نور ونار وعليك الإختيار

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
31165361_898672340312219_4688426312228929536_o.jpg


نور ونار وعليك الإختيار
قصتيهما تحويان تشابهًا، وارتبط البشر بهما منذ بدء وجود الإنسان على الأرض:
النور الذي خُلق بكلمة الرب :
«قال الرب: لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ»،
ثم خلق الرب للإنسان أنوارًا تفصل بين النهار والليل، وتنظِّم أيامه
(تكوين1: 3، 14-19).
ولليوم لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون النور.
والنار التي اكتشفها الإنسان، ربما بالصدفة عندما تسبَّب الرعد في حرق الأشجار، أو عندما اشتعلت النيران في أوراق الشجر بسبب حرارة الشمس العالية. لكن كأيّ شيء اكتشفه أو صنعه الإنسان، استفاد بها وبعدها طوَّرها كآلة للدمار. استخدمها الإنسان لمنفعته، واستخدمها في حرق الشجر والحجر، واستوحى منها القنبلة التي تفتك بالبشر في لمح البصر.
وفي هذا المقال أود أن ألقي نظرة روحية على الاختيار بين النور والنار.

إن سألت عن “النار” ‘قد تأتي الإجابة غالبًا:
“هي إحدى العذابات التي سيعانيها الأشرار في مصيرهم الأبدي التعس”.
وهي بالتأكيد كذلك، لكن هناك نيران أخري يستلذها الإنسان في حياته لتصل به إلى النار الأبدية بعد انقضاء الحياة!
وماذا عن النور؟
لا أحد يعيش بدونه، ليس فقط نور الشمس والقمر، بل أحتاج كذلك لنور به أرى الرب وأرى نفسي، أرى الحياة وأرى الخلود، أريد أن أرى حتى ما لا يُرى؟!
لكن هل كل نور أستطيع أن آمن له وأسير به كي يهديني؟!
الاختيار، ليس دائمًا بين النور والظلمة، لكن قد يكون بين نور ونور!
هذا ما قاله الروح القدس في إشعياء :
«مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ، سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدِهِ؟
مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟
فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلهِهِ. يَا هؤُلاَءِ جَمِيعُكُمُ، الْقَادِحِينَ نَارًا، الْمُتَنَطِّقِينَ بِشَرَارٍ، اسْلُكُوا بِنُورِ نَارِكُمْ وَبِالشَّرَارِ الَّذِي أَوْقَدْتُمُوهُ. مِنْ يَدِي صَارَ لَكُمْ هذَا. فِي الْوَجَعِ تَضْطَجِعُونَ».

(إشعياء 50: 10-11)
في هذه الأعداد، يوجد فريقين، فريق - برغم الظلام الذي حوله وأنّ لا نور عنده - اتكل على اسم الرب واستند إلى إلهه. وفريق أيضًا لا نور عنده، ولكن بدلاً من أن يأخذ النور من مصدر النور، قرّروا أن يقدحوا (يشعلوا) نارهم الخاصة لتنير طريقهم.
الفريق الذي سار بالنور الذي من الرب، عاش ووصل غايته. والفريق الذي استنار بناره الخاصة، سار في طريق نهايته الوجع.
وحتى نضمن النهايات؛ علينا دائمًا أن نمتحن الوسائل التي نسلكها للوصول لتلك النهايات. ومهما سمت الغايات فالمبدأ الإلهي سيظل قائمًا :
“الغاية لا تبرر الوسيلة”.
ما أجمل إعلان الرب عن النور،
«الرب نُورٌ» (1يوحنا1: 5)، والمسيح هو «نُورُ الْعَالَمِ» (يوحنا8: 12).
وكلمة الرب هي النور :
«سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي»
(مزمور 119: 105).
من يتكلون عليه «لهم نور» (أستير8: 16)، بل يكون النور فيهم

(لوقا11: 35).
من يعرفون الرب ويطلبون معرفته باستمرار يستنيرون
:
(أمثال4: 18)،

يضمنون صحيح المسار :
(أيوب22: 28)
وروعة المصير
(يوحنا8: 12).
أما من اختاروا الاستقلال عن الرب، حتى ولو كان لهم نور من نارهم الخاصة، فنورهم لا ينفعهم :
«نَعَمْ! نُورُ الأَشْرَارِ يَنْطَفِئُ»
(أيوب18: 5)،
وفي نظر الرب
«نُورُ الأَشْرَارِ خَطِيَّةٌ!»
(أمثال21: 4),
لذا في (إشعياء 50: 10-11) ؛ الاختيار بين النور والنار يصوِّر لنا اختيارًا ما بين كل من:
ديانة الإنسان وتبرير الإيمان
«كَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ الرب؟»
(أيوب25: 4)،
سؤال له إجابة واحدة فقط هي :
«مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ الرب كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ»
(رومية3: 24-25) .
أما من يريد أن يسلك للرب طريقًا آخر غير المسيح، حتى لو كانت أعماله، فالويل له :
«وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ»
(يهوذا11).
فما هو اختيارك للتبرير عند الرب ؟!

الفهم والوهم
إن اعتمدنا على الكتاب المقدس في معرفتنا للرب فنحن نستعمل النور الصحيح :
«إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ!»
(إشعياء8: 20).
قد يكون في عدم المعرفة شيء من الراحة، لكنها مهلكة :
«رَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ»
(أمثال1: 32).
«وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْن»
(مزمور19: 8).
فما هو اختيارك لمعرفة الرب؟!

الاتكال والاستقلال
أوقات الخوف والحيرة والاحتياج هي فترات تحدٍّ، يستطيع الرب أن يقودنا فيها متى سلَّمنا له :
« قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ.»
(مراثي3: 2)
فنختبر كفايته ونغني :
«اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي»
(مزمور27: 1).
أو نختار البحث عن معونات البشر الباطلة :
«أَعْطِنَا عَوْنًا فِي الضِّيقِ، فَبَاطِلٌ هُوَ خَلاَصُ الإِنْسَانِ.»
(مزمور108: 12)
أو حكمة العالم :
(جامعة2: 12-19)
أو نتكل على إمكانياتنا وخبراتنا وتكون النتيجة :
«يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ، وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ»
(أيوب12: 25).
فما هو اختيارك في مواجهة التحديات؟!

العزاء والعذاب
يختار الناس آلهتهم :
«اِمْضُوا وَاصْرُخُوا إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا، لِتُخَلِّصَكُمْ هِيَ فِي زَمَانِ ضِيقِكُمْ»
(قضاة10: 14)
وملذّاتهم :
«لأَنَّهُمْ يَخْجَلُونَ مِنْ أَشْجَارِ الْبُطْمِ الَّتِي اشْتَهَيْتُمُوهَا، وَتُخْزَوْنَ مِنَ الْجَنَّاتِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا.»
(إشعياء1: 29)
وما لا يُسِرّ الرب :
«فَإِنِّي أُعَيِّنُكُمْ لِلسَّيْفِ، وَتَجْثُونَ كُلُّكُمْ لِلذَّبْحِ، لأَنِّي دَعَوْتُ فَلَمْ تُجِيبُوا، تَكَلَّمْتُ فَلَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَمِلْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَاخْتَرْتُمْ مَا لَمْ أُسَرَّ بِهِ.»
(إشعياء65: 12).
يختارون الحياة الحاضرة على حساب الأبدية :
(لوقا16: 19-31)،
هم بذلك يختارون العذاب الأبدي.
ماذا يفعل الإنسان لكي يهلك؟
الجواب ببساطة:
لا شيء، يعيش كمعظم الناس، وسيجد نفسه في النهاية في الهلاك الأبدي!
ليتك صديقي تكون قد وضعت كل ثقتك بالمسيح الذي قال لنا :
«الَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ»
(يوحنا12: 35-36).
صلاتي لنفسي ولك أن يستنير كياننا وطريقنا بالنور الإلهي في المسيح وكلمته

{عماد ثروت}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
أعلى