الجزء الرابع من شرح خميس العهد تابع أولاً مسميات هذا اليوم الشركة والتدبير

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[YOUTUBE]2Pg_RfRRb9s[/YOUTUBE]​
[FONT=&quot][
[FONT=&quot]كَأْسُ
[FONT=&quot] الْبَرَكَةِ (
[FONT=&quot]εὐλογία[/FONT][FONT=&quot]) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ [/FONT][FONT=&quot]هِيَ شَرِكَةَ [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]κοινωνία[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]κοινωνία[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)][/FONT]
[FONT=&quot]الشَرِكَةَ[/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]κοινωνία[/FONT][FONT=&quot])[/FONT]
[FONT=&quot]هذه الكلمة نتيجة حتمية لكلمة التدبير وهي الأساس القائم عليه جوهر حياتنا المسيحية، يعني هي ركيزة إيماننا الحي، وذلك بسبب أبناء لله في المسيح، لأنها سرّ محبة الله التي دبرها في ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يوحدنا به، لنكون معهُ واحد، ومن هنا نفهم المعنى الحقيقي لوحدتنا مع الله: في ذلك اليوم (حلول الروح) تعلمون إني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم؛ وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد (يوحنا 14: 20؛ 17: 22)[/FONT]

[FONT=&quot]ولكي نعرف قوة أساس كلمة الشَرِكَةَ ([/FONT]
κοινωνία[FONT=&quot]) لا بد من أن نشرح الأساس القائمة عليه، وهو التدبير [/FONT]οικονομια [FONT=&quot] Economia[FONT=&quot] وهي كلمة عبرانية – يونانية، بمعنى سياسة الله وعمله وحكمته في كل أعمال الثالوث القدوس وبخاصة " التجسد الإلهي"؛ فالتدبير هو رسم إلهي مُعلن في الزمان وأساسه في الأزل. وهو تدبير ليس كتدبير البشر يتغير أو يتبدل، بل يتم كما هو حسب خطة الله الذي يشرف عليها بنفسه، والتدبير ليس نظري أو ينحصر في مجرد خطة، موضوعها مبهم وملامحها تنحصر في ذاتها، بل هو تدبير مُعطى لنا حسب النعمة، مصدره الثالوث القدوس، وليس أقنوم منفرد بذاته، لأن التدبير هنا تدبير الله الثالوث القدوس، والتدبير الإلهي تدبير فاعل عامل يوحَّد حسب الإعلان بالروح، وينزع الانقسام، لأنه شركة في الواحد الثالوث القدوس الواحد في الجوهر. وهو يُنظم حياة ومصير الخليقة الجديدة في المسيح، ويُعطي لها في الزمان الحاضر "العربون" [[/FONT][FONT=&quot]ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله [/FONT][FONT=&quot]الذي ختمنا وأعطى عربون الروح في قلوبنا؛ ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضاً عربون الروح] (2كورنثوس 1: 22، 5: 5)، إلى أن يأتي الدهر الجديد الذي لا تغرب فيه شمس الحياة بالموت، بل تُشرق بنور إلهي أزلي يَهَب الاستنارة من الآب بالابن في الروح القدس.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]إذن التدبير باختصار هو خطة الله للخلاص وفق مشيئته أي تدبيره الخاص وهذا المعنى يتصل بتاريخ الخلاص فهي تُعتبر السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (أفسس 3: 9)، أما الآن في ملئ الزمان فقد تحقق في المسيح يسوع [إذ عرفنا بسر مشيئته، مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملئ الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته، لنكون لمدح مجده نحن الذين سبق رجاؤنا في المسيح، الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المُقتنى لمدح مجده] (أفسس 1: 9 – 14)[/FONT]
[FONT=&quot]ونجد أن الله منذ البداية في الكتاب المقدس أخذ يوضح تدبيره أي خطته المتعلقة بالخلاص وأعلنها بواسطة البشر الملهمين بالروح القدس، وليس عن طريق أي شخص آخر، فاختار أنبياء نقاهم وقدسهم مهيأ أوانيهم ليحملوا إعلانه، إعلان الخلاص وتدبيره ويقوده شعبه ويسلموهم النبوة والإعلان إلى يوم تتميمه، وايضاً في العهد الجديد اختار الرسل بدورهم ليحملوا بشارة الإنجيل وإعلان الخلاص وقوة تدبيره ليحيوا به ويقدموه للكنيسة لأجل البنيان بروح النبوة: هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله؛ لي أنا أصغر جميع القديسين أُعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يُستقصى. وأُنير الجميع فيما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (1كورنثوس 4: 1؛ أفسس 3: 8 – 9) [/FONT]
[FONT=&quot]وذلك بالطبع لأن عمل وكيل سرائر الله متأصل في [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]οικονομια oikonomia [/FONT] [FONT=&quot]التدبير الإلهي المعلن له بالسرّ بالتذوق والاختبار في أعماق قلبه الممتلئ بالإيمان الحي العامل بالمحبة وذهنه المنفتح بالروح على الله، وقد أُعطيت لوكيل سرائر الله فترة زمنية محددة ليقوم بالواجب المنوط به، على الرغم من أنه لا يعرف وقت نهايتها: فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيده على خدمه ليُعطيهم العلوفة في حينها، طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. بالحق أقول لكم أنه يُقيمه على جميع أمواله. ولكن أن قال ذلك العبد في قلبه سيدي يُبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين (لوقا 12: 42 – 46)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]فالوقت المعطى لخدام وكلاء سرائر الله هو هبة استؤمن عليها ويجب ان يستخدمها لاستعلان خطة الله حسب ما أعطاه الله من موهبة، لأنها مسئولية لا ينبغي إهمالها بل ينبغي أن يهتم بها اهتمام بالغ بحرص شديد وينتبه لها بكل تدقيق جالساً عند قدمي الكتاب المقدس بالصلوات والأسهار والأصوام متعلماً من الله مستلماً التعليم من القديسين كما نالوه من الله لأن خطة الله لا تتفكك ولا تنقطع من جيل، بل هي ممتدة ويزداد إعلانها كلما تقدم بنا الزمان[/FONT]
[FONT=&quot]+ لذلك يقول أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح. مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 14 – 21)[/FONT]
[FONT=&quot]+ واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر[FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مُصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام لنتكلم بسرّ المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضاً. كي أُظهره كما يجب أن أتكلم. أسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت. ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد (كولوسي 4: 2 – 6)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]عموماً الكلمة تُشير إلى خطة الله للخلاص والتي يشرف عليها بنفسه ويقوم بتنفيذها بدقة حسب مسرة مشيئته، وهذه الخطة وضحت في الكتاب المقدس منذ سقوط آدم في الفردوس، فكان الهدف منها هو خلاص الإنسان من ورطة السقوط المؤلمة التي تذوقها وانحصر في دائرتها المميتة باختياره الحرّ: [اختطفت لي قضية الموت – أجرة الخطية هي موت][/FONT]
[FONT=&quot]وكلمة التدبير في تحليل معناها اليوناني، استخدامها يُفيد معنى: [البناء الرعائي] وهي كلمة تخص الله كراعٍ يرعى شعبه بعناية فائقة ويحفظهم بشكل خاص، كما تظهر من خلال العهد القديم – كخبرة تذوقها الشعب في حياته اليومية – بأن يهوه راعي إسرائيل، ولها صداها الخاص في صلوات المزامير [الرب راعي فلا يعوزني شيء – مزمور 23: 1] ، وهذا هو الدور المسياني [دور المسيا الخاص] أي عمل ربنا يسوع المسيح كراعٍ يسعى في طلب الضال، ويحفظ الخراف [وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي – يوحنا 10: 28][/FONT]

[FONT=&quot]عموماً نجد أن التدبير الإلهي بدأ في العهد القديم وأُظهر بالأنبياء ثم اكتمل بتفاصيله في العهد الجديد بظهور الابن الوحيد، حيث تجسد ربنا يسوع المسيح إلهنا الحي، وقد أُعلن هذا التدبير بالميلاد وحياة الله الكلمة في الجسد والصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس على الكنيسة وعلى كل من ينضم لها بالمعمودية ومسحة الميرون.[/FONT]
[FONT=&quot]حسبما وُلِدَ المسيح وعاش تمارس الكنيسة حياتها وفقاً للتدبير: [فأما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي (مدبر) الذي يكون متسلطاً (ملك – صاحب القانون او السيادة المدبر – الملك الراعي) على إسرائيل ومخارجه منذ القديم؛ وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا. لأن منكِ يخرج [يخرج لي] مُدبرّ يرعى شعبي إسرائيل] (ميخا 5: 2؛ متى 2: 6)، وطبعاً تعبير متى الرسول أساسه سفر صموئيل النبي: [FONT=&quot][وجاء جميع أسباط إسرائيل إلى داود إلى حبرون وتكلموا قائلين: هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكاً علينا قد كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيساً على إسرائيل. وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون فقطع الملك داود معهم عهداً في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكاً على إسرائيل] (2 صموئيل 5: 1 – 3)[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]ومن هذا التدبير الفائق تأتي الشركة، فالكنيسة تعيش التدبير كحياة ممتدة من حياة المسيح في الجسد، لأنها جسد المسيح الحي الممتد في هذا الزمن[/FONT]
[FONT=&quot]+ فالمسيح اعتمد، لذلك نحن نعتمد[/FONT]
[FONT=&quot]+ المسيح دُهن أو مُسح بالروح القدس، لذلك نحن نُمسح بالميرون[/FONT]
[FONT=&quot]+ المسيح أعطى جسده ودمه لذلك يتضمن كل قداس في العالم كلمات تأسيس السرّ لأنها دعوة المسيح نفسه التي لا يُمكن أن تُستبدل بأي كلمات أخرى مهما كانت.[/FONT]
[FONT=&quot]+ المسيح مات ولذلك نشاركه الدفن والموت في المعمودية.[/FONT]
[FONT=&quot]+ المسيح قام ولذلك سوف نقوم في اليوم الأخير: فقال لها يسوع أنا هو (إيجو إيمي – أهيه أشير أهيه = [FONT=&quot]I am[/FONT][FONT=&quot]) القيامة والحياة من آمن بي ([/FONT][FONT=&quot]believing[/FONT][FONT=&quot]) ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن ([/FONT][FONT=&quot]never[/FONT][FONT=&quot]) يموت إلى الأبد. أتؤمنين بهذا ([/FONT][FONT=&quot]believe this[/FONT][FONT=&quot]) (يوحنا 11: 25 و26)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ويقول العالم القبطي زكريا ابن سباع (القرن 13): [إن درجات الكهنوت الثلاثة مؤسسة على حياة المسيح نفسه وهو في الجسد – أي بحسب التدبير – فهو قارئ (أغنسطس) لأنه قرأ في السفر في المجمع (يوحنا 4: 6)، وهو كذلك خادم أي شماس (ذياكون) لأنهُ خدم (لوقا 22: 27)، وكاهن (عبرانيين 7: 26 و27). فإن وُجِدَ أي شيء في الكنيسة غير مرتبط بما تم في المسيح [أي كالتدبير] نتأكد أنهُ وضع بشري لا لزوم له][/FONT]

[FONT=&quot]* هذه هي روح الكنيسة في تدبير الله في المسيح، إذ أن حياتها تدبير، وتدبيرها حياة معاشه في الأسرار والاجتماعات، وترفض وتقبل أي شيء فيها بحسب التدبير وليس بحسب آراء شخصية أو مفاهيم بشرية مهما كان معناها حلو أو عميق أو مدى صحتها، طالما أن جوهرها من خارج التدبير الإلهي، لذلك نحن نمارس الشركة بحسب التدبير وليس وفق هوانا الخاص.[/FONT]

[FONT=&quot]عموماً لو نظرنا لبدء حياة الإنسان وتاريخه وعدنا لسفر التكوين، سنجده أنه يسجل لنا مشكلة الإنسان التي حدثت بالسقوط، وهي حالة كسر الشركة مع الله، وتبعها تلقائياً فقدان الوحدة بين البشر وتفتتهم وانقسامهم الذي ما زال العالم كله تحت نير هذا الانقسام المُرّ إلى اليوم، وهذا ما نجد آثاره ايضاً في الكنيسة نفسها، إذ أنها تُعاني منه بصورة انقسامات كثيرة متعددة حدثت على مر تاريخها الطويل، وذلك بسبب البعد عن الشركة، لأن الانقسام يأتي من رفض الشركة مع الله أولاً وبالتالي مع كل آخر كنتيجة، ومع كل ذلك فالله كان يشهد على مر تاريخ الخلاص كله منذ تمهيده في العهد القديم إلى إعلانه في العهد الجديد بالشركة، حتى أنه تعامل مع الأمه اليهودية وقال عنها إسرائيل ابني البكر، إذ يخاطبهم كواحد، لأنه منذ البدء خلقنا من إنسان واحد لنفهم معنى الشركة في وحدة المحبة لا عقلاً إنما على مستوى الخبرة لأننا من رأس واحد، لكي ندخل في النهاية لرأس الخليقة الحقيقي الواحد الوحيد، الذي سُمي بالبكر الحقيقي من جهة أنه رأس الخليقة الجديدة وبدئها أي هو أساسها الحي: [/FONT]
[FONT=&quot]كل شيء به كان وبغيره لم يكن [FONT=&quot]شيء مما كان، لأن منه وبه وله كل الأشياء؛ الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (يوحنا 1: 3؛ رومية 11: 36؛ عبرانيين 1: 3)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]فالمواظبة على الشركة هي أساس العبادة وقاعدتها[FONT=&quot]: [وكانوا يواظبون على تعليم الرسل وكسر الخبز والصلوات – أعمال 2: 42]؛ لذلك فأن كل من لا يشترك في العبادة (عن قصد) مع إخوته الذين يحيون حياة الشركة فهو خارج الجسد الواحد ولم يدخل بعد في سرّ الشركة كالتدبير المُعلن من الله في شخص المسيح ابن الله الحي: [إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الارض في ذاك – أفسس 1: 9، 10] [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]وعلينا ألا نخلط بين هذه الكلمة وبين كلمات أخرى تدل على الشركة كما يعتقد البعض ويظن أن اللفظة اليوناني هنا تأتي بمعناها العام، ولكن القديس بولس الرسول يخصها ويربطها – على وجه قاطع – بعلاقة الإيمان بالمسيح الرب[FONT=&quot] على نحو شخصي للغاية: [شركة ابنهشركة الروح القدس – مشاركة في الإنجيل، إنجيل الخلاص وبشارته – شركة إيمان – يمين الشركة].[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]وهذا كله بالطبع سنجده في رسائل القديس بولس في أفسس وكورنثوس الأولى والثانية وغلاطية، وملامح الشركة موجودة في كل الرسائل، وليس للقديس بولس وحده بل هي سمة الكتاب المقدس كله، منذ العهد القديم بالسرّ والتدرج في المفهوم، وفي العهد الجديد بحياة الشركة الواضحة، ولو عدنا لصلاة الرب نفسه في جثسيماني سنجدها واضحة جداً حينما طلب أن نكون واحد، وهذا موجود صداه في رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى، إذ تكلم عن شركة القديسين في النور:[FONT=&quot] فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ؛ ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني (1يوحنا 1: 2 – 7)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]إذن الشركة[FONT=&quot]هي علاقة بين الله والإنسان، [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]علاقة شركة لها خطة – تدبير – وتقوم على أساس سرّ محبة على مستوى البذل من طرف لا يخون عهده ووعده أبداً، أي الله المحبة المطلقة، لأنها طبيعته، أي جوهره، وليست مجرد صفة، وهذا هو سرّ التجسد الإلهي، عموماً النتيجة الحتمية لسرّ التجسد الإلهي حسب التدبير[FONT=&quot] – [/FONT][FONT=&quot]حسب خطة الله – هو الحياة الأبدية، وهذا لا يتوقف على تغيير الناس، لأن الله لا يتراجع عن عهده أبداً، لأن الله ثابت في عمله ويكفينا أنه اشترك في بشريتنا واتخذ جسدنا، ليجعل كل ذي جسد يشترك معه ويكون معه واحداً، أي انه اتحد بنا اتحاد حقيقي غير قابل للانفصال بالتجسد لنصير معه واحداً باستمرار تناولنا جسده ودمه، وهذا السرّ في الشركة أبدي لن يتوقف فعله فينا أبداً شرط أن نؤمن ونتناول، ونطيع وصايا الله بالنعمة والتوبة المستمرة بلا توقف[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot](بالروح نقتني صورة الله وننمو إلى مشابهته، وبالروح كما يقول معلمنا بطرس – نصير شركاء الطبيعة الإلهية، وهذه الشركة لا تعطينا ميراثاً جسدياً، بل تلك الرابطة الروحية في نعمة التبني – القديس إمبروسيوس على الروح القدس 8: 94، 95)[/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT][FONT=&quot]كَأْسُ[/FONT][FONT=&quot] الْبَرَكَةِ ([/FONT][FONT=&quot]εὐλογία[/FONT][FONT=&quot]) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ [/FONT][FONT=&quot]هِيَ شَرِكَةَ [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]κοινωνία[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]κοινωνία[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)][/FONT]
[FONT=&quot]

[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:
أعلى