بيان على المعلم

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
29261151_881443462035107_7961643604592558080_o.jpg

بيان على المعلم
"كَمَا سَلَكَ ذَاكَ"
أظن أنك تعلم عزيزي القارئ أن المسيحية ليست عقيدة أو ديانة تحكم من يعتنقها طقوس وفرائض. بل هي حياة جديدة ينالها من يؤمن بموت وقيامة الرب يسوع المسيح. وتظهر هذه الحياة في سلوك عملي، مثاله ونموذجه هو الرب يسوع المسيح. ولكي نسلك هكذا، علينا أن نتتبع حياته وسيرته المسجَّلة لنا في الكتاب المقدس خاصة البشائر الأربع. فتعال صديقي نتأمل في هذا البيان العملي.

كيف سلك في طفولته وشبابه
لم يسجِّل لنا الكتاب المقدس سوى مشهد واحد لفترة صبا وشباب الرب يسوع قبل ظهوره للخدمة العلنية، مسجَّل لنا في (لوقا2: 41–52) والذي فيه نرى:
علاقته بأبويه:
«ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا».
(لوقا 2: 51)
وكان هذا في الثانية عشر من عمره. ليت شبابنا، الذي يعيش في عصر تميز بالتمرد والعصيان، أن يتعلم من السيد كيف يسلك مع والديه ويخضع لهما.

في علاقته بالمعلمين والشيوخ:
وغني عن التعريف حالة الشعب زمن ظهور المسيح، وحالة الهيكل ومن فيه من معلمين وشيوخ ومتعلمين. ومع هذا لم يرفض الرب الذهاب لأورشليم أو عدم دخول الهيكل. بل بكل أدب وخضوع جلس وسطهم يسمعهم ويسألهم - لا تنسى أنه هو من أعطى الشريعة والناموس لهؤلاء المعلمين - وهنا وبكل حب أسألك عزيزي القارئ أين شبابنا وشباتنا من الاجتماعات الكنسية وما هي علاقتهم بالمعلمين والشيوخ؟

علاقته بأبيه السماوي:
«..يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».
(لوقا 2: 49)
لا يكون حيث الشلة ومن هم في سنه، أو يكون حيث الأهل والأقارب، أو مع من يمارسون الطقوس والفرائض المناسبة للعيد. بل ما يتوافق وإرادة أبيه السماوي.

كيف سلك في خدمته وحياته
النور يسلك في النور:
كل الناس تعرف أن الرب نور، فكثيرًا ما نقرأ ونسمع أن الرب نور السماوات والأرض. ولكن في العهد القديم لم يرَه أحد في النور إذ كان ساكنًا في نور لا يدني منه. بل وعندما سكن على الأرض وسط الشعب الذي اختاره كان هناك خلف حجاب الهيكل. ولكن بتجسُّد المسيح قال عن نفسه :
«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ»،
(يوحنا 8: 12)
ليس هذا فقط بل صار في النور. هذا ما كتبه الرسول يوحنا في الأصحاح السابق للآية التي في رأس المقال :
«وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ:
إِنَّ الرب نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا:
إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ..»

(1يوحنا1: 5–7).
أي أن الرب الذي كنا نعرفه فقط من خلال الرموز والظلال صار الآن في النور بالنسبة ل.لإنسان وفي استعلان كامل :
«اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.»
(يوحنا1: 18).
لكن أعود للإنسان يسوع المسيح وكيف سلك والظلمة التي لم تدركه؟
كان في النور، كان واضحًا ومعروفًا لكل من يتعامل معه ويحتك به. دعنا نقرأ الأوصاف التي لا تنطبق على أحد سواه في نشيد الأنشاد ، فمن أعلى لأسفل نجد الرأس ذهب إبريز، وساقاه على قاعدتين من إبريز. ومن الخارج للداخل نجد :
«حَبِيبِي أَبْيَضُ... بَطْنُهُ عَاجٌ أَبْيَضُ»
(نشيد الأنشاد 5: 10–16)
بحق لم يكن فيه ظلمة البتة. كان كلامه وأعماله في النور. مع الأحباء ومع الأعداء. كان كشفه لخطايا الآخرين في النور لا ليفضح بل ليعالج.

هكذا نسلك:
هذا جزء من البيان العملي لأعظم معلم. وسؤالي أين نحن من ذاك؟
كمقامٍ، انتقلنا من الظلمة إلى النور. وقال عنا :
«أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ.».
(متى 5: 14)
وأعطانا كلمة الرب التي هي سراج لأرجلنا :
«لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ»
(أمثال6: 23).
وأعطانا الروح القدس الذي يعلِّمنا ويرشدنا. وفوق هذا ترك لنا مثالاً حيًّا لنتبع خطواته. أعتقد أنها معونات عظيمة تساعدنا أن نسلك كما سلك ذاك.

نثبت فيه:
لكي نصل لهذا المستوى الراقي من السلوك، يوصينا الرسول يوحنا أن نثبت فيه. وهذا الموضوع سبق وشرحه الرب في (يوحنا15) كثبات الأغصان في الكرمة لتستمد حياتها منها وتثمر ثمرًا كجنسه.

السلوك في رسالة السماويات:
بعد أن عاش المسيح حياة شهد عنها الجميع، ومات وقام وجلس في السماويات، ارتبط به في هذا المقام كل المؤمنين؛ لأن يهوه أحيانا مع المسيح وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات. هذا عن مقامنا
(أفسس1، 2، 3).
ثم يحرِّضنا الكتاب عن السلوك 4 مرات
(أفسس4، 5، 6)
حيث ينظر إلينا كسماويين نعيش على الأرض التي عاش عليها المسيح قبلنا وهي كالآتي:
-1-
السلوك الذي يتناسب مع الدعوة التي دُعينا بها :
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ:

أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا.
(4: 1).
-2-
السلوك في المحبة (وهنا يذكِّرنا بمثالنا) كما أحبنا المسيح أيضا :
وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.
(5: 2).
-3-

السلوك كأولاد نور :
لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ.
(5: 8).
-4-

السلوك بالتدقيق :
فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،
(5: 15).
أتريد تقييم سلوكك؟
-1-

هل ترغب أن يجدك الرب وأنت تفعل هذا عندما يجيء. أم ستخجل منه إن أتي ووجدك هكذا؟
-2-

هل تأثير سلوكك سيكون شهادة حسنة أم عثرة أمام الآخرين؟
-3-

هل ما تفعله يليق بك كتابع للمسيح حتى وإن كان يحلّ فعله؟
فالكتاب يعلمنا أن كل الأشياء تحل لنا، ولكن ليس كل الأشياء توافق، ولا كل الأشياء تبني.
«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»،
لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ.
«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»،
لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ ... وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي.

(1كورنثوس6: 12; 10: 23)
-4-

هل ما تفعله سيكون لمجد الرب :
فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ الرب.
(1كورنثوس10: 31).

صديقي:
لا تستمد قواعد سلوكك من الجيل الذي تعيش فيه، ولا حتى مما تراه من المؤمنين وفي الكنيسة. بل انظر لأعظم معلم، مستخدِمًا أعظم المعونات التي لك. هنا فقط ستعيش هذا القول :
مَنْ قَالَ:
«إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا»

(1يوحنا 2: 6)
{معين بشير}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
أعلى