الجزء السادس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[YOUTUBE]8GzcyhfJAIE[/YOUTUBE]​
[FONT=&quot]عموماً باختصار

[FONT=&quot]نجد أن الله قد وضع نظاماً محدداً لهذا الاحتفال السنوي بالفداء وتتمثل بنوده في الآتي:

[FONT=&quot]1 –
[FONT=&quot] كل الأجيال شعب إسرائيل تحفظ وتُقيم الفصح سنوياً: كُلُّ جَمَاعَةِ (
[FONT=&quot]כָּל
[FONT=&quot]עֲדַ֥ת[/FONT][FONT=&quot] = لا يستثنى أحد) إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. [خروج 12: 47][/FONT]

[FONT=&quot]2 –[/FONT][FONT=&quot] لا يُسمح لأي غريب خارج العهد أي غير مُختتن أن يأكل من ذبيحة الفصح: وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: هَذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ، النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ. [خروج 12: 43 – 45]، فالختان علامة العهد مع الله، فبدون عهد لا يحق أن يأكل أحد من ذبيحة الفصح، ذبيحة الخلاص وفداء الشعب.[/FONT]

[FONT=&quot]3 – [/FONT][FONT=&quot]يؤكل الفصح بداخل البيوت، وهو شاة ابن سنة لكل بيت: فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ، لاَ تُخْرِجْ (نهي واجب طاعته بعناية فائقة) مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ. [خروج 12: 46] [/FONT]

[FONT=&quot]4 – [/FONT][FONT=&quot]ينبغي أن تؤكل ذبيحة الفصح بالكامل في ليلة واحدة، ولا يبقى منها شيئاً للصباح: وَلاَ تُبْقُوا ([/FONT][FONT=&quot]וְלֹא [/FONT][FONT=&quot]תוֹתִ֥ירוּ[/FONT][FONT=&quot] لا تبقوا بقايا أو لا تبقوا شيئاً على وجه الإطلاق) مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، بَلْ تُحْرِقُونَ كُلَّ مَا تَبَقَّى مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ بِالنَّارِ. [خروج 12: 10][/FONT]

[FONT=&quot]5 – [/FONT][FONT=&quot]ينبغي أن يعزلوا الخميرة من بيوتهم لمدة سبعة أيام: سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيراً وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ. فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ مُخْتَمِرٌ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ. [خروج 13: 5 – 7][/FONT]

[FONT=&quot]6 –[/FONT][FONT=&quot] ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح في عدم وجود خميرة: لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ. [خروج 34: 25][/FONT]

[FONT=&quot]7 –[/FONT][FONT=&quot] لا يكسروا عظمة من عظام ذبيحة الفصح: وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا ([/FONT][FONT=&quot]לֹ֥א[/FONT][FONT=&quot] תִשְׁבְּרוּ[/FONT][FONT=&quot] – وهنا نفي مؤكد ومثبت بمعنى لا يحق لكم أن تفعلوا هذا أبداً بمعنى التحذير الشديد بانتباه) مِنْهُ. [خروج 12: 46][/FONT]

[FONT=&quot]8 – [/FONT][FONT=&quot]ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح – فقط – في المكان الذي يُحدده الرب لهم: لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَذْبَحَ الفِصْحَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. بَل فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ. هُنَاكَ تَذْبَحُ الفِصْحَ مَسَاءً نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي مِيعَادِ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. [تثنية 16: 5 – 6][/FONT]

[FONT=&quot]9 – [/FONT][FONT=&quot]ينبغي على كل ذكور جماعة بني إسرائيل أن يظهروا أمام الرب في وقت الفصح: ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. [خروج23: 17 / 34: 23][/FONT]
[FONT=&quot]الشكل العام لترتيب الفصح بتركيز واختصار قدر الإمكان[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً يلزمنا أن نعرف أن الفريسيون كانوا في أيام الرب يسوع هم حُراس التقليد الشفوي لحكماء بني إسرائيل القُدامى، والذي يعتبرونه مساوٍ للتوراة أي الشريعة المكتوبة، ويعتقد اليهود الأرثوذكس إلى يومنا هذا أن الله نفسه أعطى هذه الشريعة الشفهية لموسى، وانتقلت من جيل لجيل شفهياً. والذين فسروا التوراة وشرحوها عرفوا باسم [الرابيين] والتي تعني [مُعلمين]، وقد جمعوا وصنفوا كل المعتقدات الدينية في كتاب واحد أُطلق عليه [المشنا – [/FONT][FONT=&quot]Mishna[/FONT][FONT=&quot] במשנה[/FONT][FONT=&quot]، وهي العقيدة غير المكتوبة وتفسيرها (والكلمة مأخوذة من الفعل "شناه" [/FONT][FONT=&quot]shanah[/FONT][FONT=&quot] שנה[/FONT][FONT=&quot] بمعنى يُكرر أو يتعلم أو يُعلم)] والمشناه [/FONT][FONT=&quot]במשנה[/FONT][FONT=&quot] تُعطي كافة أوجه الحياة الدينية وتُقدم صورة للعادات والتقاليد والأوامر والشرائع على مر العصور حتى زمن وجود الرب يسوع.[/FONT]
[FONT=&quot]وبخصوص الفصح تقتبس المشناه أقوال رابي غمالائيل [/FONT][FONT=&quot]Rabbi Gamaliel[/FONT][FONT=&quot] التي يقول فيها: [ كل من لا يذكر هذه الأشياء الثلاثة التي سنذكرها، في عيد الفصح، يعتبر نفسه إنه لم يُتمم ما ألزمته به الشريعة، وهي: [/FONT]
· [FONT=&quot]ذبيحة الفصح، لأن القدوس عبر على بيوت آباءنا في مصر وفداهم من موت الأبكار [/FONT]
· [FONT=&quot]الفطير، لأن الرب حرر آباءنا من ارض العبودية: مصر[/FONT]
· [FONT=&quot]الأعشاب المُرّة، لأن المصريين مرروا حياة آباءنا في مصر] [/FONT][FONT=&quot]Pesahim10: 5[/FONT]
[FONT=&quot]الشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمه[/FONT]
[FONT=&quot]من جهة شكل الجلوس حول المائدة: كان المحتفلون يجلسون متكئين حول المائدة وليس في وضع الجلوس العادي مثلنا اليوم، وهذا انحدر من بابل منذ السبي، ومن عادات بابل أن الأشخاص الأحرار يتكئون على وسائد مُريحة حول المائدة، أما العبيد فيقفون بانتباه شديد لخدمة أسيادهم الذين يأكلون. [/FONT]

[FONT=&quot]وعند جلوس أفراد العائلة حول مائدة الفصح، يُخصص مكان ويُرتب بعناية شديدة لرئيس المائدة، حيث اقتضت العادة أن رب العائلة هو الذي يجلس على رأس مائدة العشاء الاحتفالية. والشخص الأصغر يجلس في الجهة اليُمنى ليقوم بدور خاص في نهاية الطقس التقليدي [/FONT][FONT=&quot]seder[/FONT][FONT=&quot]، أما على يسار رب العائلة فيجلس الضيف بكل إجلال واحترام وأحياناً يُترك هذا المكان فارغاً ويُسمى [كُرسي إيليا] حيث يعتقدون أن إيليا النبي سيأتي فجأة ويأكل معهم الفصح، كما كانوا يتوقعون من النبوات أن إيليا سيأتي كما نراهم حينما سألوا القديس يوحنا المعمدان: أإيليا أنت![/FONT]
[FONT=&quot]الجماعة التي ستأكل الفصح[/FONT]
[FONT=&quot]كان اليهود يقسمون أنفسهم في أكل خروف الفصح إلى جماعات، بحيث لا تقل الجماعة عن عشرة أفراد ولا تزيد عن عشرين شخصاً، وإن لم يبلغ سكان البيت الواحد عشرة أشخاص، اشترك بيتان في خروف واحد، وكانت كل جماعة تُنيب عنها واحداً ليحضر الخروف إلى دار الهيكل، ويُساعد أيضاً اللاويين على ذبحه، ثم يُنقل ما يُذبح إلى البيت الذي يقصدون أن يأكلوه فيه حسب الشريعة [خروج 12: 4 – 14]، وطبعاً يلزمنا أن نعرف أن اللاويين قاموا ببيع الخرفان في الهيكل لكي ينالوا نصيباً في ثمنه لأنهم يبيعونه أغلى ثمناً من خارج الهيكل، وكانوا يرفضون أي خروف يحضره أحد من خارج الهيكل وعند فحصه يختلقوا له عيوباً فيه ليمنعوا ذبحه لأنهم القائمين على فحص الخروف لسلامة تقديمه حسب الشريعة، لذلك اغتاظوا جداً من الرب حينما طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال بيت أبي جعلتموه مغارة لصوص.[/FONT]

[FONT=&quot]عموماً قد قام الرسولان بطرس ويوحنا بذلك الأمر في الهيكل في هذه المرة بالنيابة عن مُخلصنا وباقي التلاميذ، وأعدَّا الفطير والخمر والأعشاب المُرّة وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح. فلما أعدا كل شيء، جاء يسوع وتلاميذه إلى المكان الذي أخفاه الرب عن يهوذا، حتى يُتمم ما جاء لأجله، لأن يهوذا لهذه الساعة لم يكن يعلم أين يصنع الرب الفصح لذلك لم يستطع أن يبلغ عن مكانه – حسب اتفاقه مع اليهود – إلا بعدما ذهب وحضر الفصح مع التلاميذ كما سوف نرى، ثم خرج مسرعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]طقس الاحتفال والغسل[/FONT]
[FONT=&quot]الاحتفال بالطبع كان يشمل طقس غسل الأيدي وبعض الصلوات في وضع الجلوس. ويشرب المحتفلون أربعة كؤوس من الخمر، والتقليد الشفوي من المشناه يأمر بأن حتى الأشخاص الفقراء ينبغي عليهم أن يشربوا هذه الكؤوس الأربعة، حتى ولو وصل الأمر به إلى بيع نفسه أو الاستدانة (وطبعاً هذا ما قصده المسيح بتوبيخهم لأنهم أبطلوا وصية الله بتقليد الناس ولا يقدرون أن يعولوا الفقير بل يضعوا عليه أثقال عثرة الحمل) وينبغي أن يكون خمر الفصح من النبيذ الأحمر، ويُخلط بقليل من الماء، كما أن المشناه تأمر بأن يكون النبيذ دافئاً، ومن ثمَّ يجب تسخين الماء قليلاً قبل خلطه بالخمر حتى يُذكَرَهم بدم الخروف الذي ذُبح للتو، فيكون دمه دافئاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ما يوضع بجوار الخروف على المائدة[/FONT]
[FONT=&quot]لابد بجوار الخروف المشوي بكاملة بدون كسر عظماً منه، توضع أعشاب مُرة وثلاثة شرائح من الخبز غير المختمر، يُسمى بالعبرية [/FONT][FONT=&quot]Charoseth[/FONT][FONT=&quot]، وفي هذا الخليط كانوا يغمسون الأعشاب المُرة وخبز الفطير معاً. ولا يأكلون طبق التحلية بعد أكل خروف الفصح بل قبله، حيث أنه غير مسموح إطلاقاً بأكل أي شيء آخر بعد أكل خروف الفصح.[/FONT]
[FONT=&quot]بدء الاحتفال بالفصح[/FONT]
[FONT=&quot]بعد أن يتم كل الأعداد السابق للفصح تبدأ ربة البيت تُعلن عن بدء احتفال الفصح، بإنارة شمعتي الفصح، فتُغطي عينيها بيدها وتتلو صلوات البركة على الشمعتين، شاكرة الله من أجل هذه المناسبة الخاصة قائلة: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، الذي قدستنا بوصاياك. وباسمك نُشعل أنوار الاحتفال] [/FONT]

[FONT=&quot]وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [[/FONT][FONT=&quot]קידוש[/FONT][FONT=&quot]قيدوش] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة] ثم يقول: [فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة] ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا: [ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله] (لوقا 22: 17 – 18).[/FONT]

[FONT=&quot]ثم يأتي بعد ذلك طقس غسل الأيدي بواسطة رئيس المتكأ، وهذا الاغتسال كانوا يشيرون به إلى عبور أسلافهم البحر الأحمر.[/FONT]

[FONT=&quot]وعند هذا الحد من الطقس قام الرب عن العشاء وفعل أمراً غريباً أمام التلاميذ: إذ خلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة.[/FONT]

[FONT=&quot]طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته هذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده قدر الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهائه، ينحني ليغسل أقدام خليقته. فمن يستطيع أن يحتمل هذا؟ من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة كلها ليًعطيه قدمه المتسخة ليغسلها! [/FONT]

[FONT=&quot]حقاً كان العذر لبطرس كل العذر عندما قال ليسوع في خجل شديد وحيرة وصدمة من انحناءه أمامه ليغسل قدميه: [لن تغسل رجلي أبداً]، ولكن الرب أعلمه أن ما يصنعه معه سرّ لا يستطيع أن يفهمه الآن، ولكنه سيفهمه فيما بعد، وأن لم يغسله فلن يكون له نصيب معهُ في الملكوت، فمصيره في الملكوت مرتبط بغسل رجليه. إذن لم يكن الأمر مجرد غسل قدمين، بل شركة في ملكوت ابن الله وعمل تأهيلي لمن وُضعت عليه الضرورة للكرازة والتبشير. ولما عرف القديس بطرس ذلك قال عن عدم وعي: [يا سيد ليس رجليَّ فقط بل أيضاً يديَّ ورأسي]، فصحح له الرب فهمه الخاطئ قائلاً: [الذي قد اغتسل (بمعمودية الميلاد الجديد) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (أي تقويم سيرة حياته بالتوبة)] (يوحنا 13: 10)[/FONT]

[FONT=&quot]ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ فسكتوا] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة سوى انهم كانوا مندهشين لأن لا يوجد غسل أقدام في الطقس نفسه بل اليدين، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه] (يوحنا 13: 13 – 17)[/FONT]

[FONT=&quot]يا إخوتي أخشى أننا إلى الآن لم نفهم بعد ماذا صنع بنا الرب، وأخشى أننا إلى الآن لا نقدر أن نصفح عن أخطاء إخوتنا مع أن الرب قال أن نغسل أقدام بعضنا البعض، فمن منا حقاً يقدر على هذا وهو إلى الآن يحمل ضغينة في قلبه ولا يقدر على احتمال أخيه، فكم يكون بغسل أقدامه! [/FONT]

[FONT=&quot]فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها أبداً: [هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم؛ بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً؛ وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه؛ يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (يوحنا 15: 12؛ 17؛ 1يوحنا 3: 23؛ 4: 7؛ 5: 2؛ 3: 18)[/FONT]

[FONT=&quot]ولنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور قائلاً لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي: [طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة] (1بطرس 1: 22)، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادماً] (مرقس 10: 43)[/FONT]
[FONT=&quot]ما بين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الرب[/FONT]
[FONT=&quot]نجد كما رأينا سابقاً بعد أن جلس جميع العائلة حول المائدة الفصحية وبدء الاحتفال ويتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس وبعدها يُأخذ الكأس الأولى وبعدها يبدأ غسل الأيدي، ثم بعد الانتهاء من غسل الأيدي يُحضر أحد الخدم طبقاً كبيراً عليه الطعام ولا يأكل منه أحد بعد. ثُمَّ يُجرى الغمس الأول، حيث يغمس رئيس المتكأ الأعشاب [الخس] في الماء المُملح أو الخل، ويُعطي كل واحد على المائدة جزء، وبعد غمس الأعشاب المُرة يُرفع طبق الطعام من على المائدة (ويتم رفع طبق الطعام – الذي هو رمزاً لخروف الفصح الذي به تم خروج شعب إسرائيل من مصر – هو إجراء غير عادي القصد منه إثارة السؤال عند الأطفال والأولاد الحاضرين)، عندئذٍ يصب رئيس المتكأ الكأس الثانية من الخمر، ولكن لا أحد يشرب منها. ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي:[/FONT]
[FONT=&quot]1[/FONT][FONT=&quot] – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي؟[/FONT]

[FONT=&quot]2[/FONT][FONT=&quot] – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر؟[/FONT]
[FONT=&quot]3[/FONT][FONT=&quot] – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين؟[/FONT]
[FONT=&quot]4[/FONT][FONT=&quot] – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً؟[/FONT]

[FONT=&quot]حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة [خروج 10، 12][/FONT]

[FONT=&quot]ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال "هلليل" أي [مزمور 113، 114] ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان: الأولى من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض، أما الأُخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير. وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، هي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [[/FONT][FONT=&quot]Charoseth[/FONT][FONT=&quot]] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [[/FONT][FONT=&quot]Hagigah[/FONT][FONT=&quot]] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية.[/FONT]

[FONT=&quot]وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [هلليل] أي [مزمور 115 حتى 118]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا]، وينتهي بـ [إلى أبد الآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي]
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]______ يتبـــــــــــع ______

[FONT=&quot] للرجوع للأجزاء السابقة أضغط على العناوين التالية
[/FONT][/FONT][/FONT]
الجزء الخامس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني

[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
أعلى