الروح الإنسانية مخلوقة أم مولودة

إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
الروح الانسانية مخلوقة أم مولودة

ما يترتب عليها من ورثه الموت (الخطية ) او فساد الطبيعة

اتمني لو حد معه نص الحوار بين المغبوط أوغسطينوس في حواره مع القديس جيروم
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
في ناس اعتبرت السؤال غلط
في ناس اخدت الرد علي ورثة الخطيئة
في ناس فسرت علي اساس الروح لا يمكن تفسيرة
اتمني من لديه خبرة يشاركنا
 

عابد يهوه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
1,283
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
الروح ليست مخلوقة والا كانت تموت مثل الجسد والارواح لا تموت سواء ارواح البشر او الملائكة لانها ليست مخلوقة بل هي نفخة نسمة حياة من الله واذا قرأت حينما خلق الله ادم :

تك 2: 7وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية.

فالروح هي طاقة الحياة التي تعطي الحياة لذلك الجسم الترابي وتتميز في العقل والمنطق والكلام والمعرفة والروح متحده بالنفس التي تملك مميزات هذا الانسان واطباعه وعواطفه وشخصيتة كقول الرب (فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم. ) تك 1: 27 ..

ولا تنفصل النفس عن الروح ولا تموت لاتحادها مع الروح كقول الرب { ولكن النفس لا يقدرون على ان يقتلوها } ( متى 28:10) ..

فبعد موت الانسان تنفصل الروح مع النفس البشرية المتحده بها وفي القيامه تعود الروح مع النفس البشرية الى الجسد لتحاسب ..

ففي مثل الغني ولعازر اذ ان جسديهما قد دفنا في الارض .. ولكن روح كل واحد منهما قد ذهبت الى مكان مختلف .. مع بقاء " النفس " مرتبطة مع كل روح ..
لدرجة ان روح الغني قد تعرفت على روح لعازر وكذلك على روح ابينا ابراهيم ..
وكانت لكل روح منهم شخصيتها المختلفة عن الاخرى .. وذلك لارتباط كل واحدة منهم بـ " النفس " اي الشخصية التي تميز كل واحد عن الآخر .

فالنفس كما هي مرتبطة بالجسد .. والتي تحدد شخصيته .. هي كذلك مرتبطة بالروح محددة شخصيتها كقول الرب للغني الغبي : { هذه الليلة تطلب نفسك منك } ( لوقا 20:12) أي أنت .. أي روحك المرتبطة بالنفس أي أنت .. فالنفس لا تموت ابداً لانها خالدة .. والسبب ان أرواح البشر خالدة لا تموت .

الله خلق الانسان وكل الكائنات بنفسه في المره الاولى ثم جعل الله فيهم الحياه للتناسل والتكاثر كل من نفس الجنس .. وهكذا الإنسان نسله فيه من نفس الطبيعة ومادام الإنسان له روح يكون نسله له روح من نفس وقت الحبل به.
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
حضرتك حيرتني
ان كانت غير مخلوقة فهل هي مولودة ؟
كيف النفس لا تموت وهي شخصية الإنسان
معني ذلك ان الروح تحمل. ورثه الخطية كما علم اغسطينوس
 

عابد يهوه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
1,283
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
لو الروح مخلوقة تبقي غير ادميه ولكانت تموت مثل الجسد الترابي بينما الروح لا تموت لانها ليست مخلوقة فهي نسمه حياة من الخالق ليصبح الانسان كائن عاقل مسؤول وهو ما يفرقة عن الحيوان اذ الحيوانات تشترك مع البشر بالنفس المتعلقة بالشعور والاحساس .. ولكن الحيوانات ليس لديها روح لان الروح هي العقل التي تميز الانسان بالنطق والكلام والفهم والقداسه عن الحيوانات الغير عاقله التي ليس لديها اروح وتنتهي بمجرد موتها ولا علاقه لها بالبر والقداسه والحق ..

صحيح ان الحيوان له روح حية .. كقول الرب :

{و دخلت الى نوح الى الفلك اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة} ( تكوين 1 : 15)

وهنا نلاحظ انه قد ربط بين روح الحيوان والحياة ..
فالحيوان له حياة .. ولكن ليس له " الروح " الذي خلق على صورة الله ومثاله بالسلطان والحرية والعقل والقداسة والايمان ..!

المراه فور ما تحبل تحبل انسان فيه الروح منذ لحظة الحبل لان كل كائن حي يولد نفس نوعه فالانسان يولد انسان فيه الروح والحيوانات تلد حيوانات فيها انفس بدون ارواح .

 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
وجدت راي يقول

الروح مولودة ام مخلوقة
جاء فى اللاهوت المقارن المنهج المقرر على الاكليريكية قال نيافة الانبا غريغوريوس:
وكانت فى الكنيسة الاولى ثلاث نظريات فى اصل النفس وهى وجود نظرية وجود النفس وجودا سابقا قبل حلولها فى البدن ونظرية الخلق ثم نظرية ولادة النفس مع الجسم.
النظرية الاولى نظرية وجود النفس وجودا سابقا قبل البدن علم بها اوريجانوس ..ومما لا شك انه اخذ نظريته الاساسية من افلاطون... ويبدوا ان هذه النظرية تحمل معها نظرية التناسخ او التقمص ( وهنا ندرك ان نيافته لا ينادى لا بالتناسخ ولا بالتقمص).
والنظرية الثانية وهى النظرية الخليقة وكانت هى النظرية السائدة بين الاباء الشرقيين ونادى بها على الخصوص القديس ايرونيموس ( جيروم ) وايلارى .. وما كتبه القديس ايرونيموس فى ذلك ان الله يخلق كل يوم نفوسا مؤيدا قوله بما نطق به السيد المسيح ابى يعمل حتى الان وانا اعمل يو 7:5 وبما جاء فى سفر المزامير المصور قلوبهم جميعا مز 15:33 وبما قاله النبى زكريا يقول الرب باسط السموات مؤسس الارض وحامل ( جابل ) روح الانسان فى داخله زك 1:2 ( فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى الله الذى اعطاها جا 7:12) وتبعا لهذه النظرية يولد العنصر المادى من كل انسان ... اما العنصر الروحى او النفس فخلق الهى جديد ومن ثم لابد ان يكون طاهرا وعلى ذلك فمركز الشر هو فى الجسم وحده ومعنى هذا ان الاطفال كما يقول اغسطينوس قبل ان يرتكبوا اى خطا هم بلا خطية .
والنظرية الثالثة وهى نظرية ولادة النفس من البدن وكانت هذه النظرية مقبوله شرقا وغربا ومن اهم القائلين بها القديس غريغوريوس النيسى .. ومؤداها ان الانسان الاول كان يحمل معه جرثومة الجنس البشرى كله وكانت نفسه هى المصدر الاصلى لجميع النفس البشرية .. فقد تم عمل الخلق كاملا ونهائيا فى اليوم السادس للخليقة وكما يولد الجسم من اجسام الوالدين كذلك تولد النفس من نفوس الوالدين وتبنى هذه النظرية صرحها على اساس تعليم القديس بولس . من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطية الموت رو 12:5 .. لانه كما فى ادم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع 1كو 12:10 .. كنا بالطبيعة ابناء الغضب اف 3:2 مز 5:5
والمعروف ان القديس اوغسطينوس كان اكبر من ساعد على رواج هذه النظرية وانتشارها ويقول القديس اوغسطينوس ان جميع نصوص الكتب المقدسة تثبت ان الله هو خالق النفس البشرية ومانحها ومشكلها ولكن كيف يكون ذلك ابخلقها خلقا جديدا بنفخة منه ام بولادتها من الوالدين ان النصوص لا تدلنا على راى قاطع
فبحسب النظرية الثالثة ولادة النفس مع ولادة البدن فالشر وراثى فى الجسم والنفس على السواء والكفارة فى هذه الحالة عمل خارق وهو الخلق من جديد ...ومما هو جدير بالملاحظة ان النظرية الولادية هى النظرية الوحيدة التى تؤيدها معلومتنا الحديثة فى علم البيولوجيا اذ يبدوا مستحيلا ان نقسم الانسان فى اى مرحله من مراحل وجودة الى جسم ونفس كما انه يستحيل ايضا ان نحدد اللحظة التى تبدا فيها النفس وجودها ص 137-140 اللاهوت المقارن
اخطاء من يعتنق نظرية الخلق من خلال تعاليم اوغسطينوس الاخطاء التى يقعون فيها وهى
1- ان النفوس عندما تخلق تصبح خاطئة لا بفعل منها بل بانبثاق ميل خاطئ فيها فى اللحظة التى يولد فيها الانسان
2- ان الاطفال مجردة من الخطية الاصلية ولا حاجة لهم الى المعمودية
3- ان النفوس قد اخطات من قبل وبهذا تحبس فى جسم خاطئ
4- ان نفوس الذين يموتون فى طفولتهم لا تعاقب الا فى الخطايا التى كانت سترتكبها فيما بعد لو انها عاشت ص 140 المرجع السابق
ومما سبق فخلقة الروح ام ولادته فهو خلاف من ايام جيروم واغسطينوس هل نادت الكنيسة بادانة جيروم المنادى بخلقة الروح رغم استناده لنصوص كتابية واغسطينوس مستندا لنصوص كتابية واوضح نيافته ايمان الكنيسة التى اخذته من اغسطينوس ولو نيافته ذكر انها خلقت وان مصدرها سماوى وهو الله ( ص60+66-67 الروح بعد الموت ) رغم انه فى المرجع السابق يرجح النظرية الثالثة بقوله النظرية الوحيدة التى تؤيدها معلومتنا الحديثة فى علم البيولوجيا.
فهذا كبحث وراى شخصى اما تعليمة لطلبة الاكليريكية نادى بتعليم الكنيسة لو ادانا نيافته انه اخطا لابد ان ندين جيروم وايلارى و نجردهم من لقب قديس ورغم اننا اخذنا براى اغسطينوس ( وهو ما يوافق علة التجسد والفداء ووراثة الخطية الجدية والدينونة فما ذنب الروح النقية ان تتدنس بسكناها فى جسد ليس من العدل بشئ ) الا ان لهذا القديس ( اغسطينوس )ايضا له ماخذ .منها الانبثاق من الاب والابن والاختيار المسبق ورغم من ذلك دعيا كلاهما( جيروم واغسطينوس ) قديس !!
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
هل روح الانسان مخلوقة؟ ام مولودة؟

لقد حدث خلاف بين القديس جيروم والقديس أوغسطينوس (+430 م ) حول موضوع أصل النفس (أى الروح الإنسانية)، وهل هى مولودة أم مخلوقة؟ فقال القديس أوغسطينوس إنها مولودة مع الإنسان، وقال القديس جيروم إنها مخلوقة, فرد القديس أوغسطينوس عليه وتسأل: إن كانت الروح مخلوقة فهى لم ترث خطية آدم، فلماذا نعمّد الأطفال إذن ؟ ولم يجد القديس جيروم إجابة على هذا السؤال.

يقول القديس أوغسطينوس لو كانت روح الانسان مخلوقة, فهي روح جديدة لا علاقة لها بآدم وحواء, وعليه فهي لم ترث الخطيئة الاصلية او نتائج الخطيئة الاصلية وهي نقية, فما ذنبها لتدخل في جسد مولود قد ورث الخطيئة او نتائج الخطيئة الاصلية من ابويه؟ فلكي يحتاج الطفل إلى العماذ إعتقد القديس أوغسطينوس بأنَّ كلا جسد الطفل وروحه مولودين من الابوين وبهذهِ الحالة قد ورثا كلاهما نتائج الخطيئة الاصلية من آدم وحواء وعليه وجَبَ عماذ الاطفال لتخليصهم من نتائج الخطيئة الاصلية.

أما القديس جيروم فلم يقبل بإمكانية أن تكون الروح مولودة من الابوين حالها حال الجسد, وتصور بأنَّ الله يخلق ويودع روحا جديدة في كل إنسان, إلا أَنَّهُ لم يجد ردا يُجيب به عن سبب الحاجة إلى عماد الاطفال, في حالة كون أجسادهم قد ورثت نتائج الخطيئة الاصلية, وأروحهم نقية لم ترثها بحكم كونها ارواحا جديدة.

وهنا يبقى السوال: " مَنْ مِنْ القديسَين على صواب؟ ومَنْ منهما قد أَخطأَ؟"

بالحقيقة كلا القديسين قد أخطأ في فرضيتِهِ, فالروح الانسانية لا تتوالد ولا تتكاثر ولا تنقسم ولا تنشطر بالتزاوج, وهذهِ الحقيقة تحكم على فرضية القديس أوغسطينوس بالخطأ, أما فرضية القديس جيروم أن تكون الروح الانسانية مخلوقة وجديدة تودع في كل مولود جديد لبني آدم يخلقها الله ويودعها في المولود الجديد, فهي الأُخرى فرضية خاطئة, فدعنا نرى لماذا كلا الفرضيتين وكلا القديسَين قد أخطأ في فرضيته, وتفكيره.

اولا دعنا نرى كيف خُلقَ آدم اولا:

التكوين (2-7): ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ ، فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. (8) وَأَقَامَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي شَرْقِيِّ عَدْنٍ وَوَضَعَ فِيهَا آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.

فروح آدم إِذن, هي نسمة من الخالق نفخها في أنفِ آدم, والله هنا لم يخلق نسمته التي اودعها في آدم, بل هي نسمة صدرت من ذاته, وهذا ما جعل الانسان مختلفا ومُمَيزأ عن كافة الخليقة, فكل أرواح المخلوقات التي خلقها الله بما في ذلك الملائكة خُلِقَت بكلمة "كُنْ فيكون" , أما آدم فتميز عنها جميعا بأَنَّ روحه هي نسمة من الخالق ذاته, ولم تُخلق بكلمة " كُنْ فيكون".

والآن دعنا نرى ماذا جرى مع أُمنا الآولى حواء:

التكوين (2-21): فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا (22) وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ (23) فَقَالَ آدَمُ: "هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ".

فجسد حواء خُلِقَ من ضلعِ ومن لحمِ آدم, فهل خُلقت حواء الكائن الحي المتكامل من ضلعِ ولحمِ آدم؟ اي روحا وجسدا؟ ام بنى الله جسد حواء من ضلعِ ولحمِ آدم فقط ثُمَّ نفخ نسمة (روح) حياة جديدة فيها لتصبح هي الأُخرى نفسا حية (كائناَ حيا جديدا), كما فعلَ مع آدم! فالكتاب لا يُبين هذا.

فدعنا نفرض بأَنَّ الله لا ينفخ او يخلق روحا جديدة لكلِ إنسان حي بعدما نفخ روح آدم فيهِ. فهذا سيعني بأنَّ حواء اخذت روحها من آدم, وإنَّ روح آدم إنقسمت إلى قسمين, نصف بقي في آدم والنصف الثاني اصبح روحا لحواء, وهذا معناه بأنَّ روح آدم قابلة للقسمة والإنشطار, وبتزاوج آدم وحواء ستتزاوج ارواحهما فتتكاثر إما بألإنقسام وألإنشطار كما حصل مع حواء أو تتكاثر مثل أجسادهما فيلدوا اجساد وارواح اولادهم كما فرض القديس أوغسطينوس.

فلو أخذنا بمبدأ إمكانية الإنقسام والإنشطار فقط, ينتج عن ذلك بأن ارواح البشر جميعا هي أجزاء من روح آدم, ففي يوم الدينونة ستقف البشرية بأجمعها امام الله بأجساد مختلفة لكن بروح واحدة هي روح آدم الاصلية امام الله للدينونة, وهذا معناه بأنَّ للجميع سيكون دينونة واحدة ومصير واحد, فإما سيذهب الجميع إلى الملكوت او إلى جحيم النار, ولا فرق بين الاشرار او الصالحين, ولا بين المؤمنين وغير المؤمنين, وهذا الكلام غير مقبول لاهوتيا فلا معنى للتكاثر البشري, ولا خصوصية للفرد بذاتِهِ.

أما إن أخذنا بمبدأ أنشطار روح آدم إلى نصفين وتقاسمها بينه وبين حواء, ثُم بعد ذلك تتكاثر الارواح وتتوالد كما يحدث مع أجساد البشر, فهذا غير ممكن لسببين, اولهما إِنَّ الارواح لا جنسَ لها, ثانيا لنفرض أمكانية وجود الجنس في الارواح, فلما كانت روح آدم وحواء منقسمة من ذات الروح الواحدة, فهي من ذات الجنس الواحد, فلا تستطيع التكاثر جنسيا. ففي كل الاحوال تصبح فرضية وفكرة القديس أوغسطينوس خطأ وغير قابلة للتنفيذ.

أما فرضية القديس جيروم, فهي إنَّ ألله يخلق روحا جديدة ويودعها في كلِّ إِنسان جديد يولد لبني آدم, وقد أيد البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958) فرضية القديس جيروم, وأصبحت الكنيسة الكاثوليكية تُعلِمْ بأنَّ الله هو الذي يخلقُ " كُلَّ نفسِ روحانية" مباشرةَ وليسَ الوالدين وأصبح هذا التعاليم هو التعليم رقم 366 من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية, لكِنَّها اي الكنيسة:

1- لم تعلن ذلك عقيدة لا تناقش، أى يمكن للمفكرين واللاهوتيين الأجتهاد في شرح معنى ذلك ؛

2- اكدت على ان الوالدين لا يخلقان الروح، بل الله. انما لم تفسر كيف يخلق الله هذه الروح ومتى؟

أي إنَّ الكنيسة لم تعلن أن الله يخلق "كل نفس روحانية" كعقيدة لا تناقش, فيحق للمفكرين واللاهوتيين الاجتهاد في الشرح واعطاء الرأي بالموضوع. فدعنا نناقش صحة هذهِ الفرضية:

إِنْ كان الله يخلق روحا جديدة يودعها في كلِّ إنسانِ جديد من بني آدم, فهذا معناه, إِنَّ الله اودع روحا مخلوقة جديدة في حواء بعد أن بنى الله جسدها من ضلعِ ولحمِ آدم, لتصبح نفسا حيّة او ما نسميهِ كائنا حيّاَ مستقلاَ, فبهذا يكون آدم أسمى واعلى مرتبةَ من حواء, فروح آدم هي نسمة من الخالق منفوخة فيهِ, بينما روح حواء مخلوقة بكلمة كن فيكون كبقية مخلوقات الله, وبهذا لا يُمكنهما التزاوج والتكاثر للإختلاف النوعي في ارواحهما, ولو فرضنا جدلا بسماح الله بهذا التكاثر بين الصنفين المختلفين, فينتج عن ذلك بأَنْ تكون حواء وبقية نسل بني آدم من البشر مُختلفين جوهريا عن آدم وليسوا شبهه, فروح آدم هي نسمة من الخالق بينما ارواح حواء وبني آدم الباقين أدنى مستوا وهي مخلوقة بكلمة كن فيكون, فسيختلفون بالطبيعة عن آدم, وهذا غير مقبول لاهوتيا, ونحنُ نعلم بأنَّ الكتاب يقول:

التكوين(1-27): فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ (28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: " أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" .

أي خلق الله آدم وحواء على صورته وبجوهر واحد, وإِنَّ حواء وكُل نسل آدم من البشر مخلوقين على صورة الله مثل آدم بالضبط , فلكي يكون آدم وحواء وبقية نسلهما من نفس الجوهر والمستوى والتشابه, يعني بالضرورة أن تكون ارواحهم جميعا نسمة جديدة من الخالق تُنفخ في كلّ منهم كما حصل مع آدم بالضبط.

فكما بينا في أعلاه, ستصبح فرضية القديس جيروم هي الأُخرى خاطئة وغير مقبولة لاهوتيا, فأرواح كل البشر متشابهة وغير مخلوقة, وهي نسمة جديدة من الخالق يودعها الخالق في كُلَ بشر, وهناك آيات في الكتاب المقدس تؤيد هذا بالضبط, فقد قال ايوب:

ايوب(27-3): إِنَّهُ مَا دَامَتْ نَسَمَتِي فِيَّ، وَنَفْخَةُ اللهِ فِي أَنْفِي،(4) لَنْ تَتَكَلَّمَ شَفَتَايَ إِثْمًا، وَلاَ يَلْفِظَ لِسَانِي بِغِشٍّ. (5) حَاشَا لِي أَنْ أُبَرِّرَكُمْ! حَتَّى أُسْلِمَ الرُّوحَ لاَ أَعْزِلُ كَمَالِي عَنِّي.

وأيضا في: ايوب(32-8): وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ.

وكذلك في: ايوب(33-4): رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي.

فالآيات أعلاه تؤيد إنَّ الخالق ينفخ نسمة جديدة خاصة في كل بشر على حدة , وكفرد مستقل, وهي ليست أمتداد للنسمة التي نُفِخَت في آدم اولِ مرة, بل مثلها تماما, ومنعا لاي إلتباس قد يُفهمه البعض, فالروح التي نتكلم عنها هي الروح التي تخرج من الانسان في وقتِ موتهِ الجسدي, كما في:

ايوب(34-15): يُسَلِّمُ الرُّوحَ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعًا، وَيَعُودُ الإِنْسَانُ إِلَى التُّرَابِ.

** فأذن فرضية كل من القديس جيروم و القديس أوغسطينوس خاطئة, فأرواح البشر لا تولد من الابوين, وليسَت مخلوقة أيضا, بل هي نسمة جديدة ينفخها الخالق في كُلِّ إنسان لبني البشر وهي خاصة به لوحده, لا يُشاركه بها احدُ, ويمثُل يوم الدينونة بكلا جسدهِ وروحِهِ الخاصة بهِ, ليُؤدي الحساب عن ذاته. وهذا لاهوتيا صحيح ومقبول, فكُلُ سيُعطي الحساب عن ذاته هو فقط.

اي: آدم = نفسُ حية = جسد (لحم + دم) خلقَهُ اللهُ من تُراب الأرض + روح من الله الخالق (نسمة منفوخة من الخالق)

حواء = نفسُ حية = جسد (لحم + دم) خلقَها اللهُ من ضلعِ ولحمِ آدم + روح من الله الخالق (نسمة منفوخة من الخالق)

الانسان = نفسُ حية = جسد (لحم + دم) متوارث ومولود بالتكاثر + روح من الله الخالق (نسمة منفوخة من الخالق)

أي إِنَّ الروح : لا جنس لهُ لأَنَّهُ من الله, ولا يتكاثر , لا ينشطر او ينقسم, ولا يتوالد من ارواح الوالدين

وهنا يبقى السوآل الذي لم يجد القديس جيروم جوابا عليهِ, " فلماذا نُعمذ الاطفال إِذن؟" وكذلك تنشأ الحالة التي أثارها القديس أوغسطينوس في نقاشِهِ " فما ذنبُ الروح النقية أن تدخُلَ في جسد قد ورثَ الخطيئة الاصلية او نتائجها؟ وهذا إجحاف بحقها" فدعنا نتناول الرد على السوالين:

بما أنَّ روح كُلِّ بشر هي نسمة ونفخة جديدة ينفُخُها ألله في الكائن البشري المستقل, فلا علاقة لها بمعصية آدم وحواء, وهي نقية وخالية من نتائج الخطيئة الاصلية أو الخطيئة الاصلية ذاتها, وعليهِ فنتائج الخطيئة الاصلية ترثُها أجساد البشر الناتجة من التكاثر والتوالد من أبوين فيهم سُمية المعصية التي دخلت في خلايا أجسادهم والتي هم أيضا ورثوها من تسلسل التوالد من آلأبوين الاولين أي من "آدم وحواء". وبما أنَّ أرواح البشر سواء في الدنيا او ألآخرة لا تتجزء عن أجسادهم, وهما في وحدة متكاملة واحدة, لذا وجبَ العماذ للطفل المولود حديثا, فهو قد ورثَ نتائج وسُمية الخطيئة الاصلية عن طريق الجسد, أما بالنسبة للكبار فقد توارثوا نتائج وسُمية الخطيئة الاصلية في أجسادهم, بألإضافة إلى خطاياهم التي قد إرتكبوها في أجسادهم وارواحهم, فألإنسان يرتكب الخطيئة روحا وجسداَ كوحدة متكاملة واحدة, وعليهِ فعندَ قبولهِ معموذية ألماء والروح فهو يتَطهر من نتائج الخطيئة الاصلية الموروثة بألإضافة لخطاياه التي يكون قد إرتكبها.

ويجب أن لا ننسى فالعماذ يُزيل الخطايا ويُنقي الانسان, لكِنَّهُ لا يرفع ويُزيل نتائج سُمية الخطيئة الاصلية إلا عند القيامة فلذا يموت كل المؤمنين, لكن عندما يُقيمُ الرب ألمؤمنين بحسبِ وعده الذي قالهُ " من آمن بي وإِنْ مات فسيحيا (يوحنا11-25), ومَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. يوحنا(6-54)." ففي وقت قِيامة المؤمنين تعودُ أرواحهم وتدخُل في أجسادهم فيقومون من الموت بأجسادهم الارضية, ثُمَّ يُحول الرب أجسادهم إلى اجساد روحانية سماوية خالية من نتائج الخطيئة الاصلية وسمية المعصية التي دخلت في خلاياهم, وهكذا يتحول موتُهم وهوانُهم إلى غلبة بالمسيح بفِدائه لهم وتحريرهم من الموت الابدي.

أما الكلام عن ظلم الروح النقية بأدخالها في جسد قد ورثَ نتائج الخطيئة الاصلية والموت, فلا يبقى لهُ معنى, لأَنَ الله قد هيأ طريقة غسل وتنقية البشر كوحدة واحدة روحا وجسدا بمعمودية ألماء والروح, فيُرفع ما قد يعتبره البعض إجحافا بحق الروح النقية, فها أنَّ الجسد والروح عادا نقيين بالمعمودية, ولكن قد يقول قائل: "بأنَّ هناك أُناسا من الغير مؤمنين, فهولاء لن يتعمدوا ويتنقوا! " فهولاء سيهلكون في اي حالِ من الاحوال, لأنَّهم يرفضون الايمان والعماد, وكذلك سيهلكون روحا وجسدا بالخطايا التي سيرتكبوها أثناء حياتهم الارضية, فهم لم يقبلوا نعمة الفداء لمغفرة خطاياهم فسيستحقون هلاكهم بمعاصيهم وخطاياهم, أما أطفالهم الذين قد يموتوا وهم اطفالا صغار قبل إِرتكاب اي ذنب, فيتحمل الاباء ألذنب هنا, اسوة بما قال الرب لابراهيم في:

التكوين( 17-9): وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: "وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. (10) هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ،(11) فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ (12) إبْن ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ (13) يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. (14) وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي".

فالطفل إِبنُ تسعة ايام فما فوق حُرم من أن يدخل في عهد الرب المقطوع لابراهيم ونسلهِ, وهو لم يرتكِب اي ذنبِ بذاتِهِ, ويتحمل الاباء هذا الذنب, لكنَّ الله هو الوحيد الذي يُدين ويُقرر مصير هكذا حالة. فألطفل الذي لم يُعمدهُ والداه ومات يبقى ذنبه على والديهِ, أما هو فلا ذنبَ لهُ, فالله هو الوحيد الذي يُدين ويُقرر مصير هكذا حالة.

هذا وقد أثار قداسة البابا الراحل البابا شنودة الثالث الموضوع التالي بقولهِ:

إِنْ كانت روح الانسان مخلوقة وغير مولودة, فهذا قد يستغلهُ البعض في السماح بالإجهاض لاننا في حالة كون الروح غير مولودة فلا نعرف متى تدخل الروح في جسد الجنين ليصبح كائنا حيا, والكنيسة في أي حالِ منَ ألأحوال تحرم الإجهاض منذ اليوم الاول للحمل وترفضهُ رفضا باتاَ".

أولا: ما دخل موضوع الإجهاض في موضوع مصدر الروح البشرية؟ وما دخل إستغلال البعض موضوع متى تدخل الروح ليبيحوا الإجهاض؟ فهل سنقبل بمبدأ عدم تطوير ألعلوم بحجة, إِنَّ البعض سيستغل هذا التطور ويُنتج قنابل نووية او جرثومية قد تُفني البشرية جمعاء؟ طبعا لا نستطيع إيقاف تطوير العلوم والبحث بهكذا حجة, فتطوير العلوم والبحث يجب أن يخدم البشرية لا أن يُفنيها! كذلك لما كانت الكنيسة تُحرم الإجهاض وتمنعه منعا باتاَ , فهذا المنع شرعي وليسَ علمي او مدني! فلا نستطيع أن نجمد علم اللاهوت ونخضِعَهُ للأفكار الخاطئة.

ثانيا: بما أَنَّ أحدا لا يستطيع أن يجزم متى تدخل الروح البشرية في الجنين, فهذا لا يُعطي أحداَ الحق بتقرير متى يمكن الاجهاض, فقد تدخل الروح البشرية في الجنين في اللحظة الاولى لتخصيب البويضة, ففي لحظة تكوين الخلية الأُولى من الجنين, يتحدد جنسُ الجنين وكذلك كافة خصائصهِ الوراثية ويصبح كائنا حيا جديدا, منفردا ومنفصلا عن ألأُم بالرغمِ من إِعتماده عليها في تغذيته, ويبدأ تكوين قلبهُ في اليوم الثامن من التلقيح, وبعد تكوين دمهُ يبدأ فلبهُ بالنبض في اليوم الثاني والعشرون ويستمر هذا القلب بالنبض من هذا اليوم وعلى مدى الحياة لغاية يوم ممات ألإنسان. فإن شكَ أحد في موعد دخول الروح في الجنين في اللحظة الاولى من التخصيب, فلابُدَ أن تدخل فيهِ لحظة تكوين القطرة الاولى من دمائهِ, ونحنُ نعلم بأنَّ نفسِ كلِّ كائِنِ حيّ هي دمه (لاويين 17/14), أي تبدأ مقومات الحياة تعمل فيه, وعليهِ تكون روحه قد أودعت فيه.

اخوكم في الايمان والتبني

نوري كريم داؤد

30/01/2013
 

عابد يهوه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
1,283
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
يظهر ان الكاتب نسي ان الانسان لا يتكون من روح فقط وانما من روح ونفس مرتبطين ببعضهم لا ينفصلوا عن بعض

اولا الروح والنفس لا يخضعوا للفحص والتحليل لانهم غير ماديين .

ثانيا الروح هي طاقة الحياة التي تعطي الحياة لذلك الجسم الترابي .

اما النفس . فهي ذلك " الموصل " أو الجسر الذي يربط ما بين الجسد والروح , الذي منه يتشكل انسان محدد .. فالنفس متربطة بالجسد من جهة ومرتبطة بالروح من الجهة الاخرى .. بمعنى ان " النفس " هي التي تميز فلان عن فلان ..

النفس هي التي تملك مميزات هذا الانسان واطباعه وتفكيره وتوجهاته وايمانه ومعتقداته وذهنه وعقله وعواطفه .. فهي متعلقة بالشعور والاحساس ..
ولكن ليس هذا فقط .. بل انها متعلقة بالارادة والذهن والعقل , وهي التي تميز انسان عن انسان آخر .. اذ هي " الشخصية " المميزة لانسان عن الاخر ..

وهذا مرتبط من الناحية الداخلية للانسان ..

لذلك قيل عن الشهوانيون :
{ نفسانيون لا روح لهم } ( يهوذا : 19)
وليس يعنى ان لا روح لهم انهم كانوا ميتين جسدياً .. بل يعني انهم كانوا ميتين روحياً لأن الخطية موت ..!
فنفهم ان " النفسية " هي الطباع والشخصية .. والشهوانيون كانوا يسيرون بحسبها فقط دون الروح النقية اي الحياة ..

والنفس هي التي تميز شكل الانسان الخارجي ..
اذ بامكاننا ان نقول : " أنت نفسك " مشيرين الى شخص محدد ..
وكقول الرب يسوع { فتجدوا راحة لنفوسكم } ( متى 29:11)
اي تجدوا راحة لاشخاصكم الذاتية .. فالنفس هي الشخصية المميزة لكل واحد منا ..

وكقول الرسول يعقوب : { من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت } ( يعقوب 19:5)
وهذا يعني يخلص " شخصاً " من الموت .. لأن النفس لا تموت لأنها مرتبطة بالروح ..
وكوصية الرب : { تحب قريبك كنفسك } ( متى 39:21)
اي كذاتك او كشخصك ..

كما ربط الكتاب المقدس بين النفس والجسد بقوله { النفس التي تخطئ تموت } ( حزقيال 20:18)

ومعلوم ان الجسد ( الترابي ) هو الذي يموت .. وليس النفس ( بمعنى شخصية الانسان بكل ما تحمله من مميزات تميزه عن غيره )
لذلك ان قول الرب يسوع واضح بأن النفس لا تموت ابداً ..

{ ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها } ( متى 28:10)

لان " النفس " مرتبطة بالروح ..
فروح كل انسان بعد ان تنفصل من الجسد الترابي ستبقى معها " النفس " التي تميزها عن الروح الاخرى ..

وهذا ما حدث في مثل الغني ولعازر ..

اذ ان جسديهما قد دفنا في الارض ..
ولكن روح كل واحد منهما قد ذهبت الى مكان مختلف .. مع بقاء " النفس " مرتبطة مع كل روح ..!

لدرجة ان روح الغني قد تعرفت على روح لعازر وكذلك على روح ابينا ابراهيم ..
وكانت لكل روح منهم شخصيتها المختلفة عن الاخرى ..
وذلك لارتباط كل واحدة منهم بـ " النفس " اي الشخصية التي تميز كل واحد عن الآخر ..
فالنفس كما هي مرتبطة بالجسد .. والتي تحدد شخصيته .. هي كذلك مرتبطة بالروح محددة شخصيتها .

كقول الرب للغني الغبي : { هذه الليلة تطلب نفسك منك } ( لوقا 20:12)
أي أنت .. أي روحك المرتبطة بالنفس أي أنت !

فالنفس لا تموت ابداً لانها خالدة .. والسبب ان أرواح البشر خالدة لا تموت !

فالفرق بين روح الانسان وبين روح الحيوان .. هو ان روح الانسان لها سلطان الروح القدس بالتسلط على كل الحيوانات والمخلوقات ..
والرب اعطى الانسان هذا السلطان عندما خلقه على صورته ومثاله , واعطاه بالتالي السلطان ..
ولم يخلق الرب الحيوانات على مثاله ..
فكان للانسان روحاً تتميز عن روح الحيوان .. بأنها مخلوقة على صورة الله ومثاله ..
في البر وقداسة الحق ( أفسس24:4)

والحيوان لا علاقة له بالبر والقداسة والحق ..

وروح الانسان تتميز .. في العقل والمنطق والكلام والمعرفة ..
اذ قام الانسان بتسمية كل الحيوانات , اذ لم تقدر الحيوانات على تسمية نفسها ! ( تكوين 19:2)

روح الحيوانات ونفسها .. ليست كروح ونفس الانسان
انما هي مجرد " حياة " تموت مع موتها ..
اذ لا سلطان لها وليست مخلوقة بحسب صورة الرب ومثاله

والنفس الحيوانية هي " حياته " ودمه .. وليست " شخصيته " ( وهذا عكس الانسان )
والروح الحيوانية هي مجرد حياة .. ولكنها ليست خالدة ومتميزة بالسلطان كالانسان ..

منقول عن جان يونان

 
التعديل الأخير:
أعلى