آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
في هذا الموضع سأضع الفكر الآبائي الذى نفخه الروح القدس في آباء الكنيسة الأوائل, عندما كان الروح القدس يعمل فيهم وبهم .... راجيا أن تعود الكنيسة إلي ما كانت عليه من مجد ....

https://www.facebook.com/groups/1334684746697776/?ref=bookmarks
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لا تعجوا من القول بأن العالم أجمع قد اُفتدي! لأن الذي مات عن العالم لم يكن مجرد إنسان، بل هو ابن الله الوحيد. لقد استطاعت خطية إنسان واحد، وهو آدم، أن تُدخل الموت إلى العالم. فإن كان بسقطة إنسان واحد قد ملك الموت على العالم، فكيف لا تملك الحياة بالأحرى ببر إنسان واحد (رو17:5)؟ وإن كانا حينذاك قد طُردا من الفردوس بسبب شجرة أكلا منها، أليس من الأسهل أن يدخل المؤمنون الآن الفردوس بسبب شجرة يسوع؟ وإن كان الإنسان الأول، المجبول من التراب، أتى بالموت الشامل، فالذي خلقه من التراب ألا يأتي بالحياة الأبدية، إذ أنه هو نفسه الحياة؟ وإن كان فينحاس بغيرته على قتل فاعلي الإثم قد أوقف غضب الله, فيسوع لم يذبح إنساناً آخر «بل بذل نفسه فدية عن كثيرين» أفلا يصرف غضب الله عن الإنسان؟
القديس كيرلس الأورشليمي
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ألا يُظهر لنا القديس بولس, في كل مناسبة, موت المسيح كأعظم دليل على حبه لنا؟ فيقول: «الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة قد مات المسيح لأجلنا» (رو8:5). أليس بذلك يفتخر ويتسامى ويتهّلل وكأنه يطير من شدة الاشتياق، كاتبًا لأهل غلاطية: «حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» (غل14:6)؟ بل إن المسيح نفسه الذي احتمل هذه الآلام يدعوها مجداً له (يو1:17), وحينما أراد أن يبين لنا حبّه فماذا ذكر؟ هل آياته ومعجزاته وعجائبه؟ لا أبداً! بل رفع صليبه في الوسط قائلا: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» (يو16:3), وهكذا أيضًا يقول بولس: «الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين, كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟» (رو32:8), وحينما يدعو إلى المحبة ينصب هذا المثال أيضاً في الوسط قائلاً: «أحبوا بعضكم بعضاً كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة» (أف2:5)
القديس يوحنا ذهبي الفم
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية التجسُّد للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين
لقد أخذ لنفسه جسدًا بشريًا مخلوقًا لكي يجدده بصفته هو خالقه، فيؤلِّهه في نفسه، وبذلك يقودنا نحن جميعًا إلى ملكوت السموات بمشابهة ذلك الجسد, فما كان الإنسان يتألَّه لو كان اتحد بمخلوق، أي لو لم يكن الابن إلهًا حقًا، وما كان الإنسان يدخل إلى حضرة الآب لو لم يكن الذي لبس الجسد، هو كلمة الآب الحقيقي بالطبيعة. فكما أننا ما كنا نتحرر من الخطية واللعنة لو لم يكن الجسد الذي لبسه الكلمة جسدًا بشريًا بحسب الطبيعة، لأنه إن كان غريبًا عنا لا يكون شيء مشتركًا بيننا وبينه، هكذا ما كان الإنسان يتألَّه لو لم يكن الكلمة الصائر جسدًا هو كلمة الآب الخصوصي الحقيقي بحسب الطبيعة. لأجل ذلك قد صار مثل هذا الاتحاد، لكي يوحد بالذي له طبيعة اللاهوت، ذاك الذي بطبيعته مجرد إنسان، فيصير خلاصه وتأليهه مضمونين.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
قد حول ميلادنا إلى نفسه
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 33:3
لما ولد جسده من والدة الإله مريم قيل عنه إنه هو الذي ولد، مع أنه هو المانح الآخرين الميلاد ليوجدوا, وكان ذلك لكي يحول إلى نفسه ميلادنا، فلا نمضي فيما بعد إلى التراب كمجرد ترابيين، بل كمتحدين بالكلمة الذي من السماء، نؤخذ إلى السماء بواسطته. وعلى نفس النهج قد حول إلى نفسه بقية انفعالات الجسد أيضًا، ولم يكن ذلك جزافًا، بل لكي لا نبقى فيما بعد كمجرد بشٍر، بل كأخصاء الكلمة نشترك في حياته الأبدية. فإننا لا نموت فيما بعد كما يحق لميلادنا الأول في آدم، بل لأن ميلادنا مع سائر ضعفاتنا الجسدية قد تحولت جميعًا للكلمة، فإننا ننهض من التراب، وتبطل عنا لعنة الخطية، بسبب ذاك الذي فينا، الذي صار لعنة لأجلنا, لأنه كما أننا لكوننا جميعًا من التراب نموت في آدم؛ هكذا حينما نولد من جديد من فوق من الماء والروح فإننا ننال الحياة في المسيح، ليس بعد بجسد ترابي بل بجسد تطبع بطباع الكلمة، بسبب كلمة الله الذي صار جسدًا من أجلنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
قد صار إنسانًا لكي يؤلِّهنا في ذاته
للقديس أثناسيوس الرسولي - الرسالة 60 إلي أدلفيوس

نحن لا نعبد مخلوقًا، حاشا, بل نحن نعبد رب الخليقة المتجسد، كلمة الله, فمع أن الجسد في حد ذاته هو جزء من الخليقة إلا أنه قد صار جسدًا لله الكلمة ...والجسد لم يجلب عارًا على الكلمة, حاشا, بل على العكس، الجسد هو الذي تمجد بواسطة الكلمة. فالابن الذي كان على صورة الله لم يفقد شيئًا من لاهوته لما أخذ شكل العبد، بل على العكس فقد صار بذلك مخلِّصًا لكل جسد, بل وللخليقة كلها, وإن كان الله قد أرسل ابنه مولودًا من امرأة فهذا الأمر لا يكون لنا سبب خجل، بل على العكس هو سبب فخٍر لنا مع نعمة فائقة, لأنه قد صار إنسانًا لكي يؤلِّهنا في ذاته وصار من نسل المرأة وولد من عذراء لكي يحول لنفسه جنسنا الضال, ولكي نصير فيما بعد "جنسًا مقدسًا, بل وشركاء الطبيعة الإلهية كما كتب الطوباوي بطرس (2بط4:1).
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
معجزة التجسُّد
للقديس أثناسيوس الرسولي - عظة عن الميلاد

إني أرى سرا عجيبًا، أرى شمس البر عوضًا عن الشمس الطبيعية، أراه يحلُّ في العذراء دون أن يصير محدودًا! ولا تسألني كيف, لأن مهما أراد الله يخضع له نظام الطبيعة، فلأنه أراد أن يتجسد استطاع ذلك، وجاء وخلَّصنا. أسرعوا معًا وتعالوا جميعًا, فإن الله الكائن والأزلي الكيان قد صار اليوم ما لم يكن, فهو الكائن إلهًا قد صار إنسانًا دون أن يخرج من كونه إلهًا... القديم الأيام قد صار طفلا! الجالس على عرش العلا، صار موضوعًا في مذود! غير المبتدئ وغير الجسدي، قمطته الأيادي البشرية؛ الذي يحلُّ رباطات الخطايا، قد صار ملفوفًا بخرق، لأنه أراد ذلك.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الكلمة صار جسدًا, لكي يجعل الإنسان قادرًا أن يستقبل اللاهوت
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 59:2

هذه هي محبة الله للبشر أن الذين هم أصلا مجرد خلائق وهو خالقهم قد صار لهم فيما بعد أبًا بحسب النعمة, وهذا يتحقق كلما قِبل البشر المخلوقون، كما يقول الرسول: روح ابنه في قلوبهم صارخًا يا أبا الآب هؤلاء هم الذين قبلوا اللوغس فأخذوا منه سلطانًا أن يصيروا أولاد الله فإنه لم يكن ممكنًا بوسيلة أخرى أن يصيروا أبناء الله، بينما هم بحسب الطبيعة مجرد خلائق، إلا إذا قبلوا روح الابن الحقيقي الذي هو ابن بحسب الطبيعة. وبالتالي لكي يتحقق ذلك، قد صار الكلمة جسدًا لكي يجعل الإنسان قادرًا أن يستقبل اللاهوت.... حتى يظهر من ذلك أننا لسنا نحن أبناء الله بحسب الطبيعة بل هذا يخص ابن الله الذي فينا. وبالمثل أيضًا الله الآب ليس أبًا لنا بحسب الطبيعة بل هو أب اللوغس الذي فينا الذي نحن أيضًا فيه وبواسطته نصرخ يا أبا الآب, وهكذا الذين يرى الآب فيهم ابنه فهؤلاء يدعوهم أيضًا بنين له.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
حلول الروح القدس على الرب في الأردن كان حلولا للروح علينا نحن
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 46:1-47

الرب نفسه يقول بفمه في إنجيل يوحنا: «من أجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق» (يو 19:17) كيف تم ذلك؟ وكيف يقول ذلك إلا بما معناه: أنا كلمتك أيها الآب، أعطي الروح القدس لذاتي الصائر إنسانًا، وُأقدس به ذاتي الصائر إنسانًا، حتى يكونوا جميعًا مقدسين فيَّ أنا الحق (لأني أنا كلمتك والحق) فإن كان من أجلنا يقدس ذاته، ويفعل ذلك بعد أن صار إنسانًا، فمن الواضح تمامًا أن حلول الروح القدس عليه في الأردن، كان حلولا للروح علينا نحن، بسبب أنه كان لابسًا جسدنا نحن، فلم يكن ذلك من أجل ارتقاء الكلمة ذاته، بل بالحري من أجل تقديسنا نحن، حتى نشترك في مسحته ويقال عنا: «أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم؟» (ظ،كو 16:3). فلما اغتسل الرب في الأردن بصفته إنسانًا، كنا نحن المغتسلين فيه وبواسطته، ولما قِبل الروح القدس، كنا نحن الذين نقبله بواسطته.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بسبب انتسابنا لجسده لن نخاف فيما بعد من الحية
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 69:2

منذ أن لبِس الكلمة جسدًا, كما شرحنا مرارًا كثيرة, بدأت تنطفئ من الجسد تمامًا كل عضة للحية، وجميع الشرور الناتجة من الانفعالات الجسدية، صارت تُستأصل منه.... كما كتب يوحنا: «لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس» (1يو 8:3) فمنذ أن أُبيدت هذه من الجسد فقد تحررنا جميعًا بسبب انتسابنا لجسده، بل وصرنا نحن أيضًا مرتبطين بالكلمة. ثم لكوننا صرنا مرتبطين بالله، لا نعود بعد نبقى على الأرض، بل كما يقول هو نفسه: «حيث يكون هو، هناك نكون نحن أيضًا» (يو 3:14) وبالتالي لن نخاف فيما بعد من الحية، لأنها أُبطَلت في الجسد لما طردها المخلِّص وسمعته قائلا: «اذهب خلفي يا شيطان» (مت 10:4)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الشيطان يهرب منا من قبل الرب الذي انتهره من أجلنا
للقديس أثناسيوس الرسولي - حياة أنطونيوس 37

متى رأت الشياطين البشر جزعين، يُزيدون من خداعهم حتى يرعبوهم بالأكثر، وأخيرًا يضلُّونهم قائلين: خرّوا واسجدوا. فهكذا قد أضّلوا اليونانيين، وجعلوهم يعتبرونهم بغير وجه حق آلهة. وأما نحن فلم يتركنا الرب نُغوى من قبل الشيطان، لأنه لما قدم الشيطان إليه مثل هذه الخداعات أنتهره قائلا: «اذهب خلفي يا شيطان، لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (مت 10:4) ولذلك فبالأكثر جدًا ينبغي أن يصير اُلمضل محتقرًا أمامنا، لأن ما قاله الرب للشيطان إنما قد فعله من أجلنا, حتى إذا ما سمعت الشياطين منا كلمات مماثلة تكون مضطرة لهروب من قبل الرب الذي انتهرها ï؛‘ﻬذه الكلمات.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
قوة المسيح على الشيطان تنتقل منه إلى جميع الناس
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين 51:1

حيث إن الإنسان الأول آدم قد تغير إلى الفساد وبالخطية دخل الموت إلى العالم، لذلك كان يليق بآدم الثاني أن يكون عديم التغيير، حتى إذا ما هجمت الحية مرة أخرى تكون غوايتها في منتهى الضعف، بل وتصير الحية ضعيفة أيضًا في هجومها على الجميع بسبب أن الرب غير قابل للتغيير أو التحول. فكما أنه لما أخطأ آدم امتدت الخطية إلى جميع الناس هكذا أيضًا لما صار الرب إنسانًا ورفس الحية، فإن مثل هذه القوة تنتقل منه إلى جميع الناس، حتى يستطيع كل منا أن يقول عن الشيطان: «لأننا لا نجهل أفكاره» (2كو 11:2)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
صليب الرب سر مصالحتنا
للقديس أثناسيوس الرسولي - تجسُّد الكلمة 3:25-4

[إن كان موت الرب قد صار كفَّارة عن الجميع، وبموته نقض حائط السياج المتوسط، وصارت الدعوة للأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يُصلب؟ لأنه لا يمكن أن يموت إنسان وهو باسط ذراعيه إلاَّ على الصليب. لهذا لاق بالرب أن يحتمل هذا (أي موت الصليب) ويبسط يديه، حتى باليد الواحدة يجتذب الشعب القديم، وبالأخرى يجتذب الذين هم من الأمم، ويوحد الاثنين في شخصه. فإن هذا هو ما قاله بنفسه مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يفدي االجميع: «وأنا إن ارتفعت (عن الأرض) جذب إليَّ الجميع» (يو32:12)]
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له
للقديس أثناسيوس الرسولي - الرسالة إلى إبيكتيتوس: ظ¦

[مع أنه (الكلمة) غير ملموس بطبيعته، لكنه يقول: «بذلت ظهري للسياط، ولم أرد وجهي عن خزي البصاق» (إش6:50). لأن ما كان يتألَّم به جسده البشري كان الكلمة الكائن في هذا الجسد ينسبه لنفسه، حتى نستطيع نحن أن نشارك لاهوتية الكلمة. والعجيب أنه هو نفسه كان يتألَّم ولا يتألَّم؛ فقد كان يتألَّم بسبب أن جسده الخاص كان يتألَّم وكان هو في هذا الجسد المتألِّم؛ وكان لا يتألَّم لأن الكلمة لكونه إلهًا فهو بطبعه غير متألِّم. فبينما كان هو غير الجسدي في الجسد المتألِّم، كان الجسد حاملاً في ذاته الكلمة غير المتألِّم، الذي كان يبطل ضعفات الجسد. وقد فعل ذلك، وهكذا صارت الأمور، لكي يأخذ الذي لنا، ويرفعه عنا ذبيحة, فيبطله عنا، ثم لكي يعطينا الذي له، فيجعل الرسول يقول: «لأن هذا الفاسد ينبغي أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت» (ظ،كو53:15)]
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
من موت آدم إلى قيامة المسيح
للقديس أثناسيوس الرسولي - عظة عن آلام الرب وصلبه

«وأتوا إلى موضع يُقال له جلجثة، وهو المًسمى موضع الجمجمة» (مت33:27) ... لم يتألَّم في مكان آخر ولا صُلب إلاَّ في موضع الجمجمة، حيث يوجد قبر آدم، بحسب ما يقول معلِّمو العبرانيين. إذ يؤكِّدون إنه دُفن فيه من بعد اللعنة. فإن كان الأمر هكذا، فأنا متعجب من مناسبة هذا الموضع! فإنه كان يتحتم أن الرب, وهو يريد أن يجدد آدم الأول, يتألم في ذلك الموضع حتى ينقض خطية آدم، وبالتالي يرفعها عن سائر جنسه. وحيث إن آدم سمع: «أنت تراب وإلى تراب تعود» فبسبب ذلك وُضع الرب في هذا الموضع، ليفتقد آدم وينقض اللعنة، وبدلاً من «أنت تراب وإلى التراب تعود» يقول له: «استيقظ أيها النائم وُقمْ من الأموات، فيضيء لك المسيح» (أف14:5), وايضاً: «قم وتعال اتبعني», لكي لا تبقى مطروحًا على الأرض, بل تصعد معي إلى السماء. فإنه كان ينبغي عندما يقوم المخلِّص، أن يُقام معه آدم وسائر الذين خرجوا من آدم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الصليب يجذب أنظارنا من الأرض إلى السماء
للقديس أثناسيوس الرسولي - تجسُّد الكلمةظ£ظ،-ظ¢ظ¥

بعلامة الصليب يبطل كل سحر وتتلاشى قوة العقاقير السامة، وتصير الأوثان خربًة ومهجورًة، وتبطل كل الشهوات الدنيئة، وتتحول أنظار الجميع من الأرض إلى السماء! وهذا هو ما قاله هو نفسه (أي الرب) مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يفدي بها الجميع: «وأنا إن ارتفعت أجذب إليَّ الجميع» (يو32:12) فقد جاء الرب ليطرح الشيطان إلى أسفل ويطهر الهواء، ويهيئ لنا الطريق الصاعد إلى السماء، «عبر الحجاب أي جسده» كما قال الرسول بولس
(عب20:10) وهذا كان يجب أن يتم بالموت. ولكن بأي موت إلا بالموت الذي يتم في الهواء, أعني الصليب, لذلك كان لائقًا أن يحتمل الرب مثل هذا الموت، لأنه إذ رُفع هكذا طهر الهواء من شر إبليس وجميع الشياطين, كما يقول: «رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق» (لو18:10) وكرس الطريق الصاعد إلى السماء.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الآلام الإلهية
للقديس أثناسيوس الرسولي - الرسالة إلى إبيكتيتوس ظ،ظ  و ظ¦

ليت الذين أنكروا فيما سبق أن المصلوب هو إله يعترفون بضلالهم، لأن الكتب الإلهية تلزمهم بذلك، وخاصة توما الذي لما رأى أثر المسامير، صرخ قائلا: «ربي وإلهي», فإن الابن الذي هو الإله ورب المجد كان في الجسد اُلمهان والمُسمر بلا كرامة. وبينما كان الجسد يتألَّم وُيطعن على الخشبة، ويفيض من جنبه دم وماء، كان بصفته هيكل الكلمة مملوءاً بكل ملء اللاهوت, ولهذا السبب لما رأت الشمس خالقها يتألم في الجسد اُلمهان، أخفت شعاعها وأظلمت الأرض... لأن ما كان يتألَّم به جسده البشري، كان الكلمة الكائن في هذا الجسد ينسبه لنفسه، حتى نستطيع نحن أن نُشارك لاهوتية الكلمة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لذلك رّفعه الله لكي نرتفع نحن فيه
للقديس أثناسيوس الرسولي - ضد الأريوسيين41:1.

كما أن المسيح الذي يقدس الجميع يقول لأبيه إنه من أجلنا يقدس ذاته (يو19:17) ليس لكي يصير اللوغس نفسه مقدسًا، بل لكي يقدسنا نحن جميعاً في نفسه؛ هكذا أيضاً بنفس المعنى قيل إن «الله رفَّعه» (فى 9:2) ليس لكي يزداد هو في الرفعة، إذ أنه هو نفسه العلي، بل لكي يصير هو نفسه لنا براً (ظ،كو30:1) ولكي نرتفع نحن فيه, بل وندخل أبواب السموات التي افتتحها هو أيضًا من أجلنا عندما قيل أمامه: «ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد» (مز7:24). وفي هذا أيضًا لم تكن الأبواب مغلَّقة أمامه هو، إذ أنه هو الرب وخالق الكل، بل من أجلنا نحن أيضاً قد كُتب ذلك، نحن الذين كان باب الفردوس مغلقًا أمامنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
نحن الذين كان يصعدنا معه بذات جسده
للقديس أثناسيوس الرسولي - تجسُّد الكلمة 5:25-6

لقد جاء الرب لكي يُحدر الشيطان، ويُطهر الهواء ويهيئ لنا طريق الصعود إلى السموات كما يقول الرسول:» عبر الحجاب, أي جسده« (عب20:10), وهكذا لما رُفع قد طهر الهواء.... كما يقول الرسول: «رأيت الشيطان ساقطًا كالبرق» (لو18:10), ثم افتتح الطريق الصاعد إلى السموات قائلًا أيضاً: «ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية» (مز7:24), لأنه لم يكن الكلمة هو المحتاج إلى فتح الأبواب، إذ هو رب الكل، ولم يكن شيء من المصنوعات مغلقًا أمام خالقه، بل نحن الذين كنا نحتاج إلى ذلك، نحن الذين كان يُصعدنا معه بذات جسده؛ فكما أنه قدم هذا الجسد للموت من أجل الجميع, هكذا أيضاَ بواسطته قد أعد طريق الصعود إلى السموات.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الموت صار مداسًا تحت الأقدام
للقديس أثناسيوس الرسولي - تجسُّد الكلمة 1:29-3

إن كان بعلامة الصليب وبالإيمان بالمسيح يُداس الموت، فمن الواضح تماماً لمن يحكم بالعدل، أن المسيح نفسه وليس آخر هو الذي انتصر بجدارة على الموت، وجعله في منتهى الضعف. وإن كان الموت الذي كان فيما سبق جباراً ومخيفاً، قد صار محتقراً من بعد مجيء المخلِّص وموته وقيامته بالجسد، فمن الواضح إذن أنه بفضل المسيح الذي صعد على الصليب غلب الموت وأُبطله أيضاً. فكما أنه إذا أشرقت الشمس من بعد ليل، وأضاءت الأرض كلها، لا يكون مجال للشك في أن الشمس التي نشرت النور في كل مكان، هي نفسها التي غلبت الظلمة وأضاءت الجميع، هكذا إذ صار الموت محتقراً ومداساً منذ الظهور الخلاصي للمخلِّص بالجسد وموته على الصليب، يكون من الواضح أن المخلِّص الذي ظهر في الجسد هو نفسه الذي أبطل الموت, والذي يُظهر كل يوم انتصاراته عليه بواسطة تلاميذه.
 
أعلى