حول التجسد 1

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
خلال قراءاتى عن التجسد لفت انتباهى أشياء منها وهى محور سؤالى :

إقرار الآباء الأولين للعقيدة المسيحية مثل أثناسيوس وغيره أن الجسد الذى اتخذه المسيح من

العذراء مريم هو جسد مخلوق غير أزلى

وكذا ردهم على من قال أن السجود للمسيح يعنى السجود للاهوت دون الناسوت المتحد به

قالوا بل للكيان كله

السؤال

هل فهمى لهذا التعليم أرثوذكسى صحيح ؟







 
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
2,822
مستوى التفاعل
576
النقاط
113
الإقامة
الروح والأناة
صديقي ياسر - تحية طيبة لك

من ناحية المبدأ، فأن الفصل بين اللاهوت والناسوت لا يجلب ثماراً روحية - اي ما معناه - الناحية الفلسفية لطبيعة المسيح موضوع يطول شرحه وتكثر مصادره. لكن بأمكاني ان اعطيك الراحة لسؤالك مع بعض الشرح:

اولاً نحن متفقون على ان عبادة اي "أنسان" هو شرك ولا نقاش فيه..
ثانياً، ظُلمت المسيحية أيما مظلمة بأتهامها زوراً وبهتاناً بعبادة انسان دون الرجوع لما يدعيه أهلها بثبوت عقيدة التجسد الإلهي وان المسيح هو واحد، الله المتجسد. وظهر هذا جلياً في مجمّع خلقيدونية المنعقد سنة 451م.
ثالثا، صحيح الجسد وجّد في بطن العذراء، لكنه متحد باللاهوت، منذ لحظة وجوده ولم يفارقه لا لحظة ولا طرفة عين.

المحصلة: لايمكن ان نفصل بين لاهوت المسيح وناسوته - فليس أمامنا شخصان - نحن أمام "شخص" واحد بناسوته ولاهوته...فعندما نقول انك تعبد الله، والله روح وله صفات، فأنت لا تعبد صفة او صفات لله، بل أنت تعبد الله الواحد!

تحياتي
 

بايبل333

حن يارحمــــــن
إنضم
27 سبتمبر 2010
المشاركات
7,650
مستوى التفاعل
582
النقاط
113
الإقامة
+تكفيك نعمتي+
تحية طيبة اخ ياسر :

من كتاب كل تعاليم الكتاب المقدسبواسطة هربرت لوكير
6394523349.png
السجود للجسد هو سجود ضمنى لللاهوت فلا يمكن الفصل بين الجسد وبين الاهوت نهايئاً كلام غير ذلك هذا غير عقيدتنا ولا نقبل بة الاتحاد منذ حلول الروح القدس على العذراء عند تكوين الجنين كان متحداً وصعد الى السماء لانه لم يفارقه

هذا الموضوع يفوق اداراك كل البشر يفوق عقله وليس ضد العقل فطبيعة الله الغير محدود لايمكن معرفتها بعقولنا المحدودة

 

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
شكرا صدبقاى العزيزان فادى وبايبل

إذن فى حالة صرف العبادة فلامجال للتفرقة بين لاهوت وناسوت أو بين جسد ولاهوت

إله متحسد وفقط

تلك مشكلتى فى فهم الأسرار المسيحية !

بيد أنه فى مجال الأعمال يجب التفرقة بين الناسوت واللاهوت

فحين يجوع المسيح ويتألم ويجهل ويصلى ويدعو ويموت ويقبر فذاك قدر الناسوت

وحين أصرف له عبادة فللإله المتجسد

طيب ...

(لاااازم كلاااامك)،أن الإله يحتويه جسد ،إنسااان ،وأن العبادة تشمله ضمنا

فكيف تصرف العبادة لمخلوق محدث ؟!

على إعتبار أننا لو قلنا أن العبادة مختصة باللاهوت
ليس تعليما مستقيما
أو أن الناسوت تلاشى باللاهوت مثل نقطة خل ذابت فى محيط هرطقة أوطاخية


 
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
2,822
مستوى التفاعل
576
النقاط
113
الإقامة
الروح والأناة
شكرا صدبقاى العزيزان فادى وبايبل

أهلا بك - ياسر الحبيب...


إذن فى حالة صرف العبادة فلامجال للتفرقة بين لاهوت وناسوت أو بين جسد ولاهوت

مهم جداً ان نفهم اولاً ما هي العبادة؟ والسبب لهذه العبادة؟ هل هي حاجة ام هي راحة؟ هل هي خوف ام هي محبة؟

في علم اللاهوت يا صديقي العزيز - هناك فرع يسمى ال(كرستولوجي) Christology وكلمة كرستولوجي هي يونانية بالاصل ومعناها "علم دراسة المسيح" وهو علم يُعنى بدراسة طبيعة المسيح.... صدق او لا تصدق فأن أساس هذا العلم يعود للقرن الاول الميلادي، حيث كان الصراع قائماً (ان صح التعبير) بين المسيحيين ذو الاصول اليهودية (الحنيفيين المؤمنين المتعصبين) وبين المسيحيين ذو الاصول اليونانية (الفلاسفة والمؤرخين) عن ماهية طبيعة المسيح....في هذا الفرع، الذي سميناه كرستولوجي - هناك دراسة خاصة تسمى ب(الهايبوستاتك يونيون) Hypostatic Union وبالعربية معناها (الاتحاد الاقنومي) - وهذه الدراسة تستفيض في شرح لاهوت المسيح وناسوته وأتحادهما اللامنفصل...



إله متحسد وفقط



لا - ما هكذا تورد الإبلُ يا ياسر :Love_Letter_Send: ، نحن لا نقول ان المسيح "إله متجسد" - نحن نقول بأن المسيح هو الله المتجسد - ولا نؤمن بتعدد الألهة ولا نؤمن بالمسيح منفصلاً عن الذات الإلهية الواحدة المتحدة - كونه متجسداً، أي الله، هذا لا يعني انه غاب عن الوجود..

تلك مشكلتى فى فهم الأسرار المسيحية !


من يسجد لله، فيجب ان يسجد بالروح والحق..

هذا الكلام ليس موجهاً لك فقط، لكن لكل اولئلك الذين يريدون ان يتقربوا ويفهموا الله في المسيحية..

نعود لموضوعنا، عبادة الله الواحد في شخصه المتجسد، يسوع المسيح....كيف تكون هذه العبادة؟ ألعبادة الإلهية في المسيحية خاضعة لقانون المحبة، وهذه المحبة منوطة بفهمنا للكتاب المقدس، ولكي لا اطيل عليك، أضع بين يديك بعض من الافكار لعلها تجد ظالتها لما تصبوا الحصول عليه (من أجابة اقصد)...

أولاً عبادة المسيح (الله) - من أهم الاحداث التي مرت في حياة المسيح هو التجلي على الجبل، ولا اعتقد أنها خافية عليك، هي في أصحاح 17 من أتجيل متى، حيث يذكر الانجيل أن "هيئة" المسيح تغيرت، وأضاء وجهه كالشمس، وثيابه اصبحت بيضاء كالنور....هذا التجلي هو "أعلان" إلهي لنا، ليس فقط في صوت الآب الذي سمعه التلاميذ، لكن ايضا في طبيعة هذا النور الذي سطع من المسيح. وفي كثير من مواضع الكتاب المقدس "النور" دائما مترافق مع "ظهور" إلهي او أعلان إلهي...تجلي الله لموسى على الجبل، او قيادة الله لشعبه من عبودية مصر بعمود من السحاب في النهار وعمود من نار "يضيء" لهم ليلاً...او عندما وصف النبي دانيال الله وقال "عنده يسكن النور". كل هذه إشارات لطبيعة المسيح اللاهوتية (ولن أدخل في تفاصيل المعجزات والقيامة وغيرها من الادلة الكثيرة على لاهوت المسيح)

ثانياً، عبادة المسيح لانه الغالب (له سلطة الغلبة) - في نفس اصحاح التجلي،هناك رمزية مهمة يجب ان ننتبه اليها، وهي ان موسى وأيليا (اللذان يمثلان العهد القديم) قد أختفيا، وبقي يسوع وحده - وهذا ما يؤكده الرسول بولس عندما قال في اكثر من موضع في رسائله، بأن الله تكلم معنا في القديم عبر رسله وانبياءه وبطرق شتى، لكن في هذه الايام تكلم معنا في "أبنه" الذي جعله وارثاً لكل شيء..(والذي به ايضاً عمل العالمين) - تأمل معي صديقي العزيز بقوة الجملة الاخيرة، وهي صدى لمقدمة انجيل يوحنا التي فيها قال "به كان كل شيء"....واذا أردنا ان نستفيض في موضوع سلطة المسيح الإلهية، فأحتاج من صفحات المنتدى ووقته الكثير لكي أعطي 1% من ما كشفه الوحي المقدس لنا عن هذا الشيء، لكن سأكتفي بهذا القدر..

ثالثاً، عبادة المسيح (الانسان) المتواضع - وهذا هو الصراع الذي ما لبث ان بلبل أفكار الكثيريين، وهو نفسه ما يجب علينا كمسيحيين أن لا نخجل منه وهو أعلاننا عن ناسوته الكامل (متحداً باللاهوت)...

في تعليقي الاول طرحت مثالاً عن كيفية عبادة الله بوحدانيته، دون عبادة صفاته او أحدى صفاته، والسبب في ذلك هو أن هذه الصفات وظيفتها ان "ترشدنا" لماهية هذا الإله الذي نعبده، فعندما نقول الله الشافي، والعادل، والرازق، والعالم بكل شيء، فنحن لا نعبد عدل الله وهي صفة من صفاته، ولا نعبد علم الله، وهي صفة من صفاته - بل نحن نعبد الله بفهمنا عن تكامله الإلهي والوجودي (الذات الإلهية) - ففي نفس المعنى نجد أن ناسوت المسيح هو ذلك الجسد "الوسيلة" التي تحدث الله فيها معنا وأظهر ذاته لاجلنا، وأتحد بهذا الجسد لاهوتياً (اي هذا الجسد متحد بتلك الذات الإلهية الواحدة).. كما يقول الأنجيلي العظيم يوحنا (والكلمة حلّ بيننا) وفي التعبير الانكليزي لكلمة حلّ يقولون Dwelt اي (أخذ سكنى) يقابلها بالعبرية "مشكن" - اي مسكن - ويوحنا اللاهوتي متقصداً ذكر كلمة Dwelt لانها صدى لحضور وسكنى الله في خيمة الاجتماع المرتبطة بموسى والذي أمره الله ان يبنيها لكي "يسكن" بينهم...

أعتقد أنني أطلت عليك، سأتركك مع هذه الافكار، واذا اردت ان ندرس كل هذه الافكار معاً بتأني وبفكر متقد وبروية فأنا في الخدمة...

صلاتي معك صديقي العزيز..
 
التعديل الأخير:

بايبل333

حن يارحمــــــن
إنضم
27 سبتمبر 2010
المشاركات
7,650
مستوى التفاعل
582
النقاط
113
الإقامة
+تكفيك نعمتي+
شكرا صدبقاى العزيزان فادى وبايبل
اهلا بك عزيزى الغالى ياسر

إذن فى حالة صرف العبادة فلامجال للتفرقة بين لاهوت وناسوت أو بين جسد ولاهوت
عايز اتكلم بصراحة معك انتم تتحدثون عن المسيحيية بالمنظور الاسلامى وهذا خطا شاسع ولابد ان تراجعوه فكم من نزلنا الى القاع معكم فى الحوارات كثيراً حتى تاتوا الى فكرنا لابد أن تعى جيداً هذا الامر

العبادة يا سيدى هى لله وحده ولا مجال فى ذلك فلا فكرة تعدد الالهة موجودة

لدينا وكما قال اخونا فادى الكلدانى عن علم دراسة المسيح يوجد علم اخر هو اللاهوت الكتابى هو ذاك العلم الذى يلقننا الله اياه

فالايمان والعبادة فى البشارة يرتبط بيسوع المساوى لله وذلك على اساس ان يسوع هو صورة الله ورسم جوهره اما فى الاناجيل الثلاثة الاولى فلا يذكر يسوع كهدف الايمان كهدف الايمانالا فى (متى 18 : 6,مرقس 9 : 42) ولقد اعطى هذا الذريعة للبعض لللاستنتاج الخاطى بان يسوع لم يعتبر نفسه

فى يوحنا 14 : 1

  • 14. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.
يفترض البعض من التلاميذ بسبب الاحداث العاصفة الوشيكة ان تحدث كانوا فى خطر فقدان ايمانهم بالمسيح فينبغى ان يستعيدوه عن طريق التاكيد بقوة على الايمان بالأب ولكن من غير المعقول يا اخ ياسر سيكولوجيا ان اولئك الذين نالوا الحياة بواسطة يسوع لم يصلوا الى مستوى الثقة بة






ثانياً، عبادة المسيح لانه الغالب (له سلطة الغلبة) - في نفس اصحاح التجلي،هناك رمزية مهمة يجب ان ننتبه اليها، وهي ان موسى وأيليا (اللذان يمثلان العهد القديم) قد أختفيا، وبقي يسوع وحده - وهذا ما يؤكده الرسول بولس عندما قال في اكثر من موضع في رسائله، بأن الله تكلم معنا في القديم عبر رسله وانبياءه وبطرق شتى، لكن في هذه الايام تكلم معنا في "أبنه" الذي جعله وارثاً لكل شيء..(والذي به ايضاً عمل العالمين) - تأمل معي صديقي العزيز بقوة الجملة الاخيرة، وهي صدى لمقدمة انجيل يوحنا التي فيها قال "به كان كل شيء"

صحيح اخى فادى لقد ترك الامر لبولس الرسول لابراز هذا الجانب من العقيدة المسيحية بعد حلول الروح القدس اما الروح بالنسبة ليسوع فهو مصدر الاعلان والمعجزات وسيظل هكذا فى الانجيل الرابع ففى يوحنا عبادة الرب بالروح والحق لا تعنى الاخلاص فى العبادة الامر الذى ينكره السيد المسيح على العبادة السامرية او اليهودية انها تعنى العبادة التى لا تتقيد بعد بالطقوس الرمزية بالنسبة للمكان والزمان والشكل ولكن عوضا عن ذلك عزيزى ياسر تكون العبادة متجاوبة تماما _بدون ظلال او شكليات مع طبيعة الله الذى هو روح ووضع العبادة اليهودية فى مستوى واحد مع العبادة السامرية من جهة المكان فلا يعنى انهما على نفس الوجوه فقد قال السيد "انتم تسجدون لم لستم تعلمون اما نحن نسجد لم نعلم



اتمنى ان تكون الصورة وصلت واضحة واسف ان كنت اطلت فى الكتابة

كن معافى​
 
التعديل الأخير:

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
مرحبا صديقى الجميل فادى
أنا بحاول أقرب منك عشان أفهم

ثالثاً، عبادة المسيح (الانسان) المتواضع - وهذا هو الصراع الذي ما لبث ان بلبل أفكار الكثيريين، وهو نفسه ما يجب علينا كمسيحيين أن لا نخجل منه وهو أعلاننا عن ناسوته الكامل (متحداً باللاهوت)...

المعنى إيه ؟
يعنى نعبده كله وإن قال آخرون إنكم تعبدون ناسوتا مخلوقا فلاينبغى لنا أن نخجل من ذلك
فنحن نعبد الله المتصف بالصفات الأزلية والفعلية دون عبادة هذه الصفة
فعندما نقول الله الشافي، والعادل، والرازق، والعالم بكل شيء، فنحن لا نعبد عدل الله وهي صفة من صفاته، ولا نعبد علم الله، وهي صفة من صفاته - بل نحن نعبد الله بفهمنا عن تكامله الإلهي والوجودي (الذات الإلهية) -

فإن كان فهمى هذا صحيحا حسب ماقرأت من المشاركة
فيقال
إن الصفة لاتنفك عن الذات أزلا فليست بمخلوقة
بيد أن الجسد مخلوق
فافترقا
معهلش استحملنى شوية وعلمنى
 

ياسر الجندى

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 يوليو 2010
المشاركات
1,962
مستوى التفاعل
133
النقاط
0
لأنه حسب الإعتقاد المسيحى حين أراد الفداء اتخذ جسدا ليس ملازما لذاته كالصفة
 
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
2,822
مستوى التفاعل
576
النقاط
113
الإقامة
الروح والأناة
مرحبا صديقى الجميل فادى

أهلا صديقي العزيز



المعنى إيه ؟
يعنى نعبده كله وإن قال آخرون إنكم تعبدون ناسوتا مخلوقا فلاينبغى لنا أن نخجل من ذلك فنحن نعبد الله المتصف بالصفات الأزلية والفعلية دون عبادة هذه الصفة

لا -ليس هذا ما قصدته، ما قصدته هو أن تجسد الاقنوم الثاني بذاته الإلهية الواحدة متخذاً جسداً إنسانياً تجري عليه كل عوامل الطبيعة مثل أي إنسان (ما خلا الخطيئة) - فهذه الطريقة التي أختار فيها الله الوسيلة لاظهار ذاته لنا كبشر لا يجب أن نخجل منها. نصف الحقيقة هي ان جسد المسيح ليس أزلياً - لكن الحقيقة الاخرى هي أن "أبن الله" القائم بذاته في حضن الآب اتحد في هذا الجسد اتحاداً اقنومياً - فطالما اتخذ جسداً بشرياً فأنا لن أخجل في ان اعبده - وحتى لو انه لم يتخذ جسداً ولم يعلن ذاته (فرضاً)، فأنا سأبقى أعبد الكلمة الأزلي الموجود قبل تأسيس العالم...لكن حتمية التجسد كانت في فكر الله منذ الأزل وهدفها هو "التدبير الخلاصي" (راجع كل نبؤات العهد القديم حول مجيء المسيح)...وهنا لابد أن أنوه بأن المسيح أعطى قيمة عُليّا لطبيعتنا البشرية وذلك في أنه لم يسمح لهذا الجسد ان يتلاشى او يفسد، بل أصبح ممجداً بعد انتصاره على الموت وقيامته (كل هذا بأتحاد الناسوت باللاهوت)...لهذا قلت في بداية تعليقي اللاهوت لم ينفصل عن الناسوت لا لحظة ولا طرفة عين....أدعوك للتأمل في الاية التي تقول: "وليس أحدٌ صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء، إبن الانسان الذي هو في السماء" (يوحنا أصحاح 3) - هذه الاية أعلان واضح وصريح لناسوت ولاهوت المسيح في آنٍ واحد..



فيقال
إن الصفة لاتنفك عن الذات أزلا فليست بمخلوقة
بيد أن الجسد مخلوق
فافترقا
معهلش استحملنى شوية وعلمنى

غير صحيح - لا يوجد اي انفصال او فراق - هناك مشكلة في فهم الايمان المسيحي، فالله لم يقرر ان يدخل في جسد إنسان مخلوق مسبقاً (مبدأ نسطور المهرطق) - وهذا ما يُحدث تشويش الافكار الذي تكلمت عنه، بل إن الله قرر أن يُظهر لنا ذاته في الجسد، وتكوّن هذا الجسد داخل العذراء وهو متحد بالكلمة اللاهوت - وهذا قولنا انه لم ينفصل عنه لا لحظة ولا طرفة عين..الصفة الأزلية للأبن لم تنفك عن الله الآب وروحه القدوس...ولهذا نقول في قانون الايمان الذي شارك في كتابته أثناسيوس العظيم الذي جئت على ذكره في مشاركتك الاولى - اذ يقول (قانون الايمان) - "مولود غير مخلوق ومساوٍ للآب في الجوهر" - وهذا جوهر الإتحاد المعجزي بين الناسوت واللاهوت (دعنا لا ننسى اننا بالكاد ندرك ماهية جنسنا البشري، فكيف بنا ان نفهم هذا الاتحاد بين اللامنظور والمنظور - بين اللاهوت والناسوت) - اتمنى ان تكون الصورة وضحت!
 
التعديل الأخير:
أعلى