أبائيات : فكر أبائي من كتابات الاباء

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
{《التجسد لم يحد من وجوده في كل مكان :

لايظن أحد أنه أصبح محصورا في الجسد او ان أى مكان آخر قد أصبح خاليا منه . أو ان الكون قد أصبح محروماً من عمله وعنايته بسبب حلوله في الجسد ...
ولكن إذ هو الله الكلمة الذي لا يحويه و لا يحده مكان فهو إذن الذي يحوى كل الاشياء ... لإنه و إن كان موجودا منذ البدء في كل الخليقة لكنه في جوهره متميزاً عن الكون . و إذ هو الخالق واهب الحياة للكل يملأ كل الأشياء دون (أن ينحصر فيها) أو أن يحدده شيئ منها .

¤ إذن حتى مع حلوله في جسد بشري واهباً له الحياة فقد كان في نفس الوقت بلا تناقض مانحاً الحياة للكون بأسره حاضراً في كل عملٍ من أعمال الطبيعة وهو خارجاً عن الكل (بجوهره وطبيعته) ..
فالنفس و إن كانت في الجسد ولكنها بقوة الفكر تسطيع أن تدرك وتدير الأشياء التى هى خارج جسدها . إنما الفارق الكبير أن النفس لاتستطيع أن تعمل خارج نطاق جسدها أو تُحرك الأشياء البعيدة عنها (بدون جسدها ) . فلا يستطيع إنسان جالس في بيته أن يخرك الشمس و الافلاك والنجوم والاجرام السماوية بمجرد التفكير فيها ، ولكنه فقط يراها تتحرك دون أن يكون للانسان تحكم او تأثير عليها ...
أما اللوغوس كلمة الله فلم يكن محصوراً في الجسد بل بالحري كان يستخدم الجسد (كهيكل له) وإن كان قد حل في الجسد لكنه في ذات الوقت حاضرٌ في كل شيئ . وبينما كان يتصرف كإنسان لكنه في الوقت نفسه الله الكلمة يُحيي الكل .. و كإبن الله كان قائماً في أبيه 》} [1]

_____________

[1] القديس البابا أثناسيوس الرسولي : الرسائل الفصحية : الرسالة رقم ١١ : ١٣ ،١٤

عن كتاب ْ : التجسد، معناه أهدافه
اسم المؤلف :القمص متياس فريد
الناشر : ك . العذراء بالفجالة
الاولي لسنة ٩٨
ص١١ و ص١٢
(بتصرف)

#التجسد
 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
{{–  لم يتدنس بالجسد :

وإن كانت الشمس التى خلقها هو : لا تتدنس بمجرد لمسها الاشياء التى علي الأرض ولا تنطفئ بظلماتها : بل تنيرها هى وتطهرها ، فبألاولي جدا كلمة الله كلي القداسة رب الشمس و خالقها ، لايمكن ان يتدنس بمجرد ظهوره في الجسد بل علي العكس ، فهو العديم الفساد ، فقد طَّهّر و أحيا الجسد الذي كان في حد ذاته قابلاً للفساد
إذ قيل فيه الذي لم يفعل خطية ولا وُجِدَ في فمه مكر (1بط2 : 22) (1)

–  لماذا الجسد البشري بالذات ؟
وإذا سأل أحد : لماذا لم يظهر الله بواسطة أجزاء من الخليقة أسمى و أبهى كالشمس و النجوم بدلاً من (مجرد إنسان ) فليعلم أن الرب لم يأتِ لكى يتباهى ويزهو بخيلاء علينا ، بل ليشفي الإنسان الواقع تحت الآلام ويعلمه ويرشده ، ومن يطلب أن يشفي و يبرئ و يُحيي : لايكتفي بمجرد الظهور بل يبذل نفسه مقدماً نفسه لإجل إشباع حاجة المحتاجين ، كما أنه بسبب صلاحه حينما يظهر يظهر بالشكل الذي يحتملون التعامل معه دون أن ينزعجوا ،
الأمر الثانى : ان الانسان هو الذي أخطأ - وضل وفسد ومات - وحده دون سائر المخلوقات فالشمس والقمر وكل الخليقة عرفت الكلمة صانعها وضابطها ، وهى باقية كما خُلقت ،اما البشر فوحدهم هم من رفضوا الصلاح و إخترعوا الشر ولم يريدوا أن يروا أعمال الله في الكون فقد جاء و أظهر لهم ذاته كإنسان في الدائرة التى حصروا نفوسهم داخلها (2)

â—‡ تجسد و تأنس : وقد يسترعي إنتباهك أننا نصلي في القداس ان الله الكلمة : ( من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم : تجسد و تأنس ) فهل هناك فارق بين اللفظين ؟ أم أنهما مجرد مترادفات ؟ وهل هناك حكمة من إضافة تأنس بعد تجسد..
كان البابا أثناسيوس يستعمل اللفظين دون تفريق بينهما فما ذكره الانجيل أن (( الكلمة صار جسداًم))[ يوحنا 1: 14 ] كتب البابا أثناسيوس ان التجسد يعنى عنده بلاشك ان الكلمة صار إنسانا كاملا ذا نفس وجسد وروح فاستعمال [جسد] يعنى الانسان كله أى البشرية الكاملة أو الناسوت الكامل (3) ولكن إبتداءاً من سنه 362م بدأ البابا أثناسيوس في كتاباته يؤءكد و يوضح لفظياً علانيةً علي وجود الناسوت الكامل الذي يتضمن الجسد و النفس و الروح(4) وهذا التاريخ هو تاريخ إنعقاد مجمع الاسكندرية الشهير الذي دعا إليه وترأسه القديس بعد رجوعه من النفي الثالث الذي قضي فيه سبع سنوات بين الرهبان (5) وفي هذا المجمع أوضح مفهوم أن لاهوت اللوغوس هو : ( هومو أوسيوس) ومعناها من نفس جوهر الآب -
وفي هذا المجمع أُدينت بدعة أبوليناريوس التى تقول ان ربنا لم يتخذ انسانية كاملة بل اتخذ فقط جسداً دون روح بشرية }}][1AA ]
_______

(1) البابا أثناسيوس الرسولي : فيليب تشاف : تاريخ الكنيسة المسيحية : الجزء الثالث : 10 : 163 .

(2) البابا أثناسيوس الرسولي : الرسالة إلي أدليفيوس : 8.

(3) البابا أثناسيوس الرسولي : الرسالة إلي مكسيموس : 3.

(4) تجسد الكلمة : 44: 1 - 5

(5) تجسد الكلمة : 44: 5 -8¨.

_______

عن كتاب : التجسد معناه و أهدافه : مقالات مبسطة في لاهوتيات القديس أثناسيوس :

إعداد : القمص : متياس فريد
الناشر : ك. العدرا الفجالة
الاولي 1998م : ص12 و13
#التجسد
 
التعديل الأخير:

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens


´* نعم جسد مريم كان مقدساً ، لكنها ليست إلهاً ، نعم العذراء بتول ومستحقة كل تمجيد ، ولكنها لم تـُعط لنا لكى نـعـبُـدها ، هى نفسها تعــبد ذاك الذي وُلــد من أحشــائها والـذي نــزل من السماء ومن حضن أبيه (1)

*´ إن كان الله قد رتب الأمور بحيث يمكن أن تأخذ الكهنوت إمرأة ما ، وان أى إمرأةً كانت تنال دوراً كنيسياً طقسياً أو كهنوتياً ، لكان من باب أولي ، وقبل كل شيئ بالحري جداً ، لكان أعطى الكهنوت لمريم العذراء ، التى كانت مكرمة جداً التى حملت خالق الكون كله في أحشائها (2)


القديس أبيفانيوس
أسقف سلاميس
325- 403م

ــــــــــــــــــــــ
Adv. Haer¦r 79,4
PG .42.765 C-D.
(2) Ibid , 79,3 .PG.42,744 A-B

عن كتاب
العذراء والدة الإله
القمص بنيامين مرجان باسيلي
ك. مارمرقس الجيزة
ظ¢ظ ظ ظ¨م
P143

※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※※
#العذراء
 
التعديل الأخير:

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
{{4] لماذا دُعّىّ كلمة الله إنساناً ؟؟؟

الله الكلمة المولود من الآب دعى إنساناً رغم كونه بالطبيعه هو الله لإنه إشترك في الدم واللحم مثلنا (عبرانين 2 : 14) هذا جعل الذين علي الأرض قادرين علي مُشاهدته ؛ وكل ما حدث له في حياته الإنسانية لم يُفقده شيئ مما له بحسب إلوهيته ؛ و إذ هو أخذ طبيعتنا البشرية كاملةً صائراً إنساناً مثلنا ظل هو الله رب الكل ؛ لإنه هكذا هو فعلا مولود من الآب قبل كل الدهور تجسد و تأنسن في ملء الزمان

وهذا يرينا إياه بوضوح كاف الحكيم بولس إذ يقول الإنسان الأول من الأرض أرضي و الإنسان الثانى هو الرب الذي من السماء [ 1 كو 15 : 47 ] ؛،؛ ورغم أن العذراء مريم ولدت الهيكل الناسوتى [ الناسوت ككل روحا ونفسا وجسدا ] الذي إتحد به الله الكلمة إتحاداً حقيقياً كاملاً بغير تحوّل و لا مزج : إلا أن عمانوئيل قيل عنه أنه م€ٹ الرب الذي من السماءم€‹ لإنه من فوق مولود من جوهر الآب قبل كل الأزمان :

لذا يقول الوحى الإلهى : م€ٹ الذي يأتى من فوق فهو فوق الجميع ‹[ يوحنا 3 : 37 ]...
المسيح نفسه قال في الإنجيل مخاطباً البشر :
أنتم أنتم من أسفل أما أنا أنا فمن فوق ‹[ يوحنا 8: 23 ]

â– {أنا ملك... مملكتى ليست من هذا العالم }

â– {أيها الآب مجدنى بالمجد الذي <كان> لي عندك قبل كَوْن العالم }

â– {ليس أحدٌ صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي هو < قائمٌ > في السموات } (يوحنا 3 : 13 )
فإبن الإنسان الذي هو عمانوئيل نزل من السموات و هذا هو تدبير[2] الإتحاد أن الكلمة وهب لإنسانيته كل صفات وإستحقاقات مجده الإلهى وكل ماهو فائق للطبيعة البشرية وكل ماهو خاصٌ بالله ذاته وحده }}][1]

_____________
[1]chapter 4 , في مقالة منسوبة للقديس العظيم البابا كيرلس عمود الدين بعنوان شرح تجسد الابن الوحيد

[2] تكررت كلمة تدبير في هذا المقال وهى تُعنى قيام الواحد ربنا يسوع المسيح بإجتياز الجوع والعطش والفقر والضعف و الالم و الدعة إرادياً من منطلق القوة كجزء أساسي في خطة الله للخلاص إذ لابد ان يكون ناسوتية المسيح حقيقية وطبيعية وكاملة كخطة الله.
 
التعديل الأخير:

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
وُلد بحسب الجسد لكى تولد أنت بحسب الروح :
للقديس يوحنا ذهبي الفم:

â–،[{{(كتاب ميلاد يسوع المسيح أبن داود ابن ابراهيم : مت 1 : 1)
في هذا قمة العجب
مع كونه إبن الله الوحيد بالطبيعة - الغير مبتدئ .
قد قَبِلَ أن يُدعى إبناً لداود لكى يجعلك أنت إبناً لله ..
لقد إحتمل أن يصير العبد داود أباً له - بحسب الجسد -
لكى يجعل السيد الرب أباً لك أيها العبد...

فحينما تسمع كونه ابن داود ابن ابراهيم تيقّن عندها يابن آدم أنك ستصير إبناً لله ...
فليس جزافاً ولا باطلاً وضع نفسه إلي هذا الحد...

إلا لإنه كان ينوى أن يرفعنا معه إلي فوق ..
فإنه هو وُلِدَ حسب الجسد لكى تولد أنت بحسب الروح ...

فكما إذا وقف أحدٌ بين شخصين منفصلين ومدّ يديه من الناحيتين لكى يقربهما معاً ....
هكذا فعل هو ليّوحد العهد القديم بالجديد
والطبيعة الإلهية بالبشرية ...
والذي له بالذي لنا
م€‹}}]

القديس يوحنا ذهبي الفم
شرح متى1 :1، عظة 2 :3

#التجسد
 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
[SIZE=[B][/B]]â–، [{{5]
5]ومرة أخري نقول أى ملكٍ عظيمٍ و هو مجرد إنسان إذ إمتلك لنفسه بلاداً يترك مواطنيه لآخرين يستعبدونهم ؟؟؟!!! وهو لا يدعهم يلتجئؤن لغيره لكنه ينذرهم برسائله ثم يرسل إليهم أصدقائه و إن إقتضي الامر يذهب إليهم بشخصه لكى يوبخهم بحضوره ، كآخر وسيله يلجأ إليها وكل ذلك لكيلا يصيروا خاضعين لغيره فيذهب عمله هباءاً ..
6] أفلا يشفق الله بالاولي علي خليقته كى لا تضل عنه وتُعبد الاشياء التى لا وجود لها .. وبالأكثر عندما يظهر أن هذه الضلالات هى سبب هلاكهم و خرابهم؟ وليس لائقاً أن يهلك أؤلئك الذين كانوا مرةً شركاء في صورة الله ومثاله.

7] إذن فماالذي ممكناً أن يعمله الله ؟ وماذا كان يمكن أن يتم سوى تجديد طبيعة الخليقة التى وجدت علي صورة الله مرة آخري لكى يستطيعوا البشر أن يعرفوه مرةً آخري ولكن كيف كان ممكناً هذا الامر أن يحدث ألا بحضور صورة الله ذاتها
مخلصنا يسوع المسيح : كان ذلك مستحيلاً حدوثه بواسطة بشر لإنهم خلقوا علي مثال تلك الصورة لا يكونون هم الصورة ذاتها ... ولا بواسطة الملائكة لانهم ليسوا صوراً لله ، ولهذا أتى كلمة الله بذاته لكى يستطيع وهو صورة الآب الغير المنظور أن يُجدد خلقة الإنسان علي صورته هو ..[أن يتصّور المسيح فينا ]..
8] وهذا لم يكن ممكنًا إن لم يباد الموت و الفساد اللذان فينا ..

9] ولهذا فقد كان من اللائق أن يأخذ جسدا قابلاً للموت حتى يمكنه أن يُبيد فيه الموت ويُجدد البشر الذين خلقوا علي صورته إذن فلم يكن كفءاً لسد هذه الحاجة سوى صورة الآب غير المنظور الذي هو الإبن .}}][1]
___________

[1] القديس البابا أثناسيوس الرسولي في رائعته الخالدة : كتاب: {تجسد الكلمة} : الفصل الثالث عشر فقرات 5 و 6 و7 و8 و9.[/SIZE]
 
أعلى