- إنضم
- 20 مارس 2008
- المشاركات
- 817
- مستوى التفاعل
- 445
- النقاط
- 0
<<< زمان الافتقاد >>>
وفي ذلك اليوم …. هل تتذكر؟
عندما تدهور بنا الحال واختفت جميع ”المفاتيح”
وقررنا ان نستخدم ذلك ”المفتاح القديم”
المركون … في زاوية الشك والظنون
الضائع … في ثنايا غرف ضيقة وسجون
ذلك المفتاح الذي اخذناه انا وانت
عندما التقينا بالسيد العظيم
اعلم ….
لن تنسى الذي جرى لك ولي ابداً
دخلت ”المسرح” والكل كان يصفق لك بحرارة
قائلين:
هذا هو البطل الذي اسر العالم
هذا هو الممثل الذي ……….
وحين بدأ دورك في الكلام لم تستطع الاستمرار
لم تستطع التمثيل عليهم وعلى نفسك
وانت في اعماقك كنت تعلم
ان هذا ليس هو الدور الذي اراده لك….
وبينما انت تفكر
والكل بلهفة ينتظر
فوجئت بنفسك تقول:
«لن استطيع اكمال هذه المسرحية
هذا ليس انا
لقد قابلت السيد
انا اصبحت انساناً جديداً
انساناً حراً»
وبعد برهه استولت الدهشة العارمة الجماهير
والسكون قبل العاصفة اجتاح المكان
واضطرب جميع المشاهدين
صغار كبار ومسنين
ثم تهافتت الاصوات
وكلهم بنفس واحد وقفوا متسائلين:
ـ هل فقدت عقلك؟
لا …. بل وجدته
ـ هل انت غبي، ستفقد كل شئ!!!
لا يهم …. لاني عرفته
ـ ستتألم ”وسيُدخلك في النار”
سأدخل … وسأدعو باسم ربي والهي … وسأصل
ـ هل تعتقد بأنك ستفلت من ايديهم بسهولة
سوف يقتلوك!!!
سيكون يوم فرح وعيد
لان الموت سيحملني للحبيب
ـ سيتركك الاصدقاء
وتكثر من حولك الذئاب الخاطفة … والاعداء؟
بصوتي اليه سأصرخ
ولن اخاف… لانه يقتحم اعدائي امامي
كاقتحام المياه
ثم جاء ”المخرج” برداء الظلمة
والغضب يعلو وجهه
وملايين ”الممثلين” تلتف من حوله
قائلاً:
انه حر ….
اخرجوه وخذوا كل شئ منه
لقد جاء الامر باطلاق سراحه
……
….
…
لقد جرحوني
اهانوني
بصقوا في وجهي
هؤلاء الذين صفقوا لي
وهتفوا باسمي
واخرجوني
خارج المسرح
وتركوني
عارياً … موجوعاً … مشوه
وانا امامهم انزف دماً
لكن الحياة كانت قد عادت لي
وانا اذرف دموعاً لا تتوقف
لكن سعادة لا توصف قد غمرتني
وفي نظرهم اصبحت بائساً وفقيراً
لكنه اختارني انا لاكون غنياً في الايمان
ووراثاً لملكوت ابن الانسان
لقد كانت اول معركة انتصر فيها
نفس تلك المعركة التي خسرت فيها
دم ودموع والالام واحزان
اقارب واصدقاء … واحباء
ولاول مره يسكن في نفسي واعماقي... السلام
اول مرة اشعر فيها بالحب …. حب بلا رياء
اول مرة اشعر بوجود وقوة نبضات الحياة
ولاول مرة يستيقظ قلبي
قلبي .... الذي سكن فيه ربي
( ان رجعت يا اسرائيل يقول الرب ان رجعت الي وان نزعت مكرهاتك من امامي فلا تتيه.)
ارميا 1:4