مُستقبل غير مُشرف ........ دينا عبد الكريم

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
دينا عبد الكريم

مُستقبل غير مُشرف .....


يتغاضون عن الأخذ بالأسباب.. ثم يصرخون من اقتراب الخطر..

يتصرفون بعشوائية، ثم يلومون النظام على فوضى الشوارع والمرور...

يهملون فى تربية أبنائهم.. ثم تزعجهم النتائج حين يكبرون..!

سلوك متعارف من فئة غير قليلة فى مجتمعاتنا... تكيل بمكيالين وتحكم بألف ضمير وترتضى لأنفسها ما ترفضه من سلوك لغيرها...
ولأن هذا الاتجاه السلوكى صار معتادًا وصنيعة سنوات التشويه والتشوّه، فإن قبولها ضمنًا صار أيضًا معتادًا
وصار – للأسف – ميراثًا يورث للأبناء من بيوتهم التى لا تجد غضاضة فى ممارسة الازدواجية الأخلاقية والدينية بكل أريحية أمام أبنائهم.

والسلوك المشرف هو أحد أغلى أنواع الميراث الذى نتركه خلفنا لمن نحبهم، ونهديه لمن يقتدون بنا وينظرون إلينا بعين التقدير..
بينما الشرف هو ما تقرره أولًا فى ضميرك قبل أن تمتحن، وهو ما تفعله فى الخفاء حين لا يراك أحد.

الشرف هو النجاح فى امتحانات الحياة الصغيرة واجتيازها كل يوم بنفس التوجه دون ريبة ودون تغير فى المعايير...

لماذا أسرد تلك المقدمة المهمة، لأننى مشغولة ومصدومة من «سلوك غير مشرف»، يعكس خللًا فى معايير «الشرف»
التى تمرر للأجيال القادمة.

أتى اختبار بسيط اسمه «البحث المدرسى» ليكشف عوارًا حقيقيًا فى منظومة «التربية» تلك التى تبدأ فى البيوت
و تكتمل فى «التربية والتعليم» فى منظومة أكبر.

ببساطة، البحث المطلوب من طلبة المدارس هو بلا شك هدية نجاح مغلفة بمجهود بسيط من الطالب يمكن أن يقوم به
ببساطة ودون أى تعقيد، قرأت تقريبًا كل التعليمات الإرشادية لمعظم المراحل فوجدت أننا أمام موضوع أبسط كثيرًا من الهلع
المستمر من الأمهات ومحاولات الاستغلال التى بدأت بسرعة من محاولات بيع البحوث والمتاجرة بكل موقف وكل جديد.

وأكثر المشاهد المزعجة فى هذا الأمر هو مشهد الآباء والأمهات المتزاحمين فى طابور أمام مكتبة بائسة لشراء البحث!
و الأمهات الحائرات بين الأساتذة طلبا لمن يساعد فى عمله أو يقوم به بدلًا عن (المحروس) ابنها!

أى نوع من الأبناء تقدمون لنا! العالم ملىء بالمخادعين الذين لا يطيقون «التعب» من أجل غاية، وقليلى الكفاءة
الذين لا يطيقون «البحث» من أجل نتيجة، بل يقفزون بنجاح على فرص غير مستحقة.. أبشر أولياء الأمور الذين تسارعون
لتقدموا لأبنائكم البحث جاهزًا ومعلبًا طمعًا فى «العبور والنجاح» أبشروا.. أنتم تقدمون النموذج الأسوأ للنجاح الهش
الذى يسقط أمام أى امتحان حقيقى.. وتقدمون لسوق العمل المنتج الأسوأ على الإطلاق «أفراد بلا شرف،
غير مرحبين بالجهد والكفاح، بلا محتوى حقيقى ينفعهم أو ينفع الناس من بعدهم!».

إن كان هناك فى مجتمعاتنا من يستحقون الغضب اليوم... فهم أولئك الذين يفسدون المستقبل الآن!.​
 
التعديل الأخير:

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
ربنا يستر من السلوك الفوضى
على كل الاجيال القادمة
 
أعلى