المصالحة مع الخطيئة

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
قال السيد المسيح :
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.
فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي،
وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.
مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. ( متى 10 : 34 - 39 )

المصالحة مع الخطيئة موضوع كبير جدًا، وهو الاسلوب الذي يلجأ اليه العالم لفشله في حياة القداسة. المصالحة مع الخطيئة تعني انك تعتقد ان بامكانك ارتكاب الخطايا ولكن بشروط معينة، سواء كنت ستعوض عن فعلها بأمور جيدة او مجرد لأنها حقك المشروع كإنسان وضمن غريزتك وطبيعتك. وعندما قال السيد المسيح "لا تظنوا أني جئت لأحمل السلام إلى العالم" فهذا لا يعني أنه ارهابي، او يريد قتل الناس؛ على العكس تمامًا، فان مصطلح "العالم" يعني حياة الخطيئة، وفي هذا الصدد نقول امرين:
١ - السيد المسيح ليس من العالم، بل هو روح الله، وهو يدعو تلاميذه الا ينتموا الى العالم ايضًا (حياة الخطيئة). وهو لا يحمل السلام لفكر العالم ولا يوجد سلام بينه وبين الخطيئة - هذا لا يعني انه يريد دمار الناس - بل سحق الخطيئة التي قد اتعبت الناس وشوهتهم. فالإنسان هو صنع الله وهو ثمين عنده، والخطيئة قد شوهت ودمرت حياته بالكامل، وهذا هو ما يقول السيد المسيح أن لا سلام بينه وبين العالم. فلا تعتاد على الخطيئة في حياتك، لأن المسيح لا يُسالم الخطيئة مطلقًا.
٢ - العالم يحاول ان يقنعك ويجلب لك السلام مع الخطيئة من خلال حجج تُعتَبَر منطقية ضمن مضمون مادي ضيق ناقص: يمكنك ان تسرق لتطعم عائلتك - يمكنك ان تشتهي وتزني لأنك كائن غرائزي - يمكنك ان تكذب لأن الله لا يريدك ان تتأذى ... الخ. هذه كلها اساليب مصالحة مع الخطيئة سهلة التطبيق جدًا مقارنة بحياة القداسة، اما السيد المسيح فهو قادر بكل حق ان يرفعك فوق الخطيئة (هو قادر ان يرفعك وليس انت من يقدر ان يرفع نفسه - وهذه نقطة فشل كبيرة في حياة كثير من المؤمنين) والسيد المسيح لا فقط يرفعك فوق الخطيئة بصورة سحرية، وانما هو يشبع احتياجك ويكف عوز نفسك ويصحح رؤيتك وفهمك بتعاليمه ومحبته، فلا تعود تنخدع بأكاذيب الخطيئة ولا تعود تجوع وتكون في احتياج تلجأ الى الخطيئة لسد احتياجك.
ان عدم مسالمة المسيح العالم واعلانه الحرب عليه، يعني اعلانه الحياة على حياتك والأمل على مستقبلك، والملكوت على ابديتك... فهل تأخذ بيده وتسير هذا الطريق الصعب؟


24296628_1732617636812522_7260157131558992236_n.jpg
 
أعلى