رحمة الله وعدله

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76

إنَّ الله عادل, لا يحتمل الخطيئة إطلاقاً, ويُعاقب الخاطئ, ولا يسكت عندما يرى أنَّ مخلوقاته عقيمةٌ لا تُثمر, ولا يُغطِّي بوشاح حُبِّه الأعمال التي تُقاوِم إرادته.
ولكنَّ الله رحيم, لا يزن كُلَّ هفوةٍ بميزان العدل, بل يتغاضى عن أُمورٍ كثيرة, ويأخذ بعين الاعتبار ضَعف الإنسان أمام هجمة التجارب " فيُطلعُ شَمسَهُ على الأَشرارِ والصالحين ." فهل يسلك الله تعالى سلوكاً ينطوي على التناقض؟
الله لا يناقض نفسه مطلقاً فهو رحوم وعادل في نفس الوقت دوننا نحن البشر فنحن اما ان نكون عادلون او رحومون اما الاثنان معاً فلا نستطيع ذلك فقط الله قادر على ذلك لانه كلي القدرة والقوة والسلطان
رحمة الله اللامتناهية اللامحدودة الواسعة التي تسعنا كلنا نحن الخطاة منذ بدء الخليقة والى انقضاء هذا الدهر تلاقت مع عدله الكامل الشامل الحقيقي المطلق في الصليب حيث تجلت رحمة الله في ارسال ابنه الوحيد رب المجد يسوع المسيح في شبه انساننا البشري من دون خطية لانه بيحبنا محبة متفانية لامحدودة لامشروطة للمنتهى وثابتة ومش بتتغير دوماً وتجلى عدله الالهي في يصلب المسيح ويكون ذبيحةً كفاريةً وكبش فداء لينا وكشاة سيق للذبح وكنعجة صامتة لم يفتح فاهه ولكي يسدد ثمن تحريرنا كاملاً مرة واحدة على عود الصليب ودفع دمه الزكي الطاهر وحياته ثمن وقيمة كل نفس فينا
فرحمة الله هي ان لا نأخذ ما نستحقه فالذي نستحقه هو العقاب والهلاك الابدي بسبب خطايانا بل صبها على شخص المسيح الذي اصبح الذبيحة الكفارية لكل واحد منا وعدله ان نتطهر من خطايانا ونصبح قدسيين وكامليين مثله قدوس وكامل ولكن لا يستطيع احد تطهيرنا كلنا الا بموت المسيح على الصليب لانه اله وانسان في نفس الوقت ويستطيع ان يتحمل عذاب تبرير البشر بأجمعهم
فالرحمة المتجسدة التي فتحت الطريق إلى الفردوس المردود , بعد أن أضاع الإنسان فردوسه المفقود
عن طريق صليب المسيح
أجل إن الصليب ضرورة لازمة لإظهار رحمة الله , وعدالة الله , فالمسيح عندما مات على الصليب كان بديلا للإنسان الذي تعدى وصية الله , وفيه تلائم العدل والرحمة وظهر بر الله كما يقرر ذلك بولس الرسول وهو يشرح فلسفة الصليب قائلا : ((وأما الآن فقد ظهر بر الله بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله)) رو 21:3و22-25 فالصليب في نظر بولس كان هو الوسيلة التي بها تعانقت الرحمة مع العدل إذ عليه مات ((الإنسان الثاني يسوع المسيح)) نائبا عن البشرية الساقطة , وكما سقطت البشرية في آدم الأول إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع)) رو 12:5 كذلك أعطيت الإنسانية فرصة لنوال الحياة عن طريق ((الموت)) الذي احتمله المسيح لأجلها , وهذا ما يقرره بولس في الرسالة إلى رومية أيضا قائلا ((لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين)) رو 16:5 فآدم ممثل البشرية الأول جلب الموت للبشرية , فجاء يسوع المسيح ((الممثل الثاني للبشر)) وحمل هذا الموت في جسده على الصليب , وهكذا حرر كل من يؤمن به من هذا القصاص الرهيب , وهذا ما يؤكده لنا بولس الرسول في كلماته ((الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم)) 1 بط 24:2 , وبهذه الكيفية ارتاحت رحمة الله وسكنت أحشاء رأفته , بينما أخذ العدل الإلهي حقه كاملا في يسوع المسيح الذي رضى طائعاً مختاراً أن يفدي الإنسان الأثيم , وتمت الكلمة المكتوبة ((الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلائما)) مز 10:85

 
التعديل الأخير:

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
بعد إذنك أستاذة حياة

ماهو وجه الرحمة والعدل فى إرسال الإبن الوحيد وذبحه ؟

بمعنى ماهو ذنب الإبن ؟
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
الله بيحبنا كلنا وبيحبك وبيحبني وبيحب البشر كلهم محبة لامحدودة لامتناهية لامشروطة ومن فرط محبته لنا دبر خطة خلاصنا جميعاً والرحمة الالهية تتجلى في ان الله رحمنا نحن خلائقه الخطاة المستحقين الهلاك الابدي نتيجة عصياننا وتمردنا تجسد بصورة انساننا البشري بلا خطية الذي هو يسوع المسيح واتى لعالمنا ليصلب ويموت وهو اله قدوس بار ليموت عنا وليتحمل في جسده عذاب والتكفير عن خطايانا لانه الوحيد الذي باستطاعته ان يتمحل كفارة خطايا العالم بأسره وعدله يتبين في ان المسيح قد سحق وعصر بمعصرة العدل الالهي نيابةً عنا لانه مكتوب ( من دون سفك دم لا تحصل مغفرة) ليغفر لنا خطايانا وليفدينا وليخلصنا من ماضينا الاثيم وليعطينا خليقة جديدة وليختننا بختم روحه القدوس لنكون طاهرين ومقدسين وكاملين وبلا لوم امامه وليصالحنا مع قداسته وطهارته
 
التعديل الأخير:

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
الذى أخطأ هو آدم ،أليس كذلك؟

فإن كان هناك عقاب مستحق فهو لآدم ؟

حزقيال


18: 4 ها كل النفوس هي لي نفس الاب كنفس الابن كلاهما لي النفس التي تخطئ هي تموت


18: 19 و انتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من اثم الاب اما الابن فقد فعل حقا و عدلا حفظ جميع فرائضي و عمل بها فحياة يحيا
18: 20 النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل من اثم الاب و الاب لا يحمل من اثم الابن بر البار عليه يكون و شر الشرير عليه يكون

هذا تقرير شرعى من الكتاب
إذن يبقى السؤال
ماذنب الإبن؟
بل ماذنب الإله ؟؟



 

geegoo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
5 أبريل 2008
المشاركات
2,319
مستوى التفاعل
456
النقاط
83
سلام ونعمة يا اخ ياسر
اولا نضبط مفردات سؤالك مسيحياً
الابن او الاله فقط كلام خاطئ
الابن الكلمة الاله المتجسد هو من قام بالفداء
الناسوت البشري الكامل المتحد بالله هو من سفك دمه علي الصليب لاجلنا و هو من مات وقام من الاموات
الله جل وعلا وتبارك اسمه لا يتغير ولا يموت ولا يقع عليه أي عارض بشري
الشق الاول من السؤال
ما ذنب؟؟
هو ليس ذنب قطعا
هو عمل محبة من الله لخليقته
اكيد في حياتك ولو مرة فكرت تعمل حاجة لحد بتحبه
لمجرد انه محتاجها ومن غير ما يطلبها حتي
هو ده اللي ربنا عمله للبشر أحباءه
قدم لنا الخلاص الذي لا نقدر عليه وحدنا وبدون حتي أن نطلب
لأنه يحبنا .. فقط
لا هو مجبر يعمل كده ولا هو ذنب عليه ولا اي حاجة من دي
يتبقي علينا أن نقبل أو نرفض هذه العطية المجانية
 
التعديل الأخير:

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
سلام ونعمة يا اخ ياسر
مرحبا أستاذ جيجو

اولا نضبط مفردات سؤالك مسيحياً
اتفضل ...
الابن او الاله فقط كلام خاطئ
الابن الكلمة الاله المتجسد هو من قام بالفداء
تمام ...
الإله المتجسد هو من قام بالفداء

الناسوت البشري الكامل المتحد بالله هو من سفك دمه علي الصليب لاجلنا و هو من مات وقام من الاموات
جميل ....
طيب اللاهوت كان فين وقتها؟
دائما ماكنت أقرأ(اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين )
ليه دا كله ؟!

الشق الاول من السؤال
ما ذنب؟؟
هو ليس ذنب قطعا
هو عمل محبة من الله لخليقته
عمل محبة !
يعنى ينزل الإله يتجسد يعذب يهان يصلب يموت(ناسوته)
عشان بيحب الناس !!
والذين يفعلون فيه ذلك هو الذى خلقهم ورزقهم ويميتهم ويحييهم !!
قدم لنا الخلاص عشان بيحبنا
أكيد في حياتك ولو مرة فكرت تعمل حاجة لحد بتحبه
لمجرد انه محتاجها ومن غير ما يطلبها حتي
هو ده اللي ربنا عمله للبشر أحباءه
يعنى ربنا هو اللى محتاج يقدم أم البشر هم الذين يحتاجون أن يقدموا ويبذلوا



 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
مرحب بيك وبأسئلتك يا اخ ياسر



بعد إذنك أستاذة حياة

ماهو وجه الرحمة والعدل فى إرسال الإبن الوحيد وذبحه ؟

بمعنى ماهو ذنب الإبن ؟


للرد على سؤالك دعنا نعرف العدل والرحمة من وجهة الرب الإله والخطيئة اولاً لنفهم بعدها كيف تجتمع في صلب المسيح.

  • العدل هو ان للخطيئة عقاب. الرب الإله عادل ومن عدله يجب ان يكون للخطيئة أجرة. الرسول بولس ان أجرة الخطيئة موت (رومية 6 : 23). عدالة الله واجرة الخطيئة يجب ان تُدفع.
  • الرحمة هي أن نُعفي عن دفع ثمن واجرة الخطيئة

بما اننا خطاة واجرة طيئة واحدة هي الموت، فالله من واجب عدالته ان يعاقب على الخطيئة.
في نفس الوقت الله محب ورحيم لدرجة انه دفع بنفسه ثمن الخطيئة.


في الصليب تجتمع عادلة ورحمة الله. ولاني أعرف انك تحب الامثلة، فهاك مثال صغير لتوصيل الفكرة:
هناك شاب في بداية العشرينات من عمره قاد السيارة بتهور و ضرب الإشارة الحمراء. أوقفته الشرطة وقدمته للمحكمة.
القاضي لانه عادل حكم عليه بدفع غرامة خرق قانون المرور.
لكن بعدما حكم القاضي قضائه العادل، نزل من منصة القضاء ودفع الغرامة بنفسه لان الشاب كانه إبنه.



فالقاضي للنه عادل لم يصفح عن إبنه بدون غرامة وهذا الشئ لامكن ايضاً ان سحصل مع الله. في نفس الوقت ثمن الغرامة واجرة الخطيئة دفعها القاضي عن إبنه.



المسيح غير مذنب بشئ كما كان القاضي غير مذنب. لكن بسبب محبته ورحمته وعدالته جعلته يقدم الخلام بدفع ثمن لخطيئة نفسه.




اتمنى الرد يكون يوصل لعقلك وقلبك.


سلام المسيح.
 

فؤاد الحزقي

Active member
عضو
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
235
مستوى التفاعل
52
النقاط
28
قرأت اعتراض ان تقديم الله ابنه ذبيحه هو تشبيه بالوثنين الذين كانوا يقدمون اطفالهم ذبائح فكيف يقدم الله ذبيحه بشرية تشبها بالوثنين ؟
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
قرأت اعتراض ان تقديم الله ابنه ذبيحه هو تشبيه بالوثنين الذين كانوا يقدمون اطفالهم ذبائح فكيف يقدم الله ذبيحه بشرية تشبها بالوثنين ؟

ممكن تفتح موضوع مستقل ونرد عليه اخي الحبيب؟
بس حتى الموضوع لا يتشعب ويضيع على القارئ

شاكر تفهمك وتعاونك.
 

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0

هناك شاب في بداية العشرينات من عمره قاد السيارة بتهور و ضرب الإشارة الحمراء. أوقفته الشرطة وقدمته للمحكمة.
القاضي لانه عادل حكم عليه بدفع غرامة خرق قانون المرور.
لكن بعدما حكم القاضي قضائه العادل، نزل من منصة القضاء ودفع الغرامة بنفسه لان الشاب كانه إبنه.
طيب جميل

هب أن هذا الشاب مستحق للموت

وحكم عليه القاضى بما يستحق وهو القتل ،فهل يعقل فى دنيا التاس

أن ينزل القاضى من منصة قضائه ليفدى الشاب

أعتقد أن الناس سيحكمون عليه بأنه أحمق لامحالة

فإذا كان هذا لقاضى من منصة قضائه

فكيف يعقل للعظيم من قدس عليائه ؟!





 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه


طيب جميل

هب أن هذا الشاب مستحق للموت

وحكم عليه القاضى بما يستحق وهو القتل ،فهل يعقل فى دنيا التاس

أن ينزل القاضى من منصة قضائه ليفدى الشاب

أعتقد أن الناس سيحكمون عليه بأنه أحمق لامحالة

فإذا كان هذا لقاضى من منصة قضائه

فكيف يعقل للعظيم من قدس عليائه ؟!



أخي المحبوب أرى عندك أفكار نحتاج الى تصحيحها.


فكر في النقاط الثلاثة الثالية:

  • حكم الناس على القاضي ليس له أي قيمة. الناس تحكي وتحكم ولا لنا علاقة بما يقوله الناس. موضوعنا هو الرحمة والعدالة في الفداء. ان يدفع القاضي ثمن العقاب مهما كان هو تحقيق للعدل وتحقيق لمحبته لأبنه.

  • ان نعرف ان القاضي هو أبو الشاب ويحكم عليه بالعقاب مهما كان هو تحقيق العادلة. أن نعرف ان القاضي يدفع ثمن العقاب هو الرحمة والمحبة.

  • المثل نطبقه على الفداء الكفاري للسيد المسيح. انا تقصدت عدم إختيار الموت للقاضي لاننا بشر ولا يستطيع القاضي ان يقوم من الموت. لذلك اخترت عقاب دفع ثمن ما لكي أقرب الفكرة.
    السيد المسيح صحيح مات على الصليب لكن القصة لم تنتهي مع الموت. الموت قد غُلِبَ بقيامة المسيح وهذا الشئ لا ينطبق على مثالك.


بكل بساطة يا اخي، دع الإصرار على التفنيد على جهة وفكر في الموضوع بجملتين فقط:
آجرة الخطيئة موت ونحن فعلنا الخطيئة ونستحق الموت = عدالة
المسيح دفع عنا ثمن الخطيئة والموت وقدم لنا الخلاص = رحمة






أتمنى تكون فهمت.
 
أعلى