الإنسان موجود ليموت

Bnota_Zr†a

يسوع مُخلصي
عضو مبارك
إنضم
23 مايو 2008
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
43
النقاط
0


الإنسان موجود ليموت …….وإنه يموت ليحيا


يقول الكتاب المقدس في رسالة رومية " بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم . وبالخطية الموت . وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع . قد ملك الموت "
( رو 5 : 12 – 14 ) . ولأن الخطية هي أصلا من مشورة إبليس . فلا زالت هي السبب في الموت . وصار يقينا أن الموت هو في يد إبليس .
وصار معلوما أيضا بيقين أشد أنه لن ينقذ الإنسان من سلطان الموت إلا إذا أنقذ من سلطان الخطية … لهذا نزل أبن الله من السماء وأخذ جسدنا بلا خطية وعاش بلا خطية . فتـحرر جسدنا بالتالي من سلطان الموت . ولكن لكي يبيد الموت من جسدنا كان لا بد أن يـمـوت ويقوم فيحطم قوته وسلطانه ويبدد رعبة الخوف منه إلى الأبد . هكذا بالموت داس المسيح الموت عنا والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية .
وهكذا أيضا لما أبطل سلطان الموت أبطل بالتالي من له سلطان الموت أي سلطان إبـليس على أولاد الله . وأقوى مثال على ذلك إقامة لعازر من الموت بعد أن أنتن جسده في القـبر قبل موته هو مباشرة ليثبت لنا إنه وإن مات فهو سيد الموت . وإن قام فهو رب الـقـيامة القادر بقوته وسلطانه أن يلغي الموت ويطأه لا بقيامته هو فحسب بل وبكلمة واحدة من فمه الطاهر .. " لعازر هلم خارجا " ( يو 11 : 43 ) .
لقد سبق الرب وقال لمريم " أنا هو القيامة والحياة …. من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد " ( يو 11 : 25-26 ) . فالمسيح هو الحياة الأبدية . فمن ذا الذي يمسك بالـحـياة الأبدية ويموت … ألم يقل المسيح بصراحة " من يأكلني يحيا بي " ( يو 6 : 57 ) .
أن كل ما بقى من سلطان للموت علينا بعد قيامة المسيح هو ما فينا تراب فقط حيث يعود التراب إلى التراب الذي أخذ منه . أما نحن الأحياء الآن بالروح . ونفوسنا الحية في المسيح والمخلوقة بالروح جديدا على صورة خالقها . فهذه لا نصيب للموت عليها البتـة . هذه لن
يحتويها القبر ولن ترى ظلمة القبر أبدا . بل من نور إلى نور تنطـلق . ومن مجد إلى مجد تنتقل . وروح القيامة هو الذي سيقيم جسدنا أيضا من بعد الفساد . ويجـعـله على صورة النفس في البهاء والمجد كالمسيح . فالكتاب يقول بوضوح " الذي سيغير شكل تواضـعـنا ليكون على صورة جسد مجده " ( في 3 : 21 ) . فالمسيح الآن يملك في أولاد الله بـروح الـحــيــاة .
إننا نعتبر الموت حياة واقعة نحياها في هذا الدهر .. فنحن الآن نحيا حياة قوامها الموت …
إلى أن نعبر هذه الحياة المائتة لنحيا حياة أبدية غير مائتة . فالموت إذا كائن معنا في صميم كياننا ..

هو في حقيقته عملية تجريد كامل لكل موضوع وكل اهتمام في هذه الحياة …. ولا يبقى للإنسان إلا روح الحياة ذاتها وما ينسجم مع الخلود . فكأن الموت والحياة هما خلاصة حقيقة الإنسان ...
لذلك نجد أن كل نفس تشتهي الحياة الأبدية ( حياة الخلود ) ، لا تـجزع من الموت لأنه بابها والطريق إليها .
وحينما تسمو روح الإنسان وتنكشف أمامه هذه الحقائق …. فلا يعود ينطوي تحت مغريات الحياة وملذاتها . ولا تعود هذه الأشياء تسيطر على فكره وتصرفاته واهتماماته . ويــدرك على الفور أنه موجود ليموت .. وأنه يموت ليحيا .. لذلك يقول الرب يسوع " من يـهـلك نفسه من أجلي يجدها " ( مت 16 – 25 ) … وهذه دعوة صريحة لتحقيق الـوجـود في الخلود على أساس إماتة الذات …. " ومن وجد ذاته يضيعها " …. وهذا تحذير عجيب من ضياع الوجود والخلود بسبب الإبقاء على الذات .
ليتنا نسمو في انفعالاتنا مع أحداث الموت .. ونعلم أن علاقاتنا وألفتنا مع المنتقلين ليسـت هي علاقات جـسـدية فقط .. فما أضعفها لأنها لا بد أن تعود إلى التراب وتنتهي .. أما إذا كانت ألفتنا روحـيـة وحبنا ووحدتنا قائمة على أساس عمل المسيح في توحيد المؤمنين ..
فهذه تكون ألفة الأبد ومحبة الخلود الذي لا يقوى الزمن مهما طالت به السنون أن يضعف من شدتها …
فنسمو بأرواح أحبائنا وصورهم لنراها خالدة مطبوعة على قلب المسيح … يربط بها روح المسيح الحي فينا .
لقد وعى أبونا موسى كل ذلك . فكان دائما في حالة إنكار ذات وإتضاع ومحاولة مشــاركة المسيح في حمل صليبه .. لقد كان دائما يصلي القداس وهو واقف فارد ذراعيه فيكون على مثال الصليب .. لقد أحب أبونا موسى الجميع . فأحبه الجميع .. لقد كان محبا دائما لأبنائه .
وكان دائم الابتسامة لهم .. وكانت له دائما مداعبة خاصة بهم .. وهو أنه كلمـا قـابل أحد أبنائه يقول له في ابتسامة أبوية جميلة .. بطلت شقاوة ولا لسه بتتشاقى ....
لقد سافر أبونا موسى إلى السماء بعد صيام العذراء ونهضتها الروحية وتماجيدها اليومية ..
وبعدها كان يجلس بالساعات وسط شعبه ويسأل عنهم ويأخذ اعترافاتهم وكأنه كان يودعهم وبعد أن صلى قداس العيد وتناول من الأسرار المقدسة .. مستعدا للقاء الرب يسوع عريسه السماوي .
يا لذلك اليوم السعيد المفرح الذي أنضم فيه أبونا موسى إلى الأربعة والعشرون قسيـسا في السماء وأنضم إلى خورس السمائيين .. وتعلم الترنيمة الجديدة .. ترنيمة موسى عبـد الله وترنيمة الخروف ( رؤ 15 : 3 ) ...
أنه سيقف الآن ليرنم ألحانا فائقة العذوبة والإتقان والتعبير ... وأصبح يعي جمال الله الفائق وعيا روحيا ملأ قلبه بالسلام .. هذا السلام الذي كان واضحا على وجهه وهو راقد أمــام مذبح الله الذي كان فرحه كله وهو واقف يخدم أمامه ويرفع عليه القرابين .

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
موضوع ممـــــيز

شكرا للموضوع والمجهود

العدرا تفرح قلبك
 
أعلى