القديس الأنبا هدرا الأسقف | أنبا هدرا السائح الأسواني

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
القديس الأنبا هدرا الأسقف | أنبا هدرا السائح الأسواني


تعتز مدينة أسوان بجنوب مصر بشفيعها وقديسها الأنبا هدرا، وبالدير الأثري الذي يحمل اسمه الذي يرجع إلى القرن الخامس الميلادي.



نشأته:
وُلد من أبوين مسيحيين فربّياه وعلّماه مخافة الرب منذ صغره. ولما بلغ الثمانية عشر من عمره أحب والداه أن يزوجاه من إحدى قريباته. فلما جاء الوقت امتنع بحجة المرض.
لقد رفض الزواج ليس هربًا من المسئوليات الأسرية، ولا بكونه أمرًا دنسًا أو غير لائقٍ، وإنما لأنه عشق تكريس كل كيانه ووقته للعمل الروحي. وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن البتولية: "إننا نقولها الآن بوضوح أن البتولية هي رفيقة الإنسان في عمله الروحي ومساعدة له في الوصول إلى الهدف السامي للحياة. إنها قوة، حتى أنهم يتشبهون بالطبائع الروحية".

في إحدى الليالي رأى شخصًا منيرًا يقول له: "يا هدرا يا هدرا، لا تبطئ عن النهوض إلى ما اهتممت به من الفكر الصالح، بل قم مسرعًا وتممه". فقام مسرعًا ومضى إلى الكنيسة مصليًا كعادته، سائلًا اللَّه أن يعينه وأن يرشده إلى ما فيه خلاص نفسه، وكان يردد المزمور القائل: "طوبى للذين بلا عيب في الطريق، السالكون في ناموس الرب" (مز1:118). ذهب إلى الكنيسة مبكرًا، وصلى مع الجماعة، وطلب من السيد المسيح أن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه، فسمع ما ارتاح إليه.



رهبنته:

لما خرج من الكنيسة رأى رجلًا ميتًا محمولًا ذاهبين به إلى الدير، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلًا: "اسمع يا هدرا، ليس هذا الذي قد مات ولكنك أنت الذي قد متّ عن هذا العالم الزائل". ولما وصلوا الدير ودفنوا الميت لم يعد إلى بيته بل دخل الدير وأقام مع الرهبان. ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له: "إنك بعملك هذا تجلب علينا الحزن كما تؤلم قلب خطيبتك وأنت تستطيع أن تعبد اللَّه في أي مكان شئت". وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملأ قلوبهم على فراقه.

أما هو فقد سكب نفسه في عبادةٍ حارةٍ ونسكٍ عظيمٍ وصومٍ دائمٍ وصلواتٍ متواترةٍ ومطانيات عديدة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). وكان في أيام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدوته الصالحة.

لاحظ المتوحدون جهاد القديس الأنبا هدرا فقالوا له: "يا أخانا الحبيب جيد هو كل شيء يُصنع بمقياس". أما هو فأجابهم: "إن كل ما أفعله لا يقوم مقام خطية واحدة من خطاياي". فإذ سمع الإخوة هذا الكلام اتعظوا ومضوا، وصاروا يخبروا الآخرين بما قاله لهم. وكان المتوحّدون يلتقون به ويقتدون بأفعاله، ويطلبون مشورته، كما كانوا يتعجبون من تواضعه وانسحاق نفسه.



في البرية الداخلية:

جاءت الجموع تتقاطر عليه من كل البلدان تطلب كلمة منفعة وتتمتع بتعزيات الروح. لكنه إذ كثرت الزيارات جدًا استشار أباه الروحي أنبا بيمن وطلب أن ينفرد في البرية. ترك مغارته بعد ذلك بثماني سنين ودخل في البرية الداخلية، وكأن يسأل اللَّه أن يختار له موضعًا لسكناه.
بعد ثلاثة أيام جاءت بعض وحوش البرية لتفترسه، أما هو فوقف يصلي طالبا من اللَّه أن يصنع معه رحمة، ويُبعد عنه الخوف من الوحوش الكاسرة كما أخضع الأسود لدانيال. للحال صارت الوحوش تستأنس به.



حرب دائمة مع الشيطان:

طلب من القديس بيمن أن يطَّلِع على سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير. ومكث هناك أيامًا كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده، وكان الشيطان يجربه كثيرًا. من ذلك أنه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الرب، فغاب عنه الشيطان في الحال.

جاء في المخطوط الخاص بسيرته: "استمر يصنع صلوات كثيرة ونسكيات، فإذا عدو الخير الذي هو الشيطان صار يفزعه بأشكالٍ مخيفةٍ ومناظرٍ مفزعةٍ، ويظهر له في شكل نساء جميلات الصورة لكي يوقعه في شباك الخطية المهلكة. لكن القديس أنبا هدرا كان يقوى عليه ويقهره بقوة الصليب المقدس فينفضح ويضمحل".

وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولما عاد وجد تنّينًا عظيمًا داخلها، فصلى إلى الرب قائلًا: "يا ربى وسيدي، إن كانت هذه إرادتك أن أسكن مع هذا الوحش فلتكن"، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعًا إلى ثلاثة أجزاء.

حدث أن سقط القديس أنبا هدرا وانطرح على الأرض بسبب نسكه الزائد، فظهر له شخص نوراني وسكب على رأسه دهنًا. للحال تقوى وشعر أن قوة إلهية قد أدركته. لكن عدو الخير لم يتركه بل كان يظهر له في أشكال مخيفة. أما هو فكان يرشمهم بعلامة الصليب فيهربوا من أمام وجهه.

كان في حرب دائمة مع الشيطان، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يخلصه منها. وأخيرًا حبس نفسه في قلايته، وكانوا يأتون إليه بالمرضى والمصابين بالأرواح النجسة، فيصلى على زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قاتلة: "ويلاه منك يا هدرا أحرقتنا بصلواتك وطردتنا من البراري".



معرفته للكتاب المقدس:

أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسّر لهم معانيها، فأعجبوا بعلمه قائلين: "لقد طفنا جبالًا وأديرة كثيرة، وزرنا معلمين وفلاسفة فلم نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما فسّرها لنا هذا القديس".


سيامته أسقفًا:
إذ تقدم به السن ترك موضع الوحدة في البرية الداخلية وذهب إلى أحد الأديرة حيث حبس نفسه في قلاية بها.

وقد وهبه اللَّه صنع العجائب. وفي ليلةٍ رأى في حلمٍ إنسانًا لابسًا شكل الأسقفية، جالسًا على كرسي، خاطبه قائلًا: "تمسك بالإيمان الذي قبلته من الآباء القديسين". ثم قام عن كرسيه وأشار بيده نحوه، قائلًا له: "قد وهبتك هذا الكرسي..." ثم اختفي عنه.

سجّل الأنبا هدرا هذه الرؤيا ولم يخبر بها أحدًا إلى لحظة دعوته للأسقفية.

لما تنيّح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد أثنوا لهم على القديس هدرا. فذهبوا إليه وأخذوه رغمًا عنه وسافروا إلى الإسكندرية، ورسمه لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أسقفًا عليهم.

ما أن جلس على كرسيه حتى عكف على وعظ شعبه وتعليمه طريق الحياة. فقد اهتم بالجانب التعليمي وتثبيت شعبه على الإيمان المستقيم. وكان يصلي على المرضى، ووهبه اللَّه موهبة شفاء المرضى وصنع آيات كثيرة، كما كان يهتم بالفقراء والمساكين والغرباء، ويفتقد المحبوسين. وأكمل حياتهٍ بسيرةٍ حسنة، ثم تنيّح بسلام.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
نياحة القديس هدرا الاسوانى (12 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب العظيم الأنبا هدرا أسقف مدينة أسوان، وقد ولد من أبوين مسيحيين، فربياه وعلماه مخافة الرب منذ صغره، ولما بلغ ثماني عشرة سنة أحب والداه إن يزوجاه من إحدى قريباته، ولكنه امتنع بحجة المرض، حتى إذا كان صباح ذلك اليوم، ذهب إلى الكنيسة مبكرا، وصلي مع الجماعة وطلب من السيد المسيح إن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه، فسمع ما استراح إليه، ولما خرج من الكنسية رأي ميتا محمولا ذاهبين به إلى المقبرة، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلا " اسمع يا هدرا، ليس هذا الذي قد مات، ولكنك أنت الذي قد مت عن هذا العالم الزائل "، ولما وصلوا ودفنوا الميت، لم يعد إلى بيته بل التحق بالدير وأقام مع الرهبان، ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له " انك بعملك هذا تجلب علينا الحزن، كما تؤلم قلب خطيبتك، وأنت تستطيع إن تعبد الله في أي مكان شئت " وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملا قلوبهم علي فراقه، أما هو فقد اندفع في عبادة حارة، ونسك عظيم وصوم دائم، وصلوات متواترة، ومطانيات ****noia عديدة. وكان في أيام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدرته الصالحة، وبعد ذلك بثماني سنين طلب إن ينفرد في البرية، وإذ سمحوا له، انطلق حتى عثر علي مغارة فسكن فيها، وطلب من القديس بيمين إن يطلع علي سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير، ومكث هناك أياما كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده، وكان الشيطان يجربه كثيرا، فمن ذلك انه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الرب، فغاب عنه الشيطان في الحال، وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولما عاد وجد تنينا عظيما داخلها، فصلي إلى الرب قائلا “ يا ربي وسيدي إن كانت هذه إرادتك إن اسكن مع هذا الوحش فلتكن، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعا إلى ثلاثة أجزاء. وكان في حرب دائمة مع الشياطين، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يخلصه منها، وأخيرا حبس نفسه في قلايته، وكانوا يأتون إليه بالمرضي والمصابين بالأرواح النجسة، فيصلي علي زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قائلة " ويلاه منك يا هدرا، أحرقتنا صلواتك وطردتنا من البراري"، ومرة أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسر لهم معانيها، فاعجبوا بعلمه قائلين " لقد طفنا جبالا وأديرة كثيرة، وزرنا معلمين وفلاسفة، فمل نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما يفسرها لنا هذا القديس "، ولما تنيح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد اثنوا لهم علي القديس هدرا، فذهبوا إليه وأخذوه رغما عنه وسافروا إلى الإسكندرية ورسمه لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أسقفا عليهم، وما إن جلس علي كرسيه حتى عكف علي وعظ شعبه وتعليمه طرق الحياة، وقد صنع آيات كثيرة، وكمل حياته بسيرة حسنة، ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا، امين.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كلمات تمجيد الأنبا هدرا السائح الأسواني *
القرار
(بنيوت افا هدرا )

هيا يا بني الإيمان نطلب شفاعة وإحسان من قديس أسوان
يا اسم جميل غالي ديرك مبني وعالي مليان بالقلالي
اسقف ناسك عابد مصلي ومجاهد وللعالم زاهد
بفضائل كثيرة قلبك مليان غيره بهمة كبيرة
يا رجل المعجزات سموت في الروحيات الي اعلي الدرجات
في سياحة روحية وحياة تقوية عطرت البرية
بسلاح الطهارة حاربت بجدارة في خدمة جبارة
غلبت شيطان غدار يزأر كاسد جبار بالصليب القهار
احرق بصلاتك وعمق طلباتك وكثرة مطانياتك
في خدمة وارشاد جمعت حولك عباد يا عظيم في الجهاد
رجل عامل وحكيم يا لابس الإسكيم نقدم التكريم
لا تمدحك كلمات اسمك مليان بركات يا جزيل الصفات
طوباك ثم طوباك المسيح اعطاك وجهك كوجه ملاك
السلام لك يا مختار ياما هديت اشرار الي نور الانوار
اشفع في اثمه وخطاه امام عرش الاله لنحظي بالنجاه
ومن احيا كرسيك اذكره امام فاديك من اجله نناديك
اذكر اسقفنا الجليل راعي وديع ونبيل يحمي رايه الانجيل
كاتب هذه السيرة قلبه مليان غيرة اجعل حياته منيره
احنا اولاد العذراء وابناء الانبا هدرا صلي لنا نزيد قدرة
في الجهاد يا انبا هدرا

تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين

الكل يقولون يا إله الانبا هدرا اعنا اجمعين

____________________
 
أعلى