† تـــأمـــــــــــلات ميــــــلاديــــــــــــة †

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تاملات جميلة جدا

وملف شامل
الرب يبارك جهودكم
163438485.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الله كلمنا في ابنه!!

12.jpg


الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه ... ( عب 1: 1 ،2)
يا لروعة وجلال هذا الإعلان "الله تكلم". أي نعم. إن إلهاً حياً، إلهاً مُحباً، لا بد أن يتكلم. لقد انتهى وقت الإعلان الجزئي الناقص الوقتي، وصار الله يكلمنا بطريقة أخرى أمجد وأعظم "كلمنا في ابنه". وهكذا، أيها الإخوة الأحباء، نرقى إلى الحق العجيب وهو أن يسوع، ابن الله، ليس فقط يعلن لنا رسالة الآب، بل هو نفسه رسالة الآب. كل ما عند الله ليقوله لنا هو يسوع. جميع أفكار الله وهبات الله ومواعيد الله ومشورات الله هى في يسوع.

هو النور، والسلام، والحياة، والطريق، والغاية والغرض. إن "الابن الوحيد" كما يقول يوحنا "الذي هو في حضن الآب" الذي هو كنزه ولذته وموضوع محبته، الأزلي الذي كان سروره منذ الأزل يشاطره كل أفكاره ومشوراته. هذا الابن الوحيد - حبيب الله - هو بكل تأكيد الرسول الحقيقي الذي يستطيع أن يعلن لنا كل سرائر قلب الآب ويُخبرنا بكامل مشورته وكل مقاصد نعمته. أي نعم "الله كلمنا في ابنه" وفي الابن تتركز كل رسالة الله. وإذا لم يعرف الخاطئ شيئاً سوى هذا: إن الله أرسل رسولاً وأن هذا الرسول هو ابنه، فهو قادر أن يكتشف من هذا كل الإنجيل، كل الخبر الطيب، لأن الله لكي يرسل إلينا الدينونة ولكي يعطينا معرفة خطيتنا وخرابنا، ولكي يرسل إلينا رسالة القضاء والقصاص القريب الوقوع، لكي يفعل كل ذلك، ليس هو في حاجة لإرسال ابنه. أي ملاك كان يكفي لهذا العمل، وأي عبد يكفي لإعلان مثل هذه الرسالة. موسى كان يقدر أن ينطق بها، بل ضميرنا ذاته هو رسول كافٍ لمثل هذه الحالة. أما عندما يرسل الله ابنه إلى هذا العالم، عندما يضحي الله بهذه التضحية الهائلة وهي السماح لابنه الوحيد الحبيب أن يأخذ صورتنا ويشترك معنا في اللحم والدم، فلا يمكن أن يكون لهذا إلا معنى واحد وهو الخلاص، ولا يمكن أن يكون له إلا غرض واحد وهو الفداء. ولا يمكن أن يكون له إلا باعث واحد وهو محبة الله الهائلة المُدهشة.

في ملء الزمان أرسل الله ابنه .. لماذا؟ هل ليعلِّم أو يعظ أو يعلن القضاء والدينونة؟ كلا وألف كلا. الله أرسل ابنه ليفدينا "ها أنا أبشركم بفرح عظيم. إنه وُلد لكم اليوم مخلص".
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
على الأرض السلام !

183407562.gif

وظهر بغتة مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو 2: 13 ، 14)
«على الأرض السلام»! ألا تبدو هذه العبارة وكأنها بلا معنى، ونحن نشاهد اضطراب شئون البشر اليوم كاضطراب البحر المتلاطم الأمواج؟ أين هو السلام على الأرض؟ إن مجيء المخلِّص إلى العالم منذ ألفي عام تقريبًا كان مقترنًا بهذا الوعد. فهل فشل الوعد؟ أو خاب المشروع الإلهي؟ يقول المتشكك والمتهكم: نعم، فقد جاء مُخلِّصكُم ومضى، وفشلت مسيحيتكم في تحقيق السلام للأرض، إذ يزداد العالم اضطرابًا وغليانًا كالمرجل عامًا بعد عام.

ولكن حاشا. إننا لا نفهم الوعد على الوجه الصحيح، فإن السلام لا يكون على الأرض إلا إذا كان «المجد لله في الأعالي». إن شرط الله للسلام لا يتم إلا عند سيادة الرب يسوع على الأرض. أما الآن فالناس لا يعطون المجد لله، بل قد أبعدوه عن شئونهم، وحاولوا أن يسيطروا على كل أمورهم بالاستقلال عنه، ومن هنا كان الارتباك والتشويش اللذان سيؤديان في النهاية إلى تحطيم الحضارة البشرية.

فمتى إذًا يتحقق الوعد «على الأرض السلام»؟ عندما يستلم المسيح زمام السيادة، ويسود بصولجانه على كل الأرض «قضيب استقامة قضيب مُلكك. أحببت البر وأبغضت الإثم» ( عب 2: 8 )، عندئذ يكون «على الأرض السلام»، «فيطبعون سيوفهم سِككًا ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب في ما بعد» ( إش 2: 4 ). في ذلك العصر المجيد عندما يعطي الجميع «المجد لله» سوف يعم الأرض سلام شامل. سوف يأخذ الرب يسوع مكانه الشرعي كمَنْ هو «المبارك العزيز الوحيد. ملك الملوك ورب الأرباب» ( 1تي 6: 15 ). وإلى أن يحين ذلك الوقت السعيد، لا يمكن أن يوجد أي حل صحيح دائم للمشاكل المُعقدة التي تحيِّر وتُربك ساسة هذا العالم. ولكن عندما تُشرق شمس البر، سيكون الشفاء الكامل في أجنحتها.

وكما أن العالم في مجموعه لن يتمتع بالسلام الأكيد الذي ينشده، إلا عندما يخضع لسيادة ابن الله، هكذا الإنسان الخاطئ كفرد، لن يحصل على السلام لضميره وقلبه، إلا إذا قَبِلَ المسيح مُخلصًا له وأعطاه المكان الأول، مكان السيادة على قلبه. فعلى الخاطئ أن يخفض ذراعي عصيانه وتمرده، ويُعلن من قلبه أن «المجد لله في الأعالي». وحينئذٍ يتبرر بالإيمان، وينال المُصالحة والسلام «مع الله»، ثم يملك في قلبه «سلام الله الذي يفوق كل عقل».

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
روعة الإعلان الإلهي

The-Christmas-Gift-300x240.jpg

في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله ( يو 1: 1 ،2)
ليس هذا بدءاً يرتبط «بكتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم» ( مت 1: 1 ) أي الملك حسب المواعيد. ولا هو «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله» ( مر 1: 1 ) إذ ليس الموضوع هنا خدمته. كما أنه ليس كما يكتب لوقا «عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلِّم به» ( أع 1: 1 ). أي السجل الأدبي للإنسان الكامل الذي يعلِّم بما كان يفعله أولاً .. كلا. إنما هنا «في البدء كان الكلمة». إنه البدء الذي يرتبط بما هو الله، إنه لا محدودية الأزل الذي لا بدء فيه.

«
الكلمة» هو المعبِّر والتعبير. إنه المعبِّر (شخصياً)، والتعبير (موضوعياً) عمن هو الله. عندما أتكلم، أعبِّر عن نفسي، أعلن نفسي في كلامي، أصوغ فكري في كلام يفهمه غيري. هكذا ابن الله هو الله مُعَبَّراً عنه في شخصه الأزلي الأبدي. وبمعنى آخر: إن الله في ذاته وطبيعته المُطلقة «ساكناً في نور لا يُدنى منه. الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه» ( 1تي 6: 16 ). فالله هكذا لا يُدرك من غيره، ولن يُدرك إلى الأبد. ولكنه كالكلمة يُعلَن، ويُدرَك، وكالكلمة يعبِّر عن ذاته.

«والكلمة كان عند الله» له كيانه واعتباره الشخصي دون الاستقلال عن الآب والروح القدس في اللاهوت.


«وكان الكلمة الله» وليس إلهاً كما يدَّعي البعض. كما أنه لا يقول «وكان الكلمة هو الله» كما لو كان الكلمة فقط دون غيره من الأقانيم هو الله، بل «وكان الكلمة (وبالارتباط مع الآب والروح القدس) الله».


«هذا كان في البدء عند الله». ولفظة «هذا» تفيد التأكيد، ومعناها «هذا هو الذي كان في البدء عند الله» ـ وما سبق عنه من كلام يختص به تماماً من الأزل وإلى الأبد، فهو لم يأخذ أو يكتسب هذه الخاصيات في وقت ما في الأزل أو في الزمان، لكنه «كان» هكذا وسيظل هكذا. هو لم يبتدئ أن يكون قط. والذي كان هو «كائن»، هذا (الذي هو كائن هكذا) كان (هكذا) في البدء عند الله.


فما أدق وأجمل وأروع الإعلان الإلهي! إنه يحمل طابع الله في ذاته ولا يحتاج لبرهان من أحد.

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
طفل مُضجع في مذود !!
infant-jesus-born-19.jpg

وبينما هما هناك تمت أيامها لتَلِد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل ( لو 2: 6 ، 7)

تأمل معي أيها القارئ العزيز في كيفية ولادة الرب يسوع المسيح، تأمل في ذلك الشخص المبارك: ما هو في ذاته، ابن العلي، الملك، رئيس السلام، رب الحياة، ملك المجد، ابن الله الأزلي، تأمل ما كان وكيف صار، من أين أتى ولماذا أتى! ثم انتقل بفكرك إلى تلك المدينة الصغيرة، بيت لحم. وشاهد ذلك النجار المتواضع يوسف، مع العذراء مريم التي كانت مخطوبة له، لا يُقبلان من المنزل أو الفندق الذي أُعدّ خصيصًا لاستقبال المسافرين عامة، لأنه كان مملوءًا، واضطرا أن يتخذا مكانًا لهما في الاسطبل، مكان البهائم. نعم، لم يكن لهما موضع في الفندق، وهكذا وُلد يسوع ابن الله ـ ابن الإنسان ـ في حظيرة بين المواشي، ووُضِع في المذود.


لعل أحدًا يقول هذه مجرد مُصادفة، فالإحصاء قد جلب جمعًا كبيرًا إلى بيت لحم، ووصل مريم ويوسف متأخرين، وإذ وجدا المنزل مليئًا، اضطرا أن يجدا لهما مأوى حيثما اتفق. حسنًا يا صديقي، إلا أنني أستطيع أن أقول إنه على الرغم من كل ذلك، لديَّ شعور عميق أنه لو كان يوسف رجلاً عظيمًا ووصل بعربة وخيل، مُرسلاً أمامه مندوبًا، لوُجدت له حجرة حتى ولو وصل متأخرًا ـ كما هي العادة. ولكن ويا للعجب! ابن الله كان على وشك أن يُولد في العالم، ولم يكن له موضع!!


إن كنت يا قارئي العزيز لم تعرف الرب يسوع المسيح بعد، دعني أقول لك: لماذا لم يوجد موضع في قلبك للرب يسوع كل هذه السنين؟! إن هذا معناه أنه لا توجد لديك رغبة له. أنت عندك موضع للخطية، وموضع للحماقة، وموضع للذّة، ولكن لا موضع للمسيح!


يظن بعض الناس أنهم سيأتون للرب عندما يملّون هذا العالم ويزهدون فيه. ولكن أ ليس أمر أفضل وأعظم أثرًا أن ترى إنسانًا يملك ملذات العالم وله أعماله الخاصة، ثم يسمع الأخبار السارة (الإنجيل) فيتحول اتجاهه ويترك ما في يده ليهيء مكانًا للمخلِّص، ثم يأخذ في اتباع السيد وفي خدمته؟


عزيزي، لقد تنازل ابن الله وقَبِل أن لا يكون له مكانٌ على الأرض، ليكون لك أنت مكانٌ في السماء! فتعال إليه الآن.

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ظهور النعمة

The-Gift-of-Self-300x143.png


لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس. مُعلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر ... ( تي 2: 11 ،12)
يُخبرنا الكتاب المقدس أن هناك سبعة أشياء قد ظهرت بمجيء المسيح:

1 ـ البر: "أما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء" ( رو 3: 21 ).

2 ـ السر: أي سر اقتران المسيح بالكنيسة باعتباره الرأس ونحن جسده، وباعتباره العريس ونحن عروسه "حسب إعلان السر الذي كان مكتوماً في الأزمنة الأزلية، ولكن ظهر الآن" ( رو 16: 25 ،26).

3 ـ لطف الله وإحسانه: ومع أن لطف الله كان من البداية واضحاً لبني البشر، لكن بمجيء المسيح ظهر هذا اللطف وهذا الإحسان بصورة لم يسبق لها مثيل "حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا" ( تي 3: 4 ،5).

4 ـ كلمة الله: مُعلنة أفكار الله العجيبة من نحونا، تلك التي أُعلنت بتجسد الكلمة؛ ربنا يسوع المسيح "رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنزَّه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهر كلمته في أوقاتها الخاصة" ( تي 1: 2 ،3).

5 ـ الحياة الأبدية: "فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا" ( 1يو 1: 2 ).

6 ـ المحبة: محبة الله العجيبة للإنسان الخاطئ "بهذا أُظهرت محبة الله فينا (تجاهنا) أن الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة، ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" ( 1يو 4: 9 ،10).

7 ـ النعمة: لم تكن شيئاً عارضاً في مخطط الله وفي أفكاره، بل إنها أزلية ولكنها ظهرت بظهور ربنا يسوع المسيح. ولقد كانت حياة المسيح هنا على الأرض هي المسرح الذي ظهرت فيه النعمة في أروع صورها، وكان موته هو الوسيلة لتدفق تلك النعمة إلينا.

نعم هذا كله ظهر في المسيح الذي أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه ( عب 9: 26 ) الذي أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية ( 1يو 3: 5 ) الذي أُظهر لكي ينقض أعمال إبليس ( 1يو 3: 8 ) "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد".


 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تجسد الكلمة

A-Christmas-Carol-Poem-300x200.png

والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ( يو 1: 14 )
لا نقرأ مُطلقاً عن المسيح أنه صار "الكلمة". إنه لم يَصِر أبداً الكلمة في وقت ما من الأزل وإلى الأبد ـ لكن الذي كان الكلمة، وهو كذلك إلى الأبد ـ صار جسداً، ولا يتعرض يوحنا لتفاصيل كيفية ذلك كلوقا. ثم يقول: "وحلَّ بيننا" وحسب الأصل "خيَّم" أو "نصب خيمته بيننا"، إن الحلول يرتبط بالخيمة، وفي هذا إشارة إلى خيمة الاجتماع التي كانت رمزاً لحضور الله على الأرض، أو بالحري رمزاً لظهور الكلمة في الجسد. وفي ترتيب أجزاء خيمة الاجتماع كما أُعلنت لموسى في سفر الخروج، نرى الفكر الأول ليس اقتراب الإنسان إلى الله، بل حضور الله وسط الناس. فمذبح الذهب والمرحضة يَرِدان بعد الكهنوت لأنه يُرينا اقتراب الإنسان إلى الله. لماذا؟ لأنه كان لا بد أن يأتي الله إلى الإنسان، وهو ما نراه في خروج25-27 قبل أن يستطيع الإنسان أن يأتي إلى الله (خر30).

لنأخذ مثلاً العبارة الواردة في عبرانيين3 ونلاحظ دقة التعبير "رسول اعترافنا" ـ آتياً بالله إلى الإنسان ـ ثم "ورئيس كهنته" ذاهباً بالإنسان إلى الله. لأن إعلان الله ذاته لا بد أن يسبق شعور الإنسان بحاجته وليس العكس.

وحتى هذا الترتيب واضح في لوقا15 الذي يتكلم جوهرياً عن اقتراب الإنسان. فلقد خرج الراعي باحثاً، قبل أن يشعر الابن الأصغر بتعاسته ويفكَّر في الرجوع.

وفي إنجيل يوحنا نحن لسنا بصدد حاجة الإنسان وتوبته واقترابه، بل ما قبل ذلك ـ إعلان الله ذاته "حلَّ بيننا". إن الأمر هنا ليس "الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار" ليفتقد آدم (تك3) وليس ظاهراً في زيارة عابرة لإبراهيم (تك18)، ولا هو متكلماً إلى موسى من العليقة (خر3)، أو للشعب من خلال الضباب والظلام والنار والزوبعة (عب12)، ولا حتى في الصوت المنخفض الخفيف متكلماً إلى إيليا في نفس المكان في ما بعد (1مل19)، ولكنه الله ـ الكلمة ـ وقد صار جسداً (هذا ما لم يصره قط قبل ذلك، وما لم يحدث نظيره قبلاً). وحلَّ (هكذا) بيننا.

إنها النعمة في قياس سموّها الإلهي، وليس كما كان حين حصلت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة في مجد هو المجد الإلهي المرتبط بالدينونة.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تأملات ميلادية ( رسالة من يسوع )

855594153.jpg


سيأتي في الليلة الباردة ، هكذا وعدني و أنا ما زلت أنتظر ، بدأت تنظيف البيت و تزيينه احتفالاً بقدومه ، جهزت المدفأة لتدفئة البيت في تلك الليلة ، و بدأت التزيين و صنع الحلوة .
لكن وصلتني رسالة منه مفادها الآتي :
" لماذا كل هذه الزينة في المنزل ؟ لماذا كل هذا التحضير ؟ فأنا لا أحتاج لذلك ، تواضعي لا يسمح لي ، و محبتي تؤنبني لمصروفكم و تحضيركم لزيارتي ، فأنا لا أريد منكم سوى ركن صغير أنام فيه خلال زيارتي إليكم ، و من ثم انتقل لأعيش في قلوبكم ، حيث الدفء و الراحة هناك .
أنا لا أحتاج هذه الأضواء كلها ، فإذا أردتم أن تستقبلونني فعلاً و كما أريد ، لاقوني إلى كنيسة البلدة ، ستكون محطتي الأولى هناك في القداس ، ثم تأتون بي لأسهر معكم .
أنا هكذا أحب .
أرجوكم لا تتكلفوا كثيراً في التحضير لاستقبالي ، لا تتسابقوا مع جيرانكم من ستكون زينته أجمل ، و من يدفع أكثر ، فأنا لا أرى الزينة المعلقة على الشرفات ، و إنما أرى زينة قلوبكم فتسابقوا على تزيين قلوبكم أولا ، و هي لا تكلفكم كثيراً ، فأنا سأزور صاحب القلب الأجمل . "

في الحقيقة لقد صدمتني هذه الرسالة عندما قرأتها ، فتأملت بها كثيراً ،
فعلاً لماذا كل هذه الأعمال و هذا التزيين ، و هو آتٍ في ليلة باردة و سيسكن في مغارة صغيرة ، و يعيش فقيراً ؟
هل كل هذا لأننا نحبه ؟
فإذا كان ذلك فعلاً ، فلماذا لا نسمع ما يقول ؟ لماذا لا نطبق ما يعلمنا ؟ لماذا لا نفعل ما يرضيه ؟ لماذا كل هذا و لمن ؟ له ؟ هو لا يريد هذا ، يريد أن نكون على طريقه ، هو يحبنا أن نكون معه ليخلصنا ، لا يريدنا أن نضيع وقتنا في تحضير أشياء لا تقودنا إلى الخلاص .
نعم ، يجب أن نزين و أن نفرح لقدومه ، لكن بالمعقول و دون إسراف . لا يجب أن يكون التحضير فقط بالزينة بل بتحضير القلوب و تنقيتها ، يجب أن نكون حاضرين بصلواتنا و تراتيلنا ، بتفكيرنا و عبادتنا و تمجيدنا له .

المسيح ولد فمجدوه :flowers:
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الـُمصالح

331012094.jpg


"يصالح به [ المسيح ] الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه"
(كو 1: 20 )

لأن الإنسان بعد دخول الخطية، أصبح في عداوة مع الله. لذلك كان لابد من مصالح إلهي يضع يده على الله وعلى الإنسان.
وهذا ما تمناه أيوب ص9: 33وشكراً لله لأجل ذلك المصالح المجيد الذي وحده كان فيه الكفاءة أن يضع يده على الله لأنه الابن الأزلي المعادل لله.
وأيضاً يضعها على الإنسان لأنه الإنسان الحقيقي الكامل نظيرنا لكن بلا خطية.

لذلك يضع الرسول بولس أمامنا الأساس الوحيد لتحقيق إرادة الله في خلاص جميع الناس، إذ يقول في إحدى رسائله الرعوية "
الله.. يريد أن جميع الناس يخلصون ... لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع
" (1تى2: 4-6) .

وفى رسالة التبرير نقرأ "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحون نخلص بحياته وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة" (رو 5: 10 ، 11).

وفى رسالة أمجاد المسيح نقرأ عن سرور الله أن يحل كل الملء في المسيح "وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات، وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء ... قد صالحكم الآن" (كو 1: 19 -22) .

وفى رسالة مقام الكنيسة السماوي "لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة .. لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به" (أف 2: 14 -16) .

وفى رسالة الخدمة "أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو 5: 19 ، 21).

وفى وصف الرب لترحيب الآب بالابن الضال الراجع في توبة وندم "رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله" (لو 15: 20 ) .
 
أعلى