الدرس الثاني والخمسون في أساسيات الإيمان المسيحي: الإيمان

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
الدرس الثاني والخمسون: الإيمان

غالباً ما تُصنف وتوصف العقيدة المسيحية بإنها ديانة لكن الأدق ان تسمى إيماناً لان الإيمان يعد شيئاً جوهرياً لفهمنا لعقيدة الفداء والكفارة التي تكلمنا عنها في درسنا السابق.

لكن ما هو الإيمان؟ للأسف الكثير يسيئ تفسير الإيمان على انه تصديق بشئ غير معقول وهذا الفكر هو بالحقيقة إساءة لنا ولله أيضاً. فالكتاب المقدس يتكلم عن العمى بصورة بلاغية للإشارة به الى الناس الذين بسبب خطيتهم ساروا في الظلمة، وبما ان العقيدة المسيحية تخرج الناس من الظلمة فالإيمان هو الخروج من الظلمة وشفاء العمى الروحي.

الإيمان في جوهره يعني الثقة، والثقة بالله ليس شئ غير معقول لان الله جدير بالثقة تماماً وهو يقدم اسباب كثيرة كافية للوثوق به، فهو أثبت لنا انه هو هو الأمس واليوم والى الابد وهو جدير بثقتنا.

إيماننا المسيحي ليس مبني أسباب غير سليمة او أوهام، فكما يقول لنا الرسول بطرس في رسالته الثانية 1 : 16 "لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ." الإيمان المسيحي غير مبني على خرافات واساطير بل على شهادة عيان مدعومة بالادلة الكتابية والتاريخية.

يقدم لنا الرسول بولس في رسالته للعبرانيين 11: 1 تعريفاً للإيمان "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." وهذا يعني اننا نثق في الله ونثق في وعوده لنا في المستقبل على أساس إيماننا بما حققه من وعود في الماضي.


الخلاصة
من الادق ان نسمي العقيدة المسيحية إيماناً بدل من ديانة. الإيمان شئ جوهري في فهم عقيدة الفداء والكفارة. الإيمان هو ليس تصديق أعمى بأمور غير معقولة بل هو ثقة في الله وأمانته في تحقيق وعوده لنا.


شواهد كتابية للتأمل

الدرس القادم سيكون عن الإيمان الذي يخلص.

 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
الاستاذ/ ماى روك
الرب يباركك على هذه الدروس الهامة والمفيدة
والاسلوب الرائع
 

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart

"وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى."


درس رائع أستاذي الحبيب

يترتب علية التأكيد علي أن الإيمان و الثقة لا نرثهُما بالولادة
فقط بل هما خبرة العيش مع رب المجد يكبر و ينمو بقدر حفظنا
لوصاياه وبقائنا بقربه مما له بالغ الأثر على حياتُنا وتصرفاتُنا اليومية
التي تؤكد علي ثقتُنا بشخص رب المجد و أمانتُه في وعوده لنا
فنصير بالإيمان المدعوم بالثقة نُعاين عظمة رب المجد و نعيشها .

رب المجد يُبارك عمل يديك و كل عمل صالح يُمجد أسمُه القدوس

 

aalyhabib

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
31 يوليو 2010
المشاركات
10,354
مستوى التفاعل
261
النقاط
0
الإقامة
Here OR There


"الإِيمَانُ هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى."

شكرا لتبسيط الأمور

 

sherihan81

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
817
مستوى التفاعل
445
النقاط
0

دائماً تجذبني طريقة طرحك وشرحك للموضوع اخي العزيز My Rock
بكلمات بسيطة وعميقة، وتوضيح دقيق ”لكلمة خلاص” قريبة منا ..
وخلاصة رائعة ان ادركناها، تجنبنا الكثير من مباحثات غير نافعة وباطلة تشتتنا.

الايمان هو المفتاح للدخول الى حيث يسكن الملك … مملكته التي دعانا اليها
بتذكرة مدفوعة الثمن … بقطرات من دمه كتب كلماتها
وبمحبة ابدية … لا تتغير … كان عنوانها

الايمان الذي بدونه لن نقدر ان نرضي الله.
الايمان ليس مجرد كلام او مشاعر، او حالة ”تأثير” بدون تتغير.
ولكن الايمان يبدأ من القلب .. ومن يتقابل قلبه مع هذه النعمة والرحمة والخطة الالهية.
لتنقيه وتطهره ”وتعيد خلقه” من جديد، ليمتلئ بالايمان الذي سيتحد مع ايمان الروح القدس ويكبر يوماً بعد يوم.
الايمان الذي سيجعلني قادراً ان اعمل الوصايا.. وكل الاعمال المرضية امامه.

وهنا يجب ان يكون العقل موجوداً وحاضراً في كل لحظة ومؤيداً لكل خطوة.
وهنا اسمحلي ان اقتبس كلماتك:
(للأسف الكثير يسيئ تفسير الإيمان على انه تصديق بشئ غير معقول وهذا الفكر هو بالحقيقة إساءة لنا ولله أيضاً).

اذن هناك عملية اتحاد مع الروح القدس ليكون الايمان قوياً سليماً كاملاً … عاملاً
وهذا سيحدث فقط عندما يتفق العقل والقلب معاً ويقررا ان يسيرا طريق الايمان
او كما دعاه المسيح ” الطريق الكرب”

الايمان ليس قرار سهل … انه صعب بدون عمل وارشاد الروح القدس والاتحاد به
انها في الحقيقة ”حرب” …

حرب ستقوم ضدك .. تحاول سهامها الملتهبة بلا هوادة ان تضرب ايمانك
لتخسر ما اعده الله لك … ”الانتقال والخلاص”

الانتقال من الظلمة او كما ذكرت انت (العمى الروحي) الى النور لنرى ”بعيون الايمان الجديدة”… الفداء
الذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته14 الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا.
كو 13:1

والخلاص … باسمه فقط … لانه هو ”المختار” الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه الذي سال هناك من اجلنا بين الارض والسماء.

الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله
رو 25:3
لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت.
رو 9:10
 
أعلى