آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بدون روح الله لا نستطيع أن نخلص
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

بدون روح الله يكون الجسد ميتاً، عادم الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله... ولكن حيث يكون روح الآب هناك يكون الإنسان حياً.... ويصير الجسد ميراثًا للروح وكأنه قد نسِي كيانه الخاص واكتسب صفات الروح، وتشبه بشكل كلمة الله.... لذلك قيل كما أننا بدون الروح السماوي، كنا نسلك فيما مضى في الجسد العتيق، وكنا غير طائعين لله؛ هكذا الآن بعد أن قبلنا الروح «فلنسلك في جدة الحياة» (رو4:6) ولنكن مطيعين لله. إذن فنحن بدون روح الله لا نستطيع أن نخلص.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الاستشهاد والحب الإلهي
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

إن موهبة الحب الفائق أثمن من المعرفة، وأكثر مجدًا من النبوة، وهي تتفوق على كافة المواهب. ولذلك فإن الكنيسة بسبب محبتها لله ترسل نحو الآب في كل مكان وكل زمان جماهير من الشهداء... فالكنيسة وحدها تحتمل بنقاوة عار المطرودين من أجل البر، والمعذَّبين بكل نوع حتى الموت، من أجل محبتهم لله واعترافهم بابنه. وإن كانت في كل حين تتعرض للبتر والتشويه، إلا أنها سرعان ما تنمي أعضاءها من جديد وتستعيد كمالها.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
جسد المسيح العظيم والمجيد
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

الإنسان اُلملهم من الله يُدين صانعي الانقسام الفارغين من محبة الله، الذين يهتمون بمصلحتهم الشخصية وليس بوحدة الكنيسة، الذين لأتفه الأسباب يمزقون ويُقسمون جسد المسيح العظيم والمجيد، ويفنونه على قدر ما يستطيعون، الذين يتكلَّمون عن السلام ويصنعون الحروب، يصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل, الذين لكونهم لا يمكن أن يأتي منهم أي إصلاح ذي قيمة يوازي الخسارة الفادحة الناتجة من الانقسام.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
رجاء القيامة
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

كيف يقولون إن هذا الجسد الذي اغتذى من جسد الرب ودمه يصير إلى الفساد ولا ينال الحياة؟ فليعدلوا إذًا عن زعمهم أو ليكفُّوا عن تقديم (القرابين) المشار إليها. أما نحن فإن عقيدتنا تتفق مع الإفخارستيا والإفخارستيا بدورها تؤكِّد صحة عقيدتنا: لأننا نقدم لله مما له (الجسد والدم) وهذا يتفق مع اعترافنا بالشركة والاتحاد بين الجسد والروح. لأنه كما أن الخبز الذي من الأرض متى قِبل استدعاء الله عليه لا يعود بعد خبزًا ساذجًا بل يصير إفخارستيا مكونة من شقَّين الواحد أرضي والآخر سماوي, هكذا أجسادنا أيضًا متى قبلت الإفخارستيا فإنها لا تعود بعد قابلة للزوال لأنه صار فيها رجاء القيامة الأبدية.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
العذراء مريم محامية عن حواء
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس
لقد جاء الرب إلى خاصته ظاهرًا، وصارت خليقته الخاصة تحمله، مع أنها هي نفسها محمولة منه. والمخالفة التي صارت بالشجرة ردها بالطاعة التي (أكملها) على الخشبة، والغواية التي أُغويت بها حواء، وهي تحت طاعة رجل؛ قد انحلَّت بالحق الذي بُشرت به العذراء مريم بواسطة الملاك، وهي أيضًا تحت طاعة رجل (يوسف). فكما أن تلك أُغويت بكلمة الملاك (الساقط) لكي تحيد عن الله وتخالف كلمته، هكذا أيضًا هذه (مريم) بُشرت بكلمة الملاك لكي تحمل الله بعد أن أطاعت كلمته. وكما أن تلك أُغويت بعصيان الله، هكذا هذه اقتنعت أن تطيع الله، لكي تصير العذراء مريم محامية عن العذراء حواء. وكما أن الجنس البشري صار مقيدًا بالموت بواسطة عذراء (حواء)، هكذا قد انحلَّ أيضًا بواسطة عذراء (مريم)، وكأن المخالفة العذراوية قد عادلتها الطاعة العذراوية.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ولد بحسب الجسد, لكي توَلد أنت بحسب الروح
القديس يوحنا ذهبي الفم - شرح مت1:1 عظة 3:2

كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم, في هذا قمة العجب, أنه مع كونه ابنًا خاصًا للإله غير المبتدئ، قد احتمل أن يدعى ابنًا لداود، لكي يجعلك أنت ابنًا لله. لقد احتمل أن يصير العبد داود أباً له، لكي يجعل السيد الرب أباً لك أيها العبد... فحينما تسمع أن ابن الله هو ابن داود ابن إبراهيم، تيقَّن أنك أنت يا ابن آدم ستصير ابناً لله, فليس جزافًا أو باطلا قد وضع نفسه إلى هذا الحد، إلاَّ لأنه كان ينوي أن يرفعنا معه إلى فوق, فإنه قد ولد بحسب الجسد لكي توَلد أنت بحسب الروح... فكما إذا وقف أحد بين شخصين منفصلين، ومد يديه من الناحيتين لكي يوحدهما معًا؛ هكذا فعل هو ليوحد العهد القديم بالجديد، والطبيعة الإلهية بالبشرية، والذي له بالذي لنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الرب رفعنا بتجسُّده إلى مجدٍ لا يُنطق به
العظة الحادية عشر في شرح إنجيل القديس يوحنا للقديس يوحنا ذهبي الفم
الكلمة صار جسدًا, بعد أن قال إن الذين قبلوه أعطاهم أن يولدوا من الله, بل وأن يصيروا أولادًا لله، يبين السبب والأصل في هذه الكرامة التي لا يُنطق بها: السبب هو أن الكلمة صار جسدًا, أن السيد قد أخذ لنفسه شكل العبد، فقد صار ابنًا للإنسان، ذاك الذي هو ابن الله الخاص، لكي يجعل بني البشر يصيرون أولادًا لله. لأن العلي حينما يتحد بالأذلاء، لا ينقص إطلاقًا من مجده الخاص، بينما يرفع الآخرين من منتهى مذلتهم، وهذا هو ما حدث في المسيح, فإنه بتنازله لم يُنقص إطلاقًا من طبيعته الخاصة، ولكنه رفعنا نحن الجالسين في الظلمة بمنتهى المذلة رفعنا إلى مجد لا ينطق به.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أ
خذ جسدي وأعطاني روحه القدوس
عظة في عيد الميلاد للقديس يوحنا ذهبي الفم

كما أنه في زمان الجبلة الأولى كان يستحيل أن يخرج الإنسان إلى الوجود ما لم يأت الطين بين يدي الخالق، هكذا أيضًا كان يستحيل تقويم الإناء البشري الذي فسد ما لم يصر ثوبًا للذي خلقه. ولكن ماذا أقول وبماذا أتكلَّم؟ فإن الدهش يأخذني بسبب هذا الأمر العجيب, قديم الأيام يصير طفلا... الجالس على العرش العالي الأسنى يوضع في مذود! غير الملموس، البسيط، غير المركَّب، غير الجسدي يُقمط بأيدي بشرية, الكاسر أغلال الخطية يُربط بأقمطة لأنه أراد ذلك, أراد أن يحول الحقارة إلى كرامة، وأن يُلبس الخزي مجدًا، وأن يجعل موضع المهانة سبيلا للفضيلة! من أجل هذا جاء إلى جسدي لكي أحتوي أنا كلمته! أخذ جسدي وأعطاني روحه القدوس، حتى بهذا الأخذ والعطاء يدخل فيَّ كتر الحياة! أخذ جسدي ليقدسني وأعطاني روحه ليخلِّصني.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
هوذا أعظم من يونان ههنا
تفسير مت 41:12 للقديس يوحنا ذهبي الفم

فإنه كان مجرد عبد، وأما أنا فإني السيد, هو خرج من بطن الحوت، وأما أنا فقمت من بعد الموت, هو كرز بالهلاك، وأما أنا فجئت مبشرًا بالملكوت, إنهم آمنوا به دون أن يصنع آية، وأما أنا فأظهرت آيات بلا عدد, إنهم لم يسمعوا منه أكثر من ذلك الكلام، وأما أنا فحركت فيكم جميع اُلمثُل العليا, إنه جاء كمجرد خادم، أما أنا فأتيت كرب وسيد الجميع، ليس لأُهدد أو أحاسب من جهة الاستقامة، بل لأُقدم لكم الصفح... لم يتنبأ أحد عنه، وأما عني فالجميع تنبأوا, ثم جاءت الأحداث مطابقة للنبوات, هو عند ذهابه إليهم هرب لئلا يسخروا به، وأما أنا فجئت عالمًا أني سُأصلب ويُستهزأ بي, هو لم يحتمل مجرد التعيير من أجل الذين سيخلصون، وأما أنا فاحتملت الموت، بل وأشنع موت لأجلكم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
صوم المسيح وأدوية الخلاص
عظة 13 في تفسير مت2:4 للقديس يوحنا ذهبي الفم

لهذا صام الرب ليس كأنه بحاجة للصوم, بل ليعلِّمنا, فحيث إن خطايانا القديمة السابقة للمعمودية قد نشأت من التعبد للبطن، وكما أنه إذا شفى أحد إنسانًا مريضًا وجعله معافى، يأمره بالامتناع عن تلك الأمور التي تسببت في المرض، هكذا ولهذا السبب بالذات قد بادر الرب بالصوم بعد معموديته. فإن آدم بسبب عدم انضباط بطنه قد أُخرج من الفردوس، وهذه الرذيلة أيضًا هي التي تسببت في الفيضان أيام نوح، وأيضًا في نزول نار من السماء على سدوم، فمع أن أهل سدوم كانوا مدانين بالزنا، إلاَّ أن أصل كل العقوبات ينشأ من هنا (أي من التعبد للبطن)، الأمر الذي نوه عنه حزقيال قائلا: هذا هو إثم سدوم، أنهم بالكبرياء وبالشبع من الخبز وبالملذات قد تنعموا (حز 49:16) وهكذا اليهود أيضًا اقترفوا أعظم الشرور وانجرفوا للإثم بسبب السكر والتلذُّذ بالأطعمة (خر 6:32) فلهذا السبب بالذات قد صام الرب أربعين يومًا مظهرًا لنا أدوية الخلاص.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
صوم المسيح وأدوية الخلاص
عظة 13 في تفسير مت2:4 للقديس يوحنا ذهبي الفم

لهذا صام الرب ليس كأنه بحاجة للصوم, بل ليعلِّمنا, فحيث إن خطايانا القديمة السابقة للمعمودية قد نشأت من التعبد للبطن، وكما أنه إذا شفى أحد إنسانًا مريضًا وجعله معافى، يأمره بالامتناع عن تلك الأمور التي تسببت في المرض، هكذا ولهذا السبب بالذات قد بادر الرب بالصوم بعد معموديته. فإن آدم بسبب عدم انضباط بطنه قد أُخرج من الفردوس، وهذه الرذيلة أيضًا هي التي تسببت في الفيضان أيام نوح، وأيضًا في نزول نار من السماء على سدوم، فمع أن أهل سدوم كانوا مدانين بالزنا، إلاَّ أن أصل كل العقوبات ينشأ من هنا (أي من التعبد للبطن)، الأمر الذي نوه عنه حزقيال قائلا: هذا هو إثم سدوم، أنهم بالكبرياء وبالشبع من الخبز وبالملذات قد تنعموا (حز 49:16) وهكذا اليهود أيضًا اقترفوا أعظم الشرور وانجرفوا للإثم بسبب السكر والتلذُّذ بالأطعمة (خر 6:32) فلهذا السبب بالذات قد صام الرب أربعين يومًا مظهرًا لنا أدوية الخلاص.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
منافع الصوم
عظة علي بدء الصوم الأربعينى للقديس يوحنا ذهبي الفم

بعد أن تبين لنا سواء من مثال الرب نفسه أو من أمثلة عبيده عظم قوة الصوم والمنفعة الجزيلة التي تعود على النفس منه؛ إني أتوسل إلى محبتكم، بعد أن عرفتم منفعته، أن لا تُبطلوا فوائده بتهاونكم، وأن لا تحزنوا عند قدومه؛ بل بالعكس أن تفرحوا وتتهللوا، لأنه كما يقول الطوباوي بولس: "كلما يفنى إنساننا الخارج فإن الداخل يتجدد" (2كو 16:4) إن الصوم هو غذاء للنفس، فكما أن الطعام الجسدي يدسم الجسد، هكذا الصوم ينعش النفس ويمدها بأجنحة خفيفة، ويجعلها تحلِّق في الأعالي، ويعطيها القدرة على أن تتأمل فيما فوق، ويرفعها فوق شهوات وملذات العالم الحاضر.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الصليب فعل محبة لا يُنطق ï؛‘ﻬا
شرح الرسالة إلى رومية - عظة ظ¢ و ظ¢ظ¥ للقديس يوحنا ذهبي الفم

إن صليب الرب بالنسبة لنا هو فعل محبته التي لا يُنطق بها نحو البشر، ودليل اهتمامه العظيم بنا... «لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش...» (رو9:14) ليت هذا يقنعك بأنه على الدوام مهتم بخلاصنا وتقويمنا... فالذي أظهر مثل هذا الاشتياق لأن نكون له حتى أخذ شكل العبد ومات لهذه الغاية، أيمكن أن يهملنا بعد أن صرنا له؟ هذا أمر مُحال ولن يكون بكل تأكيد! ولن يهون عليه أن تضيع عليه مثل هذه الأتعاب، «فإنه لهذا مات» (رو9:14). وكأن أحدًا يقول: إن فلان لن يهون عليه أن يفقد عبدًا له، لأنه يشفق على الثمن الذي دفعه لأجله. على أننا لا نحب المال مثلما يحب هو خلاصنا؛ إذ أنه لم يدفع مالاً، بل دفع ذات دمه لأجلنا! ولهذا السبب لن يهون عليه أن يفقد أولئك الذين دفع لأجلهم مثل هذا الثمن الكريم!
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
نور قيامة المسيح
عظة فصحية من القرن الثاني، محفوظة ضمن كتابات القديس يوحنا ذهبي الفم

الآن أضاءت علينا إشعاعات من نور المسيح المقدس، وأشرقت علينا أضواء صافية من الروح القدس النقي، وانفتحت علينا كنوز سماوية من المجدد والألوهة, لقد اُبتلع الليل الكثيف الحالك، وانقشع الظلام الدامس واختفى ظل الموت الكئيب. الحياة امتدت وشملت كل واحد، وامتلأ الجميع من النور غير المحدود. الفجر الجديد أشرق على الجميع، والمسيح العظيم القوي غير المائت الذي قبل كوكب الصبح )مز ظ¢:ظ،ظ ظ©), بل وقبل كل الأجسام المنيرة، صار يُضيء الآن على الجميع أكثر من الشمس. بسبب ذلك أوجد لنا نحن المؤمنين به يومًا جديداً مضيئًا عظيماً أبدياً لا ينقص نوره، إنه الفصح السري الذي كانوا يحتفلون به رمزياً في الناموس، ولكنه الآن اكتمل بالتمام في المسيح. إنه الفصح العجيب، إبداع فضيلة الله وفعل قوته، العيد الحقيقي والتذكار الأبدي الذي فيه نبع انعدام الآلام من الألم، وعدم الموت من الموت، والحياة من القبر، والشفاء من الجروح، والقيامة من السقوط، والصعود إلى أعلى (السموات) من النزول إلى أسفل (الجحيم).
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
اليوم ارتفعنا إلى السماء
عظة في عيد الصعود للقديس يوحنا ذهبي الفم

اليوم قد صعد (المسيح) باكورتنا إلى السماء، والذي اتخذ جسدنا ارتقى إلى عرش الآب، ليتمم مصالحة العبيد ويُبطل العداوة القديمة، ويهب البشر الأرضيين السلام مع القوات السماوية. اليوم صار من نصيبنا المشترك الغلبة على الشياطين، والجعالة، والجوائز والأكاليل والمجد. لذلك فلنتهلل جميعًا ناظرين إلى باكورة جنسنا جالسًا في العلاء، وإلى طبيعتنا (في المسيح) وقد اعتلت العرش عن يمين الله....تأمل أيها الحبيب إلى أي حد صار صلاح إلهنا وتدبيره الذي لا يُنطق به من نحو جنسنا، الذي كان قد سقط من الفردوس بغواية إبليس، وًحكم عليه بمثل تلك اللعنة الشاملة، إلى أي علو رفعنا، وكيف نحن الذين كنا سابقاً غير مستحقين للأرض، اليوم ارتفعنا إلى السماء. وطبيعتنا المحسوبة فيما سبق غير مستحقة للفردوس، هذه قد ارتفعت إلى المجلس الأول في السماء، والتي كانت ألعوبة في يد الشياطين، اليوم يسجد لها الملائكة والقوات العلوية
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لا تمزقوا جسد المسيح
عظة ظ£ على الرسالة إلى كولوسي للقديس يوحنا ذهبي الفم

إن السلام خير عظيم بهذا المقدار حتى أن الذين يصنعونه يُدعون أبناء الله, وهذا بحق، لأن ابن الله لهذه الغاية جاء إلى الأرض ليصنع سلامًا بين الأرضيين والسمائيين، ولكن إن كان صانعو السلام يدعون أبناء الله، فالذين يخترعون الخصومات يكونون أبناء إبليس.... فإن كثيرين يسرون بالشر، ويمزقون جسد المسيح بقسوة تفوق ما فعله الجنود الذين طعنوه بالحربة، واليهود الذين سمروه بالمسامير. فشر أولئك كان أهون، لأن الأعضاء التي مزقوها بقيت منجمعة.... والآن متى تفكَّرت في محاربة أخيك، اذكر أنك مزمع أن تحارب أعضاء المسيح، وكف عن جنونك, إن الله من أجل أخيك صار عبدًا وُذبح، وأنت تعتبره كلا شيء؟ بالتأكيد إنك تقاوم الله، لأنك تُبدي حكمًا مخالفًا لحكمه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الكنيسة جُبلت من جنب المسيح كما جُبلت حواء من جنب آدم
عظات إلى المعمدين الجدد 17:3-19 للقديس يوحنا ذهبي الفم

«وخرج من جنبه ماء ودم», لا تعبر ببساطة أيها الحبيب على هذا السر، فإن عندي كلام آخر سري أريد أن أقوله: إن هذا الماء والدم يرمزان إلى المعمودية والأسرار, ومن كليهما نشأت الكنيسة بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس, بالمعمودية والأسرار, لأن من جنبه خرج رمزاً للمعمودية والأسرار، وقد جبل المسيح الكنيسة من جنبه، كما جُبلت حواء من جنب آدم. لذلك يقول موسى في معرض حديثه عن الإنسان الأول: هذه عظم من عظامي ولحم من لحمي, موجهاً أنظارنا كما في لغز إلى جنب السيد. فكما أخذ الله حينذاك ضلعاً وجبله امرأة، هكذا أعطانا من جنبه دماً وماءً وجبل الكنيسة. وكما أنه أخذ الضلع حينذاك أثناء سُبات آدم، إذ كان نائمًا، هكذا الآن من بعد موت المسيح أعطى الدم والماء، الماء أولاً ثم الدم. أعلمتم كيف اقترن المسيح بعروسه؟ أعلمتم بأي طعام يقيتنا نحن جميعًا؟ بنفس الطعام نحن تكونا ونقتات.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
جسد المسيح الواحد
عظة 24 علي شرح 1كو17:10 للقديس يوحنا ذهبي الفم

«الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح», بعد أن قال «شركة جسد» أراد أن يبين ما هو أوثق، لذلك أردف: «فإننا نحن الكثيرين خبز واحد, جسد واحد», وكأنه يقول: لماذا أتكلَّم بعد عن «شركة الجسد» بينما نحن ذلك الجسد بعينه؟ لأنه ما هو الخبز؟ أنه جسد المسيح. وماذا يصير المتناولون؟ جسد المسيح. فليس هناك أجساد عديدة بعد، بل جسد واحد. فكما أن الخبز يصير واحداً من حبات كثيرة مجتمعة, حتى أن الحبات لا تكون ظاهرة مع أنها موجودة، لأن الفرق بينها غير واضح بسب الاتحاد، هكذا نحن أيضاً نتحد بعضنا مع بعض ومع المسيح. لأنك لا تأكل أنت من جسد وغيرك من جسد آخر، بل الجميع يأكلون من الواحد بعينه, ولذلك أضاف: «لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد», فإن كنا جميعًا نشترك في الواحد، بل ونصير هذا الواحد عينه، فلماذا لا نُظهر أيضًا المحبة الواحدة، فنصير بذلك أيضاً واحداً؟ لأنه هكذا كان قديمًا في زمن آبائنا الأوائل، إذ يقول: «كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة» (أع32:4).
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لقد جعلنا جسدًا له
عظة 5:82 على إنجيل القديس متى للقديس يوحنا ذهبي الفم

لم يكن كافيًا له أن يصير إنساناً ويُلطم ويُذبح, ولكنه مزج نفسه أيضاً بنا, وذلك ليس فقط بالإيمان بل وبالفعل الواقعي: فقد جعلنا جسداً له, فبأي طهارة فائقة يجب أن يتقدم من يتناول من مثل هذه الذبيحة... والفم الذي يمتلئ بالنار الروحية، واللسان الذي يصطبغ بالدم الرهيب, فانظر إلى أية كرامة دُعيت إلى سمو المائدة التي ستتنعم بها, فالشيء الذي ترتجف الملائكة من مجرد رؤياه ولا تجسر أن تنظر إليه بدون رعدة بسبب شدة البريق المنبعث منه
هذا بعينه هو الذي نأكله, وبه هو نفسه نحن نمتزج فنصير جسدًا واحدًا ولحمًا واحدًا مع المسيح. «من يخبر بأعمال الرب العظيمة؟ ويجعل كل تسابيحه مسموعة؟» (مز 2:106), أي راع عال رعيته بذات أعضائه الخاصة؟ أما هو فإنه يغذينا بذات دمه, وبكل وسيلة يمزجنا بنفسه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بسبب حبه الفائق لنا أراد أن يكون هو لنا كل شيء
شرح رومية 14:13 للقديس يوحنا ذهبي الفم


«البسوا الرب يسوع المسيح» (رو14:13). إنه يعطينا الرب نفسه، الملك نفسه، كثوب لنا, كما يقول أيضاً «إن كان المسيح فيكم» (رو10:8), وأيضاً: «ليحلَّ المسيح في إنسانكم الباطن» (أف17:3), فإنه يريد أن تكون نفوسنا مسكنًا له، وأن يحيط بنا كالثوب، حتى يكون هو كل شيء لنا من الداخل والخارج, وهو ملؤنا «الذي يملأ الكل في الكل» (أف23:1) وهو طريقنا (يو6:14), ورجلنا وعريسنا كما قيل: «خطبتكم لرجل واحد كعذراء عفيفة» (2كو2:11), وهو أصلنا وطعامنا وشرابنا (يو55:6) وحياتنا «فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» (غل20:2), ورسولنا ورئيس كهنتنا ومعلِّمنا وأبونا وأخونا، وشريكنا في الميراث (رو17:8), وفي الدفن والصْلب «دُفنا معه... مدفونين معه بشبه موته» (رو14:15), ومسكننا والساكن فينا «يسكن فيّ وأنا فيه» (يو5:15), وحبيبنا «أنتم أحبائي» (يو14:15), وأساسنا وحجر الزاوية فأيُّ شيء لم يرد أن يكونه لنا, إذ بكل وسيلة يلصقنا به ويمسك فينا؟ أليس هذا دليل حبه الفائق لنا؟
 
أعلى