- إنضم
- 29 يونيو 2008
- المشاركات
- 10,315
- مستوى التفاعل
- 2,235
- النقاط
- 0
الآباء واكتئاب ما بعد الولادة
على الرغم من أن اكتئاب ما بعد الولادة غالبا ما يداهم بعض الأمهات إلا أن باحثين بريطانيين قالوا أن الأباء قد يصابون به أيضا بل ويؤثرون في سلوك أطفالهم المبكر. ويأتي الاكتئاب عادة من كبت لبعض المشاعر التي يخجل الرجل في إظهارها تجاه المولود الجديد وحمله وتقبيله، وأيضا التشويش الذي ينشأ في البيت حول طريقة رعاية الطفل وتسديد حاجاته والتوقعات تجاهه، وكيفية التعامل معه في هذه السن المبكرة التي لا يحتاج فيها الطفل إلا إلى رعاية أمه المباشرة والرضاعة والنوم. وأيضا ربما يأتي الاكتئاب من نقص كمية الوقت الذي اعتاد أن يمضيه الرجل مع زوجته، والتغيير في البرنامج اليومي مثل شرب القهوة سويا، أو الذهاب للتسوق والزيارات، وكمية الانتباه الذي توليه الأم لطفلها وتناسيها باقي أفراد الأسرة وأولهم الأب.
يكون الانتباه منصبا على الأم وعلى الطفل في هذه المرحلة، وتكون مشاعر الأب عادة غائبة عن الجميع، وخصوصا الأشخاص الذين اعتاد أن يحصل منهم على الانتباه الورعاية مثل والدته وعائلته، وذلك طبعا بغير قصد وبسبب الانشغال بالطفل الجديد، وهذا الشعور بالوحدة قد يسبب الاكتئاب البسيط الذي ربما يتطور إلى مرحلة أكثر جدية. لذا على الرجل أن يعي لهذه المرحلة وأن يقر بها ولا يخجل أبدا من إبداء مشاعره ومشاركة الأم في رعاية الطفل حتى ولو بأبسط الأمور حتى ينخرط في الأجواء الجديدة داخل المنزل وهذا ما يبعد عنه التفكير السلبي، ويدخل السعادة إلى قلب الأم أيضا التي تكون في أمس الحاجة إلى أب سعيد وليس إلى أب مكتئب ووحيد.
وقد أكد علماء النفس أن المولود الصغير الذي يحتاج إلى صدر أمه وحنانها، يدرك أيضا رائحة أباه وحنانه عندما يضمه إلى صدره ويسمع صوته بانتظام ويتعود عليه، ويبني داخله شعورا بالطمأنينة والسكينة، وأحيانا يعتاد الطفل أن ينام بين يدي أبيه أكثر من أي شخص آخر، لذلك فإن المشاركة في رعاية الطفل في الأيام الأولى من ولادته يبعد عن الأب فرصة الدخول في الاكتئاب نتيجة لهذا التغيير المفاجئ في وضع البيت والعائلة.
تستطيع أن تجعل من هذه المناسبة في عائلتك من الأيام الجميلة التي لا تنسى، وأن تفهم التغييرات التي سيجلبها الطفل إلى البيت واعتبارها فرصة للمتعة والبركة التي أعطاك إياها الله لكي يدخل السعادة إلى قلبك وليس شيئا آخر.