لماذا أحبنى الله؟! و كيف أحبنى؟!
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد‘ لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديه" (يو16:3)
"فمررت بك ورأيتك وإذا زمانك زمان الحب. فبسطت ذيلى عليك وسترت عورتك و حلفت لك و دخلت معك فى عهد يقول السيد الرب فصرت لى" (حز8:16)
لماذا أحبنى الله؟! أنا لا أعرف سبباً‘ و لم أكن اطمع فى هذه المحبه. أنا الذى كنت و مازلت أكره الكثير من تصرفاتى. أنا الذى قد يغرَك مظهرى و ملبسى و كلامى‘ لكن من خلف هذا كله تختفى أمور كثيره مخجله و مُزريه لا تعلمها أنت‘ و لا يعلمها غيرك من الناس. صحيح أنا لم أقتل‘ و لكنى حقدت و إشتهيت و أبغضت حسداً و أفرطت بشفتى. لم أسرق و لم أشهد ِشهاده زور‘ و لكنى كم من نظره إختلستها‘ و كم من كلمه إسترقتها‘ و كم من كذبه إختلقتها؟
"الكل زاغ و فس و اعوزه مجد الله ليس من يعمل صلاحا ليس و لا واحد"
أيها القارئ إنى خبير بالشر منذ حداثتى‘ و دعك من الخطايا و الشرور التى لم أفعلها‘ فلو أن الفرصه سنحت لى لفعلتها كغيرها بنفس الرغبه و بنفس الروح. و من حين الى حين أعود و أفعل ما ندمت على فعله مرات. و يوماً بعد يوم أقلب صفحات من كتاب حياتى مجلله بالسواد. لم يمضِ يوم واحد على لم أقع فيه فى خطأ بالرغم منى او برضاى. أشعر بشئ كثير من الجهل و الحماقه فى داخلى. أنا ضعيف مغلوب على سواء من خطايا كبيره أو صغيره. و فى قلبى جفاف و على عينى غشاوه‘ و برودة الشعور تكاد تجعل من حياتى طعاماً سخيفاً. آه انا اشهد على نفسى‘ وإعتراف المرء على نفسه يعتبر فى عُرف الناس شهاده لا تنقضها شهادة الغير. هى شهاده صادقه‘ و لكن الله يعرف كم انا خاطئ. هو يعرف فكرى من بعيد. السهوات و الخطايا المستتره عرفها واحده فواحده.ذرى مربضى. إختبرنى و عرف ما فى داخلى. وأنا بجملتى مكشوف و عريان لديه و رغم كل هذا قد أحبنى! و لماذا أحبنى الله؟ لماذا وأنا هكذا أحبنى و مال قلبه إلىَ؟ هل من جواب؟ الجواب على ذلك إنه لا يستطيع‘ مبارك إسم الرب‘ إلا أن يحب لأنه ببساطه الله المحبه.
الله قد أحبنى! يا له من أمر عجيب يدعو الى الدهشه!! الله .. فى قداسته و طهارته. الله الذى هو نور لا يدنى منه. ألله فى هيبته و جلاله وو عظمته و كماله قد إرتضى أن يحب شخصاً مثلى نجساً مهلهل الأخلاق. حقاً لو لم أكن أشعر بحرارة هذه المحبه‘ و لو لم أُحصر بها‘ ولو لم اكن قد تذوقتها و شبعت منها بل و روت فىَ عطشاً شديداً‘ ما كنت أصدق هذا الخبر. هذه هى دعوه مفتوحه لكل انسان شاعر فى نفسه انه خاطى و لا يستحق محبة الله ليصدق انه فعلا غالى جداً على قلب الرب رغم عظم خطاياه. ليأت إذاً الى هذا الحضن الدافئ بل الى الجنب المفتوح لأجله ليغتسل فى دم المسيح من خطاياه و يتبرر من آثامه و ليتمتع بالغفران الإلهى و برضا الرب عليه فى المحبوب يسوع.