أساليب ثلاثة لضبط العقل و الصلاة

مينا إيليا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2011
المشاركات
221
مستوى التفاعل
57
النقاط
0
يوجد ثلاث أساليب لضبط العقل والصلاة بها تنهض النفس وتتقدم أو تسقط وتهلك . كل من يستخدم هذه الأساليب في الوقت المناسب وفي الطريق المستقيم يتقدم . أما من يستخدمها بحمق وجهل وغير وقتها المناسب يسقط .
وحيث أنه توجد ثلاث أساليب لضبط العقل والصلاة ، لذا يجب أن نشرح الملامح المميزة لكل منها كي يختار أفضلها كل من يحب الخلاص :

1/ عن الأسلوب الأول لضبط العقل والصلاة:

الملامح المميزة للأسلوب الأول هي كما يأتي: إذا وقف إنسان للصلاة ورفع يديه وعينيه وعقله نحو السماء وحفظ في عقله الأفكار الروحية وتخيل النعم السماوية وطغمات الملائكة ومساكن القديسين وجمع بأختصار في عقله كل ما تعلمه من الكتاب المقدس وأمعن النظر في كل هذا أثناء الصلاة متطلعاً إلي السماء ومثيراً نفسه إلي حنين ومحبة الله ، وقد يبكي أحياناً ويذرف الدمع ، فهذا هو أول أسلوب لضبط العقل والصلاة .
لكن إذا أختار أي إنسان هذا الأسلوب فقط في الصلاة يحدث له تدريجياً أن يعتز بنفسه في قلبه دون أن يدرك ذلك ، ويبدو له أن ما يقوم به آت من نعمة الله المرسلة له كعزاء ، ويصلي لله كي يمنحه دائماً الأستمرار في أداء هذا العمل .
هذا الأسلوب يتضمن خطراً أخر من الضلال بمعني أنه عندما يري الإنسان نورأ بعينيه الطبيعتين ويشم عطوراً زكية ويسمع اصواتاً وظاهرات أخري مماثلة يصبح البعض ممسوسين تماماً ، وفي خبلهم يتجولون من مكان إلي مكان وأخرون يضلون ويخلطون بين الشيطان وملاك النور ، في الهيئة التي يظهر فيها لهم دون أن يميزوه . هكذا يظلون علي غير هدي حتي النهاية . من يستطيع أن يحصي صور الباطل المتنوعة التي يبحث عنها الشيطان كي يضللهم لأنها كثيرة لا تعد؟
مما قلناه ، لايصعب عي أي إنسان عاقل أن يفهم الضرر الذي ينجم من الأسلوب الأول لضبط العقل والصلاة . ومع ذلك إذا تجنب الإنسان التعرض لهذه الشرور أثناء ممارسة الاسلوب الأول حيث أنه يعيش في مجتمع سيظل طول حياته غير موفق في الحياة الروحية .

2/ الأسلوب الثاني لضبط العقل:

الأسلوب الثاني هو : أي إنسان يبعد عقله عن كل الأشياء المحسوسة ويتجه به إلي داخل نفسه بأن يحرس حواسه ويجمع أفكاره كي تكف عن الجولان وسط أباطيل هذا العالم ، الأن يختبر أفكاره، الأن يمعن النظر ويتروي في كلمات الصلاة التي تنطق بها شفتاه ، الأن يشد أفكاره ويجذبها ، لأن إذا أستهواها الشيطان تطير نحو شئ ردئ باطل .
أن الصورة المميزة لهذا الأسلوب هو وجود أفكار في الرأس تحارب أفكارً أخري .
لكن في كفاح الإنسان ضد نفسه لا يستطيع مطلقاً أن يكون في سلام مع ذاته ولا أن يجد الوقت لممارسة الفضائل كي ينال أكليل الصدق .
هكذا يكون الأسلوب الثاني لضبط العقل والصلاة . كل إنسان يجاهد من أجل الخلاص يجب عليه أن يعرفالضرر الذي يسببه للنفس ويجب أن يراقب نفسه بدقة . ومع ذلك فأن هذا السلوب أفضل من الأسلوب الأول . لآن الليلة القمراء أفضل من الليلة الظلماء التي يفتقدها القمر .

3/ عن الأسلوب الثالث لضبط العقل والصلاة:

حقاً إن الأسلوب الثالث مدهش وصعب الشرح وليس صعب الفهم فقط بل أيضاً تصديقه غير ممكن لهؤلاء الذين لم يحاولوا ممارسته عملياً . إنهم يرفضون أيضاً التصديق بأن هذا السلوب من المستطاع أن يكون أمراً واقعيأً . حقاً في أيامنا هذه قلما نلتقي بأناس يمارسون هذا الأسلوب من ضبط العقل والصلاة ويبدو لي أن هذه النعمة قد تخلت عنا مع الطاعة فإذا راعي الإنسان الطاعة التامة لأبيه الروحي فأنه يتحرر من كل الأهتمامات ويلقيها مرة واحدة علي كتفي أبيه الروحي ، ولكونه بعيداً عن الارتباطات الدنيوية يستطيع بحماس ونشاط ممارسة الأسوب الثالث للصلاة : بشرط أ يعثر عن الأب الروحي الصادق غير الخاضع للباطل . لآن الإنسان إذا سلم نفسه تسليماً تاماً والقي كل أهتماماته عليه وعلي أبيه الروحي ، فهو بأطاعته هذه لا يعيش بعد ذلك حياته الخاصة ، ولا يتبع إرادته الذاتية بل يميت نفسه عن كل الأرتباطات الدنيوية وحاداته البدنية .
ما هو الشئ العرضي الذي يستطيع أن يقهر ويستعبد مثل هذا الإنسان ؟ أو ما هو القلق والهم الذي يساوره ؟ إن كل الحيل والخدع التي تستعملها الشياطين لإغراء أي إنسان نحو الأفكار الكثيرة المتنوعة تباد وتتبدد في الأسلوب الثالث لضبط العقل و الصلاة ، مقترناً بالطاعة لأن عقل مثل هذا الإنسان المتحرر من كل الأمور ، ويعطيه الفرصة الضرورية لأختبار الأفكار غير المعوقة التي التي تقدمها الشياطين ويستطيع أن يدرأها ويصلي للرب بقلب طاهر . هكذا يكون بدأ الحياة الروحية الحقيقية وهؤلاء الذين لا يبدأون بهذا الأسلوب يضيع عملهم هباء دون أن يدركون .

لكن أيها الحبيب إذا أردت أن تخلص ابدأ العمل هكذا :
بعد أن تثبت فضيلة الطاعة التامة في قلبك كما قلنا نحو أبيك الروحي يجب أن تتصرف في كل شئ بضمير نقي ، كما لو كنت في حضرة الله لآنه من المستحيل أن تتحلي بضمير نقي دون الطاعة ، ويجب أن يكون ضميرك خالصاً في ثلاث حالات :
في علاقتك مع الله
في علاقتك مع ابيك الروحي
في علاقتك مع الناس والأشياء التي في العالم " في الحياة " .
 

+إيرينى+

واحدة معاكم
عضو نشيط
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
11,235
مستوى التفاعل
2,952
النقاط
113
موضوع جميل يا مينا
ربنا يفرح قلبك​
 
أعلى