العليقة المشتعلة والنبي موسى

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
موسى والعليقة المشتعلة

2251362134.jpg

في سفر الخروج والاصحاح الثالث
1 وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ حَمِيهِ يَثْرُونَ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَقَادَ الْغَنَمَ إِلَى مَا وَرَاءِ الطَّرَفِ الأَقْصَى مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّى جَاءَ إلى حُورِيبَ جَبَلِ اللهِ.
3:‏1 شتان ما بين حياة موسى كأمير مصري، وحياته كراعي غنم في مديان! فكان كل شيء طوع أمره كأمير، إذ كان الابن المشهور لأميرة مصرية. بينما كان عليه، كراع، أن يقوم بعمل كل شيء لنفسه. لقد كان عليه أن يقوم بالعمل الذي تعلم أن يحتقره (تك 43: 32 ؛ تك 46: ‏32-34 ). وعاش غريباً مجهولاً. وياله من اختبار لموسى يبعث على الإحساس بالهوان! ولكن الله كان يهيىء موسى للقيادة، فإذ عاش موسى حياة الراعي البدوي، عرف أساليب الناس الذين سيقودهم، كما عرف الحياة في البرية. ولم يكن في قدرة موسى أن يرى ذلك بنفسه، ولكن الله كان يُعِده لتحرير بني إسرائيل من قبضة فرعون.
2 وَهُنَاكَ تَجَلَّى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ وَسَطَ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ مُوسَى وَإذَا بِالْعُلَّيْقَةِ تَتَّقِدُ دُونَ أَنْ تَحْتَرِقَ.
3:‏2 كلم الله موسى من حيث لا يتوقع، من عليقة (شجرة صغيرة) مشتعلة، التي عندما رآها موسى، ذهب ليستطلع الأمر. وكثيراً ما يستخدم الله مصادر غير منتظرة عندما يعمل في حياتنا أيضاً. فكن مستعداً للاستطلاع. وسواء كان يستخدم أناساً أو أفكاراً أو خبرات، فكن مستعداً لمفاجآت الله، فقد يكون لديه إرشاد معين لك، يمكن إعلانه لك عندما تكون مستعداً للإصغاء «لعليقة مشتعلة»
3 فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَسْتَطْلِعَ هَذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لَا تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟»
3:‏3، 4 لقد «رأى» موسى الله في عليقة مشتعلة وتكلم معه. وقد ظهر الله لكثيرين في الكتاب المقدس في صورة منظورة (وليس بالضرورة في صورة بشرية)، فقد رأى إبراهيم «تنور دخان ومشعل نار» تك 15: 17 ، وصارع يعقوب مع إنسان تك 32: ‏24-29 . وعندما انطلق الشعب المستعبد من مصر، قادهم الله بعمود سحاب ونار. وكل هذه الظهورات حدثت في أزمنة العهد القديم، وقد ظهر الله بهذه الصور لتشجيع الأمة الجديدة، وليبرهن على صدق رسالته الشفهية.
4 وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ مُوسَى قَدْ دَنَا لِيَسْتَطْلِعَ الأَمْرَ، نَادَاهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قَائِلاً: «مُوسَى». فَقَالَ: «هَا أَنَا».
5 فَقَالَ: «لا تَقْتَرِبْ إِلَى هُنَا: اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».
3:‏5، 6 أمر الله موسى أن يخلع حذاءه لأنه كان يقف على أرض مقدسة، وأطاع موسى وغطى وجهه أيضاً. وكان خلع الحذاء دليلاً على الاحترام، وتغطية وجهه اعترافاً بعدم استحقاقه المثول أمام الله. والله صديق لنا، ولكنه في نفس الوقت هو سيدنا الرب. والاقتراب إليه باستهانة يدل على نقص الاحترام والإخلاص. فعندما تأتي إلى الله في العبادة، هل تقترب إليه بطريقة عارضة أو كضيف مدعو أمام الملك؟ كثيراً ما يلزمنا أن نفحص قلوبنا ليكون موقفنا لائقاً بالاقتراب من الله القدوس.
6 ثُمَّ قَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ أَبِيكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلَهُ إسْحاقَ، وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». عِنْدَئِذٍ غَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَرَى اللهَ (فَيَمُوتَ).
7 فَقَالَ الرَّبُّ: «قَدْ شَهِدْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ جَرَّاءِ عُتُوِّ مُسَخِّرِيهِمْ وأَدْرَكْتُ مُعَانَاتَهُمْ،
8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُخْرِجَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ طَيِّبَةٍ رَحِيبَةٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.
9 وَهَا هُوَ الآنَ قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَرَأَيْتُ كَيْفَ يُضَايِقُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ.
10 فَهَلُمَّ الآنَ لأُرْسِلَكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَتُخْرِجَ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ».
3:‏10-12 حاول موسى أن يعتذر لأنه شعر بعدم أهليته للعمل الذي طلبه منه الله. وكان من الطبيعي له أن يشعر بذلك، فهو لم يكن كفئاً في ذاته. ولكن الله لم يطلب من موسى أن يعمل بمفرده، بل أعطاه موارد أخرى لمعاونته (هرون، وموهبة صنع المعجزات). وكثيراً ما يدعونا الله لأعمال تبدو أصعب مما نستطيع، ولكنه لا يطلب منا القيام بها بمفردنا، بل يمنحنا موارده، كما فعل مع موسى. ويجب ألا نختبئ وراء عجزنا، كما فعل موسى، بل ننظر إلى ما وراء ذواتنا، إلى الموارد العظيمة المتاحة، وعندئذ نستطيع أن ندع الله يستخدم إسهاماتنا الفريدة.
11 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَمْضِيَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَأُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟»
12 فَأَجَابَ: «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ. وَمَتَى أَخْرَجْتَ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَتَكُونُ هَذِهِ لَكَ الْعَلامَةَ أَنَّنِي أَنَا أَرْسَلْتُكَ».
13 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «حِينَمَا أُقْبِلُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ قَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ وَسَأَلُونِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»
3:‏13-15 كان للمصريين العديد من الآلهة بأسماء مختلفة، وأراد موسى أن يعرف اسم الله حتى يعرف العبرانيون تماماً، من الذي أرسله إليهم. وقد دعا الله نفسه «أهيه»، وهو اسم يدل على قدرته السرمدية، وصفاته غير المتغيرة. ففي عالم فيه كل القيم والمبادئ والقوانين تتغير باستمرار، نستطيع أن نجد الثبات والأمان في إلهنا الذي لا يتغير، فالله الذي ظهر لموسى هو نفسه الله الذي يحيا فينا الآن. ونقرأ في الرسالة إلى العبرانيين (13:‏8) أن الله «هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد». وحيث إن طبيعة الله ثابتة لا تتغير، فإننا نستطيع أن نستمتع بشخصه ومحبته وعنايته بدلاً من صرف وقتنا في محاولة تصوره.
14 فَأَجَابَهُ اللهُ: «أَهْيَه الَّذِي أَهْيَه» (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ). وَأَضَافَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَه (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ.»
3:‏14 «أهيه» أو «يهوه» يعني «أنا هو»، فباستخدام هذا الاسم، كان الله يذكر موسى بوعود عهده مع إبراهيم تك 12: ‏1-3 ؛ تك 13: ‏14-17 ، ومع إسحاق (تك 26: ‏2-5 )، ومع يعقوب (تك 28: ‏13-15 ). وعندما استخدم موسى هذا الاسم بعد ذلك مع الشيوخ (خر 4: ‏29-31 )، كان يثير فيهم المشاعر القومية في وعد مضى عليه نحو خمسمائة عام.
15 وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ ’الكَائِنَ‘ إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى الْأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
16 اذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ تَجَلَّى لِي قَائِلاً: إنَّنِي حَقّاً قَدْ تَفَقَّدْتُكُمْ، وَشَهِدْتُ مَا أَصَابَكُمْ فِي مِصْرَ،
والعليقة المشتعلة تشير الى النور الالهي والله الابن الذي تجسد منها ولم تحترق عذراويتها بل بقيت عذراء قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة
وتشبر ايضاً الى كنيسة المسيح التي تظطهد عبر الازمان وهي تشتعل بنار الروح القدس وتنمو وتكبر رغم الاظطهاد عليها
وتشير ايضاً الى الله الابن الذي كلم موسى من وسط العليقة اي رب المجد يسوع المسيح وليس الله الاب لان الله الاب لا يرى
 
التعديل الأخير:
أعلى