الرد على شبهة: هل سمح الرب بتعدد الزوجات والتسري و السراري في العهد القديم Richard M. Davidson بتصرف

إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
capture1.png


هل سمح الرب بتعدد الزوجات والتسري و السراري في العهد القديم Richard M. Davidson بتصرف

التصميم الالهي للخلق هو أن يكون للرجل زوجة واحدة وهذا ما جاء في التكوين 2 : 24 لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا.وقد اقتبس بولس الرسول هذه الاية بوضوح عن أن تصميم الله للخلق أن يكون للرجل زوجة واحده وهذا ما جاء في افسس 5 : 31 من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا.فالايات اشارة الي زوجة واحدة ليس مثني وثلاث ورباع .وهذه الزوجة الواحدة تصير مع رجلها جسداً واحداً .فكما ايضاً ان الرب واحد كما جاء في التثنية 6: 4 اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد والرب لا يقبل اي علاقة للانسان مع الهة اخري .هكذا الانسان الذي علي صورة الله يرتبط بامرأته.فكان يتصف كل من يذهب وراء اي اله اخر بالزني الروحي.لانه يوجد اله واحد للبشرية باكملها .فمن ابتكر الالهة الاخري هو الانسان .فالانسان هو ايضاً المتسبب في تشويه تصميم الخالق بالزوجة الواحده .ويظهر هذا التشويه بشكل واضح من قبل الانسان لا من قبل الرب في العهد القديم في ذكره لحوادث تعدد الزوجات والتسري والسراري .

تعدد الزوجات والسراري وسفر التكوين

احتوي سفر التكوين علي امثلة متعدده لتعدد الزوجات مثل ما جاء عن لامك واتخاذه امرأتين في تكوين 4 : 18 – 24 .وعن ناحور في تكوين 22 : 20 – 24 وعن ايضاً ما جاء عن يعقوب في تكوين 29 – 30 .وما ورد عن عيسو وأليفاز وغيرهم .فكاتب سفر التكوين او الراوي (موسي ) عرض هذه الحالات في هذه المقاطع ليسلط الضوء علي عدم اقرار هذه التصرفات .فمن خلال هذه النمازج التي اوردها موسي رأينا ان تعدد الزوجات يعج بالخلافات والغيره والتنافس ووجع القلب .وايضاً التمرد فكشف لنا عن سلبية للتعدد من خلال نمازج حية . وعواقب الخروج عن تصميم الله وارادة الله وهذه الارادة التي كتبها موسي ايضاً هو شريعة الزوجة الواحده .فالتعدد نتج من العواقب التي نتجت من سقوط الانسان .فمن يتمعن في هذه المقاطع سيعلم علم اليقين انها أدانة صريحة للتعدد وعدم موافقة .

فعلي سبيل المثال زواج ابراهيم بهاجر .من الناحية الانسانية هاجر زوجة لابراهيم بحسب ما جاء في تكوين 16 : 3 .لكن هذا ليس المنظور الالهي .فطوال القصة يدعوا الله سارة بانها زوجة ابراهيم وهذا ما جاء في العديد من المواضع مثل ما جاء في تكوين 17 : 15 , 19 وتكوين 18 : 9 – 10 .وكان الوحي الالهي يشير الي هاجر بانها ” خادمة سارة “وليست زوجة ابراهيم بحسب ما ورد في تكوين 16 : 8 – 9 وتكوين 21 : 12 .بالاضافة الي هذا ما جاء في تكوين 21 عن رجوع ابراهيم الي وضع الزوجة الواحده .وبعد ان رجع الي هذا الوضع يقول لنا الكتاب في اصحاح 22 انه صعد الي جبل المريا لاختبار ايمانه .ويبدوا انه عندما عاد الي الاستقرار الاجتماعي كان ابراهيم علي استعداد لاجتياز اختبار الايمان للرب .

وفيما يتعلق بيعقوب وتعدد الزوجات او التسري فهذه القصة تسرد لنا العديد من العيوب التي يخلفها التعدد .فكانت عائلة يعقوب مفككة .ويوجد بعض التلميحات انه عاد الي وضع الزوجة الواحده فبعد ان وصف التكوين علاقة يعقوب بزوجاته نجد انه بعد صراع يعقوب مع الرب الزوجة الوحيده المذكوره هي زوجته رحيل .في تكوين 35 : 16 – 19 .

ففي حين ان يعقوب كان يدعوا راحيل وليئة بزوجاته بحسب تكوين 30 : 26 . وتكوين 31 : 50 .بعد هذا الصراع صار يدعوا راحيل فقط بزوجتي وهذا ما ورد في تكوين 44 : 27 .ففي تكوين 46 نجد الراوي ” موسي ” يذكر ليئة وزلفة وبلهة كمجرد نساء ولدن ليعقوب بينما يذكر راحيل كزوجة ليعقوب في تكوين 46 : 15 , 18 , 19 , 25 .

وهكذا يروي الراوي “موسي ” ان بعد التجربة التي تمت عند مجري يبوق اصبح كلاً من ليئة وزلفة وبلهة هم رعايا ليعقوب وليس زوجات له .وعاد الي علاقة الزوجة الواحده الاصلية رحيل .

التشريعات الموساوية

زعم البعض ان هناك نصوص في اسفار موسي الخمسة تسمح وتوافق علي التعدد والتسري او السراري لكن بالدراسة الدقيقة نجد ان هذا الزعم خاطئ وليس هو ارادة الرب.

علي سبيل المثال ما ورد في التثنية 17 : 16 – 17 .

ولكن لا يكثر له الخيل، ولا يرد الشعب إلى مصر لكي يكثر الخيل، والرب قد قال لكم: لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق أيضا. ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه. وفضة وذهبا لا يكثر له كثيرا.

فنجد هنا انه لا يعطي الملك تشريع للتعدد كما يزعم البعض .لكن يعلن له الارادة الالهية في الحديث بشكل واضح انه لا يكثر النساء .

وايضاً ما جاء في سفر اللاويين 18 : 18 وهو ايضاً من اسفار موسي الخمسة 18 ولا تأخذ امرأة على اختها للضرّ لتكشف عورتها معها في حياتها.

البعض يقول ان هذه الاية تشير الي التعدد ! لكن الاية تترجم لا يجوز لك الزواج من امرأة اخري مع اختها .كمنافس في حين انها علي قيد الحياة لتكشف عورتها .ويري الباحثين ان امراة علي اختها تشير الي صله قرابة .بمعني اخت لامراة ويقولون ان هذا منع لتعدد زواج المحارم فالزواج باختين يعيشون مع بعض يعتبر كزني المحارم .

ومع ذلك بالرجوع لكلمة امرأة علي اختها نجد ان استخدام الكلمة العبري ishah ’el-’akhotah جاء في ثمانية مواضع بمعني واحده الي اخري ولا يوجد ما يشير الي زواج الاخوات .وهذا ما يعادل المصطلح الذي يختص بالرجال el-’akiw الي يعني رجل لاخيه وياتي اثني عشر مره في الكتاب المقدس بمعني بعضهم البعض او واحد الي الاخر .ولا يترجم حرفياً بانه اخو اخوه .ومع هذا الاتساق في الاستخدام الكتابي نود ان نشير ان نص اللاويين 18 : 18 يؤكد الي الاشارة الي المرأة الواحده ب(الزوجة) التي يضاف لها أمراة اخري ٍ.ولا يعني الاخوات حرفياً .

وهذا ما يؤكده التعبيرات الادبية والسياق فان التشريع يحظر التعدد .وكشف لنا مشيئة الرب تجاه التعدد والتسري .علي الرغم من عدم وجود عقوبات مذكوره لهذه الممارسات خلال العهد القديم .لكن هذا الامر وضحة اللاويين 18 ان التعدد ضد الاخلاق ضد الترتيب الالهي .

التعدد والتسري في عهد القضاة

سفر القضاة يحتوي علي التعدد والتسري فيسجل لنا السفر قصة جدعون الذي كان لديه العديد من النساء .بحسب قضاة 8: 30 وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه، لأنه كانت له نساء كثيرات. ان هذا التعدد جعل جدعون يترك الرب في وقت لاحق من حياته .ولم يكتفي بالتعدد بل بالوثنية ايضاً بحسب ما جاء في قضاة 8 : 24 – 28 .

24 ثم قال لهم جدعون: «أطلب منكم طلبة: أن تعطوني كل واحد أقراط غنيمته». لأنه كان لهم أقراط ذهب لأنهم إسماعيليون. 25 فقالوا: «إننا نعطي». وفرشوا رداء وطرحوا عليه كل واحد أقراط غنيمته. 26 وكان وزن أقراط الذهب التي طلب ألفا وسبع مئة شاقل ذهبا، ما عدا الأهلة والحلق وأثواب الأرجوان التي على ملوك مديان، وما عدا القلائد التي في أعناق جمالهم. 27 فصنع جدعون منها أفودا وجعله في مدينته في عفرة. وزنى كل إسرائيل وراءه هناك، فكان ذلك لجدعون وبيته فخا. 28 وذل مديان أمام بني إسرائيل ولم يعودوا يرفعون رؤوسهم. واستراحت الأرض أربعين سنة في أيام جدعون.

فبالتالي لا يوجد موافقة واراده الهية للتعدد .ونجد في ختام سفر القضاة في الاصحاحات 19 , 21 قصة لاوي التي تصور الانحلال الجنسي ومدي قدرته علي تدمير الشخص .وضعت في النهاية لتسليط الضوء علي التدهور الذي اغرق شعب بني اسرائيل ويختتم سفر القضاة باية تلخص ما جاء به في قضاة 21 : 25 في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل. كل واحد عمل ما حسن في عينيه.

تعدد الزوجات والتسري اثناء مُلك اسرائيل

كشف سفر صموئيل الثاني والملوك عن ضلال المجتمع بعيداً عن الرب والاخلاق فوقعوا فريسة للعادات السائده مثل الجمع بين الزوجتين وتعدد الزوجات والتسري حتي الاتقياء مثل القانة الذي جاء ذكره في صموئيل الاول 1 – 2 .والقادة السياسين في النظام الملكي مثل شاول وداود وسليمان .

ووهناك ذكر لما لا يقل عن ستة ملوك ليهوذا كان لهد العديد من الزوجات وفي المملكة الشمالية ايضاً

فروي الكتاب المقدس وسجل لنا بامانة الضيقة والتناقض في وجود زوجة اخري وضرب بالوصايا التي جاءة في لاويين 18 : 18 عرض الحائط وكان لهذه الامور احداث كارثية في حياة الملوك .ووقعوا في عصيان الحظر الالهي الوارد في التثنية 17 : 17 .

قد يقول البعض ان داود رجل الله قبله كما اراد الله في حين كان يعدد الزوجان يتناول رون بريز هذا ويقول ان .ما فعله داود لا يدل علي موافقة الرب علي هذا .فالراوي للتعدد في حياة داود اراد ان يشير الي التقييم الالهي السلبي في حياة داود وعندما نرجع لرسالة صوئيل الثاني 12 : 7 – 8

7 فقال ناثان لداود: «أنت هو الرجل! هكذا قال الرب إله إسرائيل: أنا مسحتك ملكا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول، 8 وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا. وإن كان ذلك قليلا، كنت أزيد لك كذا وكذا. فهي رساله لا تشير الي ان الرب دعم او عاقب داود علي التعدد .لكن في نهاية حياة داود عاد الي زوجة واحد وهي بتشبع .

كما ورد في صموئيل الثاني 20 : 3 وملوك الاول 1 : 1- 4 .

واثناء وبعد السبي البابلي لا يوجد ذكر في العهد القديم للتعدد بين شعب الرب .

في النهاية

في العهد القديم يوجد حالات واضحة للتعدد والتسري مثل اباء وملوك وقضاة كتب لنا الوحي الالهي عنهم .لنري الادانة الضمنية لهذه الممارسات وما تؤدي لها .وان الرب نفسه حظر التعدد والتسري في لاويين 18 : 18 كجزء من القانون الاخلاقي .والعهد القديم يسجل لنا عدم موافقة الله علي التعدد .

والمسيح ان الله سمح للطلاق لقساوة قلوبهم وهذا يدل ان هذا الامر لا يرضي الله ولا يريده واعرب عن استنكار هذا الامر .فكان الطلاق لعلاج وضع قائم متشعب وومتغلغل في الشعب حينا ذاك .لكن ليس فيه مسره للرب وهكذا الامر هو استنكار الرب لهذا التعدد .. ..ففي متي الاصحاح التاسع عشر يفترض الفريسييون ان تنظيم وضع قائم يساوي الموافقة ..فعندما سألو يسوع سؤال..

«هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟» 4 فأجاب وقال لهم: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى؟ 5 وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا. 6 إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان». 7 قالوا له: «فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق؟» 8 قال لهم: «إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا.”

لاحظ الاتي ان الفريسيين اتو بمسأله حول السماح بالطلاق .فكانت اجابة يسوع بشكل غير متوقع قائلاً.انه لا ينبغي من الاصل ان يكون هناك أي طلاق.وعلي الفور اختلط الامر علي الفريسيين فقالوا فلماذا اوصي موسي اذاً؟ألا يعني السماح موافقه؟

يسوع يوضح ان الامر ملتبس لديهم..ويزيل الالتباس..

فالفريسيين غاب لديهم المعرفة عن اهمية القوانين التنظيمية.فهناك فرق بين ما هو قانوني وما هو اخلاقي هو نفسه الفرق بين الواقع وبين المثل الاعلي .فليس المقصود بالقانون قائمة تحتوي علي ما هو اخلاقي او غير اخلاقي.فهو يعمل مثل ما يعمل اياً من القوانين الوضعية تبعاً لقواعد قابلة للتنفيذ بشكل معقول لتسيير الحياة المجتمعية.والفريسيين ارتكبوا خطأ وهو التركيز علي اللوائح بقدر ما ذهبوا الي الرب لطلب الصلاح من الله المثل الاعلي.

فكما هو الحال مع الطلاق كذلك هو الحال مع التعدد والتسري .ومدي استنكار الرب لهم

مدونة ميمرا يهوه

بعض المراجع

Du Preez, Polygamy in the Bible, 183–204. Bridgeman-Giraudon.

Davidson, Flame of Yahweh, 149–59, 211, for numerous lines of biblical evidence supporting this conclusion.

Hugenberger (Marriage as a Covenant, 118)

The Law of Leviticus 18:18: A Reexamination,” CBQ 46 (1984), 199–214

Gordon P. Hugenberger, Marriage as a Covenant: Biblical Law and Ethics as Developed from Malachi, VTSup 52 (Grand Rapids: Baker, 1998), 119.

Davidson, Flame of Yahweh, 191–202
 
أعلى