كيف تكون عظيمًا بنظر الآب؟

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%B2%D8%A8%D8%AF%D9%89-%281%29-web.jpg


"تدعونا الكنيسة المارونيّة في الأسبوع الأوّل من زمن الصّليب المجيد من خلال هذه الآيات من الفصل العاشر لإنجيل المسيح بحسب الإنجيليّ مرقس (10/ 35 – 45)، إلى التّأمّل في مفهوم الصّليب في حياتنا اليوميّة." بهذه المقدّمة استهلّ الأب بشير نصر الأنطونيّ قراءته الرّوحيّة لموقعنا.
ولأنّ الصّليب هو رمز المحبّة الإلهيّة، أكمل الأب نصر شارحًا: "إنّ مفهوم الصّليب تحوّل مع الرّبّ يسوع من علامة عار ولعنة إلى علامة مجد وقيامة. ولكنّ السّؤال، كيف حوّل يسوع هذا المفهوم، هل فعل ذلك كملك يسود الأمم ويتسلّط عليهم؟"
وإستطرد الأب الأنطونيّ قائلًا: "الحقيقة أنّ يسوع تواضع وأحبّ حتّى التّضحية والتّخلّي عن ذاته فداءً للعالم، وبالرّغم من أنّه صنع المعجزات فحوّل الماء إلى خمر، وطهّر الأبرص، وشفى النّازفة، وأقام المقعد، وفتح عيني الأعمى، وأقام الموتى، فإنّه لم يقم بردّة فعل تجاه الشّرّ عندما جرّبه الشّرير، وعيّره المارّة وهو على الصّليب، لأنّه يريد تحقيق مشروع الحبّ الإلهيّ لخلاص العالم أجمع".
وإنطلاقًا ممّا سبق أكمل الأب نصر مفسّرًا: "لذلك فإنّ طلب يوحنّا ويعقوب ابني زبدى المكان الأوّل لا يندرج في منطق الله بل هو تفكير بشريّ. هما بعيدين كلّ البعد عن منطق يسوع، فمنطق يسوع يتناول المحبّة، والمحبّة تؤدّي إلى الخدمة، والمنصب بالنّسبة ليسوع هو للخدمة، إذ قال لتلاميذه بأنّ الكبير يجب أن يكون خادمًا للصّغير، أمّا هما فينتظران المسيح الذي يسيطر ويبطش ويهمّه المناصب، بينما يسوع يعلن لتلاميذه أنّه سيعاني الألم والموت في أورشليم وسيرذله الجميع."
وأوضح الأب الأنطونيّ مستخلصًا: "يريد يسوع أن يفهمنا أنّ الحبّ فقط قادر على تحويل الصّليب إلى خلاص وانتصار، فعلى المسيحيّين أن يسعوا لا إلى المكان الأوّل، كما طلب ابنا زبدى، فيجعلوا الله في خدمتهم، بل إلى جعل أنفسهم في خدمة الله."
وإختتم الأب نصر قراءته الرّوحيّة بكلمة توجيهيّة فقال: "إنّ زمن الصّليب هو زمن انتصار المسيح على الشّرّ والظّلم والخطيئة، وهذا يتحقّق عندما نعمل بكلمة يسوع بأنّه لم يأت ليُخدم بل ليَخدم ويبذل ذاته عن كثيرين، فصليب المسيح لا يأخذ معنى الألم، بقدر ما يأخذ معنى الخدمة والتّضحية في سبيل خلاص إخوتنا، وهكذا نستطيع أن نتّحد مع بعضنا البعض برضى الآب، محبّة المسيح ونعمة الرّوح القدس، للثّالوث الأقدس المجد من الآن وإلى الأبد، آمين."
 
أعلى