حياة الطوباوية ماريا مرغريتا

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
12227167_1642432262680706_8007920968197679002_n.jpg

حياة الطوباوية ماريا مرغريتا كاياني -او مارجريتا كاياني (مؤسسة الأخوات الصغيرات لقلب يسوع الأقدس الراهبات الفرنسيسكانيات صغريات القلب الاقدس بودجو آكايانو(فلورنسا ).
ميلادها
ولدت ماريانا كايانى في 2 نوفمبر 1863 في مدينة بوجيو أكايانو وتم تعميدها في اليوم التالي.

وكان الأب يعقوب يعمل حدادا في قصر ميدتشى الملكي أما الأم لويزا فورتينى فقد كانت إمرأة متدينة ونشيطة للغاية وذات مشاعر حساسة.
نشأتها
عانت ماريانا وهي في مقتبل العمر من موت أخيها تلاها صدمة موجعة أخرى بسبب موت أبيها ايضا.
تغير وجة الأسرة ووجدت ماريانا نفسها مضطرة الى تقديم المساعدة لشقيقها الأصغر هوشع فى بيع السجائر والملح وأصبحت بذلك بائعة سجائر وقدمت مساهمتها للأسرة.
أما التجربة الأصعب على الإطلاق فقد كانت عند وفاة والدتها عام 1890 ,أصبحت ماريانا بمفردها مسؤولة عن حياتها أمام نفسها وأمام الله, في هذه الوحدة الشبيهة بالصحراء اكتشفت نزعتها لاتباع يسوع.
وفي عام 1891 بدأت صداقتها مع ماريا فياسكى وهي من بوجيو أيضا وقد تعرفت عليها أثناء مصاحبتها لعمتها المريضة و إتفقوا معا على تكريس أنفسهن لله
بينما أخذت متاعب الحياة تقل ظلت ماريانا في بلدتها بين ناسها تقوم على حاجات الأخرين ولكن في صمت.
وفي هذا الطريق راحت مارينا تزيد من صداقاتها التي تساعدها على فهم مشيئة الله بالنسبة لها.
وبالفعل صادقت إثنين من المؤسسين هما الطوباوية ماريا تريزا ديلاكروتشه والطوباوية ايلينا جويرا.
حياتها
دخلت ماريانا الى دير بنديكتين في مدينة بستويا بتشجيع تلك القدوة ولكنها اكتشفت أنها غير متوافقة مع حياة العزلة.
هكذا وضعها الله بين الناس لتقوم بمهمة أخرى تؤدي بها في السنوات المقبلة الى التأمل في أفعالها.
وبعد ذلك عادت الى بوجيو أكايانو وقامت هي وصديقتها ماريا فياسكى بفتح مدرسة صغيرة لأطفال المدينة. لم يكن لديها برنامج لتحققه إلا تكريس نفسها لله وللأخرين وكانت هذه المدرسة دليلا على هذا الأختيار الذي كان خاليا من أي هدف أو طموح .
وفي عام 1896 بدأت ماريانا كايانى حياة مشتركة مع إثنين من رفيقتها وكن يعشن في بعض الغرف المستأجرة.
في الوقت ذاته واصلوا العمل بالتدريس مما أدى بعد ذلك الى تطوير وتوسيع ماريانا لإصول علم التدريس .
وفهمت ماريانا أن الإنسان منذ ولادته الى موته يجب أن يكون مركز اهتمامها وبالفعل كانت هي وصديقاتها مهتمات بزيارة المرضى وإراحتهم ومصاحبتهم ومواساة من هم على ضفاف الموت.
في 15 ديسمبر 1902 البنات اللاتى كن يتبعن ماريانا قد وصلوا بالفعل الى خمسة ومعا لبسن الزي الرهباني .
وأخذت ماريانا إسم الراهبة ماريا مارجريتا صاحبة القلب الأقدس.
وفي يوم 17 اكتوبر 1905 كرست هي وأخواتها أنفسهن لله بالنذور الأولى و تمت تسمية أسرتها الجديدة (مؤسسة الأخوات الصغيرات لقلب يسوع الأقدس).
ثمار أعمالها
كانت أعمال الراهبة مارجريتا أعمالا جاذبة للناس لدرجة أن البلدان الأخرى كانت تبحث عن تلك المؤسسة.
وأخذ مجتمع الراهبات في التوسع وفي عام 1910 تم إفتتاح أول بيت فرعي في لاسترا اسينيا بالقرب من فلورنسا ,حيث تقدم الراهبات خدماتهن في حضانة المدينة.
وفي السنوات التالية فتحت بيوتا جديدة. كانت كل خطوة تخطوها يداخلها الخوف وعدم الثقة بالنفس ولكنها كانت تشعر بسعادة غامرة عندما تتحقق مشيئة الله عن طريق بناتها .
و قد كانت الأعوام بين 1915 و 1918 أعوام سيئة للغاية بسبب الحرب العالمية الأولى. هذه اللحظة المخيفة هي التي دفعتهم الى الذهاب الى أي مكان يحتاج مساعدتهم. أمام هذه الحالة الطارئة كانت الآم كايانى جاهزة تماما لوضع مساعدة المصابين في قمة أولوياتها قبل إحتياجات المؤسسة. وقد قامت الراهباتبتقديم المساعدة الطبية في عدة مستشفيات في توسكانا.
توفيت الأم مارجريتا في يوم 8 اغسطس من عام 1921 في مدينة فلورنسا عن عمر يناهز 58 عام وقد تركت 13 بيتا فرعيا تعمل فيها 124 راهبة.
في 1 يوليو 1952 بدأت عملية التطويب. وفي 23 أبريل 1989، أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني لها الطوباوية في ساحة القديس بطرس في روما.
المؤسسة
قررت ماريانا كايانى بتشجيع من بعض الأمهات من بوجيو و الأب " فورتناتو لوتى" - راعي كنيسة بلدة قريبة- أن تجمع أطفال الشوارع لتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة.

في نوفمبر عام 1896 قامت ماريانا وصديقتها الأولى ماريا فياسكى بتأجير غرفتين وقاموا بإعدادهما لكي تعيشا معا كالإخوات وتقضيا أوقاتهما في المدرسة وزيارة المرضى.
وبعد ذلك بوقت قصير إنضمت اليهما شريكة أخرى هي "ريدينتا فراتي" وبذلك تشكلت أول جماعة صغيرة.
كانت ماريانا في حالة شك وتسأل : ماذا يريد مني الرب؟ لست قادرة, لست سوى بائعة سجائر فقيرة.
وفي نفس الوقت وبفضل مساعدة الأب مارينو بوركى (راعي بوجيو أكايانو) اقتنع صاحب الشقة بأن يبيعها الى ماريانا وأخيرا في يوم 22 مارس 1900 تخلصت ماريانا من كابوس الإيجار الذي كان يجب أن تدفعه.
وانضمت فتاتان أخريان لهذه المجموعة الصغيرة وبعد عام إنضمت دوراليشي بيتزاجوتي المدرسة المعتمدة للمدرسة الصغيرة وقد لعبت دورا كبيرا في ولادة وتنمية المؤسسة.
وفي 17 ديسمبر 1901 تمت الموافقة على تشريعات الجمعية الصغيرة من قبل مطران الأبرشية مارشيلو ماتزانتى.
وفي الوقت ذاته ظلت صديقات ماريانا يطلبن إرتداء الزي الرهباني , لكنها كانت مازالت تسعى للإنضمام الى مؤسسة راسخة.
نصح المطران ماريانا بالإنضمام الى دورة في الرياضة الروحية عند التريزيان في مدينة كامبي بيسينسيو. كانت أيام صعبة ولكن في هذا المنفى التطوعي أدركت ماريانا أن المكان الذي يجب أن تعمل فيه هو بلدها.
يعتبر يوم 15 ديسمبر 1902 يوم إنشاء المؤسسة وقد قامت الفتيات بارتداء الزي الرهباني , وأصبحت ماريانا كايانى التي أخذت اسم ( الأخت ماريا مارجريتا) هي الأم الأولى.
بعد ثلاثة سنوات من ارتداء الزي الرهبانى قدمت الأم ماريانا وخمس راهبات أخريات بتكريس أنفسهن لله بتقديم النذور الأولى .
وقد اعتنقت البنات الجديدات نفس مبادئ المجموعة الصغيرة التي أسمتها الأم كايانى ( الأخوات الصغيرات للقلب الأقدس).
وبفضل انفتاحها الروحاني نمت العائلة الدينية التي أسستها و هي الآن موجودة في إيطاليا ومصر وفلسطين والبرازيل و سيرلانكا.
كاريزما
إن تيار حبي للإنسان لا يتدفق إلا من قلب الله . لكى أمتلك حب الإنسان يجب أن أمتلك أولا حب الله

بالنسبه للأم كايانى كونك (أخت صغيرة) ينبع من التأمل وتجربة حب الله الرحمن الرحيم الذى أصبح مرئيا في المسيح المصلوب.
كانت ماريانا تتأمل المسيح المصلوب كرمز الانصياع الكامل لإرادة الآب وللعطاء للإخوة . كانت منجذبة لجوهر المسيح وكانت تشعر بهذا الجوهر و ترغب في الإبحار فيه.
إن منطلق كينونتها وعملها هو تأمل قلب يسوع وهذا التأمل يولد العمل و خدمة الإنسان من المهد إلى اللحد
المسيح المحبوب والمصلى له عند سفح الهيكل والذي كانت تقضي الليالي ملقاه على الأرض لأجله هو المسيح الذي يجب أن تحبه والذي يجب أن تخدمه من خلال الإخوة.
الأم كايانى هي سيدة التأمل في العمل الذي يؤدي الى روح الإصلاح
الإصلاح الذي يعني مساعدة الفقراء , تحمل مسؤولية التاريخ الإنساني في الصلاة وفى الصمت , وعلاج جروح المسيح الحاضرة في جميع المعاناة البشرية الموجودة في كل العالم.
بركة وشفاعة القديسة الأم ماريا مرغريتا كاياني تكون مع الجميع أمين
 
أعلى