزيز يصم الاذان....ودخلت متسربلاً بخوفى بل دخلت وأنا مثقل بكل رعب العالم البشرى
وسمعت صوت كأنه الف خرير ماء يشتد فى مسامعى ويتوغل بين ضفتى جوانحى
وسمعت صوت كأنه الف خرير ماء يشتد فى مسامعى ويتوغل بين ضفتى جوانحى
صوت كأنه يأتى من جوف بئر عميق ساحق.... لا نهايه له
قال الصوت :
فى جميع أعمالك تذكر عاقبتك...وكيف أنك مزمع أن تقف أمام الديان العادل الشديد
الذى لا شىء خفى لديه....ولا يستعطف برشوة..ولا يقبل عذراً
بل يحكم بمقتضى العدل
فيا أيها الانسان...فيا صياد...الخاطىء المتمادى فى الشقاء والغباوة..بماذا تجيب الله العليم بجميع
سيئاتك وأنت تفزع أحياناً أمام وجه أنسان غضوب ؟
سيئاتك وأنت تفزع أحياناً أمام وجه أنسان غضوب ؟
فلماذا لا تستعد ليوم الدينونه ...يوم لا يستطع أحد أن يشفع فى صاحبه أو يجزى عنه
بل كل نفس تكون مثقله بحملها
الان تعبك مفيد وبكاؤك مقبول وتنهدك مستجاب وندمك مكفر ومطهر
أنه يقضى مطهراً عظيماً وخلاصياً الانسان الصبور..الذى اذا بلى بالمظالم يحزن على شر الظالم
أكثر من الحزن على ظلم نفسه
أكثر من الحزن على ظلم نفسه
ويصلى بطيبه خاطر من اجل الذين يضادونه...ويغفر من قلبه لمن أساء اليه
وهو الى الرفق أسرع منه الى الغضب..ويثابر على قهر نفسه وعلى أخضاع الجسد للروح أخضاعاً تاماً
بحثت حولى عن مصدر الصوت فلم أجد شىء ...فرفعت عقيرتى لسماء جهنم صارخاً :
آهل هذا هو الخير لى !...أن أجهد نفسى ..أن أميت جسدى ؟...أين محبه الله ؟
أين عطفه علينا؟..بل أين أعمال يديه لتريحنا من الاتعاب ؟
قال الصوت :
خير لك أن تطهر نفسك الان من الخطايا وتنقيها من الرذائل من أن تؤجل التكفير عنها الى الاخرة...
لا جرم أنك تغر نفسك بمحبتك المفرطه لجسدك
أنظر أمامك ياصياد ...وشاهد ...أى شىء سيكون وقود نار جهنم سوى خطاياك
بمقدار ماتشفق الان على نفسك وتنقاد لهوى الجسد ...بمقدار ذلك يكون عقابك أشد ..وتذخر وقوداً اكثر لنار عذابك
ماخطىء به الانسان...... به يعاقب عقاباً أشد
تنهدت بقوه ثم قلت :
أنا لا أعى ماتقول ..ولا أفهم ماتبتغى من عقابى بنفس جرمى ؟
سمعت الصوت قوياً وهو يقول كاشفاً ما تحت أقدامى من هوه سحيقه:
أنظرياصياد وشاهد بتمعن.... وفكر بتروى
هنا الكسالى يساقون بمناخس محماة
وأنظر أيضاً ..وهنا الشرهون يعذبون بأوار العطش وسعار الجوع
وهناك أهل الخلاعه والنكاح والمنهمكون فى اللذات البدنيه تتصبب عليهم سيول زفت مشتعل وكبريت منتن
والحساد يهرولون من شدة الوجع ككلاب هائجه
ما من رذيله الا ولها عذاب خاص بها...هناك يمتلىء المتكبرون بأنواع العار والخزى
ويصير البخلاء الى أضيق حال من الفاقة والعوز
هناك ساعة واحدة فى العذاب أشد من مائة سنه على الارض فى أشق اعمال التوبة
هنا ليس من راحة ولا تعزية للهالكين
أما على الارض فقد تستريح أحياناً من التعب وتتمتع بتعزيات الاصحاب
قلت له وأنا فى خوف :
أذا ماذا افعل لكى أخلص ؟
رد الصوت :
تمسك بخلاص المسيح....وكن على وجل وفى توجع من قبل خطاياك
لكى تكون يوم الدينونه فى أمان مع الطوباويين
قلت له : وماذا بعد ؟
قال الصوت :
فحينئذ يقوم الصديقون بجرأة عظيمة فى وجوه الذين ضايقوهم وأرغموهم < حك 5 : 1>
حينئذ يقوم للقضاء من يخضع الان بتذلل لاحكام البشر
حينئذ يكون البائس والمتواضع على جانب عظيم من الطمأنينة
بينما المتكبر تحف به الاهوال من كل جانب
حينئذ يظهر انه كان حكيماً ذلك الذى تعلم أن يكون جاهلاً ومهاناً من أجل المسيح
حينئذ تهنىء نفسك بكل شدة أحتملتها بصبر وكل ظلم يسد فاه < مز 42 :107>
حينئذ يكون الاتقياء فى فرح وجميع الخطاه فى ترح
حينئذ يبتهج الجسد المقمع بالامانه أكثر مما لو كان تربى بالتنعم
حينئذ يلمع الثوب الوضيع ويكمد الثوب الرفيع
حينئذ يكون البيت الحقير أعظم منزلة من القصر المغشى بالذهب النضير
حينئذ ينفع الصبر الجميل اكثر من كل سلطان عالمى
حينئذ تترفع الطاعة والوداعه على كل دهاء بشرى
حينئذ تسر بطهارة الضمير السليم أكثر مماً يتعمق فى علم الفلسفة
حينئذ يرجح الازدراء بالغنى على أقتناء كموز الدنيا بأسرها
حينئذ تتعزى بالصلاة الخشوعية اكثر من المأكولات الشهية
حينئذ تفرح بمحافظتك على السكوت اكثر من فرحك بالمنادمات المستطيلة
حينئذ تكون الاعمال الصالحة أعظم قدراً من وفرة الاقوال الجميلة
حينئذ يستطاب العيش الشظف والتقشف الشاق على كل لذة دنيوية
فتعلم ياصياد الان أن تتحمل الالام اليسيرة لكى تستطع أن تنجو حينئذ من العذاب الاليم
جرب قبل ههنا ماتطيق ان تتحمله فيما بعد....فان كنت الان لا طاقة لك على أحتمال عذاب هكذا يسير
فأنى تستطيع ان تحتمل العذاب المؤبد!؟!
وأن كنت الان تجزع من آدنى ألم
فكيف يكون حالك حينئذ فى جهنم؟
اعلم يقيناً أنه لمن المحال ان تحصل على فرحين معاً
أى أن تتنعم ههنا فى الدنيا...وتملك فيما بعد مع المسيح
هب أنك قد عشت طول عمرك الى هذا اليوم متربعاً فى دست المراتب وراتعاً فى نعيم اللذات ..وقضى عليك الان أن تموت فجأة
فماذا ينفعك كل ذلك!!
فكل شىء اذاً باطل الا محبة الله والعبادة له وحده
فان من يحب الرب من كل قلبه لا يخاف الموت ولا العذاب ولا الدينونة
ولا حهنم ...لان المحبة الكاملة تؤمن صاحبها من التوصل الى الله بثقة
أما من لا يزال يقول يارب يارب وبداخله لا اله فلا غرو أذا خاف من الموت والدينونة
ومع ذلك فاذا كانت المحبة لا تكفيك حتى الان عن الشر فمن الحسن أن يردعك عنه زاجر الخوف من أن تأتى هاهنا
فى نار جهنم
أما من نبذ مخافة الله وراء ظهره
فلا يستطيع أن يثبت فى الصلاح زماناً طويلاً
فلا يستطيع أن يثبت فى الصلاح زماناً طويلاً
بل يقع فى شرك ابليس سريعاً
*************************
تمت
التعديل الأخير: