كيف نعرف ارادة الله في حياتنا وكيف نميز صوته؟

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,274
مستوى التفاعل
1,724
النقاط
76
+ كَثُرَ الحديث في هذه الأيام بين كثيرين عن ” كيف نعرف إرادة الله في حياتنا وكيف نسمع صوته ؟ ” + ويتدرج التساؤل في طرحه بين القرارات المصيرية ويصل في بعض الأحيان للأسف لأبسط أمور الحياة اليومية !

+ وإذا تفحَّصنا بهدوء آيات العهد الجديد التي تكلمت عن إرادة الله نجد أنها جميعها تنحصر في تدبير الله لخلاص البشر وإرادته لهم في حياة جديدة ( رو 12 : 2 ، غل 1 : 4 ، كو 1 : 27 ، 1تس 4 : 3 ، 1بط 4 : 2 )

+ أي أن إرادة الله في حياتنا هي خلاصنا وقداستنا وسلامنا أما ما يخص زواجنا وسفرنا للخارج ومشروعاتنا وتعليمنا ونوع عملنا فهذا يراه الله ملكاً خاصاً بنا يُتابعه كأب ولكن لا يتدخَّل فيه كسيِّد

+ أي أن قرارات حياتنا اليومية ، هي قرارات شخصيتنا وإرتياحنا ( 2كو 2 : 12 ، 13 ) وما نراه مُناسباً لنا ، كأبناء الله وكشخصيات مُستقلِّة فريدة في تنوُّعها، وما أجمل أن نستخدم هذا الحق ونحن نعيش في شركة مع مُخلِّصنا وفادينا، وما أجمل أيضاً قول القديس بولس عن قرار الزواج أنه راجع إلي إرادة الشخص ( فهي حُرَّة لكي تتزوج بمن تريد ، في الرب فقط – 1كو 7 : 39 )

+ أمَّا إذا كُنَّا نُفكِّر في هذه القرارات بعيدا عن تدبيره الخلاصي، فنحن لا نبحث في الحقيقة عن إرادته بل عن غطاء إلهي لإرادتنا الشخصية ( المُنفصلة عن الله ) ، ولا نعرفه بقوَّة إلَّا وقت الإحتياج لهذا الغطاء ولا مانع من البحث عن مشاهير الآباء ليمنحنا هذا الغطاء

+ وبدلاً من الصلاة بحرارة لإدراك فكر الله وقصده في حياتنا ( أف 1 : 17 – 19 ) تتحرَّك مشاعرنا وعبادتنا لمعرفة إرادته فقط فيما يخص إحتياجاتنا اليومية ، وعوضاً عن التَعمُّق في كلمته لأجل أن نصل إلي الإنسان الكامل ( أف 4 : 13 ) تجدنا ننتظر آية أو كلمة تُجاوب بنعم أو لا ، حسب شهوة قلوبنا

+ وإذا كانت الكنيسة تقصد من الستّة والثلاثين رشمة للميرون أن يملأ الروح القدس جبهتنا ( فكرنا ) وحواسنا وأعمالنا ( اليدين ) ومشاعرنا ( القلب والبطن ) وتحركاتنا ( القدمين ) وإرادتنا ( الظهر ) لينقاد الإنسان بروح الله ( رو 8 : 14 ) ، فلماذا نترك كل هذا الغني لنعتمد علي أصوات خارجية ؟

+ وتحوَّلت علاقتنا بالآباء الروحيين من مرشدين يضبطون خطواتنا ويصلُّون لأجل قراراتنا فنتعلَّم منهم كيف نأخذ قراراً ( 1تي 3 : 15 ) ، إلي أطفال تابعين ( عب 5 : 12 – 14 ) يكتفون بلبن القرارات الجاهزة منهم عن الطعام القوي للشخصية المُستقلِّة

+ أخيراً ليتنا نسعي كل يوم ونصلي لأجل أن تنفتح أعيننا علي فكر الله وعندما يكون لنا فكر المسيح من خلال الشبع بكلمته سننجح في كل شئ ( مز 1 : 3 ) وسيتحوَّل فشلنا المؤقت إلي ما يبنينا ويُقوِّينا ( قض 14 : 14 ، أش 42 : 16 ) داخل دائرة مُعجزة خلاصه الإلهي التي نعيشها كل يوم ( في 3 : 10 )
الموضوع منقول للامانة
 
أعلى