الزواج عن حب أم عن عقل؟ سأطرح قصتي من عدة جوانب، ارشدوني ان استطعتم

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
أنا فتاة عمري 36 عام، أحب ان اعيش حياة سعيدة ومتفائلة واكون اسرة ... تعرفت على شاب يكبرني ٩ سنوات.. يملك العديد العديد من الصفات الحسنة والتي قليل من يمتلكونها في هذه الأيام ، شخص طيب، حنون، كريم، متفائل دائما، يحبني كثيرا، يهتم لراحتي، متفهم وغير أناني في عدة مواقف، شهم (يتصرف في مواقف عجز غيره عن التصرف بها، أنقذ حياة شخصين بواقعتين مختلفتين بينما غيره وقف لا يحرك ساكنا)، يتقبلني بجميع حالاتي وأستطيع ان اكون معه على طبيعتي دون تصنع، حساس وعاطفي، يشجعني على التقدم والتعلم لنيل درجة الدكتورا، مع العلم انني حاصلة على درجة الماستر بينما هو لم يتعلم اكاديميا ولم ينهي تعليمه الثانوي بشكل كامل لكنه اجتماعي جدا ويثق بنفسه جدا، يتكلم ويتحاور مع الجميع، يتقبل أسرتي ويقضي معنا وقت ويتقبل أخوتي بالرغم من انه على علم بالمشاكل النفسية التي واجهتهم وتواجههم.
ارتبطنا رسميا منذ شهر، المشكلة تكمن في انا، لا أعلم ماذا أفعل .. فأنا لا أشعر بالسعادة ولا أتلهف لرؤيته، لا يعجبني شكله الخارجي، كنت أتمنى أن ارتبط بشخص أحب شكله وأحب أن اراه واتلهف لرؤيته وأتزين لأكون معه. توجهت لاستشارة طبيب نفسي وقال لي ان جميع هذه الامور تختفي مع الوقت، اتعود عليه وليس الشكل  هو المهم (طالما انني لا أشعر بالنفور منه) انما صفاته فهي تلك الباقية والتي سأتعايش معها.
أحب ابتسامته، لكني أشعر بتقلب بالمشاعر، امور كانت عادية بالنسبة لي بشكله لكني الان لا أحبها، بعض الأحيان اتعمد ان اجلس بجانبه من جهته اليمنى لأني لا احب ان انظر اليه بحالات معينة واتجنب ذلك. أحب وجوده كصديق احيانا فهو يرفع من معنوياتي عندما يشعر أنني محبطة، يشجعني على الخروج من المنزل ازا كنت متضايقة، أقضي معه ١٢ ساعة باليوم دون أن أشعر بالملل. لكني أشعر انني لست سعيدة كما يجب أن تكون فتاة في مثل هذه المرحلة من حياتها. ليس كما عاشت صديقاتي، فأنا لا أشعر باقتناع تام. (لا اعلم ان كان يوجد اقتناع تام اساسا)، احيانا اريد أن ابكي من مشاعري، فهو يستحق الأفضل، أقول له انني احبه، وأتسائل، هل فعلا أحبه؟ لا أعلم!
لا أحب ان نكون في تجمعات اخرى، لأني اقارنه بغيره لا شعوريا، من ناحية الشكل، العلم ونوعية العمل.
لا أعرف كيفية التصرف، يؤلمني أن أظلم شخص مثله معي وأن لا أوفيه حقه وأن لا أكون كما يجب.
نحن على علاقة منذ سنة تقرييا، لكننا بعلاقة أقوة منذ ٦ أشهر.
من ناحية اخرى الشاب يملك منزلا ولكنه يبعد سفر حوالي ساعة ونصف من مكان سكناي واهلي وصديقاتي، ساضطر لترك مكان عملي الذي احبه وارتاح به (يبعد أكثر من ساعتان). رغم انه لا يعارض بداية استئجار مكان قريب على عملي قليلا لمدة سنة او اثنتين ريثما اجد عملا اخر أقرب، لا يعارض ايضا ان اجلس دون عمل، لكن دخله محدود وليس كاف.
من جهة أخرى كما ذكرت عمري اقترب 37, لست شابة باول حياتها، تعرفت على العديد من الشبان، احيانا كنت انا من اترك الشاب، واحيانا الطرف الاخر، واحيانا قرار مشترك، لم أشعر ان هنالك من قدرني كما يجب وعرف قيمتي مثل هذا الشاب. فهو رغم انه ليس صغير السن، صبر علي وهو معي منذ سنة تقريبا، للان دون خطبه لكن بارتباط رسمي.
بالشباب الذين تعرفت عليهم، أحببت اثنين منهم، لكنهم لم يبادروني المشاعر، احدهم تقريبا عشقته، وكان في بداية تعرفي على هذا الشاب.
اريد ان اشعر بهذا الحب والعطاء والبذل الذي كنت اشعر به تجاه الاخر، اريد ان اشعر به تجاه من يستحقه، تجاه هذا الشاب. أريد الاستقرار وأخاف القرار!
هل عندما نتزوج، ستنتهي هذه الحيرة؟ وسأرضى وأتعود وأعيش سعيدة؟
بالاضافة شخصيته مكملة لشخصيتي بعدة نقاط، انا اتردد باتخاذ قرار، هو لا يتردد. انا مهملة لترتيب حولي، هو منظم ويحب الترتيب. هذه ايضا جوانب مهمة للنظر.
ارشدوني من خبرتكم ...
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أحبـك.. وأراني


أحبك. لا أرفضك لأي نقص أو عيب، بل أقبلك وأقبل كل صفة فيك لا تعجبني. أقبلك كما أنت. لكنني أراني أيضا، وحين أراني أجد في أعماقي هذا الإحباط الدفين. خيطا من الحزن العميق يترقرق هناك مستترا. ربما حتى بعض المرارة أيضا. أراني فأجد الكثير الذي لا يعجبني: نعم، لا يعجبني عملك مثلا. لا يعجبني دخلك المحدود. لا يعجبني أنك لا تحمل درجة علمية أعلى. لا يعجبني بل حتى يؤلمني حجم أنفك هذا، أو شكلك عموما. لذلك ـ ورغم أن فيك بعض المزايا والصفات الرائعة ـ لا أشعر أنني مأخوذة، مفتونة بحبك. لا أشعر باللهفة نحوك. سامحني يا صديقي ولكن كيف أخدع نفسي؟ لستُ سعيدة. لا أشعر بتلك السعادة وحتى النشوة التي طالما كنت أراها في عيون صديقاتي وطالما انتظرت كي أعيشها!


أحبـك.. وأراك

أحبك. لا أرفضك لأي نقص أو عيب، بل أقبلك وأقبل كل صفة فيك لا تعجبني. أقبلك كما أنت. أحبك وأراك أيضا. لا أراني بل أراك أنت. أنظر إليك لا بعيني ولكن بعينيك. ولأنني أراك: أرى عيوبك كيف جاءت كلها رغما عنك. لم يكن اختيارك أن تكون بهذا العمل أو يكون دخلك هكذا محدودا. لم يكن اختيارك هذه الظروف التي حالت بينك وبين درجة علمية أعلى. كما أنه قطعا لم يكن اختيارك أن تحمل هذا الأنف أو هذا الوجه أو هذه القامة. أنت لم تطلب شيئا من هذا أبدا. أنت بالعكس: تنظر في مرآتك وتتمنى سرا لو كانت الأمور أفضل من ذلك. لكنك تتعالى على الأمر وتمضي مبتسما . لكنني أراك يا صديقي، وأرى ضعفك. أرى حزنك. أرى احتياجك. أرى وحدتك، خوفك، وخجلك. أراك، أشعر بك، وأتضامن معك.

لماذا لا نجعل الحياة معا أفضل قليلا؟ نستطيع معا أن نصلح بعض ما يمكن إصلاحه. وحتى لو لم نستطع: ليست مشكلة! يكفي أن نكون معا، لأنني ـ لا أخفيك ـ لي أيضا عيوبي ونقائصي! بداخلي أيضا مثل هذا الضعف والحزن والوحدة كما بداخلك. نفس الاحتياج، والخوف، والخجل. يكفي من ثم أن تراني أنت أيضا، كما رأيتك، وتكون رفيقي في رحلة الحياة القاسية. أساعدك وتساعدني. أشاركك وتشاركني. أمسح دموعك فيزول حزني. أعانق ضعفك فأجد قوتي. وأغسل هزائمك فيتحقق انتصاري!


أحبـك.. وأرى الله

أحبك. لا أرفضك لأي نقص أو عيب، بل أقبلك وأقبل كل صفة فيك لا تعجبني. أقبلك كما أنت. أحبك وأراك أيضا. لا أراني بل أراك أنت. أنظر إليك لا بعيني ولكن بعينيك. أحبك وأراك ولأنني أراك رأيت الله أيضا، وحين رأيت الله: أصبح أكثر ما أحبه فيك ـ ويا للعجب ـ هو عيوبك ونقائصك! إنها بالأحرى ملامحك. إنها ما يميّزك. إنها ما يجعلك فريدا هكذا لا تتكرر! معجزة حقا تتحرك ـ بحلوها ومرّها، كمالها ونقصها، حسنها وقبحها. معجزة واحدة متكاملة. حدث باهر متفرد لم يظهر في كل الكون هكذا مثله أبدا بهذا التكوين والتصميم ، ولن يظهر مثله أبدا!

بل عيوبك في الحقيقة ليست عيوبا إلا لأن عقولنا الحمقاء وضعتها في مقارنة خاطئة مع غيرها! الخطاف أعوج فقط حين نقارنه مع المسطرة المستقيمة. لكن ميزة الخطاف هي تحديدا أنه أعوج! هكذا صنعه خالقه: ليكون خطافا، لا مسطرة. لماذا نقارن خطافا بمسطرة؟ أي غباء هذا؟ لماذا لا ننظر إليه فقط، هو نفسه، في حقيقته، في تفرّده، حسب تكوينه هو وملامحه، لا حسب برامجنا نحن التي أعددناها للعالم سلفا؟ لماذا لا نرى الخطاف ببساطة كما هو ـ خطافا ـ فندرك حينئذ أن هذا الاعوجاج فيه بالأحرى ميزته لا عيبه؟!

أحبك.. وأرى الله.. فأعرف أن كل الكون ليس فيه عيب واحد! الكمال والنقص والجمال والقبح والعظمة والحقارة.... كل ذلك فقط في عقولنا. أما حسب عقل الله: فالإعجاز في خلق الغراب ليس أبدا أقل من الإعجاز في خلق الطاووس، كما أن الإبداع في تصميم الدودة لا يقل أبدا عن الإبداع في تصميم الفراشة!

أحبك.. وأرى الله.. فأرى كل شيء جميلا!

أحبك.. وأرى الله في إبداعك هكذا كما أنت، دون مفاضلة أو مقارنة أو حكم مسبق، فأحبك بالحري أكثر! بل أحب أكثر ما أحب عيبك، نقصك، فقرك، جهلك، وضعفك! أحب أكثر ما أحب انتفاخ أنفك هكذا، قامتك القصيرة، ضيق جبهتك، ناهيك عن هذا السحر حقا: تلك النظرة البلهاء في عينك!! :)

...................................


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

...

أطلت كثيرا ولم أبدأ بعد الرسالة! :) على أي حال الرسالة نفسها قصيرة نسبيا بعد أن وضعنا هذه "الخريطة" العامة. سلام المسيح يا دكتورة:



تأملي داخلك جيدا يا أختي الغالية: هل يقف حبك أو قبولك لهذا الشخص عند المرحلة الأولى (أحبك وأراني)؟ في هذه الحالة الأفضل هو أن تتركيه. ولكن من ناحية أخرى، تتركيه أو لا تتركيه: قرارك لن يصنع فرقا كبيرا. لماذا؟ لأنك ما زلتِ ترين نفسك. وما دمتِ ترين نفسك فحتى لو تزوجتى أفضل الرجال وأجملهم: ستستمر "الدروس" في حياتك! بل قد تأتيكِ الدروس أحيانا والتجارب عبر هذا الزواج "المثالي" نفسه، رغم أنك كنتِ سعيدة جدا به في البداية، "مفتونة" بالحب و"ملهوفة" كما تمنيتِ دائما، تطيرين فرحا بزوجك! الإنسان باختصار لا يجد السعادة أبدا طالما نظر إلى نفسه. أو على الأقل: طالما نظر فقط إلى نفسه.

أنصحك بالتالي أن تدخلي معه إلى المرحلة الثانية (أحبك وأراك). هذا لا يعني بالضرورة إنكار نفسك تماما، كما أنه لا يعني بالضرورة أن تتزوجي في النهاية هذا الشخص تحديدا، كما قد يبدو من كلماتي في هذه الخريطة. لا، ليس بالضرورة. لكن دخول المرحلة الثانية هو نفسه الخروج قليلا من "قوقعتك" الخاصة. الخروج من هذه المساحة الذاتية الضيقة التي يتحرك عقلك طول الوقت داخلها. سترين بالتالي من هذا المنظور الجديد أمورا أخرى وتلمحين أبعادا أخرى. ستفهمين هذا الشخص أكثر، وتفهمين حتى نفسك أيضا أكثر، وسيكون من ثم قرارك بالبقاء أو الرحيل أسهل كثيرا.


أما لو دخلتِ إلى المرحلة الثالثة فهذا بالطبع غاية المنى. :) لا أظنك هناك بعد، لكنك ـ والناس جميعا ـ على بعد خطوة واحدة منها! هذه المرحلة ليست بعيدة حقا كما قد يبدو، على الإطلاق، بالعكس قريبة جدا. لذلك يجدر أن نتحدث أيضا عنها:


في المرحلة الثالثة أنتِ سعيدة بالفعل، حتى دون أي زواج. زواجك في هذه المرحلة لا يكون الدافع وراءه أي احتياج، بالعكس تماما: الدافع هو أن لديكِ فيضا هائلا من المحبة والفرح والسلام تريدين مشاركته مع العالم، مع الناس بوجه عام، ومع "أحدهم" بوجه خاص. :)

في هذه المرحلة يسكن عقلك وتصمت أفكارك، يتوقف هذا الصخب الداخلي فتسمعين أخيرا همس قلبك، وعندئذ يتبدد تدريجيا حزنك وضعفك وحتى احتياجك. هكذا يأتي قرارك من وضع يختلف تماما ويكون من ثم أيضا أسهل كثيرا.

وحتى لو أنك فرضا "أخطأتِ" في قرارك: أنتِ تدركين في هذه المرحلة أنه لا "خطـأ" حقا في كل هذا الوجود. وصف "الخطـأ" نفسه ليس سوى "تقييم" و"حكم" عقلي آخر. أما الحقيقة فهي أنه لا "خطـأ" ولا "صواب" بل كل ذلك معا يصنع "موسيقى" واحدة! هنا في هذا المرحلة ستسمعين هذه الموسيقى. على الأقل ستبدأين بسماعها. ستبدأين برؤية هذا "النسق" الباهر وهذا "النظام" البديع وراء "كـل" ما يحدث! لا صدفة أبدا، لا عشوائية، ولا خطـأ. سترين من ثم أن كل "خطـأ" ـ وكل "شقـاء" ينتج عن هذا الخطأ ـ هو في الحقيقة خبرة أخرى مقصودة، غايتها أن ترفعنا بالأحرى ـ ولو عبر الألم ـ نحو المزيد من هذه الموسيقى. نحو المزيد من الرؤية.. من الحكمة.. من المحبة.. من الفرح.. من السلام.. من الجمال.. من النـور ـ أو في كلمة واحدة: نحو المزيد من "النعـمــة"! نحو المزيد من هذا "الإشراق" وهذا "الحضور" الإلهي في قلوبنا وفي حياتنا!


 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
شكرا لك أخي خادم البتول، ربنا يباركك ..
فعلا ردك يحوي العديد من الجوانب المهمة ... أصلي الرب يفتح عيني ويتعامل مع تلبد المشاعر عندي
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

شكرا لردك، أيضا لمشاركتك معنا ولأمانتك في نقل المشكلة إلينا من البداية. لا يا أختي أبدا لا "تبلد" ولا أي شيء من هذا أبدا. لا تصدقي هذه الأفكار. أنتِ بالعكس مليئة بالمشاعر.. شعلة من المشاعر.. عقلك فقط يدوس على "الفرامل" بقوة، هذا كل ما بالأمر! :)

(تذكرينني بعبارة "رومي" الخالدة: مهمتك ليست أن تجدي الحب ولكن فقط أن تجدي السدود التي بنيتها داخلك أمام الحب)! :)

الحب هو حالتك الطبيعية وليس العكس! غاية الأمر أن عقولنا فقط تعمل بطريقة خاطئة، وفق "فرضيات" خاطئة، وينتج عن ذلك سيل من الأفكار وحتى المشاعر التي تحجب عن وعينا هذه المحبة التي تفيض بالفعل داخلنا وهذا السلام والنور في أعماقنا!

نحن مثلا نحب الأشياء ونستمتع بها حين تكون جيدة (أو جميلة) ونكرهها ونتألم منها حين تكون سيئة (أو قبيحة). ألا نعتقد جميعا ذلك؟ هذه الفرضية ـ التي تبدو كأنها حتى بديهية ـ هي بالعكس خاطئة تماما! الأشياء بالأحرى جيدة أو جميلة "لأننـا" نحبها، وحين تكون سيئة أو قبيحة فذلك "لأننـا" نكرهها! الجمال والقبح "نتيجة" بالأحرى لا "سبب"! نحن نحب أولا ثم بسبب هذا الحب يصير الشيء جميلا! أو بالعكس نكره أولا ثم بسبب هذه الكراهية يظهر الشيء قبيحا!

جذر المشكلة بالتالي ومصدر المعاناة الحقيقي هو أفكارنا وعقولنا نفسها أولا، داخلنــا، ليست الأشياء ذاتها كما هي بالعالم خارجنــا! (لذلك طالما قال الحكماء إن الإنسان لا يجد السعادة أبدا مهما بحث عنها في هذا العالم، السعادة بالأحرى داخل الإنسان نفسه، هنالك فقط يجدها)!


ولكن يكفينا الحديث النظري. أخبريني فضلا إذا كنتِ ترغبين بالمزيد على المستوى العملي. يمكن أن نجرب بعض الخطوات البسيطة. بكل حال صلاواتي في الختام لأجلكما، ستزول كل هذه السدود وتمطر سماء القلب أخيرا، قريبا جدا بمشيئة الرب. تحياتي ومحبتي. :)


 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
أختي الغالية،


لي بعض الملاحظات والنصائح التي أحب ان اقدمها لكِ.

لا أنصح اي شخص بالإرتباط مع شخص آخر بدون أنجذاب. الإنجذاب مهم للعلاقة الزوجية. بطبيعة الحال الإنجذاب هو ليس فقط الإنجذاب الى المنظر بل هو أعمق من ذلك. الإنجذاب يشمل الشخصية، الإيمان، الأعمال، الشكل الخ.
الشكل الخارجي شئ مهم، فالرب خلقنا كمخلوقات تنجذب الى الشكل والمنظر. لكن الشكل هو احد العوامل وليس أهمها.. بل أقل اهمية مقارنة بعوامل الإنجذاب الآخرى.

نصحيتي لكِ: أسالي نفسك، هل هناك انحذاب الى الشخص بالرغم من عيوب الشكل الخارجي؟ اذا كان الجواب لا، فأنصحك يا اما تصلي ان يُغير الرب نظرتك الى الشخص بحيث الشكل لا يكون السبب الرئيسي الى الإنجذاب، او ان تنتهي العلاقة.
الزواج أصعب علاقة وبدون أنجذاب (بصورة شاملة) سيكون أصعب.



ملاحظات:
لاحظت أنكِ لم تذكري انكِ تحبي الشخص. اذا كان هذا هو الحال فأنصحك بمراجعة العلاقة. لكم مع بعض تقريب السنة، واذا كنتِ ما زلتِ لا تحبيه بكل صفاته فعلاقتكم ستكون ناقصة لشئ مهم ولا أرى من الحكمة ان تستمروا بدون حب.

لاحظت انك لم تذكري إيمان الشخص وصفاته المسيحية في وصفك للشخص. أي علاقة زوجية غير مبنية على المسيح ستكون أصعب.
نصحيتي ان تراجعي نظرتك للشخص وتقييمك للإيمان ومدى أهيمته في شخصية الرجل لانه شئ مهم جدا جدا ويجب ان يكون أعلى اولوياتك.

لاحظت انك تكتبي انكِ تريدي ان تعيشي حياة سعيدة وان تكوني اسرة. سامحيني على قساوة كلامي التالي لكن احب ان انبهك اننا نعيش حياتنا للمسيح. لا لكي نعيش سعداء ولا لكي نكون عوائل. نحن نعيش حياتنا لمجد الرب في حياتنا الآن وان ننمو في حياة القداسة الى ان نلتقي به في السماء.
أشجعك ان تغيري نظرتك لهدف حياتك وان يكون تمجيد الرب وان تعيشي لاجله هو هدفك الأول. اطلبي ملكوت الرب والباقي يُعطى لكِ.


لاحظت أنكِ تقولي انك تُريدي ان تشعري بالحب والعطاء تجاه الشخص. اشجعك ان تغيري نظرتك للحب، فالحب هو ليس مشاعر فقط. الحب هو عمل وفعل. الحب هو هو اختيار بالتضحية، نكران النفس وحب الآخر بدون شروط هو الحب الذي علمنا له المسيح. المسيح علمنا ان نحب حتى أعدائنا فكيف شريك الحياة؟
أشجعك ان تقرأي رسالة كورنثوس الأولى - الأصحاح 13


لاحظت انكِ تربطين الزواج بالإستقرار والسعادة. الزواج هو ليس الطريق للسعادة والإستقرار. بالعكس فأن الزواج هو اكثر علاقة سيهز كيانك ومشاعرك وافكارك. شتعاشرين شخص آخر تختلف عاداته وافكاره بشكل سيزعجك بصورة دائمة. الزواج ليس مصدر السعادة، بل المسيح هو مصدر الراحة الروحية التي يُعطي الراحة والسعادة كشئ ثانوي.
أشجعك ان تصححي افكارك عن الزواج والسعادة وان تجدي الراحة والسعادة في المسيح وان تكوني مكتفية فيها ولستِ مُعتمدة على زوجك في ذلك. المسيح هو مصدر الراحة والسعادة وليس زوجك.

لاحظت آخيراً انك ترين عدم الزواج شئ سلبي.

اشجعك ان تصححي هذا الفكرة، فالحياة كشخص أعزب هي حياة كاملة بالمسيح، والرسول بولس يشجعنا ان لا نرى العزوبية كشئ ناقص، بالعكس هي قوة لان سيكون لكِ وقت اكبر لخدمة الرب وإعلان مجده في حياتك.


آخيراً انصحك بأن تبني حياتك في المسيح أولاً وان يكون هو مرتكزك الأول.
لتكن عندك خلوة يومية في الصباح والمساء. صلي كثيراً كل يوم. صومي واقتربي من الرب. خبري بالإنجيل وأخدمي في الكنيسة واجعلي إعلان مجد الله في حياتك هو أهم هدف.راجعي ترتيب أولوياتك وضعي الرب بالمرتبة الأولى.


أتمنى ردي يفيدك. ردي علينا لو محتاجة توضيح.
صلواتي لأجلك ولاجل الشخص الذي في حياتك.
 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth

جذر المشكلة بالتالي ومصدر المعاناة الحقيقي هو أفكارنا وعقولنا نفسها أولا، داخلنــا، ليست الأشياء ذاتها كما هي بالعالم خارجنــا! (لذلك طالما قال الحكماء إن الإنسان لا يجد السعادة أبدا مهما بحث عنها في هذا العالم، السعادة بالأحرى داخل الإنسان نفسه، هنالك فقط يجدها)!


ولكن يكفينا الحديث النظري. أخبريني فضلا إذا كنتِ ترغبين بالمزيد على المستوى العملي. يمكن أن نجرب بعض الخطوات البسيطة. بكل حال صلاواتي في الختام لأجلكما، ستزول كل هذه السدود وتمطر سماء القلب أخيرا، قريبا جدا بمشيئة الرب. تحياتي ومحبتي. :)


  • شكرا مجددا أخي، أفهم كلامك، وكيف لي أن اهدم تلك الأسوار التي تم بنائها أو بنيتها انا بداخلي؟ ما هي تلك الخطوات التي تقصدها أخي الكريم؟ طبعا انا ارغب بسماع ما لديك بعد لتقوله لي
 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
أختي الغالية،


أتمنى ردي يفيدك. ردي علينا لو محتاجة توضيح.
صلواتي لأجلك ولاجل الشخص الذي في حياتك.

أشكرك أخي على الرد، أريد أن اعرف حسب منظورك، ما هو الفرق بين الانجذاب والحب؟ فعندما تكلمت على الحب لربما كنت أقصد الانجذاب حسب وجهة نظرك...
تعجبني شخصية الشاب وصفاته العديدة الايجابية، ربما تكلمت عن الشكل هنا بالموضوع، لكن بنظرة اخرى، سبق وتعرفت على أشخاص منظرهم حسن وجميلو الشكل، لكن أيضا لم أشعر بالحب أو الانجذاب اتجاههم.
ربما المشكلة في داخلي أنا بأعماقي أنا ... لا أعلم.. لكني أعلم ان هذا الشخص يتمتع بالعديد من الصفات الايجابية ..
من ناحية أخرى هو مسيحي تقليدي، لكنه ذهب معي للكنيسة مرتين وأحب هذا، لكن علاقته بالمسيح سطحية جدا، كم أتمنى تكوين غائلة مسيحية بالفعل، سبق وتعرفت على مؤمنين، أحدهم انهى علاقته بي واخرين لم أشعر بشيء اتجاههم.. لهذا ما عدت اضع الامر في سلم الأولويات، ليس لأني لا اؤمن بأهميته، لكن أعرف ان هنالك اشخاص مؤمنون وصفاتهم لا تناسبني، واخرون سطحيون لكن يمكن تقريبهم الى الرب، فهذا الشخص منفتح بهذا الاتجاه.
أعلم ان هدف الحياة ليس الزواج، لكن الرب وضع محبة لتكوين عائلة داخلي، وهذا أمر سيعطيني استقرار عاطفي بحال انه تم. انا شخص يفكر ٢٤ ساعة باليوم ٧ ايام بالاسبوع، افكاري تتعبني، احلل الامور من كل جانب وافكاري وتسائلاتي وتخيلاتي لا تنتهي .. هذا أمر متعب..
أن ابقى عازبة في ظرفي هو امر صعب لظروف شخصية عائلية، لا أعني انني اتهرب من عائلتي لكن هناك ظروف يصعب شرحها .. ولو أردت الزواج فقط لاجل ان هذا الهدف هو الوحيد بحياتي او لأنني أريد الهروب لكنت تزوجت من سنوات. لكني اريد المناسب، هذا الشخص يمتلك الصفات التي أبحث عنها بشريك الحياة، الا انه ينقصني هذا الانجذاب أو الحب ... او لا أعلم .. ربما هو موجود لكني لا أشعر به؟؟ حقيقة لا أعلم ...
في فترة كانت فتاة تلاحقه طوال الوقت وتحاول ان تفسد الامور بيننا وعندما كانت تساورني شكوك انه يتكلم مع غيري (كانت تفسد بيننا) كنت اشعر بالتهديد وأراسله، كنت أشعر انه لي وتزعجني فكرة انه ممكن يتكلم مع غيري، لا أعلم ان كان الشعور الوقتي نابع من التهديد بخسارة شيء تعتقد انك تملكه ام ان هنالك مشاعر معينة لا زلت لا أعطيها أهمية ...
احيانا عندما يرن الهاتف وأرى اسمه، ابتسم تلقائيا، ليس بجميع الحالات، لكن مقارنة بمحادثات كانت لي مع اشخاص كنت اتعرف عليهم، لم اكن ابتسم بل احيانا اتضايق من المكالمات ..
انا بتخبطات داخلية دائمة وبمشاعر متقلبة... لا أعلم ما الذي أريده...
حياتي الشخصية مع الرب يسوع بحاجة الى تشديد أكثر، أعترف انه تنقصني الخلوة اليومية، فأنا لا اواظب عليها ..
صلواتكم معي اخوتي
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
أريد أن اعرف حسب منظورك، ما هو الفرق بين الانجذاب والحب؟ فعندما تكلمت على الحب لربما كنت أقصد الانجذاب حسب وجهة نظرك...
برأيي الإنجذاب هو الشعو بالرغبة بالتكلم وتقضية الوقت مع الشخص. تكوني معجبة بصفاته وتشعرين برغبة ان تكوني معه. نظراتك له فيها اعجاب وتقدير لشخصه ككل.
الحب هو اعمق بكثير، هناك صلة ومعرفة وذكريات، الحب هو أيضاً مشاعر وأفعال وقرار.

تعجبني شخصية الشاب وصفاته العديدة الايجابية، ربما تكلمت عن الشكل هنا بالموضوع، لكن بنظرة اخرى، سبق وتعرفت على أشخاص منظرهم حسن وجميلو الشكل، لكن أيضا لم أشعر بالحب أو الانجذاب اتجاههم.
ربما المشكلة في داخلي أنا بأعماقي أنا ... لا أعلم.. لكني أعلم ان هذا الشخص يتمتع بالعديد من الصفات الايجابية ..


هل تحبين الشخص؟ حاولي تجاوبي نفسك. هل هناك علاقة حب قوية بينكم؟

من ناحية أخرى هو مسيحي تقليدي، لكنه ذهب معي للكنيسة مرتين وأحب هذا، لكن علاقته بالمسيح سطحية جدا،


انصحك ان تبنوا حياتكم على المسيح قبل ان تتزوجوا. الإيمان سيعطيكم بعد آخر وحب أعمق.

بنظري لا يوجد شئ إسمه مسيحي سطحي.يا اما مسيحي مسلم حياته بالكامل للرب يسوع يا اما غير مسيحي.
المسيحية ليست وراثة او شئ مكتسب. هو قرار وعهد.

فهذا الشخص منفتح بهذا الاتجاه.
الإنفتاح غير كافي. الرب يعلمنا ان لا نكون في شركة مع غير مؤمنين، ولذلك انصحك بأن يكون الشخص مؤمن ملتزم بل أيضاً شخص يبني إيمانك ويدفعك ان تكوني في الرب اكثر.

أعلم ان هدف الحياة ليس الزواج، لكن الرب وضع محبة لتكوين عائلة داخلي، وهذا أمر سيعطيني استقرار عاطفي بحال انه تم.
أعتقد انه من غير الصائب ان نتصور الزواج بأنه إستقرار. الزواج علاقة صعبة وتتحدى كل إستقرار في حياتك. قد تكوني مستقرة من ناحية انك متزوجة لا تنظري الى شريك حياتك آخر، لكن مشاعرك وروتينك سينهز بالكامل.
تحديات الزواج اكبر من اي تحدي آخر.

انا شخص يفكر ٢٤ ساعة باليوم ٧ ايام بالاسبوع، افكاري تتعبني، احلل الامور من كل جانب وافكاري وتسائلاتي وتخيلاتي لا تنتهي .. هذا أمر متعب..

حاولي ان تقرأي وتتمعني في رسالة كورنثوس الثانية - الأصحاح 10 والعدد 5
[Q-BIBLE] وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ[/Q-BIBLE]
حاولي ان تصلي كل يوم في الصباح ان يعطيك الرب قوة لتستأسري كل فكر الى طاعة المسيح.

حاولي ايضاً نفس الشئ مع رسالة فيلبي - الأصحاح 4 والعدد 8
[Q-BIBLE]أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ - إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا.[/Q-BIBLE]


لكني اريد المناسب، هذا الشخص يمتلك الصفات التي أبحث عنها بشريك الحياة، الا انه ينقصني هذا الانجذاب أو الحب ... او لا أعلم .. ربما هو موجود لكني لا أشعر به؟؟ حقيقة لا أعلم ...
أنتِ وحدك من يعلم بمشاعرك. يا اما تحبي الشخص يا اما لا تحبيه.
قد تكون هناك اوقات بسبب مشاعرنا المضطربة ان لا نشعر بالحب لان الإضطراب يعتم على المشاعر الآخرى. صلي ان يهدأ الرب شماعرك وان يكشف لكِ عن حقيقة مشاعرك تجاه الشخص.
نصحيتي هو يجب ان تحبي الشخص بالكامل وأن تعشقين قبل ان تقدموا على الخطوة القادمة في علاقتكم.

احيانا عندما يرن الهاتف وأرى اسمه، ابتسم تلقائيا، ليس بجميع الحالات..
انا بتخبطات داخلية دائمة وبمشاعر متقلبة... لا أعلم ما الذي أريده...
من رأيي انك تدققين اكثر من اللازم في مشاعرك وحالتك النفسية.
قد تكون مشاعرك مضطربة بصورة عامة وبالتالي تطغي على احاسيسك تجاه الشخص.
حاولي ان تستأسري كل فكر الى طاعة المسيح وان تفتكري بأفكار صالحة كما ذكرت أعلاه.

حياتي الشخصية مع الرب يسوع بحاجة الى تشديد أكثر، أعترف انه تنقصني الخلوة اليومية، فأنا لا اواظب عليها ..
صلواتكم معي اخوتي
نصيحتي لكِ ان تبني حياة قوية أساسها السيد المسيح بروتين يومي ثابت بالخلوة اليومية الصباحية والليلية، ان تصلي وتصومي وا تخدمي بالكنيسة. كل هذه أشياء ستبني شخصيتك وتركز تفكيرك على المسيح بدل الأحاسيس المتقلبة.

وان تدفعي الشخص الذي في حياتك الى ان يكون شخص يخدم الرب من كل قلبه. كلما سيحب الرب أكثر كلما سيحبك أكثر. أبنوا حياتكم في المسيح أولاً ومن ثم مع بعض.

بكل تأكيد سأصلي من اجلك لكن الموضوع محتاج منك قرار وتعهد ان تعطي حياتك للمسيح بالكامل.
سلاو ونعمة.
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

لا، أسوار إيه!
icon10.gif
دعكِ من هذا الآن فقد فاتك فيما أرى الكثير من المعاني الكامنة في رسائلي! معلش، لا مشكلة، هذا على الأرجح خطأي. أتناول المشكلة هذه المرة على أي حال بطريقة مختلفة ومباشرة:

***

يحدث أحيانا أن يجمعنا اللقاء مع شخص ما فتنبض قلوبنا بمشاعر جميلة، وقد تفيض هذه المشاعر ونستمتع بها كثيرا أثناء اللقاء حتى أنها تحلّق بنا في حالة فرح وسعادة، حالة إعجاب وانجذاب قوي، حالة حب تجاه هذا الشخص. هكذا نتعلق به ونرغب بالبقاء معه وقتا أطول، باللقاء معه ثانيا، أو ربما حتى بالزواج منه لاحقا.

هذه قصة تقليدية عشناها جميعا. رغم ذلك فهي تنطوي دائما على خطأ فادح!
icon10.gif


نحن لا نحب حقا هذا الشخص! ما أحببناه بالأحرى هو هذه "المشاعر الجميلة" التي فاضت بها قلوبنا وهذه "الحالة الرائعة" التي شملت أرواحنا أثناء اللقاء! هذا تحديدا هو ما أحببناه! هذا تحديدا هو ما أمتعنا وأسعدنا! لكن عقولنا تربط بين هذه "المشاعر" وبين "الشخص" نفسه، من ثم نقع فوريا في خطأين اثنين لا واحد: الخطأ الأول هو أننا نتوهم أن هذا الشخص هو سبب هذه المشاعر الجميلة، هو نفسه الذي أنتجها داخلنا. الخطأ الثاني، وهو يترتب على الأول، هو أننا أيضا نتوهم أن بقاءنا مع هذا الشخص أو زواجنا منه يضمن لنا بالتالي مصدرا مستمرا لهذه المشاعر في حياتنا!


من هنا نفهم سر هذا الإحباط الذي يعيشه الجميع تقريبا بعد الزواج ـ بدرجة أو بأخرى. نشعر ببساطة أن الطرف الآخر لم يعد يُنتج هذه المشاعر داخلنا كما كان يفعل سابقا! على الأقل ليس بنفس الدرجة، أو بنفس الكفاءة! لقد حدث برود ما! فتور ما! لم نعد نشعر كما كنا من قبل! وما دام الطرف الآخر ـ فيما نعتقد ـ هو "المورّد الوحيد" أو هو "مصدر" هذه المشاعر ومن ثم "المسئول" عنها: إذاً فقد تغيّر! حتما لقد تغير! المشكلة فيه هو، ليست فينا! (لم يعد يحبني.. لم تعد تهتم بي.. ما عاد يدعوني إلى السينما.. ما عادت تعتني بمظهرها.. أخذته مصاعب العمل والحياة.. شغلتها أمور البيت والأطفال.. إلخ)! بل حتى في بعض الأحيان قد تبدأ الشكوك أيضا وتظهر الغيرة القاتلة. ناهيك بالطبع عن التركيز تدريجيا بعد ذلك ـ في محاولة لتفسير ما حدث ـ على عيوب الآخر، وهو ما ينتج عنه بالتالي تشويه صورته دون وعي داخلنا!

لكن الخطأ كما نرى هو خطأنا نحن أولا، من البداية تماما: حين ربطنا حالة شعورية وذهنية خاصة بحدث (شخص) خارجي، ثم بعد ذلك ارتبطنا بهذا الحدث الخارجي أيضا وتوهمنا أن هذا ما نريد حقا وما نحب وما نرغب!

***

الآن ننتقل بهذا "الفهم" إلى رسائلك:

.................


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
.................

مشكلتك يا صديقتي هي أنك ببساطة تفتقدين نوعا معينا من المشاعر الخاصة الرائعة، يسمونه الحب. ولكن حيث أنك تخطئين مقدما هذا الخطأ التاريخي أيضا وتربطين كالجميع بين هذه "المشاعر" وبين "شخص" المحبوب، أصبحتِ بالتالي في حيرة مع هذا الشاب. حيرتك هي بين "صلاحيته" كزوج جيد (نسبيا جيد، بالنظر على الأقل إلى صفاته الطيبة)، وبين "عجـزه" عن إنتاج هذه المشاعر الرائعة داخلك (نظرا ـ فيما تعتقدين ـ لشكله مثلا أو عمله أو سائر صفاته السلبية الأخرى)!

ولكن كما رأينا: حيرتك لا مبرر لها، لأن الحب الذي تريدين وتفتقدين شعور داخلي، بل حالة وجودية، قد يثيرها شخص المحبوب فينا لكنه لا يُنتجها! بل أكثر من ذلك: هذا الحب قد يتحقق حتى دون وجود هذا المحبوب أصلا! أي حتى دون زواج بالكلية، كما أشار الأستاذ روك في رسالته!


وهنا نفهم دور الرب أخيرا في قصتنا: إن هذا الحب ببساطة، هذا الحب الذي تحتاجين وتفتقدين مثل أي إنسان في أي زمان أو مكان، هو هو في الحقيقة الرب ذاته! هو نفسه الرب ذاته كل ما تحتاجين! هو نفسه الحب، أو المحبة! الحب ليس سوى اسم من اسمائه!

لكننا ـ نظرا لخلطنا وارتباكنا وعدم فهمنا لحقيقة أنفسنا ناهيك عن حقيقة إلهنا ـ نبحث عن هذا الحب في شخص هذا المحبوب أو ذاك، عند الآخر خارجنا، الذي لا يملكه ابتداء، بينما الحب، بل مصدر الحب ذاته، في الحقيقة داخلنا!

***

وعليه: هذا الشاب قد يكون زوجا جيدا، إذا كان السؤال عن الزواج. أما الحب: فهذا ما تجدين أنتِ أولا بقلبك ثم تعطين منه، له ولغيره، لا ما يقوم هو بإعطائه أو إنتاجه. بل إذا حدث هذا مع أي رجل آخر ـ قبله أو بعده ـ فتأكدي أن ذلك مجرد وهم لا أكثر، كما شرحنا! غاية ما يستطيع أي إنسان في كل هذا العالم هو فقط أن يثير الحب بقلوبنا، يحرّضه، يوقظه، يشعله، يفتح أبوابه، يفض أختامه، ولكن لابد أن يوجد هذا الحب بالفعل أولا داخلنا.

من ثم إذا عجز أحدهم عن هذا ـ عن إثارة الحب داخلنا ـ أصبحت هذه مشكلة فقط حين نظن أننا نستمد الحب من هذا الآخر أو أنه هو الذي يُنتج الحب في قلوبنا! أما إذا أدركنا الحقيقة وعرفنا أن مصدر الحب بالأحرى داخلنا ـ لا ما يمنحنا أبدا هذا الآخر من خارجنا ـ أصبح السؤال الحقيقي هو: لماذا لا نشعر بالحب؟!

من هنا تحديدا تبدأ رؤيتي وكل رسائلي لأجلك:

الإنسان المسيحي تحديدا لا يفتقد الحب أبدا ولا يغيب الحب مطلقا عن قلبه ووجوده. هذا ببساطة محال. أنتِ يا صديقتي "بنت" الحب أصلا، "وليدة" الحب ذاته، كيف لا يكون الحب حاضرا زاهرا عاطرا، بل نهرا هادرا يفيض بقلبك؟!

لكن الحب قد يتوارى أحيانا، قد يبدو كأنه غائب، وفي حالتك تحديدا أعتقد أن لذلك سببين اثنين: الأول هو ابتعادك نسبيا عن الرب (لأنك بالطبع كمعظم الناس لا تدركين العلاقة بين هذا وذاك)، والثاني هو ببساطة هذا:

انا شخص يفكر ٢٤ ساعة باليوم ٧ ايام بالاسبوع، افكاري تتعبني، احلل الامور من كل جانب وافكاري وتسائلاتي وتخيلاتي لا تنتهي
.
نعم، الآن نعرف أن لعقلك وأفكارك سلطان هائل في حياتك، ولكن هذا نفسه هو ما يحجب فردوس القلب عنك ويحجب كل ما يزهر في رياضه العاطرة من ثمار الروح: يحجب الحب.. والسلام.. والفرح.. وحتى الحكمة أيضا!

لابد يا صديقتي أن تغلقي عقلك وتضعيه جانبا. عقلك ليس إلا "أداة" لإجراء الحسابات وتشغيل الكمبيوتر وإنجاز بعض مهام العمل ثم بعد ذلك ليس له ولا يجب أن يكون له أي دور أخر مطلقا في حياتك! مطلقا! أفكارنا هي تحديدا سبب تعاستنا وكل معاناتنا في هذا العالم. إذا لم تصمت أفكارك، إذا لم تغلقي عقلك كليا وتضعيه جانبا ثلاثة أرباع الوقت ـ على الأقل ـ فأنتِ حتى لم تبدأي طريقك الروحي بعد!

***

حديثي كله ـ في الختام ـ لا يعني أن تذهبي للزواج من هذا الرجل غدا، لا.. (هناك أمور تتعلق مثلا بـ"التوافق" الشخصي والنفسي والمزاجي وحتى ـ فيما يقول الناس ـ الفلكي أيضا وهكذا. هذا كله يخرج عن دائرة اهتمامي هنا). حديثي فقط يدعوكِ إلى اكتشاف ذاتك أولا، إلى الوصول إلى بحر المحبة الزاخر في قلبك أولا، إلى العثور على هذه الكنوز المخبوءة داخلك أولا، لأنك عندئذ سترين هذا الأمر ـ بل الحياة كلها ـ من منظور جديد مختلف، منظور واضح ساطع رائع، وسيكون قرارك من ثم أسهل كثيرا.

وهنا ـ فضلا تذكري ـ أنا لا أتحدث عن "حالة حب" أو "مشاعر حب" سعيدة فحسب، بالأحرى أتحدث عن "بحر المحبة" ذاته! عن فيض حقيقي من الحب والسعادة والسلام يتلألأ بالفعل داخلك! عن أجمل وأروع وأعظم المشاعر ـ بل عن مشاعر لم تعرفيها أبدا من قبل في حياتك، وعن نشوة يستحيل حتى أن تتخيلي عمقها وقوتها ـ كلها كامنة الآن في أعماقك ومن هناك فقط تنبع، دون أي احتياج مطلقا لأي شخص آخر كي "يعطينا" هذه المشاعر أو حتى كي "يحركها" لأجلنا!


فإذا كان هذا هو "الإغراء"، فكيف الوصول حقا إلى بحر المحبة هذا؟

بالفهـم.. بالإيمان.. بالثقـة.. بالصمت.. بالتأمل.. بالصلاة.. بإنكار الذات تماما وكليا.. بالتسليم كاملا مطلقا للمشيئة الإلهية في حياتك.. بالخدمة الدائمة دون توقف.. بالتركيز في العطاء لا في الأخذ.. بمنح الاهتمام قبل الحصول عليه.. بالمبادرة بالعطاء قبل الطلب.. بتأخير النفس وتقديم الآخر.. بالتريث عند اللذة.. بالإقدام عند الخوف.. بالصبر عند الألم.. وإجمالا: بالعودة إلى كل الأخلاقيات والممارسات المسيحية وقبلها جميعا وبعدها: بالبنوة والانتماء والارتباط والالتصاق والثبات في شخص السيد المسيح ذاته! بل التماهي والتفاني والتلاشي كليا في محبته الأسنى ومحضره الأسعد ونوره الأمجد، الكامل المبارك شمس البر له كل مجد وكرامة!

_______________________

* عذرا للإطالة. هذه على أي حال آخر رسائلي لبعض الوقت. إذا كان لديك أي سؤال أو استفسار أو تحتاجين مزيدا من الشرح لأي جزء، سأعود عندئذ بمشيئة الرب، ولكن بعد أن ينتهي حوارك أولا مع الأستاذ روك، منعا لتعدد الأصوات والتشتت دون داعي. صلاواتي ختاما وكل الأحباء هنا لأجلك، مع تحياتي ومحبتي.

 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
وكيف لي أن اعرف ما هي مشيئة الله لي؟
أنا اصلي وأبني علاقتي مع الرب رغم انني لا أداوم على الخلوة اليومية، اساعد الغير وأعلم أن العطاء مغبوط أكثر من الأخذ ... أملك عاطفة لا يملكها الكثيرون صدقني، قلبي يتسع للكثير، (يمكنني أن احضن هذا الشاب طوال عمري وأشعره بحناني وعاطفتي لكن لا أنجذب اليه) مشكلتي عاطفية ... حسب تعاملات الرب معي منذ حداثتي، أعلم يقينا أنه يسير أمور حياتي، كنت أستطيع تسليمه كل شيء "سلمت فصرت أحمل" طالما الأمر لا ينطوي على "توريط" شخص اخر معي وظلمه بما لا ذنب فيه وأقصى ذنوبه أنه أحبني ولم يتنازل عني، الأمر لا يحتمل تفسير خاطيء وظنون أن هذا الشخص من ترتيب الرب، مع ان نظرة على صفاته وعلى أفكاره، أرى أنه استجابة كاملة لما كنت أطمح له كشريك حياة، فمن خبرتي مع تعاملات الرب أعلم ان الهي يستجيب طلبتي في وقته، وفي حينه يسرع به، لن أتكلم هنا عن تعاملات الرب في مجالات حياتي المختلفة. أعلم التالي:
ظ،. أنا أرغب الاستقرار العاطفي (رغم ان تعليقات الاخ روك، تشككني باستعمال الكلمة مجددا)
ظ¢. لا أرغب بتمضية العمر وحيدة.
ظ£. الساعة تتكتك.
ظ¤. انتظر شخص يحمل صفات ايجابية وقد أتى بكمال يشبه ظ©ظ % بما كنت أحلم به من شخصية وصفات ذاتية.
ظ¥. أحب تمضية الوقت بجانب هذا الشخص وأستمتع بصحبته لكن لا أشعر بالانجذاب نحوه.
ظ¦. لا أعلم ان كان مشيئة الله أم لا. بكل نواحي حياتي كنت أدع القرار للرب، أن يفصل العلاقة من تلقاء ذاته، وكان يستجيب، هذه العلاقة لم يفصلها الرب، بل سمح باستمرارها وتطورها، لم أرى تعلقا بي كهذا التعلق من قبل هذا الشخص.
ظ§. أخشى أنني أعاني من مشكلة عاطفية نفسية، لا علاقة للشاب المحدد هذا. فمن أحبني سابقا ايضا لم أستطع مبادرته بالمشاعر، ومن تجاهلني أحببته (ظ¢ من عدة محاولات تعارف هم من "دق" قلبي اليهم رغم انعدام الصفات الحسنة فيهم!!) ..
الرجاء عدم الحكم علي، النظر الى النقاط وفهم حيرتي وصعوبة الموقف المصيري الذي أتواجد به...
كيف لي أن أعلم علم اليقين ما هي مشيئة الله؟ وان كان الرب يسمح وجود هاد الشاب بحياتي لأن الرب جابلني ويعرف مستقبلي، فهو ضامن حياتي.
هل يريدني الرب ان اخذ قراري هنا لوحدي؟ لا أعرف ولا استطيع..

هنالك امر عالق ببالي، ربما هو أحد أسباب خوفي، قام احد الاقرباء بزيارة احد الكهان وقد قام بسؤاله عن سبب تأخر "نصيبي" .. فكان رد الكاهن أنني لن اتزوج وان اجبرت نفسي وتزوجت فانني سأتطلق، لكني أرفض افكار كهذه ونبؤات بفشل علاقتي... يقول الرب انه يروم أن اكون ناجحة بكل طرقي ...
 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
من طرحي للمشكلة يبدو وكأنني اركز فقط على ذاتي، وهذا ينبع من معرفتي بانه يرضى بي كمان أنا، فبا أركز على مل ينقصه هو بالعلاقة، لأن حسب ادعائه لا ينقصه شيء.... النقص عندي أنا!!

لقد قيل لي من قبل طبيب نفسي ان الحب هو قرار!! علي أن اتعلم كيف أحبه، المشاعر والعواطف الجياشة هي متغيرة وقد كانت سبب في فشل الكثير من العلاقات عند انعدام التوافق الفكري ... وانعدام الاحترام...
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
وكيف لي أن اعرف ما هي مشيئة الله لي؟
أختي الغالية، كلامك يذكرني بكلام توما في انجيل يوحنا الأصحاح 14 والعدد 5 لما توما يقول للمسيح يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟

المسيح رد: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ
القصد من الكلام هو اننا نعرف مشيئة الرب لما نعيش للرب وفي الرب.
يجب ان تكون لنا علاقة يومية مستمرة في الرب في تواثل روحي مستمر والرب يعلن مشيئته لنا من خلال كلمته، الصلاة، الشركة المسيحية، الصوم.. الرب من خلال علاقتنا المستمرة معه يُعلن لنا مشيئته.

لا يحتمل تفسير خاطيء وظنون أن هذا الشخص من ترتيب الرب، مع ان نظرة على صفاته وعلى أفكاره، أرى أنه استجابة كاملة لما كنت أطمح له كشريك حياة، فمن خبرتي مع تعاملات الرب أعلم ان الهي يستجيب طلبتي في وقته، وفي حينه يسرع به
اذا كنتِ واثقة بأنه الشخص هذا هو من تدبير الرب وأنك تثقي في الرب ومعونته لك... فلماذا انت محتارة في الموضوع؟

أنا أرغب الاستقرار العاطفي (رغم ان تعليقات الاخ روك، تشككني باستعمال الكلمة مجددا)

احب اوضح من جديد ان الزواج لا يعطي الإستقرار العاطفي. العاطفة الناتجة عن الزواج والحب هي وقتية. بعد ما العاطفة تهدأ تبدأ المشاعر والاحاسيس بالتزلزل وتبدأ عيوب الزوج والزوجة بالظهور وحينها تكون عواطفنا بعيدة كل البعد عن الإستقرار.
من جديد اشجعك على ان فرحك وسلامك بكون مبني على المسيح وليس على شخص لانه لايوجد لا زوج ولا زوجة يستطيعون ان يعطونا الإستقرار. الرب وحده يقدر.

لا أرغب بتمضية العمر وحيدة.

ركزي على الرب أكثر من نفسك.
لتكن رغبتك ان تعيشي للرب، وحيدة ام متزوجة لا فرق، لكن الأهم ان تعيشي فيه وله وان تكون كل حياتك محورها تمجيد الرب لا ان تعيشي حياة سعيدة بحسب مفاهيم العالم

أخشى أنني أعاني من مشكلة عاطفية نفسية، لا علاقة للشاب المحدد هذا. فمن أحبني سابقا ايضا لم أستطع مبادرته بالمشاعر، ومن تجاهلني أحببته
لست طبيب نفسي لأخمن حالتك النفسية، وسواء ان كانت عندك مشكلة عاطفية ام متأثرة بحسب أفكار معينة، ما اعرفه وبيقين هو ان المسيح قادر ان يصحح اي مشكلة فينا عاطفية كانت ام نفسية.. الرب قادر ان يشفي ويصحح فينا ان عشنا في محضره.

الرجاء عدم الحكم علي، النظر الى النقاط وفهم حيرتي وصعوبة الموقف المصيري الذي أتواجد به...
أختي العزيزة صدقيني لم يحكم عليكِ احد ونحن نحبك في المسيح ونريد الأفضل لكِ.
كيف لي أن أعلم علم اليقين ما هي مشيئة الله؟ وان كان الرب يسمح وجود هاد الشاب بحياتي لأن الرب جابلني ويعرف مستقبلي، فهو ضامن حياتي.
هل يريدني الرب ان اخذ قراري هنا لوحدي؟ لا أعرف ولا استطيع..


مشيئة الرب واضحة ومُعلنة في الكتاب المقدس. ان تكون علاقة الزواج بين شخصين مسيحيين يعيشون في مخافة الرب. أي شئ خارج هذا الإطار هو بعيد عن مشيئة الرب ومتروك للخيار والمشيئة البشرية.

هنالك امر عالق ببالي، ربما هو أحد أسباب خوفي، قام احد الاقرباء بزيارة احد الكهان وقد قام بسؤاله عن سبب تأخر "نصيبي" .. فكان رد الكاهن أنني لن اتزوج وان اجبرت نفسي وتزوجت فانني سأتطلق،
هذه خزعبلات لا تشغلي بالك فيها، بل إنسيها وارميها عنك بإسم المسيح يسوع.
ملخص نصيحتي لكِ هو التالي: عيشي حياتك للمسيح بالكامل. لا تفكري في فرحك وسعادتك الأرضية. لتكن قراراتك مبنية على تمجيد إسم الرب في حياتك.
أبني حياتك على المسيح بحيث يصبح المسيح هو مصدر فرحك وسعادتك. عيشي في الروح.
كرزي حياتك للرب صلي وصومي بأنكسار قلب ان يطعيكِ الرب نظرة سماوية تنجذبين فيها للشخص المؤمن بحسب شخصيته وامانته وخوفه للرب لا لشكله او طوله.
نصيحتي ان تبنوا حياتكم على أساس المسيح قبل ان تخطوا خطوة الزواج. عيشوا للرب وفي الرب.

سلام ونعمة
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أهلا وسهلا يا دكتورة رنين، مرحبا بعودتك. :) أتابع معكم بمشيئة الرب حتى ينتهي حوارك تماما مع الأستاذ روك ـ منعا لتعدد الأصوات والتشتيت كما أخبرتك ـ بعدها أعود إن شاء الله للرد على نفس الرسالة فلا داعي من ثم لإعادة الكتابة مرة أخرى. فقط أؤكد الآن سريعا على ما يلي:

أملك عاطفة لا يملكها الكثيرون صدقني... الرجاء عدم الحكم علي... من طرحي للمشكلة يبدو وكأنني اركز فقط على ذاتي....

ما هذه الأفكار؟ كما قال الأستاذ روك: لم ولن يحكم عليك أبدا أي أحد. اكتبي من فضلك ما تريدين بكل حرية وتلقائية ودون أي تحفظ. نحن لا نحكم أبدا عليك بما تكتبين. حتى لو كان تركيزك على ذاتك فلا حرج على الإطلاق. أنتِ تعبّرين عن مشكلتك فلماذا لا يكون التركيز على ذاتك؟ وحتى لو أننا فرضا أشرنا إلى هذا أو حتى "أسأنا" تفسيره: يمكنك دائما تصحيحنا. لا مشكلة بالتالي أبدا. بكل حال سيكون من الحمق أن نحكم على إنسان من بضعة رسائل يكتبها هنا! فاطمئني تماما من هذه الناحية بل حتى لا تفكري مرة أخرى في هذا الأمر.

تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي.

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

الأخت الغالية رنين سلام ونعمة، ولعلك بكل خير وصحة وسعادة. فقط أستأذن في الانصراف وأعتذر عن عدم المتابعة معك كما وعدت برسالتي الأخيرة (والتي تعمّدت في الحقيقة إرسالها كي يكون واضحا أن ضعفي هنا بانتظارك)! يبدو رغم ذلك أن هذا المعنى لم يصل، ولعل المانع خير! هذه في النهاية لا شك مشيئة الرب ونشكره من ثم دائما على حكمته وكل تدبيره.

كنت على أي حال قد كتبت بالفعل بعض الردود مبكرا على رسالتك الأخيرة هنا، ولذا قررت أن أرسل إليك اليوم أهم هذه الأفكار، وأطولها أيضا، ما دامت مكتوبة بالفعل، وأن يكون ذلك ختام مشاركتي عموما. أصلي أن يبارك الرب حياتك وأن يعطيكِ سؤل قلبك، ودائما بكل نعمة.


************************

طالما الأمر لا ينطوي على "توريط" شخص اخر معي وظلمه بما لا ذنب فيه وأقصى ذنوبه أنه أحبني ولم يتنازل عني، الأمر لا يحتمل تفسير خاطيء وظنون أن هذا الشخص من ترتيب الرب

في هذه الفقرة أرى درجة عالية من الوعي والصدق والأمانة من جانبك. أرفع القبعة بالتالي لهذا الهمّ النبيل الذي أضناكِ وحيّرك. حقا لا يحتمل الأمر أي "تفسير خاطئ". رغم ذلك هناك دائما بديل آخر: هو ببساطة أن نتوقف كليا عن "التفسير"! :)

التشبيه الذي نستخدمه عادة لشرح هذه الفكرة هو مباراة كرة القدم: هناك "مباراة" تدور فعليا في الملعب، ثم هناك "معلّق" يقوم بالتعليق من مقصورته على المباراة. "التعليق" ليس هو "المباراة"! التعليق شيء، بينما المباراة شيء آخر يختلف تماما. أهم من ذلك: التعليق لا يتحكم ولا يُوجّه ولا يقرر ولا حتى يشارك في المباراة وما يحدث فيها!


بالمثل: هناك "حياة" تعيشينها الآن فعليا مع هذا الشاب، مباشرة وبكل حواسك وجوارحك، ثم هناك عقل وظيفته "التعلّيق" على هذه الحياة، عبر سيل لا يتوقف من الأفكار ـ سيل من التفسيرات والتحليلات والافتراضات والمقارنات.. إلخ.

لكن أفكارك عن الحياة ليست هي الحياة! بل أكثر من ذلك، وبالضبط كما في المباراة: أفكارك لا تتحكم ولا توجّه ولا تقرر ولا حتى تشارك في الحياة وما يحدث فيها!

"تفسير" الحياة يا سيدتي شيء، بينما "الحياة" نفسها شيء آخر يختلف تماما!

اقرأي فضلا هذه العبارة الأخيرة مرة أخرى، لأن تعاسة الإنسان كلها ـ دون مبالغة ـ تكمن في هذا السطر الواحد!


تعاستنا تبدأ حين ننتقل من الحياة كما هي فعليا ـ أي من المباراة نفسها على الأرض داخل الملعب ـ لنعيش بدلا من ذلك في "عالم عقلي موازي" للحياة!

نحن لا نعيش الحياة نفسها أبدا كما نظن، بالأحرى نعيش في "عقولنا" وفي "أفكارنا" عن الحياة! نعيش في تفسيرنا نحن، في فروضنا ونظرياتنا وأحكامنا نحن، في مخاوفنا نحن، لا في الحياة نفسها كما يبدعها الله ويدبّرها وكما نعيشها لحظة بلحظة!

(وليس بالطبع أوضح ولا أسطع مثالا على ذلك من أزمة كورونا الحالية: معظم الناس يعيشون في "أفكارهم" وفي "مخاوفهم" من كورونا، لا في "الحياة" أو "الواقع" نفسه مباشرة، كما هو فعليا وحيث لا توجد أي كورونا مطلقا بحياتهم، على الأقل ليس بشكل شخصي مباشر! فما سبب معاناتهم إذاً؟ ليس الواقع نفسه حقا أو أي تهديد فيه، بل عقولهم نفسها وكيف ترى وتفسر هذا الواقع! ليس الواقع هو المشكلة أبدا بل أفكارهم وشكوكهم وخوفهم من هذا الواقع)!


لذلك سألت: هل الغراب مثلا قبيح؟ هل هذا المخلوق الباهر قبيح حقا؟

الإجابة هي بالقطع لا ـ إذا نظرنا إليه كما خلقه الله وكما أبدع سبحانه غاية الإبداع في تصميمه وتكوينه! إذا نظرنا إليه بـ"عين" الرب، إذا جاز التعبير!

لكننا لا "نرى" الغراب أصلا! نحن حتى لا نراه! ما نراه ليس الغراب بل "فكرتنا" عن الغراب! نحن نرى الغراب بعد أن تمر صورته أولا عبر "فلاتر العقل" وبرامجه وأحكامه. هكذا، وفي لحظة، تتم مقارنة الغراب مع الطاووس مثلا، وهكذا "يبدو" الغراب بالتالي قبيحا!

***

نعود الآن في ضوء ذلك إليكِ وإلى حيرتك: ماذا لديكِ في "الواقع" حقا؟ ما هي أحداث "الحياة" نفسها ـ هنا والآن ـ فعليا؟

تقولين: أحب تمضية الوقت بجانب هذا الشخص وأستمتع بصحبته.

تقولين: نظرة على صفاته وعلى أفكاره، أرى أنه استجابة كاملة لما كنت أطمح له كشريك حياة.

فهذا هو الواقع، فعليا. هذه هي الحياة. وهذه هي "خبرتك" المباشرة بها.

لكنك تنتقلين من هذا الواقع المباشر القائم فعليا ـ هنا والآن ـ إلى "عالم الأفكار"! انظري ماذا يحدث فور انتقالك إلى ذلك العالم الموازي:

ـ الأمر لا يحتمل تفسير خاطيء وظنون أن...
ـ كيف لي أن أعلم علم اليقين ما هي...
- أخشى أنني أعاني من مشكلة...
ـ هنالك امر عالق ببالي ربما هو...
ـ قيل لي من قبل طبيب نفسي أن...
- عليّ أن اتعلم كيف...

إلخ، إلخ، إلخ!

هكذا تدخلين "غابة الأفكار" ومن ثم تفقدين على الفور اتصالك بالواقع! تتوارى الحقيقة عن وعيك، وتفسد بالتالي "خبرتك" المباشرة بالحياة، بل تفسد حياتك كلها! تختفي حتى مشاعرك الجميلة ولحظاتك التلقائية وبدلا من ذلك بالعكس تملأ الحيرة رأسك والهموم قلبك!

هل ترين الآن ما هي مشكلتك؟ :)


مشكلتك لا تتعلق أبدا بهذا الشخص فقط، أو حتى بهذا الموضوع فقط، وإنما هي مشكلة حياتك كلها ـ وحياتنا جميعا. كيف نعيش الحياة حقا؟ كم من الانتباه نعطي لـ"أفكارنـا" ـ والأفكار تتعلق دائما إما بالماضي أو بالمستقبل ـ وكم من الانتباه نعطي في المقابل لـ"خبرتنـا" الحية المباشرة فعلا، كما هي قائمة فعلا ـ هنا والآن ـ في هذه اللحظة؟!

(لذلك لم أوصيكِ أبدا بالزواج من هذا الشاب. لم أقترح مثلا أن "تلقي همومك" على الرب وأن تغمضي عينيك وتقفزي! لا، بل لابد أن يكون لديك أولا "وعي" بمشكلتك الحقيقية، كما لابد أن تأخذي "قرارا" بشأن حياتك كلها عموما وكيف تعيشين هذه الحياة، بغض النظر عن هذا الشاب، وسيان معه أو بدونه. هذا الوعي وهذا القرار في غاية الأهمية بالنسبة لكِ تحديدا، ولحياتك كلها مستقبلا، لأنكِ كما أخبرتِنا ـ ومثلي تماما كما كنت دائما، ومثل كثيرين ـ من النوع "المُفكر" الذي لا يكف أبدا عن التفكير والتحليل)!

***


 

raneen4

New member
عضو
إنضم
11 نوفمبر 2008
المشاركات
112
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
Nazareth
أشكركما أخواي rock وخادم البتول ... أقدر لكم وقتكم وتعبكم للرد على موضوعي ... سامحوني على الرد المتأخر ... قرأت وتمعنت بما كتبتوه .. أشكركم على النوايا الطيبة
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,074
مستوى التفاعل
1,048
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

لا، لن نسامحكِ أبدا!
icon10.gif


أخبرتني ذات مرة راهبة كبيرة بالغرب أن السيد المسيح لا يسامح أبدا. عندما اندهشت عادت لتؤكد: إن المسيح لا يسامح ولا يغفر أبدا لأي إنسان. ببساطة لأنه لا "يدين" ابتداء. نحتاج أولا أن ندين ثم بعد ذلك نسامح أو لا نسامح. أما إذا لم تكن هناك إدانة أصلا فهو بالتالي لا يسامح أحدا!

انتبهت عندئذ أن الرب حقا لا يدين (ولا أنا أدينك) رغم وعيه التام بالخطأ (اذهبي ولا تخطئي)! نحن من ثم أيضا لا ندينك ولا نحتاج أبدا أن نسامحك. المهم حقا هو أن نسامح أنفسنا! نحن مع كل خطأ نرتكبه ـ مهما كان بسيطا ـ نحمل عبئا وثقلا جديدا داخلنا، حتى وإن لم نكن على وعي تام بذلك!

هذا بعض ما كنت قد كتبت أيضا لأجلك (حول السدود والأسوار التي نبنيها داخلنا وتعوق من ثم فيض المحبة في قلوبنا):
لا، هدم الأسوار أو السدود الداخلية ليس ما كنت أقصده بالخطوات العملية... أسوارنا الداخلية تتراكم بالأحرى منذ طفولتنا وتعلو يوما بعد يوم، تأخذ وقتا طويلا حتى ترتفع هكذا وتعيق أنهار الحب داخلنا، وتأخذ من ثم في الغالب بعض الوقت أيضا لاكتشافها وإزالتها. (بمعونة الرب طبعا! كل ما أقول في هذه الرسائل ـ غني عن البيان ـ مستطاع فقط بالنعمة، محال بدونها). الخوف مثلا: كل المخاوف التي تراكمت داخلنا عبر السنين تقف سدا كبيرا. أيضا الحزن وكل ما تراكم في أعماقنا من أحزان ودموع ومرارة. كذلك الذنب وكل ما أخفيناه عميقا داخلنا من إحساس بالذنب دون أن نسامح أنفسنا. وهكذا. كل هذا يتراكم في أعماقنا تدريجيا حتى ينهض كسدود هائلة تعوق ختاما أو حتى تمنع بالكلية فيض المحبة داخلنا.

وعليه فالمهم حقا هو أن تسامحي نفسك، لا أن نسامحك نحن! سامحي نفسك مطلقا وعن كل خطأ صغيرا كان أو كبيرا. تطهّري من كل ذلك تماما وكليا. تذكري أن الرب نفسه حتى لا يدينك! فقط يقول: لا تخطئي مرة أخرى! فبالحري لا تدينين أنتِ نفسك، بل انهضي ـ بنعمته وقوته ـ وانفضي كل هذه الذنوب عن كاهلك. هكذا فقط يمكن أن ينهار هذا السد أخيرا وهكذا فقط ـ حين تفيض المحبة بقلبك من جديد ـ لن تخطئي حقا مرة أخرى! بل بذلك يتحقق أخيرا قول الرسول: كل من وُلد من الله يغلب.. كل من وُلد من الله لا يخطئ!


 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
الرب يبارك حياتك أختي
الرب يقود خطوات حياتك ويستخدمك لمجد اسمه
 
أعلى