هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر؟ الجزء &#157

lecturer

New member
إنضم
3 ديسمبر 2005
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر؟ الجزء &#157

وهذه شهادة يوحنا فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله, والكلمة صار جســدا ( يوحنا 1 ).
وهذه شهادة بولس الرسول " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " ( تيموثاوس الأولى 3 : 16 ).
وفى أيام جسده قال رب المجد لتلاميذه لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى ( وهذا معناه أنه هو الله ) .. لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم أبى أيضا ومن الآن تعرفونه وقد رأيتمـوه .. الذى رآنى فقد رأى الآب .. أنى فى الآب والآب فى ( يوحنا 14 : 1 – 10 ) أنا والآب واحـد ( يوحنا 10 : 30 ) الذى يرانى يرى الذى أرسلنى ( يوحنا 12 : 45 ).
ثم فى إعلان صريح موجه لكل غير المؤمنين به يعلن أنه هو الله ولا إله غيره يقول فيه :
لأنكم إن لم تؤمنوا أنى أنا هو تموتون فى خطاياكم ( يوحنا 8 : 8 24 ).
ثم قال أيضا متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو ( يوحنا 8 : 28 ).
وقد تحقق هذا عندما كتب الرومان فوق رأسه علة صلبه " يسوع الناصرى ملك اليهود " فاحتج رؤساء الكهنة على ذلك وقالوا لبيلاطس لا تكتب ملك اليهود بل أن ذاك قال أنا ملك اليهود ( يوحنا 19 : 19 - 21 ).
وهذا معناه أن المصلوب هو ملك اليهود الحقيقى. لأن معنى اسم المسيح هو الممسوح ملكا. والمسيح معرفا بأل لام ليس مجرد مسيح من ملوك إسرائيل بل هو المسيح الملك أى أنه وحده وبالحقيقة ملك الملوك ورب الأرباب.
وأيضا كما خلص الذين لدغتهم الحيات من الموت بالتطلع إلى الحية المصلوبة هكذا كل الذين يلتفتون إلى المصلوب يحيون وهذا تحقق فى اللحظة التى صرخ فيها الرب قائلا على الصليب قد تم ثم نكس رأسه معلنا تمام الفداء عندئذ فى لحظة واحدة حدث أمران عجيبان الأول هو إنشقاق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل كناية عن زوال الحجاب الذى كان يحجب الله عن البشر فصار فى مقدورهم أن يروه بدون الحجاب الذى كان يفصل الله عن الناس بتمام المصالحة بينهم فى جسد الرب الذى صالح به العالم لنفسه بتقديم نفسه أى دمه فدية عن البشرية فأبطل بموته على الصليب موتها إذ صار جسده محييا أى مقاما بروحه المحيى كباكورة للراقدين الذين قاموا فى التو واللحظة الأمر الذى تحقق على الصليب أيضا فتزلزلت الأرض والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ( من عصر ما قبل الطوفان ) ودخلوا المدينة المقدسة ( أورشليم السمائية ) وظهروا لكثيرين.
عندئذ فهم حتى قائد المئة والحرس أن المصلوب هو ابن الله أى صورة الله بقولهم حقا كان هذا ابن الله ( أى صورة الله ) ( متى 27 : 51 - 54 ) ( مرقس 15 : 38 - 39 ).
الأخ العزيز كما قلت لك أن الكتاب كله كل لا يتجزأ فعندما تعثرك آية عثرة الفهم كالأيات التى ذكرتها فضع نصب عينيك دائما هذه الآيات البينات التى تثبت أن المسيح هو صورة الله بهاء مجده ورسم جوهره ( العبرانيين 1 : 3 ) من رآه فقد رأى الله لأن الابن هو صورة الله أى المعلن لذات الله, وعندئذ ستفهم الآيات فهما صحيحا فى ضوء إدراكك أن المسيح هو كلمة الله الظاهر فى الجسد أى أنه بصفته كلمة الله هو الله وبصفته ظاهر فى الجسد فإنه يستشعر حاجات الجسد من تعب وعطش وجوع .
ورغم كفاية هذا الرد على جميع ما ذكرت فسوف نستمر فى الرد على قولك أن المسيح غير قادر بدليل قول يوحنا 5 : 30 أنا لا أقدر ان أفعل من نفسي شيئا. كما اسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذى أرسلني.
أخى العزيز أرجو عند تفسير هذه الآية أن تضع إلى جانبها هذه الآية " من رآنى فقد رأى الذى أرسلنى ( يوحنا 12 : 45 ).
ثم اسمح لى أن أسالك من هو الذى يملك السلطان أن يدين ودينونته عادلة إلا الله.
إن المسيح كلمة الله بقوله لا أقدر أن أفعل من نفسى شىء قال هذا ليبرهن على أنه والآب واحد لأن الله لا يستطيع أن يدين أحد بدون الكلمة كما أن الكلمة لا يدين أحد إلا بالآب.
وهذا معناه أن المسيح الذى سينزل حكما عدلا إنما هو عين ذات الله متجليا لأن الله وحده هو الحكم العدل.
والآن دعنا نطرح عليك سؤالا عن ماهية اعتقادك فى المسيح وهل تؤمن به أنه بالحقيقة كلمة الله وروحه؟ إن كنت تؤمن بذلك فقل لنا هل الله وكلمته وروحه واحد أم ثلاثة؟.
إن قلت واحد فهذا معتقدنا أن الله وكلمته وروحه واحد وهذا معناه أن المسيح هو الله. وإن قلت أن المسيح كلمة الله مخلوق فلا يكون المسيح هو كلمة الله لأن كلمة الله غير مخلوق. وإن قلت أنه مجرد لفظة فإن ظاهر الحال يكذبك لأن كلمة الله ليس مجرد لفظة بل شخص الله المعلن والمصور لذاته تعالى.
فإن قلت أن المسيح كلمة لله ليس من جوهر الله وأنه مجرد مخلوق. قلنا فلماذا إن لم يكن من جوهر الله سمى كلمة الله وهل يجوز أن يكون لقب كلمة الله لقب شرفى يطلق على إنسان أو ملاك حاشا.
فالكلمة كما جاء فى الكتاب المقدس اسمه المسيح وهذا معنا أن المسيح هو الاسم الخاص بكلمة الله أى أنه اسم عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة. لأن الكلمة هو المعلن لذات الله الذى يه خلق الله العالم وهو قديم وليس محدث وقد أجمع علماء الشريعة على أن الكلمة قديمة أى أزلية وأنها قائمة بذات الله تعالى.
فالمسيح بحسب الظاهر عبد أما بحسب الباطن فهو روح الله وكلمته المصورة التى نراها ونسمعها ونلمسها لأنها عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة.
أى أن المسيح هو كلمة الله نفسه أى أنه الصورة الظاهرة والمعلنة لله الذى أتى إلى مريم ليولد منها حتى يظهر بيننا فى جسد بشريتنا.
وبداهة أن المسيح الكلمة كان مع الله قبل أن يأتى إلى مريم ولم يزل معه حتى بعد ظهوره فى الجسد لأن الله ومسيحه ( كلمته ) واحد.
إذ من غير المعقول أن يصير الله بدون كلمة بعد أن أرسلها إلى مريم.
من ذلك نرى أن المسيح وإن ولد من مريم وظهر فى الهيئة كإنسان إلا أنه فى جوهره وحقيقته لم يكن إنسان بل كلمة الله وروحه الذى ظهر فى حجاب الجسد ليكلمنا من خلاله وجها لوجه.
فالمسيح وإن ظهر فى الهيئة كإنسان إلا أن هذا كان بحسب الظاهر. أما بحسب الجوهر فهو كلمة الله وروحه. أى أنه وحده صورة الله وكلمته فى الحقيقة والجوهر.
ومما يثبت أيضا أن المسيح هو الله.
فالمسيح إذن هو الله إذ من غير المستساغ مطلقا أن يصطفى الله مريم لتلد مجرد نبى أو إنسان نظيرنا. كما أنه من غير المستساغ مطلقا أن الملائكة تبشر مريم المطهرة والمختارة من الله بأنها ستلد إنسان نظيرنا فما هى البشارة فى ذلك. إن البشارة الحقة لا تكون إلا عندما بشرها الملاك بأنها ستلد كلمته المشخصة لذاته بدليل قوله أن المولود منها هو من الروح القدس ( متى 1 : 20 ) فولد منها بقوة الله بدون زرع بشر. حتى لا يرث الخطية المحمولة على زرع الرجل ..
وصدقنى أنه حتى من كتابات الحنفاء والمخالفين وعبدة الشيطان يمكنك بقليل من الفهم أن تدرك حقيقة شخصية المسيح وأنه كلمة الله وروحه أى أنه عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة لأن الله وكلمته وروحه واحد لا ثلاثة وهو الذى سنراه فى الآخرة ونحيا معه ونكون له شعبا ويكون لنا إلها ( رؤيا 21 : 3 ).
وهذا ما يقوله الجالس على العرش :
أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا. من يغلب يرث كل شىء وأكون له إلها وهو يكون لى ابنا, وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذى هــو الموت الثانى ( رؤيا 21 : 5
 
أعلى