علي الرغم من ظلمة العصر. أحيط الميلاد المجيد بمجموعة من القديسين.
نذكر من بين هؤلاء القديسين زكريا الكاهن وزوجته أليصابات.وكيف بشرهما الملاك بميلاد ابنهما يوحنا المعمدان "وكان كلاهما بارين أمام الله.. سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم". وإلي جوارهما وجد يوسف النجار وسمعان الشيخ. وحنة ابنة فنوئيل العابدة في الهيكل بأصوام وصلوات ليلًا ونهارًا.
ومع هؤلاء. عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة في الوجود. التي استحقت أن روح الله يحل عليها. وقوة العلي تظللها. والتي بشرها بميلاد ابنها : الملاك جبرائيل. وكانت الوحيدة في العالم التي ولدت ميلادًا بتوليًا. بمعجزة لم تحدث من قبل. ولم تتكرر فيما بعد..
كل أولئك كانوا موجودين في عصر واحد. هو وقت ميلاد المسيح. قداسه البابا شنوده
* كانوا من نوعيات تختلف في السن. فمنهم سمعان الشيخ. وكان طاعنًا جدًا في السن. وزكريا وأليصابات "وكان كلاهما متقدمين في أيامهما". وحنة ابنة فنوئيل. وكانت أرملة من نحو أربع وثمانين سنة. إلي جوار القديسة العذراء وهي شابة صغيرة. ويوحنا بن زكريا وهو طفل رضيع..
* وكانت هذه المجموعة من الأبرار. متنوعة من جهة العمل.
كان منهم الكاهن مثل زكريا. والنجار مثل يوسف. وسمعان الشيخ كان من علماء الكتاب أو علماء اللاهوت. وكان المجوس من علماء الفلك. وإلي جوارهم مجموعة من الرعاة. وكانت أليصابات "ست بيت".
وحياة البر شملت الكل. بغض النظر عن السن أو نوع العمل
مما يدل علي أن الله للجميع. يدعو الكل إلي برّه. وإلي ملكوته.
فرح الملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة".
ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء فرحت. وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد. تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية يقدمها السيد المسيح للعالم.. وظهرت في عظته الشهيرة علي الجبل. وفي سائر عظاته وتعاليمه. وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.
علي أن هناك دروسًا عميقة نتعلمها من قصة الميلاد. وما أحاطت بها من أحداث. وما نتعلمه أيضا من حياة السيد المسيح علي الأرض..
سلام بين الناس. وسلام بين الإنسان والله. وسلام في أعماق النفس من الداخل. سلام من الله يفوق كل عقل.
وعلّم بأن الصلح أفضل من تقديم القرابين. فقال : "إن قدمت قربانك علي المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك. فاترك قربانك قدام المذبح. واذهب أولًا اصطلح مع أخيك".
وفي سبيل السلام بين الناس. دعتهم تعاليم المسيح أن يكونوا مقدمين بعضهم بعضًا في الكرامة.