وظيفة خالية

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
|†| بخور وذهب ومرّ|†|

:eek:ld:
بخور وذهب ومرّ
ليل بارد ونجم واحد ساطع متلالىء في كبد السماء تبعه بكل ثقة وايمان
ملوك وعلماء ليوصلهم للمولود المنتظر من سنين وسنين
اما انا الضعيف الناقص من كل شيىء المتلمس طريقي الى داخل المغارة
لاكون مع يسوع الطفل التي جثت له كل الركب وستجثو ...
هانا اليوم اريد ان تقبلني لهذه الليلة بجانبك في المغارة .. لن يكون هناك اجمل من رؤيتك خاصة في هذه الايام
اذ اني متعب ويغمرني حزن من امور ارضية كان علي ان اكون اقوى و ان لا ادعها تحزنني وتسرق فرحي
ليس عندي توق لاي عزّ او جاه هذه الدنيا فقصور هذا العالم لن تعطيني هذا السلام الذي
اتوق اليه واشتهيه لذلك قررت ان اكون معك في هذه الليلة داخل المغارة التي سأمضي العيد فيها
.. اغمضت عيناي حيت الجميع نيام وتسللت الى جانبك اريد ان اشبع منك ولن اشبع ... آه .. ما اغرب فقرك الملوكي
هذا .. وبهائك ايها الطفل الوديع المولود الغير مخلوق .. عجبا من يستطيع ان يخاف الاقتراب منك
او يخافك من اول يوم لك تذوقت الظلم والتشتت والهرب .. عجبي ممن يخافون وديعا مثلك ؟ !!!!
اه ما ابهاكي يا أمي .. يا ريتك تتكلمي واسمع صوتك كم يبهرني وجهك المحبب هذا الذي
الذي يشع منه سلاما عجيبا ورضى وفرح اعجز عن وصفهم ..
لا اعتقد انك ستقولين شيأ اكثر من تلك الكلمات وتلك الترنيمة ..
انا امة الرب ليكن لي كقولك .. الحقيقة لست بحاجة لاي كلام اخر
تكفي تلك الكلمات الممتلئة رضى واستسلام لمشيئتك ... يا الهي ..
أما ا انت يا طفل المغارة يا صاحب العيد اعجب من يداك المفتوحتات على وسعهما رغم صغرهما وضعفهما ..
تستقبلاني وتحتوياني ..
هل تراك ترحب بي رغم ثقل الخطايا والذنوب التي احملها على كتفي ...؟ ! وتدعوني ان ارتاح بين ذراعاك .. !؟
هاأنا فارغ لااحمل بين يدي اي هدية اقدمها لك ..
اوحتى اني لم اجلب معي غطاء ادثرك به .. !
فقط قذاراتي ..!
كم تحرقني يداك المفتوحتان لاستقبالي بفرح ...
مصيبتي اني اعرف نفسي وذلاتي .. ولا استطيع الهرب منك او الابتعاد عنك ..
لاني تذوقت حبك ولا تذهب طعمته من خلايا جسدي مهما حاولت ..
آه كم اعي حاجتي الغير عادية لك ! ...
اتدري يا الهي اني بشوق ان ادع ذراعاك الصغيرتان تضمني بدلا من اضمك ..
اذ اني يا مليكي لا اريد اللا ذراعا طفل يضماني وسط عالم الكبار هذا وضجيجه ..
والامه ..
ومشاكله ..
ومعاناته ..
من هذا المكان ابتدات رسالة الحب والغفران و الفقر والتواضع والقبول من مغارة بيت لحم
اعزل و اكثر الناس حوجا للمأوى والحماية ..
ومع ذلك اشعر بدفء حمايتك وراحة بقربك في هذا الاسطبل ..
ياه .. ما اجمل هذا المكان رغم كل الفقر الذي يحيط بك لكن ياكلي القدرة ..
اشعر ان سرّ مغارة بيت لحم قد بدأ يكشف لي .. اذ اني كلما التصقت بك كلما شعرت انه ذاك المكان
الذي اشتاق اليه دائما .. وافتقدتة .. واحبه .. انه الكنيسة .. لا ادري كيف تتوضح هذه الصورة اكثر
واكثر .. مع شعوري بالسلام والسعادة والراحة.. هكذا هي كنستي متواضعة .. بهية كأمك العذراء
تفتح ابوابها لكل من يطرق بابها .. سلطانها المحبة والبساطة والقداسة واحترام الحرية .. تبذل نفسها من اجل
اولادها .. مجاهدة .. بالحقيقة ان كنيستي تكونت وجبلت من المرّ .. والبخور .. والذهب هذه هي هدايك .. ياطفل
المغارة ياملك الملوك .. وهذه هي كنيستك التي تعلمت ان ثمنها كبير جدا ولايقدر بثمن فلاترضى ان
تبيع نفسها .. ولاتقفل ابوابها متحملة المجازفة بخطر دخول غرباء لاحتمال ان يكون واحدا منهم من يبحث
عن طفل المغارة ويريده في حياته .. نعم كنيستي هي التي تؤمن تصدق كل الوعود الالهية ودائما تقول نعم..
وليكن لي كما قلت ... انها التي ان اخطأت تحتويني بمحبتها وصبرها وتعيدني بارشادها .. انها الوحيدة التي
لاتشعرني بالذل فيها يتساوى الغني والفقير .. لان الجميع بنظر ملك الملوك ابناء الملك نفسه .. هذه هي كنيستي
تبارك .. وتسامح .. وتعذر .. وتستر... كما حبيبي السماوي يبارك .. ويسامح .. ويعذر .. ويستر ...
احتملت الاضطهاد صامتة .. كما احتمل طفل المغارة الاضطهاد صامتا منذ ايام طفولته الاولى من الملك هيرودوس..
الى ساعاته الاخيرة من حياته من بلاطس البنطي وما تلا حكمه .. من مرّ تجرعه يسوعي بصمت ..
الهي عجيب ... هو الوحيد الذي لا يزداد عمره كل عام ليصبح 2004 او 2005 .. انه الوحيد الذي بكل عيد ميلاد
له بكل ميلاد له يعطينا بداية جديدة نبدأها مع المولود في المذود .. نبدأها من الصفر بحياة افضل مما سبقت
بقوة وثقة وايمان ومحبة ورجاء .. ومقدرة على الغفران لكل من اساء ويسيىء الينا ...
طفل المغارة هو الوحيد الذي كانت امه تعلم بداية حياته وتفاصيلها ونهايتها وهي الام الوحيدة والانسانة الوحيدة التي لم
تتدخل او تعترض او تحاول تغير اي شيىء مما رسمه الرب في حياة ابنها او حياتها هكذا كانت مشيئة الرب الخلاصية
قبلت المرّ قبل اي شيىء .... ليتني اتعلم واتقن هذا الاستسلام لمشيئة الرب وان اجيد الشكر له في كل حين وان ازداد تواضعا لاعلم ان
العبد ليس افضل من سيده ... وان اكون كسيدي الحبيب لست من اهل زماني هذا .. وان لا اتزمر من التجارب واستكبرها عليّ لان الهي
ايضا جرب وذاق كل انواع التجارب ... هبني يارب ان استمد من حبك وقوتك لاسند ضعفي هذا وانتصر على حروب هذا العالم ...
اعلم ان الاوقات الجميلة تمضي مسرعة .. وساعة عودتي الى عالمي قد حانت .. لكن هذه المرة اشعر اني خرجت من زيارتي هذه
بروح جديدة روح الميلاد .. روح المغارة الحقيقي تعلمت ان اعظم سلطان هو سلطان المحبة وهذا السلطان ابتدأ من عرش مزود
بيت لحم وانتهى على خشبة الصليب في اورشليم ... حب ثمنه غالي جدا كان بنظر الله رخيص لانه كان لخلاص الاخرين ومنخه انا
ماذا اقول عن الهي ... ؟ !
الهي ... الطفل المزود الوديع وبقي وديعا حتى وهو على الصليب وهو يتجرع المرّوالظلم بقي وديعا
الهي ... من ابرأ المتالمين والمجروحين .. رغم انه امتلاء الما وجراحا من الجميع
الهي ... الذي كان عليه ان يولد صغيرا ويموت شابا مصلوبا ليعلن انتصاره على الخطيئة
الهي ... ايضا تعرف على افراح البشر وعرف الصداقة وما تعطيها من سعادة .. واهمية
الهي ... الذي احبه ولاالمسه الذي اؤمن به ولا اراه واملكه ولا استحقه ؟؟؟ !!!
لقد مرّ الوقت سريعا يا طفل النور ياالهي الحبيب ونور الصباح قد بدا بالظهور .. وعلي ان اترك هذا المكان المقدس
غصبا عني .. مكان راحتي.. وسلام قلبي ورجاي .. لكن اريد ان اخبرك شيئا يا حبيبي السماوي اذ اني لن اخرج من
هنا كما دخلت منهكا وحزينا ومتالما وباكيا .. ها قد جفت دمعتي .. وامتلات املا .. وقوتا .. وصبرا .. وايمانا وغنى
اولاد الملوك .. نعم انا ابن ملك الملوك .. وقوي بك .. وسعيد وفخور انك الهي ومخلصي .. والعذراء امي شفيعتي
هذه هي ليلة الميلاد قد امضيتها بين زراعيك الصغيرتين ا دفاتني بدل من ان ادفئك .. وخرجت من عندك ممتلىء هدايا وكنوز
ملوك واولاد ملوك .. صبر .. وايمان .. وحب .. وغفران ..
ذهب .. ومرّ .. وبخور ..
ميلاد مجيد .. وسنة مباركة فيها كل الخير والحب والسلام الحقيقي لجميعكم
صلوا من اجل ضعفى
 
التعديل الأخير:
أعلى