الزواج والخضوع

Dr Fakhry

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
1,186
مستوى التفاعل
59
النقاط
0
الإقامة
مصر
الزواج والخضوع

عندما يتحدث الكتاب المقدس عن النظام الإلهي في العائلة يوجه الكلام إلى الزوجة أولاً «أَيُّهَا ٱلنِّسَاءُٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ ٱلرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ ٱلْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ ٱلْجَسَدِ. وَلٰكِنْ كَمَا تَخْضَعُ ٱلْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذٰلِكَ ٱلنِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْ» (أف 5: 22 – 24)
ومجرد التفكير في أن تكون المرأة خاضعة لزوجها، أو مطيعة له،يثير شعوراً سلبياً في نفوس الكثيرات من النساء اللواتي يعتبرن ذلك حطاً من قدرهن إذ تصورهن هذه الفكرة كالخادمات الخاملات اللواتي لا شأن لهن.
غير أن الخضوع في نظرالله يعني شيئاً آخر، فالخضوع هو الطاعة المتواضعة الذكية لسلطة معينة - على مثال خضوع الكنيسة لسلطان المسيح، الذي هو مجد الكنيسة، وهو أبعد من أن يحط من قدرها. ولم يسن الله هذه الشريعة القاضية بخضوع النساء لأزواجهن حقداً عليهن، إنما من أجل حماية النساء وتحقيق الانسجام في البيت وهو يقصد أن يحمي المرأة من الكثير من مصاعب الحياة. لقد أتاح الله للزوجات أن يخترن بحرية دور الخضوع تماماً كما اختار المسيح الخضوع للآب (في 2: 5 – 9)
نرى في سفر الأمثال 31: 10 - 31 أكمل صورة للزوجة الفاضلة في الكتاب المقدس: إنها مقتدرة، طموحة، عاملة بملء إرادتها. شفوقة، حكيمة، جديرةبالثقة، مبتهجة، تهتم بشؤون أهل بيتها وشؤون الآخرين. وتستعمل في سبيل الخير ذكاءها وقوتها الجسدية على مخافة الله. إنها تجعل الحياة وفيرة الخيرات والمسرات لزوجها وأولادها، ولمن هم خارج دائرة عائلتها. فيا لها من امرأة رائعة!
من الذي يقدر الزوجة الفاضلة؟ هل زوج يهيمن عليهاويبقيها خاضعة له بقوة السياط؟ .. أم زوج يعبر عن تقديره الفائق لها «زَوْجُهَاأَيْضاً فَيَمْدَحُهَا. بَنَاتٌ كَثِيرَاتٌ عَمِلْنَ فَضْلاً، أَمَّا أَنْتِ فَفُقْتِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً» (أم 31: 28 و29).
فعندما يفرض الزوج على زوجته خضوعاً صارماً يكون قد نبذ نظام الله ولم يبق إلا على السلطة البشرية، ولكن حينمايؤدي دوره وفقاً لنظام الله فيحب زوجته ولا يقسو عليها «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ،أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلا تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ» (كو 3: 19) عندئذ يصيرخضوع الزوجة له ينبوعاً للحب والإخلاص المتبادلين.
أولاً: الخضوع وسيلة للحماية.
تتعرض المرأة في العالم لمخاطر جسدية أو عاطفية أو نفسية أوروحية، وفي هذه جميعها تحتاج إلى حماية زوجها. هذه حقيقة أساسية عامة.
وتحتاج المرأة إلى الحماية من ثورات أولادها العاطفية. فعلى عاتق الزوج مسؤولية حماية زوجته من كل تجاوز من قبل أولادها. فإزاء أدنى مظهر من مظاهرالإزدراء بالأم أو أدنى عصيان لكلمتها، عليه أن يحزم أمره ويضع حداً لمثل هذه التصرفات كي يتبين للأولاد بأنّ سلطة الأب وراء الأم. فالأب الذي يحمي زوجته من غلاظة الأولاد وتجاوزاتهم يغرس في نفوسهم الشعور باحترام المرأة بصورة عامة،بالإضافة إلى أن المثل الذي يعطيه، بإظهاره الاحترام والتقدير لزوجته، إنما هو جزء مما يتركه لبنيه من تراث.
والأهم هو أنه عندما تتعرض المرأة لمخاطر على المستوى الروحي. فيكون لها بمثابة درع واقية ضد أجناد الشر الروحية (أف 6: 12)
كم من شرور حلت في العائلة والكنيسة لأن النساء فقدن الدرع الواقية المتمثلة في سلطة الزوج. لقد تركن إبليس يخدعهن واعتقدن أنه من العار على الزوجة أن تخضع لسلطة زوجها وتطيعه.
أن الكتاب المقدس لا يمتدح أي أنانية من الزوج. فنظام العائلة الإلهي يؤيد القصد الأول من الحماية وبالأخص الحماية الروحية. ففي سلطة الزوج وخضوع الزوجة له الدرع الواقية من مكايد إبليس. وعندما تعيش المرأة تحت سلطة زوجها تستطيع أن تتحرك بحرية كبيرة في الشؤون الروحية وبالحماية من الخدع الشيطانية الكثيرة، يمكنها أن تتحرك بقوة وفاعلية في شأن الصلاة وممارسة المواهب الروحية. إن رغبة الله هي وقوف الزوج بين زوجته وسائر الناس،عاملاً على تلافي الكثير من الضغوط الجسدية والعاطفية والروحية التي تجابهها.
فالزوج، لا الزوجة هو المسؤول الأول عما يجري في البيت والمجتمع والكنيسة وعندمايتخلى الزوج عن دوره هذا أو عندما تغتصب الزوجة هذا الدور يعود هذا بالضرر على كل من في البيت.
ثانياً : الخضوع وسيلة للتوازن الإجتماعي.
" لأَنَّ كُلَّكُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُمْ بِٱلْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلا يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاحُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (غل 3: 27 - 28)
لا يتحدث الرسول بولس هنا عن مساواة اجتماعية أو سياسية بل يؤكدأن النساء والرجال بعلاقتهم بالله كأبناء له، وبالمشاركة الروحية مع المسيح،وبقبولهم الروح القدس متساوون.
إن الزوجة بحسب مفهوم الشعوب الشرقية، استعبدت لنير زوجها، أماالرومانيون فقد رفعوا من شأنها إلى حد أنها سادت عليه. وكلا التصورين خاطئ وما زال هذان التصوران المتطرفان في صراع وتصادم في الحياة العادية
غير أن المثال المسيحي يتميز عنهما. فالكتاب المقدس يعلم خضوع الزوجة لزوجها. وهذا أمر يجمع عليه العهدان القديم والجديد. «لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لٰكِنَّ ٱلْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي ٱلتَّعَدِّي» (1 تى 2: 13 - 14). وبعد السقوط قال الله لحواء: «إِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ» (تك 3: 16)قد نسعى جاهدين لمخالفةهذا الأمر ما استطعنا. لكنه سيبقى أبداً الشريعة الأولى التي لا يبطل مفعولها يوماً.
على كاهل الرجل أُلقيت السلطة، وهذه السلطة يرافقها هم ثقيل وجهاد قاس على أرض ملعونة. وعلى الرجل، كلما أتى عملاً دنيوياً أن يذوق شيئاً من مرارة تلك اللعنة. وعليه فإن الرجل قد يبتهج بالتخلي عن هذه السلطة إذا حرره هذاالتخلي من الهم والمسؤولية، وكثير من الرجال تخلوا عن مقامهم في رئاسة العائلة. والمرأة من جهتها لا تخاف الجهد بل ترغب في الحكم. وهذا هو محنتها الكبرى.
لقد حدد الله في الزواج دوراً معيناً لكل من الزوجين وهذان الدوران هما جزء من الطبيعة الأساسية للزواج، وتجاهلهما أوتبديلهما هو انزلاق إلى الإنهيار الروحي.
ملاحظات حول الخضوع
ولكن ما العمل إذا اتخذ الزوج قراراً يؤدي بالعائلة إلى التهلكة؟أفلا ينبغي للزوجة أن تقوم بعمل ما في مثل هذه الحالة المنذرة بالويل؟ أليست هناك حدود لهذا الخضوع؟
يقول الكتاب المقدس: «أَيَّتُهَا ٱلنِّسَاءُ، ٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ» (كو 3: 18). من الواضح أن الرسول يعني أنه من المناسب للزوجة بل واجب عليها أن تخضع لزوجها. غير أن قوله ينطوي على أن طاعتها يجب أن تكون في الرب أي ألا يقودها خضوعها إلى أي شكل من أشكال الخطيئة.
كان لإحدى كنائس البرازيل، وقد شهدت يقظة عظيمة، أن تجابه مشكلة النساء اللواتي اعتنقن الدين المسيحي بينما بقي أزواجهن بعيدين عنه، وقد منع بعض الأزواج الزوجات من الذهاب إلى الكنيسة أو من المشاركة في الأنشطة الرعوية، فنصح الراعي الزوجات بأن يتقبلن ذلك وأن يتكلن على الله في تغيير قلوب أزواجهن. وهكذافإن رجالاً كثيرين منهم اهتدوا إلى الإيمان.
يجب أن نميز بين الخضوع والعبودية، فالزوجة التي ترى أن حكم زوجها مخطئ أو طائش ينبغي لها أن تلفت انتباهه إلى ذلك بمنتهى الاحترام ولكن بحرية وصدق، وعندما تبدي حكمها على الأمور بحكمة ومحبة وتواضع فإنها تصلح الخطأ ورأيها المستقيم ينفع الزوج وتنقذه من أخطاء كثيرة حمقاء. فيكون من مصلحته المميزةومسؤوليته كزوج أن يتقبل النصيحة الحكيمة من زوجته.
فعليها أن تعبر له عن أفكارها كاملة، وأن تبدي حجتها بكل ما في وسعها، من دون أن تنسى احترامها لزوجها. لكن لا يجوز لهامطلقاً أن تكتم شكوكها المخلصة حول قرار ما. عليها إبداء الرأي وترك القرار لزوجها،مع الثقة بأن الله يمنحه الحكم السديد.
ان الخضوع للسلطة معناه أن تضع ذاتك كلياً في تصرف من له السلطة عليك. هذا هوالمعنى الذي يحدده الرسول بولس للمسيحي في خضوعه لله: قدموا ذواتكم لله وأعضاءكم آلات بر لله. هذا هو الخضوع الذي على منواله نُسجت العلاقة بين الزوج والزوجة.
لهذا فإن دور الخضوع بالنسبة إلى الزوجة لا يطمس شخصيتها بل يوفرلها أفضل الظروف للإبداع وتحقيق الذات كي تعبر عما في نفسها بطريقة مفيدة وسليمة.
ثالثاً: الخضوع وسيلة للسلطة الروحية
لم يشأ الله لنا أن نجد الرضى والارتياح بعيداً عنه، والزوجة التي تكرس ذاتها للمسيح أولا تكون مصدر سرور لزوجها، ولربها معاً (1بط 3: 6)
وهي محكوم عليها بالشقاء إذا كان مصدر سعادتها الوحيد زوجها أو أولادها
ان سر سعادة الزوجة هي أن تعمل ما يريده المسيح منها.
قد تكون الزوجة متفوقة على زوجها بالوعي والاهتمام الروحيين ولكن هنا بالذات يكمن تعرض الزوجة للخطر. إنها تتوسل ذلك العذر الديني عن سلطة زوجها إذ تشعر بأنها باتخاذها «القيادة الروحية» الفعالة في العائلة فقط تستطيع أن تضمن التربية اللائقة لأولادها وهداية زوجها في نهاية المطاف،
إن موقفاً استقلالياً كهذا لا يحقق الغاية المنشودة بل يفسدها حقاً. إذ أن الزوج يبتعد أكثر فأكثر عن الاهتمام بالشؤون الروحية.
تحض الحكمة البشرية المرأة على أن تنهض وتتولى القضايا عندما ترى أن العائلة تتعثر، بينما لا يبدي زوجها أي قيادة روحية. وكلمة الله هنا هي النصيحة الفضلى وأن تبقى خاضعة لرأسها وأن تثق بأن رأس زوجها الذي هو المسيح سيهتم هو بالأمر ويتصرف فيه بالشكل المناسب.
على الزوجة أن تثابر على إظهار التواضع والاحترام لزوجها، وأن تبدي لطفاً وسكوتاً وخضوعاً في جميع الأمور التي لا تشكل خطيئه بالمعنى الصحيح،فهذه الفضائل تنطوي على الاعتراف الحقيقي بالمسيح.
على المرأة أن ترى المسيح في زوجها. وعليها أن تتشبث بذلك بفعل إيمان مستمر إذ أنها باحترامها إياه تحترم المسيح الذي عينه رأساً لها. فللحاكم والقاضي والأب بعض من كرامة الرب الذي هو الحاكم والقاضي والأب. وهذا أيضاً للزوج بصفته رأس العائلة.
على الزوجة ان تعلق آمالها على الله، ولتعلم أن زوجها جُعل بقربها ليكون بركة لها، وأنها لن تحظى بأي بركة ما لم ترتبط به بتواضع ارتباطاً وثيقاً. ولتحذر احتقار زوجها لأنه يعني احتقار الله، ويعني بالتالي انفصالها عن مصدر البركة الذي حباها الله به.
أيتها النساء، ابتهجن بسلطة الأزواج عليكن، واخضعن لهم في كل شيء فذلك امتياز خاص بكن إذ تعملن في حماية سلطتهم. والرب في نطاق هذا الخط من النظام الإلهي يبارككن ويجعلكن بركة لأزواجكن وأولادكن وكنيستكن ومجتمعكن
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
مميـــــــــــــــــــــــــز

جــــــــــــــــــــــدا


شكرا للموضوع والمجهود

الرب يبارككم

------------------------
 

سور

عضوة مباركة
عضو مبارك
إنضم
31 أغسطس 2009
المشاركات
1,816
مستوى التفاعل
38
النقاط
0
الإقامة
القاهره
موضوع رائع جدا ومتكامل
من كل الجهات الايجابيه والسلبيه فى طريقة اتباع الوصيه
الرب يبارك خدمتك
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
أَيُّهَا ٱلنِّسَاءُٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ ٱلرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ ٱلْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ ٱلْجَسَدِ. وَلٰكِنْ كَمَا تَخْضَعُ ٱلْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذٰلِكَ ٱلنِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْ»
يحبنى لاول واخضعله
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON



موضوع رائع جداااا يا دوكتور

شكرااااا جزيلا

ربنا يبارك مجهودك

 
أعلى