الكتاب المقدس ما بين مدرسة فلسطين ومدرسة الإسكندرية - موضوع دراسي عن أصول شرح الكتاب المقدس

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]2- سماتها ومنهجهــــــا

[FONT=&quot] أ- بدأت مدرسة الإسكندرية كمدرسة للموعوظين[FONT=&quot][1]
[FONT=&quot]Catechumens
[FONT=&quot] طالبي العماد،[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]من أجل تعليمهم الإيمان المسيحي بالدراسات التي تؤهلهم لنوال سرّ المعمودية، وفتحت المدرسة أبوابها من أجل الجميع‘ فقد انفتحت المدرسة على جميع الناس ومن كل الطبقات والمراكز الاجتماعية الفقيرة والغنية والديانات المختلفة والأعمار المختلفة أيضاً؛ [/FONT][FONT=&quot]و[FONT=&quot]لم تقتصر الدراسة بها على اللاهوت وحده، بل كان برنامجها منذ القرن الثاني، يقوم على أساس موسوعي متكامل شامل أي [/FONT][FONT=&quot]Encyclopedic[/FONT][FONT=&quot] لذا سُميت الديدسكاليون [/FONT]διδaskaleιon[FONT=&quot] أي مدرسة تمثل حركة لاهوتية ومركزاً للدراسة والحياة الإيمانية التقوية كجزء لا يتجزأ من الحياة الكنسية التي هيَّ في صميمها حياة تلمذة[FONT=&quot][2][/FONT].[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ويقول [FONT=&quot]Carl S.Meyer[/FONT][FONT=&quot]: (كانت هذه المدرسة مركزاً للتعليم الفلسفي والعلمي كما للتعليم اللاهوتي، فإنه بالنسبة للإسكندريين: كل معرفة إنما تُساهم في إدراك الحق الذي يبلغ ذروته في اللاهوت المسيحي)[FONT=&quot][3][/FONT] [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot] ب- أخذت المدرسة بنظام التدرج في التعليم؛[/FONT]
[FONT=&quot]فغالباً ما تبدأ الدراسة بسلسلة من العلوم غير الدينية ( العلمانية [FONT=&quot]secular[/FONT][FONT=&quot]) من خلالها يكسب المعلم غير المؤمنين ويُقوم الأفكار الفلسفية والعلمية. جاذباً القلب والفكر نحو المعلم الوحيد والحقيقي يسوع المسيح.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ثم تأتي بعد ذلك الأخلاقيات والسلوك المنضبط، مع التوضيح، أنه ليس بكافي في حياة المسيحي لأن الحياة المسيحية ليست قاصرة على الأخلاق الحميدة بل في جوهرها هو التغير الداخلي (التغيير القلبي - قلباً نقياً أخلق فيَّ يا الله) والتتغير على شكل وصورة الله أي الإنسان يتغير لصورة الله الذي خلق عليها أي أن يتغير على شكل المسيح نفسه وكما قال القديس بولس الرسول "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد لمجد كما من الرب الروح" (2كو3: 8) وأخيراً يدرس اللاهوت المسيحي في شكل تعليقات وشرح للكتاب المقدس.[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]وقد امتازت المدرسة بعدم الفصل بين الدراسة وحياة الإيمان والتقوى؛ فقد كانت العبادة تُمارس بشكل دقيق وبجدية جنباً إلى جنب مع الدراسة. يتشارك المعلمون وتلاميذهم الصلاة والصوم وحياة النسك والتقوى. وكان الأساتذة في حياتهم مثال يحتذي به. وأهم ميزة عُرفت في المدرسة العلاقة الشخصية بين الأساتذة وتلاميذهم، فكانت تقوم على حياة التلمذة في أسمى صورها. وكانت تهتم المدرسة أيضاً بالبحث العلمي، وكان أساتذتها يهتمون بتقديم المشورة في البحث والتنقيب مع المناقشة المستمرة.[/FONT]
====================
[FONT=&quot][1] catechumens = موعوظين مأخوذة عن اليونانية وتعني "تحت التسليم" والفعل يعني "يتعلم شفوياً"، وقد استخدمت كنسياً بمعنى طالبي العماد. (سلسلة آباء الكنيسة ص10) [/FONT]
[FONT=&quot][2] حياة وفكر آباء الكنيسة – الموسوعة الآبائية 1 ص 154 القس أثناسيوس فهمي جورج[/FONT]
[FONT=&quot][3] سلسلة آباء الكنيسة ص10[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot] ج- ملامح برنامج تعليم الموعوظين:

[FONT=&quot]الحياة المسيحية دائماً ما تبدأ بالميلاد الجديد من الماء والروح، أي المعمودية، والعماد في العصور الأولى كان معظمه للبالغين، لذلك كان يتم مرة واحدة في السنة باحتفال مهيب وعظيم في ليلة عيد القيامة أي ما بين سبت النور وأحد القيامة حيث تدور القراءات الكنسية حول موت الرب وقيامته وحول النور والقيامة والاستنارة. وقد كان المتقدمون للمعمودية يقضون فترة كبيرة كموعوظين ليتعلموا المبادئ الأولى للمسيحية استعداداً لمعموديتهم الآتية. وكانت فترة استعدادهم هذه تكتمل بدورة للتعليم المكثف أثناء الصوم الأربعيني (الصوم الكبير). وقد سجلت لنا كتابات آباء الكنيسة الكثير من تلك العظات والتي كانت تُلقى على الموعوظين والتي شملت عظات موجهة إلى: [طالبي العماد - المعمدين حديثاً.[FONT=&quot][1]]
[/FONT]
================================
[FONT=&quot] ج1[FONT=&quot]- محتوى تعليم الموعوظين[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ركز الآباء في توجيهاتهم للموعوظين على أن المعمودية ليست طقساً خارجياً شكلياً خارجياً، بل هيَّ سرّ الاتحاد مع المسيح ولبسه وذلك بالاعتماد على قول بولس الرسول : "لأن كلكم الذين اعتمدتم في[FONT=&quot][2] المسيح ([/FONT][FONT=&quot]εἰς Χριστὸν ἐβαπτίσθητε[/FONT][FONT=&quot]) قد لبستم ([/FONT][FONT=&quot]ἐνεδύσασθε put on[/FONT][FONT=&quot]) المسيح" (غلاطية 3: 27)؛ فالمعمودية ليست مجرد طقس ليصير اسم الإنسان مسيحياً، بل ليكون فعلاً مسيحياً، أي اللابس المسيح، مكتسي به، به يحيا ويتحرك ويوجد، معتبرين أن السرّ الكنسي والحياة العملية ليسا نقيضين ولا منفصلين، فالسرّ الكنسي هو الأساس والحياة المسيحية العملية مؤسسة علية كنتيجة طبيعية؛ [/FONT][/FONT][FONT=&quot]وقد استفاض الآباء في شرح العقيدة على مستوى الفعل والعمل، وأيضاً استفاضوا في شرح الأخلاقيات ورموز المعمودية وفي تعريف السرّ، لكي يكون الموعوظ مسيحياً فعلياً على مستوى الواقع العملي المُعاش وليس فقط على مستوى الاسم، بل لكي يدخل في شركة مع المسيح، وهذه الشركة هيَّ في حد ذاتها سرّ وهيَّ زرع الله فينا.[/FONT]

[FONT=&quot]ويوصي الآباء المعمدين حديثاً لكي ينموا في السرّ الذي دخلوه ولا يكونوا ساكنين أو يلقوا عنهم الاتحاد الذي صاروا فيه شركاء للمسيح ولُقبوا فيه بالمعمدين والمستنيرين، وحثوهم على الاحتفاظ بالبريق الأول وقوة الاستنارة التي نالوها بالمعمودية بل وأكثر من ذلك بأن يجعلوا النور يشع فيهم ببريق أقوى ويتقدموا دائماً وينموا في النعمة والحق باستمرار وبلا توقف أو جمود؛ وقد فرَّق الآباء بين أن يُسمى الإنسان مسيحياً وبين أن يكون مسيحياً بالفعل والحق، وذلك بما يُقدمه من طاعة للوصايا المقدسة والعهد الذي تم مع العريس السماوي يسوع المسيح:[/FONT][FONT=&quot] "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحبُني والذي يُحبُني يحبه أبي وأنا أُحبه وأُظهر لهُ ذاتي" (يوحنا 14: 21)[/FONT]
========================
[FONT=&quot] ج2- برنامج أو المنهج لتعليم الموعوظين كالآتي:[/FONT]
[FONT=&quot]1- [FONT=&quot]بنود الإيمان المسيحي[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]2- [FONT=&quot]معاني سرى المعمودية والميرون.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]3- [FONT=&quot]شرح الموعظة على الجبل.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]4- [FONT=&quot]تفسير الصلاة الربانية[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]5- [FONT=&quot]شرح علاقة الرب يسوع المسيح بالمُعمد باعتبارها علاقة تُمثل الآتي:[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]1) [FONT=&quot]الكرمة بالأغصان (يوحنا 15: 1)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]2) [FONT=&quot]الراعي بالغنم (يوحنا 10: 1)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]3) [FONT=&quot]حجر الزاوية بالأحجار (1بطرس 2: 4)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]4) [FONT=&quot]رئيس الكهنة بالكهنة (عبرانيين 2: 17)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]5) [FONT=&quot]آدم الثاني بالخليقة الجديدة (1كورنثوس 15: 45)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]6) [FONT=&quot]الرأس بأعضاء الجسد (1كورنثوس 12، أفسس 4: 4)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]7) [FONT=&quot]العريس بالعروس (رؤيا 19: 7)[/FONT][/FONT]
========================
[FONT=&quot] ج3- عظات وكتابات الآباء للموعوظين:[/FONT]
[FONT=&quot]لقد سجل لنا علم الباترولچي أهم أعمال الآباء للموعوظين ونذكر منها الآتي:[/FONT]
[FONT=&quot]1) [FONT=&quot]مقالات القديس كيرلس الأورشليمي لطالبي العماد.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]2) [FONT=&quot]مقالات القديس كيرلس الأورشليمي عن الأسرار للمعمدين حديثاً.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]3) [FONT=&quot]مقالتان للقديس يوحنا ذهبي الفم لطالبي العماد.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]4) [FONT=&quot]ثمانية مقالات للقديس يوحنا ذهبي الفم لطالبي العماد.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]5) [FONT=&quot]مقال للقديس أغسطينوس عن قانون الإيمان للموعوظين.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]6) [FONT=&quot]عدة مقالات القديس أغسطينوس عن الصلاة الربانية للمستعدين للعماد.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]7) [FONT=&quot]عظة لسينسيوس [/FONT][FONT=&quot]Synesius of Gyrene[/FONT][FONT=&quot] في عيد الفصح للمعمدين حديثاً.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]8) [FONT=&quot]أحاديث وإرشادات موجهة إلى معلمي الموعوظين للقديس غريغوريوس النزينزي.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]9) [FONT=&quot]كتابات وعظات القديس أمبروسيوس عن الأسرار.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]10) [FONT=&quot]عظات الأب ثيؤدور أسقف العراق وهيَّ عبارة عن تعاليم وعظية للمعمدين حديثاً.[FONT=&quot][3][/FONT] [/FONT][/FONT]
====================
[FONT=&quot][1] حياة وفكر آباء الكنيسة ص156[/FONT]
[FONT=&quot][2] حسب النص الأصلي (اليوناني)[/FONT]
[FONT=&quot][3] أنظر حياة وفكر كنيسة الآباء ص155 إلى ص161[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]3- مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي

[FONT=&quot] كان اهتمام المدرسة الرئيسي والأول منصباً على دراسة الكتاب المقدس وقد ارتبط اسمها بالتفسير الكتابي؛ وكان شغل هذه المدرسة التفسيرية الأول هو اكتشاف المعنى اللاهوتي والروحي في كل موضع وراء سطور الكتاب المقدس؛ وطبعاً قد بدأ هذا التفسير الرمزي للفيلسوف اليهودي فيلون كما رأينا سابقاً[FONT=&quot][1]، وقد تبنى الآباء الأولون بالإسكندرية هذا المنهج التفسيري، حاسبين أن التفسير الحرفي في حالات كثيرة لا يليق بالله؛ وقد وجدوا هذا المنهج عند الرسل أنفسهم، وهيَّ ظاهرة بوضوح في الرسائل في العهد الجديد[FONT=&quot][2][/FONT]. فمثلاً في (غلاطية 4)، استند الرسول بولس إلى أشخاص تاريخيين (إسحق وإسماعيل وسارة وهاجر) وانطلق من هُنا ليُبين حُرية أبناء الموعد في أورشليم العُليا موضحاً أنه رمز:[/FONT][/FONT][FONT=&quot] [وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحداهما من جبل سيناء الوَالِدُ للعبودية الذي هو هاجر.. وأما نحن أيها الإخوة فنظير اسحق أولاد الموعد] (غلاطية 4: 24و28)[/FONT][FONT=&quot]، وهو يشرح أسلوبه في فهم العهد القديم بقوله: لأن كل ما سبق فكتب من أجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء. (رومية 15: 4)[/FONT]

[FONT=&quot]ونجد أيضاً أن الرب نفسه استخدم هذا الأسلوب، الذي أصبح قاعدة عريضة في شرح الكتاب المقدس، فمما لا شك فيه أن بشارة الرب يسوع وهو بعد في الجسد أعطت الكنيسة القاعدة الأساسية لفهم الكتاب المقدس. وقد اتخذ الرب موقفين تجاه العهد القديم: أنه يستند إلى العهد القديم أحياناً في حرفه ويؤكد سلطانه ولكنه يعود ويُعطيه معنى جديداً نقدياً[FONT=&quot][3]، معنى روحي؛ فمثلاً نرى الرب يسوع يُجيب الناموسي الذي أتاه متسائلاً: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟!!" بذكر الوصية الثانية في شريعة موسى كما هيَّ واضحة في حرفيتها دون أي شرح أو تأويل (مرقس 10: 19)، وهو يلوم أيضاً الفريسيون لأنهم تركوا "وصية الله" (مرقس 7: 8 – 9)؛ ولكن عندما أُتُهِمَ بأنه نقض الناموس أجاب أنه أعطى الناموس تفسيراً جديداً، "التفسير بالروح القدس" الذي كان داود نفسه قد استخدمه: لأن داود نفسه قال بالروح القدس.. (مرقس 12: 36)، وبما أن داود نطق بالروح القدس فموسى والأنبياء أيضاً قد نطقوا بالروح القدس وإلهامه، وللشعب أن يفهم الكتاب المقدس بنفس ذات الروح القدس عينه الذي به تكلم الأنبياء. [/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]ومن هنا نستطيع أن نرى ونستوعب، أن العهد الجديد بجملته يرى العهد القديم ككتاب رجاء حي، وكتاب نبوة تنتظر استكمالها في يسوع المسيح ابن الله الظاهر في الجسد في ملء الزمان حسب التدبير. وقد بنت الكنيسة منذ البداية موقفها على أسلوب يسوع في شرح الكتاب المقدس، فرفضت حرفية الناموس وتم استبدالها بحرية مجد أبناء الله الذين يعرفون الحق والحق يحررهم.[/FONT]


[FONT=&quot]وبما أن الكتاب كله موحى به من الله فهوَّ صادق صدق مطلق، ولكن معناه لا يُمكن أبداً أن يكمُن في حرفه بل في روحه، أي في فهمنا له روحياً بنفس ذات روح الإلهام الذي كُتب به. وهذا المفهوم الروحي استمدته الكنيسة من قاعدة أساسية ألا وهيَّ المسيح وجسده (أعضاء المسيح الذين من لحمه وعِظامه).[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول القديس مكسيموس المعترف (منتصف القرن السادس) عن موقف الكنيسة من الكتاب المقدس: {الأناجيل الأربعة وُلِدَت من اتحاد الميلاد بالآلام الخلاصية.. وقد نُشِرَت في المسكونة من خلال سير مكرسة، سير الرسل والقديسين والمبشرين لتُشفي جرح الإنسانية الذي أحدثه عصيان آدم، وتُثَبتْ كل من يتقبل الكلمة في الإيمان والحق}[FONT=&quot][4][/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]عموما، نجد القديس أكليمنضس الإسكندري أستخدم هذا النوع من التفسير – أي الرمزي – ولكن تلميذه أوريجانوس ([FONT=&quot]Origen[/FONT][FONT=&quot]) هو الذي شكل نظامه ووضع قواعده وقام بنشره في الشرق والغرب، حتى نُسب إليه. وقد بلغ أوريجانوس بالمدرسة إلى القمة في هذا الشأن. فتأثرت بأفكاره، وإن كانت قد تحررت بعد ذلك من مبالغته في التفسير الرمزي.[/FONT][/FONT]


[FONT=&quot]ويلاحظ أن آباء المدرسة كانوا أكثر دقة وإفرازاً من العلامة اليهودي فيلون [FONT=&quot]Philon[/FONT][FONT=&quot]، كما اختلفوا معه أيضاً في الهدف، فقد طبق فيلون التفسير الرمزي على العهد القديم لاكتشاف معانٍ فلسفية وأخلاقيات من خلال الرموز، أما آباء مدرسة الإسكندرية فوجدوا في العهد القديم بما احتواه من شخصيات وأحداث ونواميس وطقوس انعكاسات للعمل الخلاصي والحياة السماوية، لأن فيه معلن التدبير الإلهي.[FONT=&quot][5][/FONT] [/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]على أي حال كان لهذا المنهج أهميته، ولكننا في نفس الوقت لا نقدر أن نتجاهل أضرار المبالغة في استخدامه، لهذا وجد هذا المنهج معارضة، كما نادى آباء المدرسة فيما بعد بالاعتدال في استخدامه؛ فالمعنى الرمزي له أصوله الشرعية المعتمدة في الكتاب المقدس، خصوصاً عند القديس بولس الرسول: وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحداهما من جبل سيناء.. أما أورشليم العُليا التي أمنا جميعاً" (أنظر للأهمية غلاطية 4: 21 – 31).[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* وهنا نجد أن الرسول استخدم كلمة رمز (آية 24)، ووردها في صورة الفعل للمقارنة بين كل من ابني إبراهيم باعتبارهما رمزاً للعهدين. ومع ذلك - أي بالرغم من استخدام المعنى الرمزي بكثرة في العهد الجديد وعند الآباء – فإن الميل إلى إيجاد تفسير رمزي لكل سطر في الكتاب المقدس وكل حرف وكل كلمة وموقف مع إهمال المعنى الحرفي تماماً وأصول معاني الكلمات حسب سياق الكلام وسياق الإصحاح والسفر نفسه، هوَّ أمر لا يخلو من الخطر والمخاطرة، وتحميل الكلام – أحياناً كثيرة جداً – أكثر من معناه لكي يكون – في النهاية – بحسب فكرنا نحن وتصوراتنا وليس حسب قصد الله منه[FONT=&quot][6]، طبعاً ده غير تحميل بعض المواقف أكثر من معناها والخروج بالتفسير الرمزي عن التدبير الملعن في الأسفار بسبب هذا البحث عن المعنى في كل شيء وأي شيء حتى لو لم يكن لهُ معنى لا روحي ولا لاهوتي، لذلك حينما نستخدم التفسير الرمزي لا بد من أن نكون ملهمين بالروح لكي نتكلم في صميم القصد الإلهي ولا نخرج عنه أبداً. [/FONT][/FONT]
================
[FONT=&quot][1] أنظر صفحة 2 فقرة ب.[/FONT]
[FONT=&quot][2] راجع الكتاب المقدس – أسلوب تفسيره السليم للشماس د/إميل ماهر.[/FONT]
[FONT=&quot][3] ليس المقصود هنا نقضاً للناموس أو أسفار العهد القديم من أي جهة لفظية أو معنوية أو نوع من أنواع النقض للأسفار بأي حال من الأحوال، بل المقصود هوَّ نقض للمفهوم الخاطئ للشريعة والأسفار وذلك بسبب قساوة القلب وعمى البصيرة (أنظر للأهمية القصوى ولفهم المعنى المقصود مرقس7: 1 – 23)[/FONT]
[FONT=&quot][4] الكتاب المقدس وحياتنا الشخصية ص42[/FONT]
[FONT=&quot][5] مقدمات في علم [FONT=&quot]الباترولچي[/FONT] القمص تادرس يعقوب مالطي ص2[/FONT]
[FONT=&quot][6] انظر الكتاب المقدس أسلوب تفسيره السليم ص74، ص75[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
تم الانتهاء من الموضوع بنعمة الله
لكن سيظل الموضوع مغلق ليكون مرجع متاح للجميع

أما بالنسبة للأسئلة والتعليقات سيتم فتح موضوع مستقل
في القسم الجديد (تحت الإنشاء في المنتدى) باسم الموضوع
لأي سؤال أو استفسار
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى