تطور مفهوم الله عند البشرية

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
مقدمة عن موضوع من هو إلهي؟

لو طلب أحدهم إلى مجموعة من الخبراء الدينيين أن يبدوا آراءهم حول طبيعة الله وكيفية إعلانه عن ذاته ستتناقض الإجابات وسنحصل على آراء مختلفة تصل لعدد الموجودين .فمن يستطيع أن يقول القول الفصل في طبيعة الله؟ لابد أن يكون هذا الشخص الوحيد هو اله نفسه.
وماذا يحدث لو أن أحد الأعضاء المشتركين بالندوة وقف وقال " حتى أزيل هذا الارتباك وسوء الفهم حول الله فإني أعلن لكم بأني أنا الله ,أنا هو الطريق والحق والحياة!"
إن مثل هذا الزعم يدخل بنا إلى دائرة الأمور التي يمكن التحقق منها .فإما أن يكون هذا الشخص مصاباً بالجنون أو يكون مخادعا ً يحاول أن يجعل الناس أن يصدقوا أكبر كذبة بالتاريخ وإما أن يكون هو الله بالفعل.
هذا هو تماما ً ما قاله يسوع عن نفسه فليس في مقدورنا أن نقول أن يسوع كان مجرد معلم صالح أو مجرد قائد ديني عظيم فالمعلمون الصالحون لا يمتهنون الكذب وهم لا يضعون أنفسهم كموضوع للإيمان والعبادة أو يجعلون ألوفا ًمن الناس يموتون من أجل كذبة



تطور مفهوم الله عند البشرية




رغم ظهور الانسان منذ أربعة ملايين سنةفإن تصوره الماورائي لا يرقى إلى أبعد من مائة ألف سنة ففقط ففي فلسطين اكتشف قبر لطفل يعود إلى 100 ألف سنة مما يظهر اعتقاد الإنسان بالحياة بعد الموت.



ومنذ العصور الحجرية اعتقد الانسان بالآلهة وبالحياة الثانية بعد الموت فعبد الظواهر والحيوانات واعتبرها آلهة وآمن بها وطلب منها المساعدة وأدخلها ضمن مفاهيمه للحياة والموت والخلود وحتى في حروبه ضد الغير والمثال الأفضل على هذا التدخل يأتي من إلياذة هوميروس وحصار طروادة حيث كان كل بطل من أخيل إلى هكتور وغيرهما محميا من إله يعتبر مسؤولا عن دعمه في القتال وحمايته من البشر ومن غضب الآلهة



السومريين:



بدأت المفاهيم الماورائية وعالم ما بعد الموت والأساطير وعلاقات الانسان بالآلهة عند السومريين منذ العصور الحجرية. حوالي 2300 ق.م حاول الشعراء والعلماء استعادة تاريخ بلادهم القديم فكتبوا قصصا عن بداية الخلق والجنة وطوفان مروع غمر هذه الجنة وخربها غقابا لأهلها عن ذنب ارتكبه أحد ملوكهم.



آمن السومريين بوجود عدة آلهة : اله البحر واله الارض واله الهواء واله الجنة اضافة لوجود اله يهتم بكل ما يحتاجون اليه اله لدجلة والفرات اله لري المزروعات اله للحبوب واله للدواب آلهة حسب الحاجات البشرية



ويعد السومريون أول من آمن بالحياة الثانية بعد الموت حيث اكتشفت مقابر أثرية لملوكهم دفن معها أفراد الحاشية وبعض الحيوانات والاموال والحلي .



البابليون:



أخذ البابليون التراث الديني السومري وطوروه فبلغوا فيه درجة متقدمة لكن النظرة العامة للآلهة لم تتغير.



الكنعانيون والفينيقيون:



الديانة الكنعانية ترتكز غلى عبادة قوى النمو والتوالد التي يعتمد عليها كيان المجتمع الزراعي ومن الاساطير المكتشفة اسطورة الاله بعل (اله المطر) الذي يصارع ويموت ويقوم كل سنة من بين الاموات وذلك انسجاما مع فصول السنة.



المصريين القدماء:



آمن المصريون بالحياة الثانية بعد الموت وأن كل مخلوق يحمل روحا ًهي صورة مصغرة عنه تظل سعيدة ما دام جسده محفوظا ًمن الفناء لذلك عمدوا إلى تحنيط الميت وبناء المقابر الآمنة لحفظ جسده (الأهرامات)



وساد الاعتقاد أن الفرعون خالد وأنه اله على الأرض وفي السماء واعتبر خالدا من يحظى بعطف الفرعون اذ يكون احد حاشيته بالعالم الثاني انما وبعد الثورة الدينية اصبحت الحياة بمتناول جميع ابناء الشعب المصري.



الثورة الدينية(ثورة أخناتون):



بسبب فساد الكهنة والضغط على الشعب باسم الدين ونشرالفساد السياسي أدى ذلك إلى ثورة عنيفة من جانب أخناتون الذي أعلن أن تلك الآلهة وجميع ما في الدين من احتفالات وطقوس هي عادات وثنية محضة وأن للعالم الها واحدا هو أتون ويمثل الشمس وهو رب العالم كله.



العرب قبل الاسلام :



عرف العرب العبادة والديانات والكهان وأخذوا من جانب الكعبة حجارة اعتبروها مقدسة ونصبوها في خيامهم وعرفوا الأصنام وبلغ عددها 300 في الكعبة



الجاهلي عرف أيضا ً عالما ً غيبيا ًشغل ذهنه وظهر في أدبه هو الجان الشبيه بعالم الأرواح عند الشعوب الاخرى انه عالم مخلوقات غير منظورة تمارس حياتها اليومية منها ما هو خير ومنها ما هو شر وتأتي بالخوارق وتدخل أماكن يتعذر على البشر دخولها وتوحي بالشعر والفن والموسيقى للذين ترضى عنهم.



الديانة اليونانية:



عبارة عن أساطير تعظم عمل الآلهة الكثيرة والمتنوعة الاعمال (اسطورة هرقل ملاحم الالياذة والاوديسة) فيوجد اله للسماء وآخر للارض وآخر للحيوانات وآخر للأبطال وعلى رأس هؤلاء رب الرباب زفس العظيم.



الهة شعوب الشرق الاقصى:



كانت النظرة العامة لهذه الاديان والالهة نظرة فلسفية



كانت عند الهنود مجموعة من الآلهة كاله النار المقدسة واله الصاعقة واله الحياة والموت



وعند اليابانيين كان يوجد الهين ذكر وانثى.



خاتمة:

أعجب الانسان الاول بما كان حوله وفاقه قوة ولم يكن باستطاعته أن يفسره فعده إلها ًفعبد الحيوانات والظواهر وصار ينسب اليها الخوارق والمعجزات وادخلها بتفاصيل حياته وصاغ حولها الاساطير والملاحم وبتطور الحضارات أخذت نظرة الانسان للإله بالتطور فأصبح جاهزا ً ليبدأ الله بتعريفه عن نفسه.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
موضوع مهم جداً.

ولكن لربما أن الأمر هو بحث الإنسان عن إله. أو قوة أعظم.

مشاركتك ابهجتني يافنان
ربنا يباركك
 
أعلى