سألت الناس عنك يا يسوع

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,264
مستوى التفاعل
1,715
النقاط
76
في زمن قد يبدو فيه أننا قد فقدنا حضور الله أو غدى الله ضائعًا في عالمنا هذا، أو قد احال نفسه على التقاعد!اسألك يالهي الحبيب الذي لا نعرفه في الكثير من الاوقات إلاّ بشفاهنا ، أما قلوبنا فبعيدة عنه. يالهي المنسي أين أنت؟! أين قد اختبأت. فها قد اوشكت الشمس على الشروق فاكتب اليك ما يجول في داخلي كمسك ختام لهذا الكتاب: سألتُ عنك الساسة واصحاب السلطة ، فدلّوني إلى قلاعهم وتيجانهم المرصعة وكراسيهم وعروشهم الفخمة التي اعتلوها على حساب الضعفاء والمساكين الابرياء، حسبهم انهم سيئبدون فيها!لكنّك لم ولن تحبّ التيجان والعروش والمتوجين، فأنت لم يكن لك مكان توضع عليه رأسك! وكنت تحنو على كلّ ضعيف.وعرفتك محاميًا للابرياء والمساكين والضعفاء.
سألتُ عنك قادة الجيوش ، فرايتهم مدجّجين بالأوسمة والأسلحة واحاطت بهم الفيالق والحمايات والعساكر من كل صوب، فمد احدهم يده إلى سلاحه فجرّد سيفه قائلاً: هذا هو! نظرتُ إليه فإذا به مخضّب بالدماء! قلتُ كلا وألف كلا، لأنني عرفتُ الهي مبشّرًا بالسلام والتسامح ومحبة القريب. ألم تقل انت يارب من ياتي بالسيف بالسيف يأُخذ؟!. فامبراطوريتك هي امبراطوية الحبّ والغفران، امبراطورية اللاعنف. اه يايسوع الحبيب يا صديقي الوفي ، كلما سعيتُ في البحث عنك ظننتُ اني دنوتُ منك خطوة وإلاّ ارى نفسي أكثر بعدًا عنك من ذي قبل! رحت أسأل عنك الكاهن ، فدعاني إلى استماع القدّاس، فوجدته طقوسًا وشعائر ورموزًا مبهمة وصلوات بلغة غير مفهومة لا يفهمها سوى الكهنة وبعض الشمامسة! فخرج أحد المؤمنين متذمرًا ثائرًا قائلاً : مراسيم دينية لم تغذي روحيً ولا ايماني ولم تقربني من الرب! لانني اجهلها ولا افهمها ولانني فقط مستمع ولستُ مشاركًا. بالحق نطق هذا الإنسان، لأنني عرفتك يايسوع، اتيت وتجسدت لكي تخلص الإنسان ولم تتعصب للغة ما ، وكلمتَ خاصتك وصليت لهم وبينهم ولاجلهم بلغة يفهمونها ويتداولونها.... قررت البحث عنك في داخل اروقة كنيستك، فوجدتها منهمكة بامور سياسية ومادية ودنيوية بحتة، رأيتها منقسمة إلى تسميات واحزاب ومجالس وقوميات وطوائف! لكنّك دعوتهم بأن يعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. كما وصليت وتصلي لكي يكونوا واحدًا، كما أنت والآب واحد. سالتُ الغني الثري أين الهي ؟ فاصطحبني لموضع ما يُريني ما تكدّس فيه من اموال وذهب وفضة! قلت له هذا ليس الهي! الهي لا يؤمن بالغنى، إلاّ غنى الروح والقلب، غير محبًا للمال ، فالهي كان لا يملك ثمن رغيف خبز! ولما تعبت قصدت أحد البطاركة الذي ينادي بإسمك ليلاً ونهارًا وسألتُه عنك. فمد يده لاقبلها من وراء كرسي فخم ويده مزينة بخاتم ذهب من العيار الثقيل! ثم امسك بصليب تدلّى على صدره يتلألأ بالذهب العيار ال (24) !! فقلت له ان من تحمل صليبه يا صاحب الغبطة، انحنى ليغسل ارجل تلاميذه وقَبل اقدامهم حبًا وخدمة، مات بطلاً ممتجردًا معلقًا على خشبة بسيطة من أخشاب الطبيعة. كان ينتعل نعالاً قديمًا متسخًا وقدميه قد اسودت من السير في طريق التبشير. كم وكم ليلة نام جائعًا دون طعام أو شراب. لم يكن الهي جالسًا يبشر خلف مكاتب وعروش وينتعل احذية مميزة وباهظة الثمن ، لم يكن الهي من اصحاب الهتفات وبياعي الكلام، بكل كان رجل موقف وقرار ورسالة ، واعماله شهادة حبّ لما يقول. كان همه الأول والآخير خير خاصته وخلاصها.
طرقت باب الفيلسوف الحكيم ، فسالته ألا تقودني لمعرفة الله؟ فأومأ إلى اكداس الكتب الفلسفية وقال ستجده في بطون هذه الكتب والمجلدات والاحاجيج الفكرية والمنطقية وبعض البراهين والمقاييس والمنطق. ابتسمت في سرّي وقلتُ: الهي مقايسه تختلف عن مقايسنا نحن البشر؛ فمنطقه هو الحبّ والغفران.
توجهت للعالم عله يدلني عليك، توسلت اليه ان يقودني اليك يالله. فاجاب :"لا أعرف عن من تتكلم! انا لا اؤمن إلا بعقلي وعلمي ونفسي وفرضياتي وابحاثي ....". يا لخيبتي وفشلي وحزني لقد ذهبَ بحثي وجهدي سدى! وعندما خاب أملي بلقائكِ ، جلستُ مع ذاتي فدخلت إلى اعماقي، فلمحت آثار أقدامك في قلبي! لكن وجهك لم اره!! وإلاّ بصوت يهمس في داخلي، لن تجد اثاري في حياة كل إنسان ، فقط في حياة المؤمنين، أما وجهي فستراه في الطبيعة وفي الإنسان ولاسيّما الفقراء والحزانى والجياع والمظاليم والمنكسري القلوب
 
أعلى