الطريقة السليمة لشرح الكتاب المقدس شرحاً سليماً

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0


بالنسبة للطريقة السليمة لشرح الكتاب المقدس
بعد البحث والتدقيق التاريخي في طريقة فهم وشرح الكتاب المقدس، وجدت مستويات مترابطة يتم من خلالها وضع الشرح بشكل مُميز لتوصيل المفهوم والمعنى بطريقة دقيقة، لأن الدراسة كانت دائماً (على مستوى العهدين سواء عند المعلمين اليهود الأتقياء أو الآباء القديسين المعلمين في الكنيسة) تتمركز في حوالي خمسة مستويات متراصة ومترابطة مع بعضها البعض، وهي كالتالي:
(1) المستوى البسيط المُباشر:
أي القراءة العامة بتركيز للتطلع على الكتاب المقدس ككل، ثم كل سفر على حده، مع التركيز على كل حدث منفرد لفهمه من جهة الأحداث كما هي دون شرح أو تفسير أو تأويل (أي معرفتها في ذاتها كما هي).
(2) المستوى الحرفي:
أي فهم المعنى الحرفي للكلمات والتعبيرات والألفاظ (في لغتها الأصلية) في حدود المفهوم التاريخي والثقافي في العصر التي تم كتابة فيه السفر نفسه.
(3) مستوى البحث أو الدراسة:
أي فهم المعنى للكلمات عن طريق المقارنة والمقابلة مع الكلمات الموازية الواردة في الكتاب المقدس (التي تتفق مع نفس المفهوم) مع الاحتفاظ بقوام النص نفسه، وتمييز الاختلاف في المعاني من جهة الاستقلالية، بمعنى أنه توجد أحياناً بعض الألفاظ المكررة والمقابلة في نصوص أُخرى لكنها لا تتجه او تُشير لنفس المعنى في النص المُراد شرحه، لذلك ينبغي الانتباه لموضع النص وموضوعه الخاص والحفاظ على قوامه المتميز، لأنه يُحدد المعنى الذي ينبغي أن نفهمه ونشرحه حسب القصد منه بالرغم من وجود نفس اللفظة في موضع آخر، أي ينبغي الحفاظ على المعنى في داخل إطار النص التي وجدت فيه وعدم الخروج عنه بسبب وجود نفس التعبير في موضع آخر، لأنه ينبغي على الشارح أن ينتبه لحدود المعنى في إطار النص الموجود فيه، والسفر ككل.
(4) مستوى الرمز:
أي فهم رمزية النص من خلال التلميحات والإشارات التي أتت فيه، وهذا بالطبع يتطلب الفحص الدقيق لكيلا تختلط الأمور، لأن أحياناً كثيرة توجد أحداث أو كلام مباشر لا يحمل أي إشارة أو تلميح لأي رمزية أي ليس له أي شكل من أشكال الرمزية، ومع ذلك يوجد بعض العلماء والمفسرين الذين ألبسوا الرمزية لبعض المواقف والأحداث والكلمات التي ليس فيه أي ملامح للرمزية.
(5) مستوى الأسرار والألغاز:
أي استنباط المعاني الباطنية والماورائية المستترة في داخل النصوص المقدسة، وهي تُسمى الأمور الأخروية أي الاسخاتولوچية، وهذه تظهر عادةً في الأسفار الرؤيوية والتي يصعب جداً فهما وشرحها وتفسيرها.
وطبعاً يلزمنا أن نعي وندرك
أنه ينبغي أن يسبق هذا كله ويوجد على رأسه وهو الاستنارة: [فتح ذهنهم ليفهموا الكتب]، لأن بدون أن يستنير الإنسان بفتح ذهنه بالروح، فأنه لن يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس فهماً سليماً حسب قصد الله أبداً مهما ما بذل من مجهود، ومهما ما كانت عنده قدرات عقلية فذة، كما أنه يتعوق في شرح الكتاب المقدس بدون تقوى وحياة روحية سليمة، لأن الرسول يقول: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (عبرانيين 5: 13، 14)
فأن كان الإنسان يحيا على مستوى الطفولة الروحية، ولم يتناول بعد الطعام القوي الذي للبالغين، وصار له الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر، فكيف لهُ أن يتعمق في كلمة الله على مستوى البرّ ليغوص فيها ويتشرب من ماءها الحي، ويأخذ منها ليُعطي الآخرين ليرتووا ويشبعوا ويفرحوا، ثم تنغرس فيهم مثل البذرة فتُخلِّص نفوسهم، لأن الإنسان الروحاني الذي أخذ نعمة من الله للتعليم والشرح والتفسير، مثل الزارع الذي يُلقي البذار الصالحة، أما أن انعدم الزارع من هذه البذار الصالحة فأنه سيزرع البذار الفاسدة التي تُخرج الزرع الرديء.
لذلك أيها الأحباء، ينبغي أن نطلب الاستنارة وعطية الإفراز والتمييز، لنستطيع أن نفهم كلمة الله بدقة وتدقيق شديد، لكي نأخذ منها الطعام القوي لنكون قادرين – حسب ما نلنا من نعمة الله – أن نقدم هذا الطعام الصالح للجميع، للتقوية والتثبيت في طريق البرّ والحياة آمين
 
التعديل الأخير:

rafaatbarsoum

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
861
مستوى التفاعل
58
النقاط
0
الإقامة
Birmingham Uk
احسنت ayamonded.....! من له أذنان للسمع فاليسمع وعيون للروءي ليري وبالروح القدس ومدي عمقه في معرفه الله بأكثر تدقيق فاليفرز.....! ما يقوله الروح علي لسانك ......!!!well don
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
احسنت ayamonded.....! من له أذنان للسمع فاليسمع وعيون للروءي ليري وبالروح القدس ومدي عمقه في معرفه الله بأكثر تدقيق فاليفرز.....! ما يقوله الروح علي لسانك ......!!!well don

أشكرك على وجودك الحلو الذي وحشنا كلنا في المنتدى بكل تأكيد
يومك رائع، ولنصلي بعضنا لأجل بعض
النعمة معك


 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD


بالنسبة للطريقة السليمة لشرح الكتاب المقدس
بعد البحث والتدقيق التاريخي في طريقة فهم وشرح الكتاب المقدس، وجدت مستويات مترابطة يتم من خلالها وضع الشرح بشكل مُميز لتوصيل المفهوم والمعنى بطريقة دقيقة، لأن الدراسة كانت دائماً (على مستوى العهدين سواء عند المعلمين اليهود الأتقياء أو الآباء القديسين المعلمين في الكنيسة) تتمركز في حوالي خمسة مستويات متراصة ومترابطة مع بعضها البعض، وهي كالتالي:
(1) المستوى البسيط المُباشر:
أي القراءة العامة بتركيز للتطلع على الكتاب المقدس ككل، ثم كل سفر على حده، مع التركيز على كل حدث منفرد لفهمه من جهة الأحداث كما هي دون شرح أو تفسير أو تأويل (أي معرفتها في ذاتها كما هي).

استاذي الفاضل

هنا في هذا المنتدى الموقر - هناك من يقول ( من المشرفين والمحاورين ) عكس ما تفضلت به - بمعنى علينا ان لا نركز على الحدث بشكل منفصل او منفرد بل يجب ان ناخذه بشكل مترابط ومتسلسل

فأيهما هو الاصح ؟

(2) المستوى الحرفي:
أي فهم المعنى الحرفي للكلمات والتعبيرات والألفاظ (في لغتها الأصلية) في حدود المفهوم التاريخي والثقافي في العصر التي تم كتابة فيه السفر نفسه.

بالنسبة لي اجيد اللغة العربية والانجليزية

ألا تكفي هذه اللغتين لفهم الكتاب المقدس ؟

ام يجب ان اتعلم العبرية او اليونانية ايضا ؟

(3) مستوى البحث أو الدراسة:
أي فهم المعنى للكلمات عن طريق المقارنة والمقابلة مع الكلمات الموازية الواردة في الكتاب المقدس (التي تتفق مع نفس المفهوم) مع الاحتفاظ بقوام النص نفسه، وتمييز الاختلاف في المعاني من جهة الاستقلالية، بمعنى أنه توجد أحياناً بعض الألفاظ المكررة والمقابلة في نصوص أُخرى لكنها لا تتجه او تُشير لنفس المعنى في النص المُراد شرحه، لذلك ينبغي الانتباه لموضع النص وموضوعه الخاص والحفاظ على قوامه المتميز، لأنه يُحدد المعنى الذي ينبغي أن نفهمه ونشرحه حسب القصد منه بالرغم من وجود نفس اللفظة في موضع آخر، أي ينبغي الحفاظ على المعنى في داخل إطار النص التي وجدت فيه وعدم الخروج عنه بسبب وجود نفس التعبير في موضع آخر، لأنه ينبغي على الشارح أن ينتبه لحود المعنى في إطار النص الموجود فيه، والسفر ككل.

من هو الذي يحدد المعنى في اطار النص ؟

وكيف يكون ذلك ؟

(4) مستوى الرمز:
أي فهم رمزية النص من خلال التلميحات والإشارات التي أتت فيه، وهذا بالطبع يتطلب الفحص الدقيق لكيلا تختلط الأمور، لأن أحياناً كثيرة توجد أحداث أو كلام مباشر لا يحمل أي إشارة أو تلميح لأي رمزية أي ليس له أي شكل من أشكال الرمزية، ومع ذلك يوجد بعض العلماء والمفسرين الذين ألبسوا الرمزية لبعض المواقف والأحداث والكلمات التي ليس فيه أي ملامح للرمزية.

نفس الاشكالية

هناك من يقبل بالرمزية ويرفض الفهم النصي

وهناك من يرفض الرمزية ويقبل بالفهم النصي والحرفي

فايهما هو الاصح ؟

(5) مستوى الأسرار والألغاز:
أي استنباط المعاني الباطنية والماورائية المستترة في داخل النصوص المقدسة، وهي تُسمى الأمور الأخروية أي الاسخاتولوچية، وهذه تظهر عادةً في الأسفار الرؤيوية والتي يصعب جداً فهما وشرحها وتفسيرها.

ما دامت الاسفار الرؤيوية يصعب شرحها وتفسيرها ...

فكيف سأستنبط المعاني الباطنية ؟

وطبعاً يلزمنا أن نعي وندرك
أنه ينبغي أن يسبق هذا كله ويوجد على رأسه وهو الاستنارة: [فتح ذهنهم ليفهموا الكتب]، لأن بدون أن يستنير الإنسان بفتح ذهنه بالروح، فأنه لن يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس فهماً سليماً حسب قصد الله أبداً مهما ما بذل من مجهود، ومهما ما كانت عنده قدرات عقلية فذة، كما أنه يتعوق في شرح الكتاب المقدس بدون تقوى وحياة روحية سليمة، لأن الرسول يقول: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (عبرانيين 5: 13، 14)

فأن كان الإنسان يحيا على مستوى الطفولة الروحية، ولم يتناول بعد الطعام القوي الذي للبالغين، وصار له الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر، فكيف لهُ أن يتعمق في كلمة الله على مستوى البرّ ليغوص فيها ويتشرب من ماءها الحي، ويأخذ منها ليُعطي الآخرين ليرتووا ويشبعوا ويفرحوا، ثم تنغرس فيهم مثل البذرة فتُخلِّص نفوسهم، لأن الإنسان الروحاني الذي أخذ نعمة من الله للتعليم والشرح والتفسير، مثل الزارع الذي يُلقي البذار الصالحة، أما أن انعدم الزارع من هذه البذار الصالحة فأنه سيزرع البذار الفاسدة التي تُخرج الزرع الرديء.


بالنسبة لرسالة العبرانيين التي تفضلت بها - فهي للاقوياء ( بمعنى من لديهم القدرة على التمييز بين الخير والشر )

وهذه احدى صفات الانسان الواعي والدارك

وليس لها علاقة بما تفضلت به - ألا اذا كان لديك تفسير اخر

لذلك أيها الأحباء، ينبغي أن نطلب الاستنارة وعطية الإفراز والتمييز، لنستطيع أن نفهم كلمة الله بدقة وتدقيق شديد، لكي نأخذ منها الطعام القوي لنكون قادرين – حسب ما نلنا من نعمة الله – أن نقدم هذا الطعام الصالح للجميع، للتقوية والتثبيت في طريق البرّ والحياة آمين


استاذي العزيز

ارجو ان يتسع صدرك الرحب لقبول اسئلتي والاجابة عليها

مع جزيل الشكر وفائق الاحترام والتقدير

الرب يبارك لك تعب محبتك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
سلام لشخصك الحلو
(1)
هنا في هذا المنتدى الموقر - هناك من يقول (من المشرفين والمحاورين) عكس ما تفضلت به - بمعنى علينا ان لا نركز على الحدث بشكل منفصل او منفرد بل يجب ان ناخذه بشكل مترابط ومتسلسل.
الموضوع كما قلت منذ البداية على أنها مراحل متراصة ومترابطة مع بعض، صعب تفصل مرحلة عن التانية أنا وضعت 5 خطوات مهمين للغاية، لأن الخطوة الأولى هو التعرف على الكتاب المقدس بشكل عام أولاً قبل أي شرح أو تفسير، هذه الخطوة وحدها لا تنفع إطلاقاً لا في شرح ولا تفسير، فلازم تتاخد الخطوات كلها مع بعض، لأن حتى لو أُخذت خطوتين لا يؤهل الإنسان ان يشرح الكتاب المقدس أو يفسره، فهذه هي الخطوة الأولية للتعرف العام على الكتاب المقدس ككل، وهي تعتبر معرفة عامة أولية وهي خطوة مهمة للغاية قبل أي شرح أو تفسير أو حتى تسبق أي قراءة متخصصة ومدققة في الألفاظ.
(2) بالنسبة لي اجيد اللغة العربية والانجليزية
ألا تكفي هذه اللغتين لفهم الكتاب المقدس ؟
ام يجب ان اتعلم العبرية او اليونانية ايضا ؟
شوف يا محبوب الله الحلو، فهم الكتاب المقدس شيء، ووضع شرح وتفسير كمعلم نال موهبة التعليم من الله لبنيان الكنيسة شيء آخر تماماً، لأن كلامي هنا موجه لكل واحد عايز يشرح ويفسر الكتاب المقدس كمعلم، وكمعلم عليه انه يعرف النص الأصلي في الكتاب المقدس ليستطيع ان يضع المفهوم الأصلي حسب القصد منه لأن هنا لازم يتواجد أمانة نص في عدم الخروج عنه، فكلامي منذ البداية (غير موجه للجميع) موجه للي بيعلِّم بالكتاب المقدس ويقدمه في الكنيسة للبنيان، وهي أصلاً موهبة من الله مش من عند الإنسان، واللي نال الموهبة لازم يتعب ويبحث ويتعلِّم ويبذل الجهد الصادق ويخلص لما ناله من الله، لكن كل واحد فينا بشكل عام هايفهم كلام الرب الموجه لهُ ويحيا كما يحق لإنجيل المسيح، لأن الله يُريد أن الإنسان يعيش له ببساطة قلب بإيمان عامل بالمحبة، فمش لازم طبعاً تتعلم لغات أخرى، لأن هناك أشخاص لا يعرفون لغات بل عندهم لغة واحدة فقط ومع ذلك عندهم عمق رائع وخبرة روحية مش عند حد متعلم ومتوسع في دراسة الكتاب المقدس، فأنا هنا فقط باتكلم عن موهبة التعليم التي ليست لكل الناس بالطبع، لأنه أعطى البعض وليس الكل، أعطى البعض أن يكون أنبياء والبعض رسل والبعض معلمين.. الخ..
(3) من هو الذي يحدد المعنى في اطار النص؟ وكيف يكون ذلك؟
مهي دية اسمها موهبة التمييز والإفراز، وتأتي بالضرورة بعد النضوج الروحي، والتمييز هنا المقصود بيه التمييز في المفهوم حسب عمل المسيح الرب نفسه بفتح الذهن بالروح، فمن نال موهبة التعليم الروح القدس بيقوده بإلهام ليتبحر ويتعمق ويغوص في كلمة الحق المعلن فيها برّ الله، يعني هنا مش قدرة إنسان طبيعي، ده عمل الروح القدس الذي يفتح الذهن ويُعطي الفهم والإدراك، يعني الإنسان هنا مش ماشي بمزاجه وحسب فهمه وتعليمه، علشان كده انا ختمت الموضوع بكلام مهم جداً للتوضيح.
(4) نفس الاشكالية
هناك من يقبل بالرمزية ويرفض الفهم النصي
وهناك من يرفض الرمزية ويقبل بالفهم النصي والحرفي
فايهما هو الاصح؟
لا ده صح ولا ده صح، الأمور لازم تُأخذ بميزان حساس بوعي وإدراك مفتوح على كلمة الله، لأن هناك رمزية واضحة في بعض النصوص، وهناك حرفية واضحة في بعض النصوص الأخرى، ففهم الكتاب المقدس وتقديم شرحه يحتاج وعي وإدراك دقيق، وانفتاح الذهن بالروح مع الملاحظة العميقة لاتجاه النص وما يحمله من معاني مذخرة فيه لتوصيل رسالة إلهية في مواقف محدده وما وراها من قصد عميق يُريد أن يوصله للإنسان سواء من تم توجيه الكلام إليه في العصر اللي اتكتب فيه هذا الكلام، أو ممتد للمستقبل ولكل جيل، فالموضوع يحتاج أن الله بنفسه يفتح الذهن والبصيرة للتميز بين الأمور، يعني أعود واقول انها مش شطارة إنسان، لأن الإنسان لما بيدخل في هذه الأمور بفلسفته ورأيه، بيتوه ويتوه الناس معاه، لأن ده سر لخبطة ناس كتير، فيا اما يبالغوا في موضوع الرمزية ويبتعدوا تماماً عن المعنى المكتوب نفسه الواضح قدامهم، أو يتمسكوا بالحرفية بشكل منحرف بعيد تماماً عن روح النص خالص، فلازم يكون هناك وعي عميق مع إدراك وفهم مُلهم من الله.
(5) ما دامت الاسفار الرؤيوية يصعب شرحها وتفسيرها ...
فكيف سأستنبط المعاني الباطنية ؟
زي ما قلت لشخصك العزيز دية موهبة بالروح القدس، يعني مش أي حد في إمكانه يعمل كده، لازم موهبة التعليم تُعطى من الله، لأن الموضوع هنا هو انفتاح الذهن على السماويات، والإنسان يستقبل إلهامات الروح القدس، لأن من هو الجدير لهذه الأمور من ذاته أو من نفسه، فأن لم يُعطى من فوق فباطل هو تعبه أو عمله أو شرحه أو تفسيره، مع ملاحظة أن الإنسان البسيط واللي مش عنده موهبة التعليم بيدخل في تأملات رؤيوية بالروح على قدر ما نال من نعمة وتقدم ونضوج روحي، وهذا لبنيانه الشخصي فقط، وهذا يختلف عن المُعلِّم في الكنيسة، أو الخادم الأمين اللي بيقدم تعليم بوجه عام.
(6) بالنسبة لرسالة العبرانيين التي تفضلت بها - فهي للاقوياء (بمعنى من لديهم القدرة على التمييز بين الخير والشر)
وهذه احدى صفات الانسان الواعي والدارك
وليس لها علاقة بما تفضلت به - ألا اذا كان لديك تفسير اخر
لأ يا لاغالي مش هو ده قصد الرسول مش بيتكلم من جهة الأقوياء أقرأ الآية كاملة على بعضها: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (عبرانيين 5: 13، 14) الرسول هنا بيحث على النمو وعدم الحياة بحسب الطفولة الروحية، راجع كلام الرسول من أول آية 12:
لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ،. وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةًعَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
الموضوع مش مسألة أقوياء، الرسول كان موجه رسالته للعبرانيين لأنهم كانوا على وشك الارتداد، لأنهم كانوا يهود آمنوا بالمسيح ولما حصل لهم اضهاد شديد من اليهود تكاسلوا وتراخوا وكانوا على وشك الارتداد والرجوع للهيكل القديم والذبائح وخلافه، فبعت ليهم رسالة يحثهم على النضوج الروحي والنمو والتقدم في الطريق (وهتلاقي له كلام في الرسالة عن موضوع الارتداد)، فبيتكلم عن أنهم مازالوا أطفال يحتاجوا أن ينضجوا ويدركوا إيمانهم بالمسيح، فالموضوع مش مسألة أقوياء ومجرد تمييز عادي، مع أن فيه بعض الشراح والمفسرين شرحوا الكلام بعيد عن قصد الرسول تماماً، خارج النص، وده اللي باتكلم عنه من البداية لازم يتفهم إطار النص كويس قبل الشرح، بمعنى لازم تقرأ أولاً الرسالة على بعضها كما هي بدون شرح ولا تفسير، ثم قراءتها ثانية على ضوء الهدف منها، والتدقيق في الفقرات المسلسلة وترابطها مع ما قبلها وما بعدها وما يُناظرها لكلام الرسول في الرسائل الأخرى والمعاني المترابطة لفهم القصد من كلماته على وجه الدقة لكي لا نخرج عن المعنى المقدم.

فلو الموضوع للأقوياء مش كان قال خالص ولا جاب سيرة البرّ: [مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ] فركز على موضوع عديم الخبرة في كلام البرّ (ولا تنسى كلامه عن أن الإنجيل فيه معلن برّ الله) لأن كلام الرسول هنا هو مفتاح فهم الكلام كله، وده برضو نلاقيه في رسالة كورنثوس اللي قاله فيها: وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ (1كورنثوس 3: 1)، وهو نفس المعنى لأن العبرانيين كانوا يريدوا أن يرتدوا (اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ - عبرانيين 3: 12؛ 10: 39) وفي كورنثوس بينهم انشقاقات وخلافات، وده بيدل على الطفولة الروحية وعدم النضوج، اي عدم الخبرة في كلام البرّ (لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاًثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». (رومية 1: 16، 17)، لأن لو هناك خبرة وتمييز يبقى ازاي العبرانيين عايزين يرتدوا، وازاي أهل كورنثوس المسيحيين يحصل بينهم انشقاقات واحد لبولس وآخر لأبولوس.
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0



استاذي العزيز

ارجو ان يتسع صدرك الرحب لقبول اسئلتي والاجابة عليها

مع جزيل الشكر وفائق الاحترام والتقدير

الرب يبارك لك تعب محبتك

يا غالي انا يكون لي الشرف بالرد على اسئلتك لأنها مهمة فعلاً
اقبل مني كل التقدير لشخصك العزيز والمحبوب من الله
يومك رائع كله سلام

 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
فكلامي منذ البداية (غير موجه للجميع) موجه للي بيعلِّم بالكتاب المقدس ويقدمه في الكنيسة للبنيان

------------------------------------------------------------------

اشكرك جدا استاذ ايموند على شرحك المفصّل والواسع بفيضه

دمت في محبة سيدنا يسوع المسيح والقديسة مريم

مع ارق التحايا واحلى المنى

:36_3_11:
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فكلامي منذ البداية (غير موجه للجميع) موجه للي بيعلِّم بالكتاب المقدس ويقدمه في الكنيسة للبنيان

------------------------------------------------------------------

اشكرك جدا استاذ ايموند على شرحك المفصّل والواسع بفيضه

دمت في محبة سيدنا يسوع المسيح والقديسة مريم

مع ارق التحايا واحلى المنى

:36_3_11:

على ايه الشكر يا غالي ده شرف لي حقيقي بالرد على شخصك الرائع
اسئلتك حقيقي مهمة ودقتك في السؤال يبين مدى تركيزك واهتمامك بالموضوع
ربنا يخليك ودايماً صليلي كتير؛ يومك رائع

 
أعلى