لا حول ولا قوة إلا بالله! بالأمس تنسين خادم البتول كليا واليوم تفتحين موضوعا مستقلا باسمه وترسلين له تحية وتقديرا خاصا؟!
(أمزح بالطبع معك. بالعكس أسعدني أنك تذكرتِ كل هؤلاء الأحباء وانتبهتِ لوجودهم حولك وكلماتهم لأجلك، خاصة أن بينهم أيضا أستاذنا الجميل فادي الذي يبدو أن دوره معك كان في الخاص، وهذا لا شك أفضل).
***
أشكرك على وقتك وجهدك واهتمامك، ولكن دعينا على أي حال نتذكر معا: أن محبتنا نحوك هي في الحقيقة
محبة المسيح لأجلك!
هي ذاتها لا فرق على الإطلاق، سوى أنها فقط تمر إليكِ من خلالنا وتتلوّن بالتالي قليلا باللون الخاص لكل منا!
كذلك نحن أيضا حين نحب: نحب في الحقيقة
هذا النور الذي يسكنك،
هذه الروعة وهذا الجمال الفائق الذي يتوارى داخلك، والذي تعرفه قلوبنا جيدا حتى وإن غاب عن عقولنا بسبب حماقات الإنسان أو أخطائه أو سلوكه
الظاهر عموما!
الشكر من ثم
للرب وحده، الذي يفتح العيون فترى حُسنه فيكِ وفي كل إنسان، كما يفتح القلوب فتنسكب من خلالها محبته لأجلك وتفيض رحماته وبركاته وعنايته بالخليقة كلها! الشكر
له وحده، إلهنا الرحوم صانع الخيرات تبارك اسمه، سبحانه الذي يجبر ويعصب ويأتي لجراحنا حقا بالبلسم والطيب، لأوجاعنا بالراحة والشفاء ولأحزاننا بالفرح والمسرة. لا فضل لنا أبدا يا أمي الغالية ولا دور على الإطلاق، صدقا لا تواضعا، وحقا كما أنشدت رابعة:
فلا الحمدُ في ذا ولا ذاكَ لي * ولكن لكَ الحمدُ في ذا وذاكَ
ختاما يسعدني بالطبع أن أدخل خصيصا لأجلك وأن أكون معك ومع كل القلوب البسيطة الطيبة. اقترابنا من الناس وإبحارنا في أعماقهم بالعكس يساعدنا
نحن أنفسنا أولا على النمو والنضج والفهم ويفتح أمامنا آفاقا لا تنتهي. ولا عجب فكل إنسان
معجزة حقا قائمة بذاتها، باهرة مدهشة، وكل
قلب ـ وكل
حياة ـ عالم
فريد لا يتكرر! أشكرك من ثم لكل هذه المشاركات معنا، كما أشكرك مرة أخرى على هذا التقدير الخاص الذي لا أستحقه، تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي.