- إنضم
- 30 يوليو 2013
- المشاركات
- 1,239
- مستوى التفاعل
- 161
- النقاط
- 0
شحاذ الهمم - قصة قصيرة
. خطرت ببالي فكرة ، داعبت عقلى وراودتنى كثيرا ، ظننتها تحمل خيرا لمن يشاطروننى مكان العمل . انا عامل فى مصانع شركة كبرى و كثيرا ما اشتكى صاحب العمل ان الانتاج قليل و الارباح لا ترضيه , ففكرت أن اذهب اليه واقترح عليه ان يطلب من العمال العمل لمدة ساعتان اضافيتان فى يوم الاجازة وساعة فى باقى ايام الاسبوع تطوعا حتى تزيد ارباح الشركة و يزيد الانتاج و من ثم تزيد رواتبنا فيما بعد . قررت أن أذهب للرؤساء واجاهر بما فى صدر لعلى أنعم برضا الأقران ، واكون سببا فى خيرهم . لكن شاءت الأقدار أن تغير جميع ظنونى وتقتلها بغير شفقة ولا رحمة . فقد اعترضت الجماعة والأنكى أن أحدهم ادعى انه أنقذ الجماعة من كارثة محدقة كادت تلقى بهم فى الهاوية بسبب هذه الفكرة . هكذا كانت ردود الأفعال تتساقط على كوقع القنابل على البيوت لتفتك بها وبكل جميل داخلها. = أحدهم قال لى : انت انانى لا تفكر إلا فى نفسك ولا تريد إلا مصلحتك.
- لم أكن أقصد إلا الخير.
=اعترض آخر وقال: انت لا تعرف للخير معنى ولا تجلب لنا سحنتك إلا المصائب .
– ظننت انه بامكانى افادتكم .
كل هذا حدث وكان مدير المصنع فى حملة تفقدية يمر بها على المكاتب ليستطلع احوال العمل ويطمئن على سير الامور , وكان يقف بجانب غرفتنا يستمع الى كل ما يحدث لكنه لم يشأ ان يتدخل حتى يعطنى فرصة الدفاع عن نفسى .
= هم الثالث بالرد وتوجست فى حركاته نية بصفعى على وجهى ، لكن يبدو أنه لم يشأ أن يرهق يداه بضربى ، نظر إلى وقال : أتظن نفسك لوذعيا ، لا تتحدث بأسمنا ما دمت لا تعرف ماذا نريد ، ونحن لم نطلب منك أن تفيدنا .
وتسابقت الألسنة من كل حدب و صوب فى الغرفة على توجيه أقظع الشتائم إلي و أشد الاتهامات :
= أنت حيوان
. = أنت لا تفهم شيئا
= أنت انانى (بصق علي)
(و المدير لا يزال يستمع ولا يتدخل )
= وأخيرا قامت فتاة من آخر الغرفة ، نظرت الي ورفعت يديها فى وضع الدعاء وقالت : حسبى الله ونعم الوكيل . خرجت من الغرفة أظن لتستكمل ما تبقى فى فيها من نميمة مع بقية أصدقائها ، ويسترسلوا اهانتى مع بعضهن البعض.
- نظرت إليهم بعين يملؤها الحزن ووجه ممتقع بسبب ردود افعالهم المقيتة هذه ، وقلت : ظننتكم ستسبوقوننى للمدير من أجل هذا الأمر ، مابالكم هكذا كسولين تعترضون لمجرد انى طلبت منكم العمل . لقد أسأت الظن بكم و تفكرت للحظة انى اعمل مع أشخاص يقدسون العمل و لا يضنوا بكل غال ونفيس من أجل رفعته . لقد أسأت الظن بكم مثلما أسأتم الظن بى ، واتهمتمونى ب الأنانية .....
وفجأة دخل علينا المدير , رجل طويل القامة , عريض المنكبين , لم ينهى عقده الثالث بعد , يدل هندام الرجل على اناقة وذوق عالى فى اختيار الملابس حيث يرتدى قميصا ملونا يفصح عن لياقة بدنية عالية حيث تبرز عضلات الرجل المفتونة من اكمام القميص , و بنطال اسود . وما ان دخل علينا حتى صمتت الالسنة و بكمت الافواه و لم يعد باستطاعة أحد أن يتكلم ولو حتى باخبار سيادته عن المشكلة محل الجدل . نظر الي بعين يمتزج فى قرتها الشفقة علي مع السخط والغضب على الاقران , بقترب منى , يرتب على كتفى ويقول لى :
- صبرا صبرا يا أخى , فانا اقدر همتك , وغيرتك الشديدة على مصلحة عملك .
- رددت عليه بصوت منكسر ووجه يكسوه الحيرة و الاضطراب : والله ما فعلت هذا الا بدافع الحب لعملى و حرصى على مصلحة أقرانى ووو . ولم استطع استكمال الحديث بسبب الاذلال الذى تعرضت له . أما الرجل فتقبل موقفى ورأيت منه اهتمام كبير بأن اكون بخير .
تركنى قليلا استريح من عناء الكلم ووجه حديثه اليهم : ما بالكم هكذا فاترين نشحذ منكم الهمم للعمل , فأنا لم اعد اراعى مصالح الشركة فقط بل اشحذ الهمم من العمال ايضا كى يقوموا بواجبهم . اراكم تعترضون على الرجل فقط لانه طلب منكم ان تعملوا " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " من لا يعمل لا يأكل يا سادة . لن يقول الناس عنى فيما بعد صاحب اعمال بل شحاذ همم اشحذ همم العمال حتى يعتنوا بعملهم ويخافون عليه .
انحنت الرؤوس خجلا وصدر صوت خافت من اخر الغرفة : ماذا تريد منا ان نفعل ؟
فرد المدير : حسنا قلت , من الغد ستزيد ساعات العمل ساعتان يوميا , وأربع ساعات يوم الاجازة .
وتوجه الى و التبسم يعلو ثغره : انت من اليوم رئيس عمال و من حقك معاقبة كل من يتوانى عن اداء عمله .
انتهى .
. خطرت ببالي فكرة ، داعبت عقلى وراودتنى كثيرا ، ظننتها تحمل خيرا لمن يشاطروننى مكان العمل . انا عامل فى مصانع شركة كبرى و كثيرا ما اشتكى صاحب العمل ان الانتاج قليل و الارباح لا ترضيه , ففكرت أن اذهب اليه واقترح عليه ان يطلب من العمال العمل لمدة ساعتان اضافيتان فى يوم الاجازة وساعة فى باقى ايام الاسبوع تطوعا حتى تزيد ارباح الشركة و يزيد الانتاج و من ثم تزيد رواتبنا فيما بعد . قررت أن أذهب للرؤساء واجاهر بما فى صدر لعلى أنعم برضا الأقران ، واكون سببا فى خيرهم . لكن شاءت الأقدار أن تغير جميع ظنونى وتقتلها بغير شفقة ولا رحمة . فقد اعترضت الجماعة والأنكى أن أحدهم ادعى انه أنقذ الجماعة من كارثة محدقة كادت تلقى بهم فى الهاوية بسبب هذه الفكرة . هكذا كانت ردود الأفعال تتساقط على كوقع القنابل على البيوت لتفتك بها وبكل جميل داخلها. = أحدهم قال لى : انت انانى لا تفكر إلا فى نفسك ولا تريد إلا مصلحتك.
- لم أكن أقصد إلا الخير.
=اعترض آخر وقال: انت لا تعرف للخير معنى ولا تجلب لنا سحنتك إلا المصائب .
– ظننت انه بامكانى افادتكم .
كل هذا حدث وكان مدير المصنع فى حملة تفقدية يمر بها على المكاتب ليستطلع احوال العمل ويطمئن على سير الامور , وكان يقف بجانب غرفتنا يستمع الى كل ما يحدث لكنه لم يشأ ان يتدخل حتى يعطنى فرصة الدفاع عن نفسى .
= هم الثالث بالرد وتوجست فى حركاته نية بصفعى على وجهى ، لكن يبدو أنه لم يشأ أن يرهق يداه بضربى ، نظر إلى وقال : أتظن نفسك لوذعيا ، لا تتحدث بأسمنا ما دمت لا تعرف ماذا نريد ، ونحن لم نطلب منك أن تفيدنا .
وتسابقت الألسنة من كل حدب و صوب فى الغرفة على توجيه أقظع الشتائم إلي و أشد الاتهامات :
= أنت حيوان
. = أنت لا تفهم شيئا
= أنت انانى (بصق علي)
(و المدير لا يزال يستمع ولا يتدخل )
= وأخيرا قامت فتاة من آخر الغرفة ، نظرت الي ورفعت يديها فى وضع الدعاء وقالت : حسبى الله ونعم الوكيل . خرجت من الغرفة أظن لتستكمل ما تبقى فى فيها من نميمة مع بقية أصدقائها ، ويسترسلوا اهانتى مع بعضهن البعض.
- نظرت إليهم بعين يملؤها الحزن ووجه ممتقع بسبب ردود افعالهم المقيتة هذه ، وقلت : ظننتكم ستسبوقوننى للمدير من أجل هذا الأمر ، مابالكم هكذا كسولين تعترضون لمجرد انى طلبت منكم العمل . لقد أسأت الظن بكم و تفكرت للحظة انى اعمل مع أشخاص يقدسون العمل و لا يضنوا بكل غال ونفيس من أجل رفعته . لقد أسأت الظن بكم مثلما أسأتم الظن بى ، واتهمتمونى ب الأنانية .....
وفجأة دخل علينا المدير , رجل طويل القامة , عريض المنكبين , لم ينهى عقده الثالث بعد , يدل هندام الرجل على اناقة وذوق عالى فى اختيار الملابس حيث يرتدى قميصا ملونا يفصح عن لياقة بدنية عالية حيث تبرز عضلات الرجل المفتونة من اكمام القميص , و بنطال اسود . وما ان دخل علينا حتى صمتت الالسنة و بكمت الافواه و لم يعد باستطاعة أحد أن يتكلم ولو حتى باخبار سيادته عن المشكلة محل الجدل . نظر الي بعين يمتزج فى قرتها الشفقة علي مع السخط والغضب على الاقران , بقترب منى , يرتب على كتفى ويقول لى :
- صبرا صبرا يا أخى , فانا اقدر همتك , وغيرتك الشديدة على مصلحة عملك .
- رددت عليه بصوت منكسر ووجه يكسوه الحيرة و الاضطراب : والله ما فعلت هذا الا بدافع الحب لعملى و حرصى على مصلحة أقرانى ووو . ولم استطع استكمال الحديث بسبب الاذلال الذى تعرضت له . أما الرجل فتقبل موقفى ورأيت منه اهتمام كبير بأن اكون بخير .
تركنى قليلا استريح من عناء الكلم ووجه حديثه اليهم : ما بالكم هكذا فاترين نشحذ منكم الهمم للعمل , فأنا لم اعد اراعى مصالح الشركة فقط بل اشحذ الهمم من العمال ايضا كى يقوموا بواجبهم . اراكم تعترضون على الرجل فقط لانه طلب منكم ان تعملوا " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " من لا يعمل لا يأكل يا سادة . لن يقول الناس عنى فيما بعد صاحب اعمال بل شحاذ همم اشحذ همم العمال حتى يعتنوا بعملهم ويخافون عليه .
انحنت الرؤوس خجلا وصدر صوت خافت من اخر الغرفة : ماذا تريد منا ان نفعل ؟
فرد المدير : حسنا قلت , من الغد ستزيد ساعات العمل ساعتان يوميا , وأربع ساعات يوم الاجازة .
وتوجه الى و التبسم يعلو ثغره : انت من اليوم رئيس عمال و من حقك معاقبة كل من يتوانى عن اداء عمله .
انتهى .