كرستولوجيا ولاهوت المسيح في انجيل مرقس

إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
capture2.png


لاهوت المسيح في مقدمة انجيل مرقس

الكاتب Matthew D. Montonini
ترجمة مدونة ميمرا يهوه
تناول الباحثين موضوع الكرستولوجي في انجيل مرقس ورؤية مرقس لطبيعة المسيح .ولعل احدثهم مناقشة Brant Pitre حول هذا الموضوع .

قبل الدخول في الموضوع ينبغي ان نلاحظ العديد من الملاحظات بشكل عام في انجيل مرقس. وهي ان اسلوب انجيل مرقس ليس هو اسلوب انجيل يوحنا .فيوحنا تناول موضوع الوهية يسوع بشكل واضح .بينما مرقس اعتمد علي عنصر ربط النقاط وترك للقارئ فهم الشكل النهائي لهذا الربط من استخلاص الآثار .من خلال عنصر دمج النصوص لاستخراج مفهوم كرستولوجيا يسوع.

في مقالة ل Timothy Geddert نشرة مؤخراً قال :-

“انجيل مرقس بالمقارنة بالاناجيل الاخري .نجد ان مرقس الاقل في توضيح للكرستولوجيا بشكل صريح لكنه هو اعلي في ذكر للكرستولوجيا بشكل ضمني ” (1)

ويشرح هذا الامر Ardel Caneday بقوله :-

"ولأن أسلوب مرقس في السرد يشابه الى حد كبير طريقة أعلان يسوع لذاته، فأن الفهم الصحيح لسرد مرقس لا يكمن في سطحيته لكنه بالمقابل تفسير لامثال يسوع، والغازه، ومعجزاته لا بل حتى الافعال الرمزية التي قام بها حينما كان يسير مع تلاميذه. فكما أن يسوع يكشف عن ذاته عن طريق الامثال والالغاز فالهدف منها ليس فقط الاجابة على سؤال يسوع الموجه الى الناس الذين لديهم اذان لتسمع وعيون لترى من الذين عاينوه بالجسد، لكن يتعدى هذا الطرح ليوجهه للذين يقرأون الكلام الادبي ويجيبوا بطريقة صريحة وواضحة وبنفس القوة والتأثير على سؤاله {من يقول الناس اني انا؟} مرقس (8:28)" (2)

ولتوضيح ما قلناه عن السرد الضمني علي الكرستولوجيا في انجيل مرقس ناخذ مثل كمقدمه لفهم مرقس .

طبيعة المسيح الالهية في مقدمة مرقس 1 : 1 – 13

1 بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله، 2 كما هو مكتوب في الأنبياء: «ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي، الذي يهيئ طريقك قدامك. 3 صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة». 4 كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. 5 وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن، معترفين بخطاياهم. 6 وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، ومنطقة من جلد على حقويه، ويأكل جرادا وعسلا بريا. 7 وكان يكرز قائلا: «يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه. 8 أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس». 9 وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن. 10 وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلا عليه. 11 وكان صوت من السماوات: «أنت ابني الحبيب الذي به سررت». 12 وللوقت أخرجه الروح إلى البرية، 13 وكان هناك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان. وكان مع الوحوش. وصارت الملائكة تخدمه.

قبل ان نتكلم عن مقدمة انجيل مرقس سيكون من المفيد ان ندرس الطبيعة الوظيفية للمقدمات التي وجدت في بقية الاناجيل. لاحظ J.M. Gibbs منذ وقت طويل وظيفة وضع المقدمات في البدايات (3)

1-ايجاز لما سيتم التكلم عنه بالتفصيل في الجزء المتبقي للانجيل .

2-توفير خلفية المعلومات في مصطلحات ليكون الانجيل مفهوماً اكثر .

3-هو اذا جاز التعبير عباره عن جدول لمحتويات اما صراحة او ضمناً للمواضيع الرئيسية لكل انجيل.

بعبارة اخري ينبغي علي القارئ ان يكون لديه العديد من القرائات المتناغمة لفهم مقدمة مرقس .فمرقس كشف لنا العديد من المحاور الرئيسية في مقدمته التي تشمل الايات الثلاثة عشر الاولي . علي سبيل المثال

في مرقس 1 : 2 – 3

2 كما هو مكتوب في الأنبياء: «ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي، الذي يهيئ طريقك قدامك. 3 صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة».

صنع مرقس دمج عجيب بين هذين الايتين. وثلاثة مواضع من نصوص العهد القديم .ونسب ما ليهوه ليسوع فهو يخاطب قارئ مطلع يفهم الاشارات الضمنية .

في ارسال ملاك يهيئ الطريق امامك د„ل½´خ½ ل½پخ´ل½¹خ½ دƒخ؟د…. صوت صارخ اعدوا طريق ل¼‘د„خ؟خ¹خ¼ل½±دƒخ±د„خµ د„ل½´خ½ ل½پخ´ل½¸خ½ الرب خ؛د…دپل½·خ؟د… اصنعوا سبله مستقيمة د€خ؟خ¹خµل؟–د„خµ د„ل½°د‚ د„دپل½·خ²خ؟د…د‚ خ±ل½گد„خ؟ل؟¦ .

اقتباس مرقس من العهد القديم اعتمد علي دمج ثلاث نصوص في بعض .

سفر الخروج 23 : 20

ظ¢ظ ‏”ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك ليحفظك في الطريق، وليجيء بك إلى المكان الذي أعددته.

ملاخي 3 : 1

ظ،‏”هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي. ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي، قال رب الجنود”

اشعياء 40 : 3

ظ£‏صوت صارخ في البرية: “أعدوا طريق الرب. قوموا في القفر سبيلا لإلهنا.

فمرقس 1 : 2 هو اقتباس واضح من الخروج 23 : 20 بحسب السبعينية .والذي اشار الي ارسال ملاك امامه …وهو الملاك الذي سيرسله الرب من البرية لاسرائيل .

ومرقس اشار ان هذا” الذي يهيئ طريقك قدامك ” يعكس ما جاء في ملاخي 1 : 3 لكن مع تغيره للفظ مهم هو الطريق الذي استعملها ملاخي الي طريقك في اشاره الي يهوه بالرجوع للنص العبري والنص اليوناني لنص ملاخي . يحدثنا عن هذا الذي سيهيأ الطريق في ملاخي 4 : 6

ظ¦‏فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم. لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن”.

هذا الرسول هو يوحنا المعمدان . بالرجوع لمرقس 1 : 4 – 9 ويربطه يوحنا بروح ايليا . لان هناك تشابهات في تفاصيل حياته بالرجوع لملاخي 1 : 6 وزكريا 13 : 4 وملوك الثاني 1 : 8 )

ونرجع مره اخري للنقطة الاولي وهي تغير طريقي الي طريقك بحسب ملاخي 3 : 1 ومرقس 1 : 2 . وهي اشاره الي يهوه بالمعني السابق .ويشير مرقس بعباره ضمنيه ليسوع بانه الله ويكتب ببراعه لؤلائك الذين لهم آذان للسمع والفهم كما جاء في مرقس 4 : 9 , 23

الدمج الثالث هو ما جاء في اشعياء 40 : 3 وما جاء في مرقس 1 : 3 .

بحسب اشعياء .صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لإلهنا د„خ؟ل؟¦ خ¸خµخ؟ل؟¦ ل¼،خ¼ل؟¶خ½ .

نجد ان مرقس اقتبس النص حرفياً لكن مع تغيير كلمة “قوموا في القفر سبيلا لإلهنا” حولها مرقس” اصنعوا سبله مستقيمة”

هنا نجد اشارة الي لاهوت المسيح ووضع ضمير المفرد بعد ان كان اعداد القفر سبيل ليهوه اصبح هذا الامر تخصيصه ليسوع .وهذا التعديل الذي اجراه مرقس وما فعله في النصوص الاخري دليل علي ان يهوه ويسوع لهم نفس الهوية .

فنلاحظ ان مرقس لم يجعل هناك فرق بين يهوه ويسوع .لكن بدل هوية يهوه بهوية يسوع .وينطبق علي ذلك ما قلناه مسبقاً .

يقول Johansson

بدلاً من محاولة حل الغموض في مرقس نحن يجب ان نسمح لهذا الغموض بالبقاء فممرقس استخدم خ؛دچدپخ¹خ؟د‚ للاشارة الي الله ويسوع معاً .وهو يربط يسوع باله اسرائيل (4)

ومن ضمنها الاقتباس المركب الذي اقتبسة من اشعياء فيقول

“بالاضافة الي كلمة الطريق التي هي جزء مشترك بين ملاخي 1 : 3 واشعياء 40 : 3 .التي تشير الي موقع يسوع لاهوتياً .فكما ذكرت مرارا وتكراراً ان سرد مرقس 8 : 22 ومرقس 10 : 52 . تشير هذه النصوص ان يسوع هو الرب بشكل غير واضح .لكن تناسب هذه النصوص مع بلاغة مرقس في ذكره لحقيقتين قريبين من بعض مع اختلاف التاثير (5)

اذاً تلميحات مقدمه مرقس هي تبيان لالوهية يسوع وبداية اعلان الخبر السار ينبغي علي القارئ ان يفهم الضمنية والدمج الخفي الذي فعله مرقس حتي في بقية انجيله.فالقارئ هو من المفترض ان يجلب العديد من القرائات لفهم اوضح لكلام مرقس فكما قلنا ان اسلوب مرقس يختلف عن اسلوب يوحنا .فلذلك مرقس اصبح علامه .

المراجع


1 Timothy Geddert, “The Implied YHWH Christology of Mark’s Gospel,” Bulletin for Biblical Research 25.3; (2015); 325-340; here 325.

2 Ardel B. Caneday, “He Wrote in Parables and Riddles: Mark’s Gospel as Literary Reproduction of Jesus’ Teaching Methods,” Didaskalia 10.2 (1999); 35-67; here 42.
3 J.M. Gibbs, “Mk 1,1-15, Mt 1,1-4,16, Lk 1,1-4,30, Jn 1,1-51: the Gospel prologues and their function” in Studia evangelica, (Berlin: Akademie Verlag, 1973), 154-188.
4 Daniel Johansson, “Kyrios in the Gospel of Mark” Journal for the Study of the New Testament 33.1, (September 2010): 101-124; here 105.

5 Elizabeth Struthers Malbon, Mark’s Jesus: Characterization as Narrative Christology (Waco: Baylor University Press, 2009), 71; (italics mine)
 
التعديل الأخير:
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
13254430_10206463075288081_3469521897616041654_n.jpg


يسوع والمفلوج والتجديف اشارات مرقس الي لاهوت المسيح

الكاتب Matthew D. Montonini

ترجمة مدونة ميمرا يهوه بتصرف

دراسة في انجيل مرقس 2: 1 – 12

دخل الرب يسوع الي كفر ناحوم وخلال دخوله تم شفاء المفلوج .وكان ليسوع ذائع الصيت كشافي وهذا ما يرسخه السرد في انجيل مرقس .

اولاً شفي يسوع رجلاً به روح نجس عند دخوله لكفر ناحوم وهذا اتي في ( انجيل مرقس 1 : 21 -28 ) وبعدما فعل هذا بوقت قصير ذهب لبيت سمعان “بطرس” وشفي حماته من حمي شديده وشفي اخرين كان الشيطان مستحوذ عليهم كما جاء في(انجيل مرقس 1 : 29 – 34 )

فما اشار اليه مرقس هو ان معجزات الشفاء في كفر ناحوم بدأت في ( انجيل مرقس 1 : 21 -28 , 39 ) وامتدت خدمة يسوع في الشفاء الي اخراج الشياطين في المجمع حتي وصل الي شفاء الابرص في (انجيل مرقس 1 : 40 – 45 ) واخيراً نصل الي حادثة شفاء المفلوج موضع دراستنا في (انجيل مرقس 2 : 1 – 12 ) .

فبعدما وعظ يسوع وشفي المرضي في مجامع الجليل بحسب مرقس 1 : 39

‏فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين.يسوع عاد الي كفر ناحوم كما جاء في مرقس 2 : 1

١‏ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت.

فيسوع يتنقل سريعاً وتجمعت الحشود في الوقت الذي يبدأ فيه الوعظ وهذا ما اكده مرقس 2 : 2

وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة.

وتذكر هذه الاية ان المكان لم يعد متسع من كثرة الجمع .وهذا نتيجة ان يسوع كان له سمعه انه شافي ويخرج الشياطين .وهذا ما جعل اربعة من الرجال اليائسين ان ياتوا مغامرين وهم يحملون رجل مشلول. فيخبرنا انجيل مرقس انهم مزقوا سقف المنزل الذي يعطي فيه السيد تعاليمه ودلوا سرير المفلوج وهذا ما جاء في انجيل مرقس 2 : 4

٤‏وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه.

فرأي يسوع ايمان هؤلاء الرجال الاربعة كما جاء في انجيل مرقس 2 : 5 واستجاب لهذا الايمان بطريقة واضحه .القارئ قد يتوقع ان يسوع سيقول للمفلوج قد وخذ سريرك وامشي .لكن يسوع قال له مغفورة لك خطاياك τέκνον, ἀφίενταί σου αἱ ἁμαρτίαι بحسب ما ورد في انجيل مرقس 2 : 5, 9

٥‏ فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: “يا بني، مغفورة لك خطاياك”.

٩‏ أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش؟

فهذه الفعله قد سببت الدهشة والمفاجأه.البعض قال ان اعلان يسوع للمغفرة هو اعلان غفران الله للمفلوج وكان يسوع يتحدث باسم الله . (1) او ان يسوع نفسه يغفر بسلطانه فهو الغافر الذنوب (2) والحقيقة ان غفران يسوع للخطايا كان بسلطانه فوضع يسوع نفسه مواجهاً ليهوه .كان كهنة العهد القديم لديهم سلطان في اطلاق غفران الخطايا عند تقديم الذبائح في المعبد .وناثان النبي اعلن غفران االرب لداود في صموئيل الثاني 12 : 13

١٣‏فقال داود لناثان: “قد أخطأت إلى الرب”. فقال ناثان لداود: “الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت.(3)

سلطان يسوع علي مغفرة الخطايا سنناقشة فيما بعد لكن حينما نتكلم عن هذا السلطان لا نتكلم عن سلطان نبي او كاهن , بل هو يفوق هذا بكثير .الكاهن او النبي لهم سلطان لكن هذا السلطان مستمد من الله. في العهد القديم “غالبية الاشارات الي مغفرة الخطايا تم استخدام فيها اسم الرب ” (4)

في مقال نشر مؤخراً لدانيال يوهانسون تكلم ان مغفرة الخطايا عمل وامتياز الهي بحت وان الله وحده هو من يمارس هذه السلطة . مثل ما جاء في سفر الخروج 34 : 7 ومزامير 32 : 1 – 5 واشعياء 6 : 7 واشعياء 44 : 22 وزكريا 3 : 4 وغيرهم من ايات متعدده (4)

وبالعوده لما جاء في انجيل مرقس فسرعان ما نفهم ان يسوع يتكلم بسلطانه حينما يقول للمفلوج مغفوره لك خطياك واصابة هذه الكلمات الكتبة بصدمه فيذكر لنا انجيل مرقس 2 : 6 – 7

٦‏وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم:

٧‏”لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟”

فيسوع علم افكارهم في قلوبهم وكانت تهمة التجديف هي الموت بحسب اللاويين 24 : 15 -16 وهذا هو الاتهام الذي تم استجواب يسوع في خلال محاكمته امام رئيس الكهنة في انجيل مرقس 14 : 64

٦٤‏قد سمعتم التجاديف! ما رأيكم؟” فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت.

سبب ادانته من قبل اليهود . واستمر الكتبة في التفكير من يقدر يغفر الخطايا الا الله وحده ؟بخصوص هذا السؤال يوضح Guelich في تعليقة الاتي :-

كلمة الله وحده εἶς ὁ Θεός تعكس الصيغة المستخدمة في سفر التثنية 6 : 4 اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد فهذا تاكيد علي وحدانية الله اله اسرائيل .بعبارة اخري هم م يتهموا يسوع انه ادعي انه الله لكن هو جدف علي الله من خلال الزعم انه يفعل ما يفعله الله وحده (6)

ويضيف France ان استخدام كلمة εἷς بدلاً من μόνος المستخدمه في انجيل لوقا هو يشمل دفاع عن العقيده اليهودية ان الرب واحد كما جاء في تثنية 6 : 4 . وان هذا الرجل يدعي ما يفعله ويقوم به الله وحده ويهدد هذا الوضع الفريد وهذا ما فعله مع المفلوج (7)

ونجد ان يسوع علم افكارهم الداخليه واسئلتهم ؟ لماذا تفتكرون هذا في قلوبكم ؟ هذا السؤال يسلط الضوء علي معرفة يسوع الالهية التي هي متوازية مع معرفة يهوه في العهد القديم الذي يعرف القلوب مثل ما جاء في صموئيل الاول 16 : 7 وملوك الاول 8 : 39 و اخبار الايام الاول 28 : 9 وارميا 11 : 20 والمزامير 14 : 8 وغيرها (8)

فسالهم يسوع بشكل حاد ما هو الاسهل ان يقول للفلوج مغفورة لك خطياك ام احمل سريرك وامشي؟فيسوع يسلط الضوء انه من الاسهل القول ان خطاياه مغفوره فهذا الامر لا يستطيع الانسان لمسه من خلال دليل ملموس .لكن من الصعب الشفاء الجسدي لانه ملموس ويري بالعين ويركز يسوع علي سلطانه ان يغفر الخطايا ويقول اما تعلمون ان لابن الانسان ὁ υἱὸς τοῦ ἀνθρώπου سلطان علي مغفرة الخطايا علي الارض ἐξουσίαν ἔχει . كما جاء في مرقس 2 : 9

ويستخدم مرقس لقب ابن الانسان المتكرر في الاناجيل الاخري لكن بشكل مكثف في انجيله ويمكن تصنيف اللقب الي ثلاث فئات في استخدام مرقس :-

اعداد المجئ الثاني كما جاء في مرقس 8 : 38 ومرقس 13 : 26 ومرقس 14 : 62

ثانيا ً في استخدام سلطان المسيح علي الارض مثل مغفرة الخطايا مرقس 2 : 10 و الغاء السبت مرقس 2 : 28

ثالثاً في الاشارة الي آلامه كما جاء في مرقس 8 : 31 و مرقس 9 : 9 ومرقس 10 : 33 ومرقس 14 : 21 وغيره . (10)

فلقب ابن الانسان هو استخدام لما جاء في سفر دانيال الاصحاح السابع وهو يتحدث عن سلطان يسوع الابدي وانه سيحكم علي جميع الشعوب ولم يزول سلطانه ومملكته لم تموت بحسب دانيال 7 : 14 وهذه اشاره بديهية الي سلطان يسوع علي الارض .في غفرانه للذنوب فانجيل مرقس ركز وافتتح انجيله محوره ملكوت الله ἡ βασιλεία τοῦ θεοῦ وهذا يظهر في مرقس 1 : 15 ومرقس 4 : 11 ومرقس 9 : 1 ومرقس 10 :14 – 15 ومرقس 14 : 25 ومرقس 15 : 43 .

وبالرجوع لحادثة المفلوج حينما قال له يسوع قم واحمل سريرك وامشي هذا الشفاء الجسدي اكد اعلان المسيح السابق للرجل بغفران الخطايا وهو ما جعل الناس يندهشون وبهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما راينا مثل هذا قط ! مرقس 2 : 12

الخلاصة

اشار مرقس ضمنياً الي كرستولوجيا المسيح من خلال ذكر هذه الحادثة فيسوع غفر خطايا المفلوج وشفاه جسدياً وهذا ما جعل الكتبة متفكرين بافكار ان ما فعله تجديف لانه استخدم ما يتمتع به يهوه حصريا .ويسوع اشار الي نفسه بلقب ابن الانسان .الكائن الالهي يعزز ما جاء في انجيل مرقس عن الكرستولوجيا .وقد خلص فنسنت تايلور العظيم الي الاتي :

“ان كرستولوجيا المسيح في انجيل مرقس هي اعلي نواحي الكرستولوجيا وهي قوية مثل اياً من كتابات العهد الجديد مع عدم استثناء ما جاء في انجيل يوحنا ” 11

المراجع

1For a discussion of the “divine passive” position see Robert A. Guelich, Mark 1:1-8:26, Word Biblical Commentary, vol. 34A (Dallas: Word, 1989); 86.
2 R.T. France, The Gospel of Mark, New International Greek Testament Commentary (Grand Rapids: Eerdmans, 2002); 125.
3Mark L. Strauss, Mark, Exegetical Commentary on the New Testament (Grand Rapids: Zondervan, 2015); 121.
4 Paul Ellingworth, “Forgiveness of Sins” in Dictionary of Jesus and the Gospels, eds. Joel B. Green, Scot McKnight, I. Howard Marshall, (Downers Grove: InterVarsity Press, 1992); 241-243; here 241. Ellingworth cites Exod 34:7; cf. Numbers 14:18-20; Neh 9:17; Ps 130:4; Mic 7:18; Dan 9:9.
5 Daniel Johansson, “‘Who Can Forgive Sins but God Alone?’ Human and Angelic Agents, and Divine Forgiveness in Early Judaism,'” JSNT 33 (2011): 351-374.
6 Guelich, Mark 1–8:26; 87.
7France, The Gospel of Mark; 126.
8 Sigurd Grindeim, Christology in the Synoptic Gospels: God or God’s Servant? (London: T&T Clark International, 2012); 48.
9 Robert H. Stein, Mark, Baker Exegetical Commentary on the New Testament (Grand Rapids: Baker Academic, 2008); 120.
10 For an extended discussion on these categories see James R. Edwards, The Gospel According to Mark, The Pillar New Testament Commentary (Grand Rapids: Eerdmans, 2002), 80.
11John J. Collins states: “The expression ‘one like a son of man’ in this passage is more properly translated as “one like a human being.” His human form contrasts with that of the beasts from the sea. But he is not said to be human. The imagery of a figure riding on the clouds strongly suggests that the figure in question is divine.” See idem, “The Son of Man in Ancient Judaism” in the Handbook for The Study of the Historical Jesus II, eds. Tom Holmén and Stanley E. Porter,(Leiden:Brill, 2011) 1545-1568; here 1548.
11 Vincent Taylor, The Gospel According to St. Mark, (London: MacMillan, 1959); 121.
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
jesus-final-237x300.jpg


البحر الهائج ؟ هل يعكس صورة لاهوت المسيح في مرقس ؟

الكاتب Matthew D. Montonini

ترجمة مدونة ميمرا يهوه بتصرف

جاء ذكر البحر في اثنين من المعجزات التي يذكرها مرقس في انجيله وهو ما جاء في انجيل مرقس 4 : 35 – 41 وانجيل مرقس 6 : 46 – 53 فهل حاول مرقس التركيز علي لاهوت المسيح في هذين الحادثتين ؟

سنشرح في هذا الصدد سلطان يسوع علي الطبيعة او معجزات يسوع وسيطرته علي الطبيعة وخصوصاً سيطرته علي البحر من خلال تهدئة العاصفة او المشي علي الماء كما اشرنا في ذكر انجيل مرقس لحادثتين البحر .

يسوع واستمرار العاصفة :لمحة موجزه (مرقس 4 : 35 – 41 , متي 8 : 23 – 27 , لوقا 8 : 22 – 25 )

النظرة الاولي نجد انه في (انجيل مرقس 4 : 1 – 34 ) دخول السيد الي السفينة وابتدي يعلمهم بامثال اذا كان عند البحر .ومن يدقق اكثر يجد السيد ذهب الي البحر في الاصحاح السابق (مرقس 3 : 7 ) فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر، وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية .

وهذا ما جعل التلاميذ يلازموه في سفينة

فيخبرنا انجيل مرقس 4 : 41

فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا. فان الريح ايضا والبحر يطيعانه

ويخبرنا انجيل مرقس 3 : 9

فقال لتلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع، كي لا يزحموه

ومرقس 4 : 1

‏وابتدأ أيضا يعلم عند البحر، فاجتمع إليه جمع كثير حتى إنه دخل السفينة وجلس على البحر، والجمع كله كان عند البحر على الأرض.

وما يخبرنا عنه مرقس 4 : 36

‏فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة. وكانت معه أيضا سفن أخرى صغيرة.(1)

هذا هو المشهد الاول المشهد الثاني قد حان تحويل تعاليم يسوع الي فعل حقيقي .من خلال قول السيد لهم بالعبور الي الجانب الاخر .

فيخبرنا انجيل مرقس 4 : 35

‏وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: “لنجتز إلى العبر”.

ومرقس 1 : 5

١‏وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين

فالجانب الاخر هو بحر الجليل بحسب ما ورد في مرقس 5 : 21 – 23

“ولما اجتاز يسوع في السفينة أيضا إلى العبر، اجتمع إليه جمع كثير، وكان عند البحر.‏وإذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء. ولما رآه خر عند قدميه وطلب إليه كثيرا قائلا:”ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا!”.

فقد ترك الرب الجمع علي البحر والتلاميذ كانوا مرافقين له في القارب ويتبعه قوارب صغيره كما جاء في مرقس 4 : 36 . ربما كانت هذه القوارب لزياده الجمع فكانوا يسمعون اليه من خلالها ايضاً .(2)

استخدم كاتب انجيل مرقس تعبير نوء وريح عظيم λαῖλαψ μεγάλη ἀνέμου فيخبرنا في مرقس 4 : 37

٣٧‏فحدث نوء ريح عظيم، فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ.

ونجد كلمة عظيم μεγάλη ريح عظيم في مقابلها بعد تدخل السيد هدوء عظيم γαλήνη μεγάλη في مرقس 4 : 39 .

ورد فعل التلاميذ كان الرعب والخوف الكبير كما جاء في مرقس 4: 41 . (3)

وعلي الرغم من شده وضراوة العاصفة الا ان السيد كان نائماً في المؤخره علي وساده مرقس 4 : 38 .وايقظة التلاميذ قائلين يا سيد الا يهمك اننا نهلك مرقس 4 : 38 .

وقام يسوع وانتهر الريح باعلي صوت وقال له اسكت ابكم ! فسكنت الريح وصار هدوء عظيم .مرقس 4 : 39

ثم وبخ يسوع التلاميذ علي ضعف الايمان .ويخبرنا مرقس عن فزع وخوف التلاميذ بعد ابكام العاصفة فكانوا ينظرون بعضهم البعض متسائلين من هذا الذي تطيعه الريح والبحر ؟

ويخبرنا عن ذلك انجيل مرقس 4 : 41

٤١‏فخافوا خوفا عظيما، وقالوا بعضهم لبعض:”من هو هذا؟ فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه!”.

اخراج الشياطين في البحر ؟

القارئ ينبغي ان يدرس بحذر حينما قام يسوع باخراج الشياطين في البحر ومقارنة بين ما جاء في مرقس 1 :21- 28 و مرقس 4 : 35 – 41 وسيجد مخطط مفيد .



التشابه لافت للنظر فنستنتج من هذا التشابه ان يسوع يعامل البحر بنفسه سلطانه علي الروح النجس .فيسوع يامر بالهدوء والسلام .

بمعني ان وراء ما حدث في السفينة هو الارواح الشريره وما فعله يسوع في مرقس 4 : 39 هو طرد للارواح الشريره . فقد استخدم كلمة انتهار وايضاً لفظ تكميم او اخرس pephimōso كما جاء في مرقس 1 : 25 , مرقس 3 : 12 .يشير انه يخاطب اخر وان هذا الاخر ينبغي ان يبكم ويخرس . (5)

ولكن تبقي اسئلة التلاميذ في النهاية مهمة لمعرفة هوية يسوع .فالقارئ مدعوا لاكتشاف ما هو محير للتلاميذ .والبحث عن سؤالهم من هو هذا الذي يطيعه البحر والرياح مرقس 4 : 41 .

فينبغي دراسة مرقس 4 : 35 – 41 في ظل قراءة العهد القديم .ننتقل لتوضح النص علي ضوء العهد القديم

وهو ما جاء في سرد يونان حينما نرجع للقصة في سفر يونان 1 : 4 – 6

٤‏فأرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر.

٥‏فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه، وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم. وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا.

٦‏فجاء إليه رئيس النوتية وقال له: “ما لك نائما؟ قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك”.

فنجد اوجه تشابه في حدوث عاصفة عظيمة مع قارب يواجه غرق وتدمير وكلاً من يونان ويسوع نائمين ولكن يوجد اختلافات لافته للنظر هو ان يونان كان هارباً بينما يسوع لم يهرب لكن كان يحقق مشيئة واراده الله . (6)

في سفر يونان 1 : 6 القاائد يطلب من يونان ان يسال الله ويدعوا له . في حين لم يطلب التلاميذ من يسوع ان يدعوا . بل سالوه التدخل كما يسال يهوه التدخل في مزمور 107 (7)

ويمكن الاجابة علي سؤال التلاميذ من خلال مزمور 107 23 – 30

23 النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملا في المياه الكثيرة 24 هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق 25 أمر فأهاج ريحا عاصفة فرفعت أمواجه 26 يصعدون إلى السماوات ، يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء 27 يتمايلون ويترنحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتلعت 28 فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يخلصهم 29 يهدئ العاصفة فتسكن ، وتسكت أمواجها 30 فيفرحون لأنهم هدأوا ، فيهديهم إلى المرفإ الذي يريدونه.

فمزمور 107 لهؤلاء الذين في ضيقة ويصرخون للرب ومن شدائدهم يخلصهم (8)

ففي حين يونان يعبد الرب الخالق الذي صنع البحر يسوع يأمر هذا البحر فيطيعه .واعتراف التلاميذ بطاعة البحر والريح هو اعتراف يطرح جواب علي سؤال من هو هذا .

المراجع


1 Francis J. Moloney, The Gospel of Mark: A Commentary (Grand Rapids: Baker Academic, 2002). Moloney states perceptively: “Despite the variety of sources and shifting narrative perspectives across 3:7-4:41, the theme of the boat holds the narrative together. Indeed, the boat is in some ways at the center of the story: will it sink or not?”; 98.

2 Ibid.; 98.

3 See, for example, Robert H. Stein, Mark, Baker Exegetical Commentary on the New Testament (Grand Rapids: Baker Academic, 2008). Stein also rightly suggests the next episode, 5:7, where the demon cries out with a “great voice” (φωνῇ μεγάλη); 242.

4 Chart provided by Ardel Caneday, from his personal slides in a personal correspondence on February 16, 2016.

5 James R. Edwards, The Gospel According to Mark, The Pillar New Testament Commentary (Grand Rapids: Eerdmans, 2002), 149–150.

6 Joel Marcus, Mark 1–8: A New Translation with Introduction and Commentary, vol. 27, Anchor Yale Bible (New Haven; London: Yale University Press, 2008), 338.

7 Bernard F. Batto, “The Sleeping God: An Ancient Near Eastern Motif of Divine Sovereignty, ” Biblica 68 (1987), 174.

8 John Goldingay, Baker Commentary on the Old Testament: Psalms 90–150, ed. Tremper Longman III, vol. 3 (Grand Rapids, MI: Baker Academic, 2006), 246.
 
أعلى