"اللِّسَانِ 2"

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
26240203_848382935341160_2215386068021408233_o.jpg

"اللِّسَانِ"
قوة هدم وموت أو قوة بناء وحياة:
نقرأ في سفر الأمثال :
" اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ. "
(الأمثال 21:18)
يعلن لنا الرب هنا حقيقة صادمة تتعلق بقوة الكلام واللسان. وهذه الحقيقة ببساطة تبيّن لنا قدرة اللسان على جلب الموت والدمار أو الحياة والبناء.

أولًا
لسان الموت والدمار
قال الرّب يسوع في متى :
"..إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ."
(متى 36:12)
وهنا يعني ببساطة أن ننتبه ونحرص ألّا تنطق بكلام الموت والدمار، وهذا النوع من الكلام يشمل:
-1-

الكلام التافه والسّفيه والرخيص:
يطلق النّاس كلامًا جارحًا لاذعًا وملاحظات تؤدي إلى نتائج وخيمة في حياتهم وحياة غيرهم. وبعض الكلام يكون لطيفًا ومدروسًا، والبعض الآخر يكون قاسيًا وجارحًا دون التفكير بتأثيره على الآخرين. كم من شاب أصيب بالإحباط بسبب كلمات سلبية؟
أنت فاشل. أنت لا تصلح لشيء، أنت متهور...
وكم من صبيّة تعقّدت حياتها من سماع كلمات لاذعة مثل:
أنتِ لستِ جميلة. أنتِ غبية، بدينة، وغيرها من الكلمات.
قال أيوب في سفره لأصدقائه
"حَتَّى مَتَى تُعَذِّبُونَ نَفْسِي وَتَسْحَقُونَنِي بِالْكَلاَمِ؟"
(2:19 )
لقد جاء أصدقاء أيوب لتعزيته عند دمار ممتلكاته وموت أولاده وبناته، وبدلاً من تعزيته، وجدوا في آلامه فرصة للشّماتة والتطاول عليه ولومه. يحذرنا الرب:
" لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ،.."
(أفسس 4: 29)
ما أكثر الأشخاص الذين دمّرت حياتهم لأن سيرتهم تشوّهت بسبب الإشاعات الباطلة أو الكلام الكاذب عنهم؟
وما أكثر الآلام التي نتجت عن الاتهامات الباطلة؟
وما أكثر المرضى نفسيًا والمصابين بالاكتئاب والذل والعار بسبب كلمات نابية قيلت ضدهم.

-2-
كلام النميمة واستغياب الآخرين:
النميمة هي إشاعة أمور خاصة وحميمة جدًا بغياب الشخص الذي يدور الحديث عنه، بقصد الإساءة للآخرين. والنمام هو شخص يفتقر للحياة الصحيّة والمفرحة والمشبعة، ويجد لذته وشبعه في تحطيم الآخرين. فالنميمة قاتلة!
والسؤال الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا:
كيف أعرف إن كنت نمامًا أستغْيب الآخرين؟
للإجابة عن هذا السؤال، ضروري أن يسأل كل إنسان:
هل كلامي صحيح؟ ..
... ضروري؟
.. مفيد وبنّاء ولطيف؟
.. هل عندي الحق في أن أتحدّث عن الآخرين؟
.. هل دوافعي صادقة؟
حتى ولو كانت إجابات الواحد منا هي "نعم" لهذه الأسئلة، فمن الأفضل أن تصمت وألّا تتحدث عن الآخرين بأي سوء في غيابهم.
لا يوجد أي إنسان في الوجود يستطيع أن يقول وبملء الفم بأنه لم يستغيب أي إنسان في حياته، فكلنا ارتكبنا خطيّة النميمة. والرب يدعونا إلى التوبة عن هذه الخطيّة البشعة. وهذه التوبة تتم باتخاذ ثلاث خطوات عملية للخلاص من هذه العادة الرّديئة:
.1.
لا تنطق بحق أي إنسان في غيابه إن كنت لا تستطيع أن تنطقه في حضوره.
.2.
لا تقل أي شيء عن شخص ما دون حضوره للردّ عليك.
.3.
ارفض الاستماع للشخص النّمام وادعه إلى تغيير الحديث والكف عن النميمة.
إذا جاءك شخص ما قائلًا:
أريد أن أخبرك شيئًا عن "فلان" فقل له:
عفوًا، هل يمكنني أن أقتبس كلامك هذا وأنقله إليه؟
تأكد بأن ناقل الحديث سيتوقّف رأسًا لأنه يعلم بأن ما سيقوله سلبي ودوافعه غير مقدّسة. لا تترك الفرصة لأحد أن يتكلم أمامك ضد الآخرين. وحتى لو استمعت لكلام ضد شخص ما، فلا تنقله لغيرك وبذلك تعمل على توقيف دائرة وحلقة النميمة. تحلّى بالشجاعة المسيحية وواجه النمامين بمحبّة المسيح ناصحًا إياهم أن يتوقّفوا عن هذا الأسلوب.
-3-
الأكاذيب وشهادة الزور:
عندما يتحدث النّاس بكلام غير صحيح، أي كلام كذب، فإن أقوالهم تكون مخجلة ومكروهة من الرب نقرأ في سفر الأمثال :
" كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ."
(الأمثال 22:12)
في الأصل العبري، كلمة كراهة هنا تعني حرفيًا :
"شيء مقرف ومقزز."
أي إن الكذب شيء مقرف ومثير للغثيان. وما أكثر النّاس الذين دُمِّرت حياتهم بسبب الكذب. حتى عندما ينطق النّاس بأكاذيب يصفونها بأنها أكاذيب بيضاء أو لا تضر بأحد، فهي في النهاية أكاذيب، وهي أمور باطلة أمام الرب، بل إنها مكروهة ومقرفة ولا تليق بالإنسان مهما كان، فكم بالحري الإنسان المسيحي المؤمن.
-4-
الحلفان والشتائم والتجديف:
أعطانا الرب وصاياه المقدّسة بدافع من محبته لأنه يريد لنا الخير. وواحدة من أهم وصايا الرب هي:
"لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً."
(خروج 7:20)
عندما يقسم الإنسان، أو يحلف، فإنه ينطق باسم الرب باطلًا، وسبب ذلك هو أن الإنسان الصادق لا يحتاج أن يقسم ليبرهن على صدق كلامه. وقد قال الرّب يسوع المسيح بكل وضوح:
"أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:

لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:
لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ،...
بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ."
(متى 33:5–37)
ونقرأ في رسالة يعقوب تحذيرًا صارمًا ضد الحلفان:
"وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ."
(يعقوب 12:5)
أي إن دينونة الرب ستقع على من يحلف. وكذلك التجديف على الرب أو على النّاس هو قمة الشّر والخطية. لذلك على كل إنسان أن ينتبه لنفسه ويتأكد بألّا ينطق بلسانه كلام الموت والدمار.
علّمنا الرّب يسوع المسيح أن نبارك حتى من يلعننا. فالمسيحي يبارك ولا يلعن. المسيحي يقول الصدق ولا يحتاج أن يحلف بأي قسم.

ثانيًا
لسان الحياة والبناء :
توجد عدة صفات لهذا اللّسان ومنها الذي :
يصمت عند الضرورة. ولا يشي بقريبه. لا يتحدث بالنميمة. يعتاد على الصلاة والترنيم وتسبيح الرب. يبشر ويشهد عن عمل الرّب يسوع في حياته. يقول الصدق بمحبّة. لا يشتكي ولا يتذمر. يقدم رسائل إيجابية للآخرين باللطف والتشجيع والمديح والعطف. يمجد يَهْوَهْ دائمًا.

خطوات عملية لضبط اللّسان
.1.
اقرأ سفر الأمثال ورسالة يعقوب:
أقترح أن تقرأ كل يوم أصحاحًا من كل سفر.
.2.
صلّ وفكر أوّلًا:
على كل إنسان أن يعترف بأنه ضعيف وعاجز، وما أسهل أن يسقط بالتجربة ويتلفّظ بما لا يليق بحق الآخرين. نحتاج جميعًا إلى نعمة خاصة وقوة من السماء لتساعدنا على ترويض ألسنتنا وضبطها. علينا ألّا نيأس، لأن الرب يستطيع أن يعطينا النصرة على ألسنتنا. والروح القدس قادر أن يجدد أذهاننا فلا ننطق إلا بما هو نافع ويمجد الرب. ثم املأ عقلك بحفظ آيات من الكتاب المقدس بحيث تستطيع أن تبتعد عن الخطيّة وتتلفظ بكلمات النعمة. صلّ هذه الآية من مزمور :
"لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي."
(مزمور 14:19)
.3.

قلل من كلامك:
نقرأ في سفر الأمثال :
"كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ."
(الأمثال 19:10)
فكلما ازداد كلامنا، ازدادت فرص سقوطنا في الخطيّة وقول ما لا يليق. لنترك عادتنا القديمة بكثرة الكلام، ونبدأ أسلوبًا جديدًا في الحياة المسيحية المنضبطة. قال النبي داود:
"..أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي"
(المزامير 39: 1)
.4.
شجِّعْ وابنِ الآخرين:
يذكّرنا الرب في الكتاب المقدس باستمرار أن نشجِّع ونبني بعضنا البعض. فالكلمات الإيجابية والمشجِّعة تعطي الحياة للناس. نقرأ في سفر الأمثال:
"الْغَمُّ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ يُحْنِيهِ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ."
(الأمثال 12: 25)
فمثلًا:

عندما يرتكب ابنك عملًا خاطئًا أو عملًا لا يليق. لا تقل له:
"أنت ولد رديء وشرير."
بل قل له:
"ما الشيء الذي فعلته ولا تريد أن تفعله مرة أخرى؟"
أو "الذي فعلته لا يليق بولد مؤدب وخلوق مثلك، وأنا متأكد بأنك لن تفعله مرة ثانية."

أريد بهذا الصدد أن أضع تحديًا أمامنا جميعًا:
حاول كل يوم من أيامك الباقية على الأرض أن تقول ولو جملة تشجيع واحدة لمن تتحدث معهم، أو لمن يضعهم الرب في طريقك.
.5.
اطلب من الرب قلبًا جديدًا:
يعرف الرب بأننا لا نستطيع أن نروِّض ألسنتنا ونهذِّبها بقوتنا البشرية. لذلك إن أردت أن يتوقف لسانك عن النميمة وكلام السفاهة وعن الكذب واللعنات والحلفان، صلّ إلى الرب معترفًا بخطاياك، واطلب من الرّب يسوع أن يطهرك من خطاياك بدمه الذي سُفك على الصليب من أجلك، ثم صلّ قائلاً:
"قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي."
(المزامير 51: 10)
فمن " فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ." .. "اللّسان."
يريدنا الرب أن نعيش بمقاييسه المقدّسة والطّاهرة، وننتبه إلى كل كلمة تخرج من أفواهنا.
كن عامل بناء:
شجّع النّاس، وتكلّم بكلام الحب والخير والسّلام. توقف عن التّلفظ بكل ما هو باطل وسلبي وانطق دائمًا بكلام صالح وإيجابي. استخدم لسانك في نشر الإنجيل، والترنيم والتّسبيح، وإعطاء المجد لرب المجد يسوع المسيح .آمين .

{بسام بنورة}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
موضوع قمه فى الأهمية
خصوصا موضوع النميمة فى الشغل :(
الواحد كتير بيقعد مع نمامين وكتير بيتدايق من موقف يقعد ينم مع زميله. وقت الانفعال الواحد للاسف بيغلط ...
كتير ببقى مندفعه
ارحمنا يا رب و ساعدنا نضبت لسانا
أشكرك و احبك كثيرا :)
يسوع كمان بيحبك
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
موضوع قمه فى الأهمية
خصوصا موضوع النميمة فى الشغل :(
الواحد كتير بيقعد مع نمامين وكتير بيتدايق من موقف يقعد ينم مع زميله. وقت الانفعال الواحد للاسف بيغلط ...
كتير ببقى مندفعه
ارحمنا يا رب و ساعدنا نضبت لسانا
أشكرك و احبك كثيرا :)
يسوع كمان بيحبك
آمين يا رب يسوع ..
اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ.
(المزامير 141: 3)
دمتم دائماً بملئ النعمة والبركة وفي حماية دم المسيح في كل مكان أنتي فيه.. آمين .
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً آمين .


 
أعلى