دكتور خالد منتصر يكتب بمناسبة الذكرى الثانيه لعودة رفات شهداء ليبيا إلى مصر

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart

بمناسبة الذكرى الثانيه لعودة رفات شهداء ليبيا إلى مصر

14237614_1779122345710824_2829342320656144051_n.jpg


عادت جثامين شهداء الأقباط فى مذبحة سرت، لترقد مطمئنة فى ثرى مصر
و ترابها، عادت الجثامين مظللة بالياسمين، عادت لتسطر قصة حب وشجاعة
و صفاء روح وثبات مبدأ، عادت لتفضح بربرية أكلة لحوم البشر، عاد الجثمان،

فمن يضمن لنا الأمان؟

من يضمن عدم تكرار تلك الجرائم البشعة؟ الفكرة ما زالت موجودة وتنتشر كالطاعون،
و الأيدى ما زالت مرتعشة، والرهان الخاسر ما زال على السرطان فى محاربة الإيدز!!،
عندما وجدوا الرفات فى ليبيا سبقتنى دموعى، وأنا أكتب رسالة إلى القتلة،
إلى القتلة الذبّاحين الذين يتصورون أنهم يتقربون إلى الرب بالجماجم والأشلاء،
رفات هؤلاء أشرف منكم وأغلى، لأنهم وبرغم اختلاف الدين، فإنهم يعشقون
تراب هذا الوطن، لذلك عادوا ليدفنوا فيه وتحت ثراه، تتعطر أرض مصر بدمائهم
الزكية التى سالت فى البحر عندما نحرتموهم بلا ذنب، لكنهم لم يحققوا لكم
لذة شماتتكم أيها الضباع، فقد ماتوا بكل إباء وشمم وكرامة وبلا انكسار ولا مذلة
لكم، هم أثرياء تحت الثرى، وأنتم أيها القتلة يا فقراء القلب والروح نبصق على
وجوهكم العفنة التى مسحة منها تنجّس محيطاً!!،

كفكفت دموعى ولم أستطع مقاومة تقززى وقيئى من القاتل وإعجابى وانبهارى
بالمقتول، وأنا أرى السكين تجزّ العنق والضحية تتمتم وتصلى، الضحية كانت أقوى
من القاتل وأكثر صلابة، يد القاتل كاذبة وعنق المذبوح صادقة، ونصل القلب المحب
كان أمضى من سكين الكاره، المذبوح كان مغمض العينين، والذابح كان مغمض
القلب، انسدل الجفن لحظة النزف، سمسار الموت كان يشد الوثاق، بينما كان
الشهيد فى لحظة الفراق، مجرد نظرة قبل الذبح رأى فيها القاتل عورته وعريه
الداخلى الفاضح برغم القناع الكثيف، الله الذى يسكن قلب الشهيد حتماً غير
الذى يسكن دماغ المجاهد التكفيرى، أراد المجرم إسكات دعاء الضحية الهامس،

كان يظن أنه ببتر الحنجرة سيكتم تغريدة الحب، كان لا يعرف أن الصوت صادر من
أعماق القلب، ذلك الطائر الشفاف، ذو الأجنحة النورانية، الذى لا تستطيع سيوف
وخناجر الدنيا أن تصنع له قفصاً أو تسوّر حوله زنزانة،

ما عاد إلى مصر ليس مجرد رفات، ليس مجرد بقايا عظام وفتافيت بشر وأشلاء
موتى، ما عاد إلينا هو مخزون كرامة ورائحة وطن وعبير زمن كنا ظنناه قد ولّى
ودُفن، عاد إلينا الجثمان.. فمتى يعود الأمان؟

خ.منتصر​
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
فلتكن ذكراهم مؤيدة
بداية السنكسار اول صفحة
صوت وصورة

 
أعلى