هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر ؟
هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر ؟
بقلم
مجدى صادق
www.geocities.com/thesecondark2014
يقول أحد المعترضين الذى لقب نفسه بالمدقق :
أنه يرى أن الكتاب المقدس يؤكد أن المسيح غير قادر وهذا يثبت أنه ليس إله وطلب الدليل على أن المسيح قال عن نفسه أنه إله وإنسان وإننا إن فعلنا فإنه يقدم الدليل على أن المسيح غير قادر من ذلك قول مرقس 7:24 ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيدا. ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم أحد. فلم يقدر أن يختفي. وهذا دليل عدم قدرته.
وفى يوحنا 5:30 قال أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني.
وأضاف أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22:43 وظهر له ملاك من السماء يقويه .وهذا معناه أنه ليس بقادر لأنه ليس إلا عبد ورسول من الله أيده الله بالمعجزات.
وجاء فى يوحنا 4:6 وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. وكان نحو الساعة السادسة.
ويعلق قائلا : تعب من السفر هل هذا إله الذى يكون غير قادر ويتعب. فإن قلت هو تعب لأنه إله وإنسان فكما أضع لك النصوص ضع لى نصا يقول المسيح فيه أنا إله وإنسان.
وجاء فى العبرانيين 5:7 الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه للقادر أن يخلصه. وهذا معناه أن المسيح غير قادر وهذا ما أقوله لأنه قال فى يوحنا 5:30 أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلـة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني.
الرد
أولا أن المفهوم الأرثوذكسى للقول أن المسيح لاهوت وناسوت هو أنه إله وإنسان ليس أنه إله مع إنسان بل هو نفسه الله وهو نفسه الإنسان لكونه الله الظاهر فى الجسد الذى بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان ( فيلبى 2 : 8 ).
فالمسيح بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان أما بحسب الجوهر فهو الله الظاهر فى الجسد. فالمسيح هـو الله لكونه كلمـة الله القـادرة على كل شـىء وهـو إنسـان باشتراكه معنا فى اللحم والدم ( العبرانيين 2 : 14 ).
لهذا كان من الطبيعى وجود آيات تثبت أن للمسيح كلمة الله جسد حى بالدم مثل أجسادنا. لأن المحقق كتابيا أن الله أرسل كلمته المسمى المسيح إلى مريم ليتخذ منها جسدا يظهر به بيننا فى الهيئة كإنسان.
وأما قولك أنه غير قادر فمرده قصور فهمك للآيات الناجم عن اكتفائك بأخذ ما تراه موافقا لمعتقدك وطرح ما عداه وهذا إسلوب أهل الضلالة الذين يظهرون بعض أيات الكتاب ويخفون بعضها لخداع البسطاء.
وعليك يا من تدعى التدقيق أن تحترس لئلا توجد مجدفا على كلمة الله ومفتريا عليه بوصمك إياه بعدم القدرة والضعف وهو الذى به خلق الله العالم الذى هـو بهـاء مجده ورسم جوهره وصانع كل الأشياء بكلمة قدرته ( أى أن الكلمة هو قوة الله وقدرته لأنه وحده القادر والمقتدر فى فعله إذ به وحده كان كل شىء وبغيرها لم يكن شىء مما كان ) ( العبرانيين الأصحاح الأول ).
كما أن عليك أن تدرك أننا نأخذ ونفهم آيات الكتاب المقدس فى مجملها ولا نأخذ آية أو جزء من الآية ونفسرها بمعزل عن غيرها لأن من يفعل ذلك يهلك نفسه بإرادته.
وعليه فاعلم أن المقصود من قول لوقا البشير أن السيد المسيح دخل بيتا على تخوم صور وصيدا وهو يريد أن لا يعلم أحد. فيقصد بذلك الأمم الوثنية من سكان صور وصيدا ولكنه بسبب شهرته العظيمة التى تسبق تنقلاته لم يمكنه أن يخفى وجوده لأن امرأة أممية أتت إليه لتسأله أن يخرج شيطانا من إبنتها. فالأمر إذن لا علاقة له بالقدرة. إن الرسول يريد أن يقول باختصار أن خطوات السيد كانت مرصودة حتى أنه لم يستطع أن يخفى موضع وجوده بسبب شهرته.
أما قولك أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22 : 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه واستنتجت من ذلك أنه بذلك يكون غير قادر وأنه عبد ورسول من الله أيده بالمعجزات.
فمردود بأن المسيح الكلمة بظهوره فى جسد بشريتنا القابل الموت صارت له حقا صورة العبد ولكن هذا كان بحسب الظاهر أم بحسب الجوهر فهو كلمة الله الخالق وإذ كان فى صورة بشريتنا جاءه ملاك يقويه وبعبارة أخرى يعزيه.
ومجىء الملاك إلى كلمة الله يعزيه إنما كان ليؤكد أن الآم الكلمة فى جسد بشريته كانت آلاما حقيقية حتى أن الملاك الذى كان يدرك سر التدبير جاء إلى كلمة الله المتجسد يقويه ويشدده.
لأن الله غير مترفع عن خليقته كما تصورونه أنتم ولو كان ذلك كذلك لما خلق الملائكة والبشر بدافع محبته ولما بذل دمه عنا بروح أزلى ليصالحنا لنفسه بنفسه كما هو مكتوب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ( أى صورته الوحيدة الجوهرية لأن الابن صورة أبيه من ذات جوهره فكما هو الولد هكذا يكون المولود منه. فالمولود من الجسد هو صورة الجسد والمولود من النور هو صورة النور والمولود من الله هو صورة الله بهاء مجده ورسم جوهره ) لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
إن علاقة الله بخليقته علاقة محبة وهذا ما يكشفه مجىء الملاك إلى سيده يقويه ويعزيه فى آلامه فى أيام جسـده ولا يستدل من ذلك عدم قدرة كلمـة الله على تخليص نفسـه لأنه كان عالما بكل ما هو آت وما سيكون وتنبأ به قبل أن يكون ( مزمور 22 ) حتى متى كان ندرك أنه هو الله وأنه أتى من أجل هذه الساعة عينها ليتم كل ما كتب عنه.
أما قولك من أن نأتى لك بنصوص تقول عن المسيح أنه قال عن نفسه انه الله فمردود بأنه لو أن فى القول المجرد حسم للقضية لقال ذلك وكفى ولكنه قدم ما هو أعظم من الأقوال. لأن أى شخص يمكنه أن يدعى أنه نبى ومرسل ولكنه يعجز عن أن يقدم البرهان على ذلك. إذن البرهان يجب أن يسبق الأقوال بل أن الأعمال نفسها هى التى تشهد بربوبية المسيح دون حاجة لأن يصرح بذلك وهى التى تجعلنا نؤمن به أكثر مما لو قال أنه الله دون أن يصنع من الآيات والأعمال التى تثبت ربوبيته كالخلق من الطين عندما صنع عينا للمولود أعمى وعندما أشبع الجياع من خمس خبزات وسمكتين وعندما انتهر الريح مظهرا سلطانه على الطبيعة وقدرته على شفاء المرضى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين.
بل أن من الأقوال التى تثبت ربوبيته ما استشهدت به أنت لإثبات عدم قدرته مستدلا على ذلك من قول الرسول عنه أنه الذى في أيام جسـده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه.
فمن يكون المقصود بالمتجسد إلا كلمة الله الذى فى أيام ظهوره كنائب عن الخطاة قدم بصراخ شديد دموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه.
فمن هو القادر أن يخلص الكلمة من موت الجسد إلا روحه المحيى الأزلى الذى استجاب له من أجل تقواه كنائب عن البشرية.
أى أن كلمة الله قدم لروحه القدوس القادر أن يبطل موت جسده الخاص الذى هو جسد البشرية دموع وطلبات كثيرة كنائب عن البشرية وسمع له لأنه وحده الذى بلا خطية محققا انتصار البشرية على الموت ممثلة فى رأسها الثانى المسيح آدم الأخير الذى جاء ليكون أبا جديدا لأبناء جدد لله مولودين ثانيا ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول. بل مما لا يموت بروح الله نفسه ( بطرس الأولى 1 : 23 ) ( يوحنا 1 : 13 ) ( رومية 8 : 9 - 11 ) ( حزقيال 37 : 14 ).
لهذا إذ أخذنا روح الله أى روح المسيح فقد صرنا أحياء بالروح القدس روح المسيح الذى سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا ( رومية 8 : 9 - 11 ) لهذا يقال فى القداس ليس موت لعبيدك يارب بل إنتقال. لهذا قيل فى المسيح يحيا الجميع لأنه بموته أبطل الموت.
وأما قوله عن نفسه أنه الله فما أكثر النصوص الدالة بدلالة صريحة على ذلك من ذلك قوله لليهود " قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن ".
وفيما يلى سنقدم الآية المطلوبة التى تثبت أن الذى فى صورة العبد هو الله وأن المسيح كلمة الله المصورة هو حقا وصدقا صورة الله ( فيلبى 2 : 5 - 7 ) من رأه فقد رأى الله لأنه والله واحد.
ولنبدأ بشهادة كلمة الرب عن نفسه فى العهد القديم بقوله لتلاميذه فى العهد الجديد :
أنتم شهودى يقول الرب وعبدى الذى اخترته لكى تعرفوا وتؤمنوا بى وتفهموا أنى أنا هو. قبلى لم يصور إله وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيرى مخلص. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودى يقول الرب وأنا اللـه ( إشعياء 43 : 10 - 12 ).
وهذا معناه أن المسيح صورة الله إذ ظهر بين شهوده فى صـورة العبد شـهد لنفسه وشهدوا له أنه والآب واحـد وأنه صـورة الآب من رآه فقد رأى الآب. قبله لم يصور إله وبعـده لا يكون وأنه المخلص والمعلن لذات الله وأنه هـو الله الذى ظهر فى هيئة العبد وهم أى تلاميذه شهود لذلك .
- 8 ).
هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر ؟
بقلم
مجدى صادق
www.geocities.com/thesecondark2014
يقول أحد المعترضين الذى لقب نفسه بالمدقق :
أنه يرى أن الكتاب المقدس يؤكد أن المسيح غير قادر وهذا يثبت أنه ليس إله وطلب الدليل على أن المسيح قال عن نفسه أنه إله وإنسان وإننا إن فعلنا فإنه يقدم الدليل على أن المسيح غير قادر من ذلك قول مرقس 7:24 ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيدا. ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم أحد. فلم يقدر أن يختفي. وهذا دليل عدم قدرته.
وفى يوحنا 5:30 قال أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني.
وأضاف أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22:43 وظهر له ملاك من السماء يقويه .وهذا معناه أنه ليس بقادر لأنه ليس إلا عبد ورسول من الله أيده الله بالمعجزات.
وجاء فى يوحنا 4:6 وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. وكان نحو الساعة السادسة.
ويعلق قائلا : تعب من السفر هل هذا إله الذى يكون غير قادر ويتعب. فإن قلت هو تعب لأنه إله وإنسان فكما أضع لك النصوص ضع لى نصا يقول المسيح فيه أنا إله وإنسان.
وجاء فى العبرانيين 5:7 الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه للقادر أن يخلصه. وهذا معناه أن المسيح غير قادر وهذا ما أقوله لأنه قال فى يوحنا 5:30 أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلـة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني.
الرد
أولا أن المفهوم الأرثوذكسى للقول أن المسيح لاهوت وناسوت هو أنه إله وإنسان ليس أنه إله مع إنسان بل هو نفسه الله وهو نفسه الإنسان لكونه الله الظاهر فى الجسد الذى بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان ( فيلبى 2 : 8 ).
فالمسيح بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان أما بحسب الجوهر فهو الله الظاهر فى الجسد. فالمسيح هـو الله لكونه كلمـة الله القـادرة على كل شـىء وهـو إنسـان باشتراكه معنا فى اللحم والدم ( العبرانيين 2 : 14 ).
لهذا كان من الطبيعى وجود آيات تثبت أن للمسيح كلمة الله جسد حى بالدم مثل أجسادنا. لأن المحقق كتابيا أن الله أرسل كلمته المسمى المسيح إلى مريم ليتخذ منها جسدا يظهر به بيننا فى الهيئة كإنسان.
وأما قولك أنه غير قادر فمرده قصور فهمك للآيات الناجم عن اكتفائك بأخذ ما تراه موافقا لمعتقدك وطرح ما عداه وهذا إسلوب أهل الضلالة الذين يظهرون بعض أيات الكتاب ويخفون بعضها لخداع البسطاء.
وعليك يا من تدعى التدقيق أن تحترس لئلا توجد مجدفا على كلمة الله ومفتريا عليه بوصمك إياه بعدم القدرة والضعف وهو الذى به خلق الله العالم الذى هـو بهـاء مجده ورسم جوهره وصانع كل الأشياء بكلمة قدرته ( أى أن الكلمة هو قوة الله وقدرته لأنه وحده القادر والمقتدر فى فعله إذ به وحده كان كل شىء وبغيرها لم يكن شىء مما كان ) ( العبرانيين الأصحاح الأول ).
كما أن عليك أن تدرك أننا نأخذ ونفهم آيات الكتاب المقدس فى مجملها ولا نأخذ آية أو جزء من الآية ونفسرها بمعزل عن غيرها لأن من يفعل ذلك يهلك نفسه بإرادته.
وعليه فاعلم أن المقصود من قول لوقا البشير أن السيد المسيح دخل بيتا على تخوم صور وصيدا وهو يريد أن لا يعلم أحد. فيقصد بذلك الأمم الوثنية من سكان صور وصيدا ولكنه بسبب شهرته العظيمة التى تسبق تنقلاته لم يمكنه أن يخفى وجوده لأن امرأة أممية أتت إليه لتسأله أن يخرج شيطانا من إبنتها. فالأمر إذن لا علاقة له بالقدرة. إن الرسول يريد أن يقول باختصار أن خطوات السيد كانت مرصودة حتى أنه لم يستطع أن يخفى موضع وجوده بسبب شهرته.
أما قولك أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22 : 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه واستنتجت من ذلك أنه بذلك يكون غير قادر وأنه عبد ورسول من الله أيده بالمعجزات.
فمردود بأن المسيح الكلمة بظهوره فى جسد بشريتنا القابل الموت صارت له حقا صورة العبد ولكن هذا كان بحسب الظاهر أم بحسب الجوهر فهو كلمة الله الخالق وإذ كان فى صورة بشريتنا جاءه ملاك يقويه وبعبارة أخرى يعزيه.
ومجىء الملاك إلى كلمة الله يعزيه إنما كان ليؤكد أن الآم الكلمة فى جسد بشريته كانت آلاما حقيقية حتى أن الملاك الذى كان يدرك سر التدبير جاء إلى كلمة الله المتجسد يقويه ويشدده.
لأن الله غير مترفع عن خليقته كما تصورونه أنتم ولو كان ذلك كذلك لما خلق الملائكة والبشر بدافع محبته ولما بذل دمه عنا بروح أزلى ليصالحنا لنفسه بنفسه كما هو مكتوب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ( أى صورته الوحيدة الجوهرية لأن الابن صورة أبيه من ذات جوهره فكما هو الولد هكذا يكون المولود منه. فالمولود من الجسد هو صورة الجسد والمولود من النور هو صورة النور والمولود من الله هو صورة الله بهاء مجده ورسم جوهره ) لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
إن علاقة الله بخليقته علاقة محبة وهذا ما يكشفه مجىء الملاك إلى سيده يقويه ويعزيه فى آلامه فى أيام جسـده ولا يستدل من ذلك عدم قدرة كلمـة الله على تخليص نفسـه لأنه كان عالما بكل ما هو آت وما سيكون وتنبأ به قبل أن يكون ( مزمور 22 ) حتى متى كان ندرك أنه هو الله وأنه أتى من أجل هذه الساعة عينها ليتم كل ما كتب عنه.
أما قولك من أن نأتى لك بنصوص تقول عن المسيح أنه قال عن نفسه انه الله فمردود بأنه لو أن فى القول المجرد حسم للقضية لقال ذلك وكفى ولكنه قدم ما هو أعظم من الأقوال. لأن أى شخص يمكنه أن يدعى أنه نبى ومرسل ولكنه يعجز عن أن يقدم البرهان على ذلك. إذن البرهان يجب أن يسبق الأقوال بل أن الأعمال نفسها هى التى تشهد بربوبية المسيح دون حاجة لأن يصرح بذلك وهى التى تجعلنا نؤمن به أكثر مما لو قال أنه الله دون أن يصنع من الآيات والأعمال التى تثبت ربوبيته كالخلق من الطين عندما صنع عينا للمولود أعمى وعندما أشبع الجياع من خمس خبزات وسمكتين وعندما انتهر الريح مظهرا سلطانه على الطبيعة وقدرته على شفاء المرضى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين.
بل أن من الأقوال التى تثبت ربوبيته ما استشهدت به أنت لإثبات عدم قدرته مستدلا على ذلك من قول الرسول عنه أنه الذى في أيام جسـده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه.
فمن يكون المقصود بالمتجسد إلا كلمة الله الذى فى أيام ظهوره كنائب عن الخطاة قدم بصراخ شديد دموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه.
فمن هو القادر أن يخلص الكلمة من موت الجسد إلا روحه المحيى الأزلى الذى استجاب له من أجل تقواه كنائب عن البشرية.
أى أن كلمة الله قدم لروحه القدوس القادر أن يبطل موت جسده الخاص الذى هو جسد البشرية دموع وطلبات كثيرة كنائب عن البشرية وسمع له لأنه وحده الذى بلا خطية محققا انتصار البشرية على الموت ممثلة فى رأسها الثانى المسيح آدم الأخير الذى جاء ليكون أبا جديدا لأبناء جدد لله مولودين ثانيا ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول. بل مما لا يموت بروح الله نفسه ( بطرس الأولى 1 : 23 ) ( يوحنا 1 : 13 ) ( رومية 8 : 9 - 11 ) ( حزقيال 37 : 14 ).
لهذا إذ أخذنا روح الله أى روح المسيح فقد صرنا أحياء بالروح القدس روح المسيح الذى سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا ( رومية 8 : 9 - 11 ) لهذا يقال فى القداس ليس موت لعبيدك يارب بل إنتقال. لهذا قيل فى المسيح يحيا الجميع لأنه بموته أبطل الموت.
وأما قوله عن نفسه أنه الله فما أكثر النصوص الدالة بدلالة صريحة على ذلك من ذلك قوله لليهود " قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن ".
وفيما يلى سنقدم الآية المطلوبة التى تثبت أن الذى فى صورة العبد هو الله وأن المسيح كلمة الله المصورة هو حقا وصدقا صورة الله ( فيلبى 2 : 5 - 7 ) من رأه فقد رأى الله لأنه والله واحد.
ولنبدأ بشهادة كلمة الرب عن نفسه فى العهد القديم بقوله لتلاميذه فى العهد الجديد :
أنتم شهودى يقول الرب وعبدى الذى اخترته لكى تعرفوا وتؤمنوا بى وتفهموا أنى أنا هو. قبلى لم يصور إله وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيرى مخلص. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودى يقول الرب وأنا اللـه ( إشعياء 43 : 10 - 12 ).
وهذا معناه أن المسيح صورة الله إذ ظهر بين شهوده فى صـورة العبد شـهد لنفسه وشهدوا له أنه والآب واحـد وأنه صـورة الآب من رآه فقد رأى الآب. قبله لم يصور إله وبعـده لا يكون وأنه المخلص والمعلن لذات الله وأنه هـو الله الذى ظهر فى هيئة العبد وهم أى تلاميذه شهود لذلك .
- 8 ).