طلب مساعدة ضروري

مسيحية أردنية

Active member
عضو
إنضم
21 يناير 2012
المشاركات
240
مستوى التفاعل
55
النقاط
28
الإقامة
Jordan
صباح الورد عليكم

معلش ممكن استشير حد فاهم بالكتاب المقدس والكنيسة منيح بس عالخاص ، اذا في حد ممكن يساعدني؟ وهل دخول قصص المشعوذين والحجابات وهالحكي على العائلة ممكن فعلا يدمر حياتها ؟
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

وعليك أيضا صباح الورد والفل والياسمين. :) للأسف لا أكتب على الخاص ولكن ربما أفيدك قليلا فيما يخص "هالحكي": أولا أغلب ما يسميه الناس سحرا هو في الحقيقة مجرد دجل وكذب، كما لا يمضي في هذا الطريق عادة ـ طالبا أو مطلوبا ـ إلا أكثر الناس جهلا ويأسا وضعفا في الإيمان. ثانيا إذا لم يكن دجلا وخرافة فهو على الأرجح تعبير عن اضطرابات أو أمراض نفسية عصبية، علاجها مهما كانت صعبة أو مزمنة لا يتوفر إلا عند الطبيب. ثالثا إذا لم يكن دجلا وخرافة، وإذا لم يكن كذلك خللا نفسيا أو عصبيا، وإذا تأكدنا بالفعل من ذلك، فعندئذ فقط ربما يكون هذا بالفعل سحرا، وهذه من ثم حالات نادرة جدا.

ولكن ما هو السحر؟

هناك للأسف حديث لا ينتهي في هذا الموضوع ولكن دعينا من النظريات والتفسيرات والحكايات التي لا تفيد. جوهر السحر ـ باختصار شديد ـ يقوم على "ربط" يتم بين الضحية من ناحية والساحر من ناحية أخرى. يفتح الساحر بذلك "قناة" اتصال روحية سرية مع الضحية، فإذا نجح الساحر في فتح هذه القناة تحقق له المراد وأصبح الباقي كله سهلا. فهذه هي "حكاية السحر" ببساطة. الباقي كله مجرد ديكور وزينة وحِليات لا أكثر!

الشعوذة على سبيل المثال ـ وأصلها الشعبذة ـ تأتي من كلمة شعبوذ، والشعبوذ هو رسم بسيط لجسد إنسان، كأي رسم يرسمه حتى الأطفال (يضاف إليه لاحقا عدد من الكلمات أو الأرقام أو الرموز والطلاسم إلخ، حسب نوع السحر). بعض أعمال السحر لا تستخدم الشعبوذ وتستعيض عنه بالدمية مثلا كما في سحر الفودو. مهمة الساحر الأساسية بالتالي هي ببساطة "الربط" بين هذه الدمية أو هذا الرسم (الشعبوذ) وبين ضحيته. (لذلك عادة ما يحتاج الساحر لما يسمى "الأتر"، أو الأثر، كخصلة شعر الضحية مثلا، حيث يتم لصقها أو حياكتها بالدمية، وهكذا يكون هذا الأتر هو الـ"لينك" السحري أو "الرابط" بين الضحية والدمية).

فإذا نجح الساحر في هذا "الربط" أصبح كأنه "يملك" فعلا ضحيته في هيئة هذه الدمية، أو هذا الشعبوذ! إذا غرس مثلا في الدمية دبوسا: شعر الضحية عن بعد بألم حاد في هذا الجزء من جسده، وهكذا. (بعضهم يضع الدمية قريبا من النار ولكن دون أن تحترق ويتركها هكذا تتعذب! بعضهم يضرب الدمية ويطعنها يوميا حتى تهترئ تماما ثم يدفنها إيذانا بموتها، وهكذا! لا حدود أبدا لشرور الإنسان)!

فهذا باختصار هو "جوهر" السحر وكيف يعمل، وإن كان هناك بالطبع عدد لا يُحصى من التنويعات والتكنيكات والإضافات إلخ (كما أن هناك أيضا عدد لا يُحصى من "العزائم" الشيطانية و"الأسماء" العلوية والسفلية و"الطلاسم" السرية إلخ، حسب نوع السحر ومدارسه المختلفة، وإن كان هذا كله، كما ذكرنا، مجرد إضافات لا تتعلق بجوهر الممارسة السحرية).

***

بناء عليه، وأهم ما يعنينا هنا، هو أن السحر لا يمكن أن ينجح أبدا إلا إذا تحقق ذلك "الربط" أولا وانفتحت من ثم تلك "القناة" الروحية بين الضحية من ناحية وذلك "النموذج" الذي يمثلها لدى الساحر من ناحية أخرى (الشعبوذ أو الدمية أو الصورة أو أي نموذج آخر يستخدمه الساحر).

وهنا نقول بوضوح إن المسيحي ـ كمبدأ عام ـ يستحيل أن يقوم أحد بـ"ربطه" هكذا أبدا أو بفتح هذه "القناة" السرية معه (والتي تنفذ بعد ذلك خلالها قوى الساحر الشيطانية فتؤثر عليه نفسا وعقلا وجسدا). هذا ببساطة مستحيل، لأن المسيحي يتمتع ليس فقط بدرع روحي خاص لا يمكن اختراقه ضد كل هذه القوى، بل لأن للمسيحي أيضا سلطان إلهي فائق عليها جميعا. لا يستطيع الساحر من ثم أن ينفذ أبدا إلى المسيحي إلا في حالة واحدة: إذا وجد لديه "ثغرة" أو "نقطة ضعف" يستطيع النفاذ منها. عندئذ فقط ـ عبر هذه الثغرة ـ يمكن للساحر أن يفتح أخيرا هذه القناة الروحية التي يريدها والتي تمثل أساس الممارسة السحرية كلها كما أوضحنا!

ولكن الأمر من ناحية أخرى ـ للأسف الشديد ـ بسيط جدا: لو أن مسيحيا على سبيل المثال التزم الصلاة والصوم والإنجيل والوصايا إلخ، ولكنه كان مع ذلك يحقد على أحدهم لأي سبب، فقط يحقد عليه نظرا لظلم مثلا أوقعه به، من ثم يتمنى له الأذى ولو دون وعي: هنا تكون أمنيته هذه هي نفسها الثغرة التي يستطيع الساحر أن ينفذ منها! هذا هو الشرخ الذي أصاب درعه، حتى دون أن يدري! هذه الأمنية نفسها بالأذى لأي إنسان ـ بعبارة أدق ـ هي "السبب" أو "المبرر" الروحي الذي يجلب هذا الأذى له هو نفسه شخصيا، بالضبط كما كان يتمنى لغيره!

(والسبب هو أننا في العالم الروحي لا ننفصل هكذا حقا بعضنا عن بعض كما يبدو في عالمنا المادي! كل شعور أو أمنية أو فكرة سلبية يحملها أحدنا ضد الآخر هي في الحقيقة ضد الذات أيضا، وبنفس القدر تماما! ليس للشيطان من ثم أي سلطان حقا علينا بل نحن الذين نؤذي أنفسنا بأنفسنا، عبر كل هذه الأفكار والمشاعر المضادة والسلبية التي قد نحملها معظم الوقت تجاه الآخرين! نحن في الحقيقة نمارس "السحر" وحتى "اللعنة" ضد أنفسنا دون أن ندري، بمجرد أن نفقد المحبة تجاه الآخرين ونستبدلها بالكراهية، أي حتى دون الحاجة إلى ساحر يستهدفنا! بالمنطق نفسه ـ غني عن البيان ـ كل محبة وكل شعور أو أمنية أو فكرة إيجابية يحملها أحدنا تجاه الآخر هي في الحقيقة تجاه الذات أيضا، وبنفس القدر تماما، وهي من ثم تملأنا نحن أنفسنا بالقوة والفرح والبركات)!

***

أكتفي على أي حال بهذا القدر حتى لا نطيل أكثر من ذلك، على إن أرسل بمشيئة الرب المزيد لاحقا إذا كنتِ تريدين المزيد، مع بعض الإشارات الكتابية أيضا. (وهذه ختاما صورة نادرة للشعبوذ وكيف يبدو في العادة). صلاواتي ختاما لأجلك وكل العائلة الكريمة، لتحفظكم عناية الرب من كل سحر وكل شر وكل شيطان، تحياتي ومحبتي.

***

 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
اختي الغاالية
انا تحت امرك. رساليني واساعدك بقدر المستطاع.
 
أعلى